زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
صرصار بالدولار
وجود كتائب من الخفافيش في أسقف غرف مدرسة ثانوية سودانية عملت بها في بداية مسيرتي العملية كان من الأسباب التي دفعتني لاحقا الى هجر التدريس، وذلك خوفا من نقلي في مقبل الأعوام الى مدرسة أخرى محتلة خفاشيا، ولو كنت أعلم ان الصينيين يأكلون لحم الخفاش، لبقيت في تلك المدرسة لأحصل على توكيل تصدير الخفافيش الى الصين، علما بأن خفافيش السودان خالية من فيروس كوفيد المسبب للكورونا.
أثناء تقليب أوراقي القديمة عثرت على كنز سيتيح لك عزيزي القارئ وبخاصة في منطقة الخليج، الدخول في مشروع تكسب من ورائه ذهبا، عوضا من ان تضيع نقودك التي اقترضتها او انت بصدد اقتراضها لقضاء إجازة في الخارج، بعد شهر من الآن فبدلا من ان تهدر بضعة آلاف في بانكوك بحجة أنها مدينة استثمارية شريفة، بدليل ان اسمها «بانك كوك» أي طبخ وإعداد الوصفات البنكية، (قبل أعوام أصر صديق لي على السفر الى تايلند لعلاج ألم في الظهر.. قلت له: بلاش... بكرة تندم يا جميل، ولكنه سافر وعاد إلينا بعد اسبوعين على كرسي متحرك وخضع لعلاج طبيعي «حقيقي» لشهرين حتى تمكن من استخدام رجليه مرة أخرى). المهم بلاش من بانكوك، وعليك بالتفكير جديا بزيارة مدينة تسكون بولاية اريزونا الأمريكية، حيث ستتاح لك الفرصة لكسب 50 الف دولار او اكثر بعد ان طرحت شركة اريزونا بست كنترول العاملة في مجال مكافحة الحشرات والقوارض، مسابقة للقبض على مائة صرصور من النوع المثقف، وعن كل صرصور تأتي به الى الشركة ستقبض 100 دولار، غير ان هناك صرصورا معينا ستكون جائزة اصطياده خمسون ألف دولار، وإذا كنت تعتقد انك تستطيع ان تضحك على الشركة وتأتيها بصراصير أي كلام فانك ستكون خارج المنافسة، فالشركة أطلقت مائة صرصور كل منها يحمل «بار كود» أي رمزا/ رقما إلكترونيا خاصا ولا جوائز الا لمن يقبض على احد الصراصير المرمزة، وقد يقول قائل: ولماذا لا تذهب انت يا ابو الجعافر الى اريزونا لتنفرد بالجائزة؟ سؤال وجيه ولكني ردي عليه اكثر وجاهة: بعد ان عاشت معي في لندن وتجولت معي في عدد من عواصم الدول الأجنبية حلفت زوجتي بالطلاق ان لا تتركني ازور بلدا خارج الجزيرة العربية بمفردي، خاصة وأننا دخلنا سوقا شعبيا في لندن معظم البائعات فيه من النساء وكن يتصايحن: جافا.. سويت جافا.. والانجليز يسقطون حرف الراء في آخر معظم الكلمات، ومن ثم فهمت ام المعارك انهن يتحرشن بي، ولم أحاول أن أفقد اعترافها لي بأنني جذاب وبأنني فتنة للنساء، لأنني وعن تجربة كنت أعرف أنهن يروجن لبرتقال وتفاح يافا وتنطق بالإنجليزية «جافا»!! اما الامر الثاني فهو ان زوجتي تخاف من الصراصير أكثر من خوف العرب من اسرائيل، وإذا عرفت انني كسبت مالا من وراء الصراصير فإنها ستضعني في الحجر الصحي لمدة شهر وتحرمني من استخدام أدوات البيت في الأكل.
وهناك عرض صرصوري آخر لا يقل اغراء عن العرض الامريكي واظن انه سيلقى هوى لدى الكثير من القراء، لأنه يتعلق بالفليبين التي هي اخت تايلند فيما يتعلق برحلات الصيف لوصل الأرحام مع شعوب جنوب شرق آسيا، فحسبما جاء في صحيفة اساهي ايفننينج نيوز الفليبينية فان بلدية العاصمة مانيلا وبعد ان تكاثرت الصراصير تقدم ما يساوي ستة سنتات عن كل صرصور. طبعا المبلغ هزيل مقارنة بالعرض الامريكي آنف الذكر، ولكن لا قيد على توريد الصراصير بمعنى انها ليست كالصراصير الأمريكية عليها ارقام كودية، مما جعل العديد من اهل الفلبين يعملون في مجال تربية الصراصير لتوريدها لبلدية مانيلا، ومهما فعل هؤلاء فانهم لن يجنوا أرباحا طائلة وهنا يأتي دور المستثمرين: يشترون رقعة ارض في جزيرة ما في الفلبين ويربون فيها الصراصير للسوق المحلية ولكوريا الجنوبية، حيث يعتبر الصرصار المشوي والمقلي بالزيت وجبة «تصبيرة» خفيفة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك