وقت مستقطع
علي ميرزا
خذوا الحكمة ولو ..
لو عدنا إلى الوراء وبالتحديد خلال العصر الذهبي للكرة الطائرة المحلية لوجدنا أبرز اللاعبين اللافتين في الأندية وبدون أي استثناء وما أكثرهم كانوا يتمتعون بمهارات عالية إلى درجة التمكن والإتقان، ولو سأل سائل: ما السبب في ذلك؟
لقلنا للسائل وغيره وبصريح العبارة: لأن مدربي فئات الأندية في تلك الفترة كان شغلهم الشاغل العمل على ترسيخ مهارات اللعبة الأساس في الناشئ، سيرا على أسلوب المدرسة الآسيوية الذائعة الصيت آنذاك، فكل لعبة لها شخصيتها ومقوماتها التي تحمل اسمها، وإذا شاهدنا لاعبا مهما كان المركز الذي يلعب فيه لا يتقن أبجديات الكرة الطائرة من حسن التمركز الدفاعي وما يتفرع منه من دحرجات جانبية أو عمل «dive»، ويجيد إعداد الكرة الثانية من أي مركز وإلى أي مركز، واستقباله على شاكلة الهزات الأرضية، وخطواته الهجومية أو لتشكيل حوائط الصد حدث ولا حرج، أما الإرسال فيكتب على سطر ويترك أسطرا، فهل مثل هذا اللاعب يمكننا أن نحسبه على الكرة الطائرة؟ فالطالب الذي لا علاقة له بمهارات مادة الرياضيات الأساس من ضرب وقسمة وطرح ماذا تنتظر منه عندما يواجه مسائل متقدمة المستوى؟
فالناشئ عندما نكسبه المهارة منذ الصغر فلا نخاف عليه عند الكبر، عندها يستطيع هذا اللاعب أن يطوع نفسه ويكيفها مع أي متطلبات حديثة تتطلبها اللعبة أو المدير الفني، والسبب يعود إلى أن هذا اللاعب يقف على أرضية صلبة من المهارة.
قبل يومين ساقتني الصدفة إلى لقاء ابن أحد لاعبي منتخبنا الوطني للعبة وبادرت الابن بالسؤال: لماذا والدك مختفٍ؟، ولا يحضر إلى متابعة منافسات الكرة الطائرة؟ فصعقني الابن بالرد قائلا: بأن أبيه يقول: اللاعبون مهاراتهم ضعيفة ومتآكلة، هذه وجهة نظره، ولكن لو هذا الكلام جاء على لسان إنسان لا علاقة له باللعبة، لكانت الصعقة أخف ولوجدنا له عذرا، غير أنها أتت على لسان لاعب كان في يوم ما ملء السمع والبصر ومازال.
إخواني وزملائي مدربي الفئات العمرية: لا تنسوا أن التدريب تربية أولا وتنمية ثانيا، فلا تشغلكم الشكليات عن الأساسيات، فالذي يجيد مهارة السباحة لا خوف عليه حتى لو رميناه في المحيطات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك