باريس - (أ ف ب): يتظاهر آلاف الأشخاص، معظمهم من الشباب، منذ الاثنين في فرنسا تحت شعار «كلنا أطفال غزة» بعد القصف الإسرائيلي الدامي في رفح جنوب القطاع الفلسطيني. بلغ عدد المتظاهرين 10 آلاف في باريس مساء الاثنين، و4500 يومي الثلاثاء والأربعاء، بينما تجمع آلاف في عدة مدن فرنسية كبيرة أخرى. والخميس، نظمت تظاهرتان شارك فيهما مئات في العاصمة، واحتج 2500 شخص أمام مقر مجموعة «تي إف 1» لأن محطة «إل سي آي» التابعة لها بثت مقابلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وهذا المستوى من المشاركة نادر، إن لم يكن غير مسبوق، منذ بداية الحرب في غزة. كان القصف الأخير لمخيم نازحين في رفح بمثابة «القشة» التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للعديد من المحتجين، وفق ما قالت المتظاهرة هيفاء لوكالة فرانس برس الأربعاء مضيفة «يجب أن نوقف المجزرة».
ومضت إسرائيل في الهجوم على المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة والتي يعيش فيها أكثر من مليون نازح فلسطيني، رغم مخاوف المجتمع الدولي الذي دعاها للتخلي عنه. وأدى القصف ليل الأحد الاثنين على مخيم للنازحين إلى مقتل وإصابة عشرات الأشخاص، كثر منهم قضوا حرقا.
وأعرب العديد من المتظاهرين في فرنسا لوكالة فرانس برس عن يأسهم عندما شاهدوا صورا على وسائل التواصل الاجتماعي للخيام المحترقة في المخيم، ولا سيما مقطع الفيديو الذي يظهر رجلا يحمل «طفلا مقطوع الرأس». قالت المتظاهرة عزة (42 عاما) الثلاثاء «ربما يكون هناك مستوى من الفظائع يصبح فيه الأمر لا يطاق ولا يحتمل، لدرجة أن يتظاهر أشخاص لم يعتادوا على الاحتجاج».
وأضافت المرأة الداعمة للقضية الفلسطينية «لقد رأينا صورا فظيعة على شبكات التواصل الاجتماعي مدة ثمانية أشهر، ولكن ربما تكون هذه النقطة التي تفيض الكأس».
وقال بيار أبيكاسيس، عضو الاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام الذي شارك في تنظيم التظاهرات الباريسية الثلاثاء، «هناك سخط واشمئزاز». يوضح هذا الطبيب المتقاعد أنه رأى في مدينة ديجون حيث يعيش، «مئة شاب لم نكن نعرفهم» يشاركون الاثنين الساعة السادسة مساء في تجمع ضم 150 شخصا تمت الدعوة إليه قبل ثلاث ساعات فقط. ويضيف «ينشط الشباب على شبكات التواصل الاجتماعي كثيرا، لكنهم خرجوا هذه المرة إلى الشوارع، كان عليهم أن يعبروا عن أنفسهم».
وأعربت آن تويون رئيسة جمعية التضامن الفرنسي الفلسطيني أيضا عن «مفاجأتها السعيدة» بـ«تصميم ودينامية» المتظاهرين، وخصوصا بكثرة عددهم. كان الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر على إسرائيل، والحرب الانتقامية المدمرة التي تشنها إسرائيل في غزة، سببا في تفاقم الجدل في فرنسا حول النزاع في الشرق الأوسط، كما أدى إلى تأجيج الاستياء بين معسكرين لا يمكن التوفيق بينهما. وأدى هجوم حماس إلى مقتل أكثر من 1189 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية. وردا على ذلك، تعهدت إسرائيل بتدمير الحركة الفلسطينية. وخطف خلال الهجوم 252 شخصا نقلوا إلى غزة، لا يزال 121 منهم محتجزين في غزة، ولقي 37 منهم حتفهم وفق الجيش. خلفت الهجمات الإسرائيلية الواسعة في قطاع غزة أكثر من 36 ألف قتيل، معظمهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة في القطاع التي تديرها حركة حماس.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك