الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
رسائل الكلمة السامية.. من الصين
من المقولات العربية المأثورة: «اطلبوا العلم ولو بالصين».. ومن الأمثال الصينية الخالدة: «إن قوة شجرة الخيزران تكمن في مرونتها».. ومع طلب العلم، وقوة ومرونة الشجرة، كدلالة على التطور والحيوية، يأتي انعقاد منتدى التعاون الصيني العربي في العاصمة بكين، ليحمل معه أهمية ودلالات كبيرة، تعكسها العلاقات والمواقف المشتركة، حيال الأمن والاستقرار، والتنمية والازدهار.
وتواصلا للحراك الدبلوماسي البحريني، وحشد التأييد الدولي، للسلام العادل والشامل في المنطقة، وانطلاقا من رئاسة البحرين للدورة الحالية للقمة العربية، جاءت مشاركة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، في الجلسة الافتتاحية للدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي، المنعقد في العاصمة الصينية بكين، والذي افتتحه فخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية، وذلك في إطار زيارة الدولة التي يقوم بها جلالته للصين.
ولقد تضمنت الكلمة السامية لجلالة الملك المعظم في المنتدى، العديد من الرسائل الرفيعة، التي تحمل رؤية مستقبلية من قائد فذ حكيم، يسعى على الدوام من أجل الأمن والسلام، والتنمية المستدامة، لصالح البشرية أجمع، ولصالح حاضر ومستقبل المنطقة، والأجيال القادمة.
ذلك أن حديث جلالته -أيده الله- من أجل تنسيق المواقف وحشد الدعم اللازم لهدف السلام الدائم، والدعوة إلى سرعة انعقاد مؤتمر دولي للسلام، لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وقيام دولته الوطنية، يأتي انطلاقا من أن القضية الفلسطينية هي من أولويات الدولة البحرينية، كما هي من أولويات الدول العربية.
الكلمة الملكية السامية، عبرت عن الشعور الإنساني حيال مستجدات القضية الفلسطينية، وما تشهده غزة ورفع وكافة الأراضي الفلسطينية، ومعاناة الشعب الفلسطيني الشقيق، جراء الحرب الغاشمة التي تمارسها إسرائيل، التي تهدد الإنسانية والبشرية بعدوانها المستمر.
زيارة الدولة التي يقوم بها جلالة الملك المعظم إلى الصين، وبعد الزيارة الناجحة لروسيا، هي رسالة واضحة بأن رئاسة مملكة البحرين للدورة الحالية للقمة العربية، تشكل مسارا جديدا، حيويا وفاعلا، من أجل تفعيل وتنفيذ القرارات العربية، وحشد التأييد الدولي، وخاصة من روسيا والصين، باعتبارهما قوة دولية وعضوا مؤثرا في مجلس الأمن الدولي، ومواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية، وإحلال السلام العادل والشامل في المنطقة.
ولا شك أن تعزيز مسارات التعاون البحريني الصيني، أخذ اهتماما كبيرا وملحوظا في لقاء جلالة الملك المعظم وفخامة الرئيس الصيني، وما تتميز به هذه العلاقات من مشاريع حيوية في البنية التحتية، والتكنولوجيا، وتطابق أهداف المشروع الصيني «طريق الحزام»، ورؤية البحرين الاقتصادية 2030.
تبقى نقطة جديرة بالاهتمام والتركيز، وجاءت ضمن الكلمة الملكية السامية، بأن مملكة البحرين تثمن مكانة الصين العالمية، وانجازاتها المشهودة في قدرتها على مواجهة تحديات العولمة، مع الحفاظ على هويتها الثقافية وتقدمها الاقتصادي المتصاعد.. وتلك إشارة واضحة ورسالة عظيمة بأن التقدم الاقتصادي يستلزم الحفاظ على الهوية الثقافية، باعتبارها السياج الآمن لمواجهة التحديات والتطورات، خاصة التكنولوجية منها، التي نشهدها اليوم، وتأثيرها وتداعياتها على الأمم والأجيال والمستقبل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك