قال مسعفون في غزة إن القوات الإسرائيلية قتلت 12 فلسطينيا على الأقل في قصف جوي فجر أمس على رفح بجنوب قطاع غزة، فيما احتدم القتال في عدة مناطق أخرى بالقطاع.
وقالت مصادر طبية في غزة إن الشهداء الفلسطينيين الاثني عشر مدنيون وأُصيب عدد غير معروف في ضربة جوية إسرائيلية في أثناء محاولتهم انتشال جثة مدني آخر وسط رفح.
وأوضح المسعفون أن مدنيا فلسطينيا آخر استشهد في قصف جوي بمخيم الشاطئ للاجئين غربي مدينة غزة في شمال القطاع المكتظ بالسكان.
وواصلت إسرائيل ضرباتها على رفح في جنوب القطاع رغم الأمر الصادر من محكمة العدل الدولية بوقف الهجمات على المدينة.
في مدينة غزة، وقع قصف مدفعي على حي الزيتون، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.
وفي شمال القطاع أيضا، استهدف الجيش مخيم جباليا وبيت لاهيا، مع تصاعد الدخان فوق هذه المناطق، بحسب شهود عيان.
وقال الجيش إن عناصره تعرضوا لهجوم في جباليا، مضيفا أن طائرة قصفت مقاتلين، ما أسفر عن مقتل اثنين منهم.
في وسط قطاع غزة، دفن فلسطينيون أقاربهم الذين استشهدوا في غارة ليلية في النصيرات، بحسب أحد مراسلي وكالة فرانس برس. وكان الأطفال متجمعين قرب أكوام من الأنقاض، فيما حاول بعضهم انتشال بعض الأغراض.
وفي خان يونس بجنوب قطاع غزة، أفاد الدفاع المدني الفلسطيني عن انتشال ثلاث جثث من أنقاض منزل أصيب بقصف إسرائيلي.
وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان أمس إن أكثر من 36224 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 81777 آخرون في العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر.
وأضافت الوزارة أن نحو 53 فلسطينيا سقطوا شهداء وجرح 357 آخرون خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
يأتي ذلك غداة إعلان جيش الاحتلال سيطرته على محور فيلادلفيا الذي يمتد مسافة 14 كلم على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر.
وزعم الجيش العثور «على نحو 20 نفقا في منطقة محور فيلادلفيا»، الذي يقول إن الفصائل المسلحة في القطاع تستخدمه للتهريب.
غير أن مصر نفت وجود أنفاق عند الحدود مع قطاع غزة واتهم مسؤول مصري كبير إسرائيل بـ«توظيف هذه الادعاءات لتبرير مواصلة عملية رفح وإطالة أمد الحرب لأغراض سياسية»، وفق ما أوردت قناة «القاهرة الإخبارية» المقربة من المخابرات المصرية.
وأغلق معبر رفح مع مصر منذ سيطرة القوات الإسرائيلية عليه، وبات دخول المساعدات الإنسانية الأساسية لسكان قطاع غزة شبه متوقف.
ودعت وزارة الصحة في غزة أمس، إلى فتح جميع المعابر، خصوصا لتسهيل إجلاء المرضى والجرحى.
ومع استمرار العدوان، ينتشر سوء التغذية على نطاق واسع بغزة في ظل تباطؤ تسليم المساعدات إلى حد كبير. وحذرت الأمم المتحدة من أن مجاعة على وشك الحدوث هناك.
ودعا فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أيضا لهجمات إسرائيلية على موظفي الأونروا ومبانيها في غزة.
وقال في مقال بصحيفة نيويورك تايمز إن المسؤولين الإسرائيليين «ينزعون الشرعية عن الأونروا بوصفها بأنها منظمة إرهابية».
وأضاف «الاستهداف المنتظم لموظفي الأمم المتحدة ومبانيها يشكل سابقة خطيرة».
وجاءت تصريحات لازاريني بعد مزاعم إسرائيلية في يناير بأن 12 من موظفي الأونروا وعددهم 13 ألف موظف في غزة شاركوا في عملية «طوفان الأقصى» التي شنتها حركة حماس في السابع من أكتوبر على إسرائيل.
وأوردت صحيفة نيويورك تايمز وشبكة سي إن إن الأمريكية استنادا خصوصا إلى تحليل لمشاهد شظايا الذخائر بعد الضربات على مخيم اللاجئين في رفح أن الجيش الإسرائيلي استخدم قنابل أمريكية من طراز جي بي يو-39 مزودة بشحنة ناسفة وزنها حوالي 17 كلج.
وكان مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون كيربي صرح بعد الضربات أن الإسرائيليين قالوا إنهم استخدموا قنابل وزنها حوالي 17 كلج، واعتبر أن هذا الوزن لا يمثل «قنبلة كبيرة»، مؤكدا أن الولايات المتحدة تنتظر نتائج التحقيق الإسرائيلي حول الضربات.
من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن إسرائيل بحاجة إلى وضع خطة لما بعد الحرب في أسرع وقت ممكن، محذرا من أنه «بدون خطة لليوم التالي، لن يكون هناك يوم تال».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك