مبادرات المنامة السياسية والاقتصادية تعكس انشغالها بالقضايا العربية
أكد عدد من المحللين نجاح قمة البحرين سواء على المستوي السياسي أو الاقتصادي عبر طرح العديد من المبادرات السياسية والاقتصادية، أو على مستوى التنظيم والنجاح في الاستضافة من خلال توفير كافة الخدمات اللوجستية، مؤكدين أن مبادرات المملكة السياسية والاقتصادية التي طرحتها مملكة البحرين من شأنها ان تكون قاطرة لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك سياسيا واقتصاديا.
وأضافوا في تصريحات خاصة لـ«أخبار الخليج» على هامش انعقاد القمة العربية الـ 33 التي استضافتها المملكة للمرة الأولى، أن المملكة تلعب دورًا محوريا سياسيا على مستوى المنطقة ظهر جليا في الكلمة الافتتاحية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم خلال القمة، والاهتمام بالقضايا العربية وطرح المبادرات لحل الأزمات المختلفة التي تمر بها المنطقة العربية، بالإضافة إلى مبادرات المملكة الاقتصادية المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي في الشأن المالي، مؤكدين أن الكوادر الشبابية في مملكة البحرين جديرة بالإشادة على العمل كخلية نحل على مدار استضافة القمة سواء على مستوى الترتيب والتنظيم.في البداية أوضح الدكتور عمرو الشوبكي الخبير الاستراتيجي بمركز الأهرام والبرلماني السابق، أن الجهود التي بذلتها مملكة البحرين في استضافة القمة العربية تكللت بالنجاح المبهر والإشادة العربية بتوفير كافة الخدمات اللوجستية المقدمة للوفود والمركز الإعلامي الذي كان مخصصا لفعاليات القمة وكان على أعلى مستوى من حيث الخدمات المتوافرة للإعلاميين.
وأكد أن البحرين لم تكتفِ فقط بنجاح التنظيم والاستضافة وإنما اكتملت صورة النجاح بإعلانها 5 مبادرات سياسية، يأتي في مقدمته الدعوى إلى استضافة مؤتمر دولي للسلام، لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأيضا الصراع العربي الإسرائيلي، وهو احياء لمؤتمرات دولية عدة عقدت في هذا الإطار.
ولفت إلى أن التحدي الحقيقي الذي سيواجه المؤتمر هو رفض إسرائيل والتحفظات الأمريكية من أن تكون روسيا والصين مشاركتين في المؤتمر، ولكنها تبقى مبادرة جيدة وطرحا جيدا ومهم تفعيله وتطبيقه في حيز الواقع.
وقال: إن مخرجات القمة تنم عن متابعة عربية دقيقة للمشهد خاصة مع حجم التحديات الموجودة في المنطقة، وما يشهده قطاع غزة من استهداف متعمد للمدنيين وحجم الضحايا، مشيرا إلى ان التوافق العربي سيشكل ضغطا على الحكومات الداعمة للاحتلال، وإمكانية استغلال هذه الضغوط على مستوى الدول العربية.
من جانبه، قال إلهام لي نائب رئيس التحرير في المكتب الإقليمي لمجموعة الصين للإعلام في الشرق الأوسط، إن طرح المملكة لاستضافة مبادرة سلام لحل القضية الفلسطينية، يأتي في توقيت حرج جدا تمر به المنطقة العربية، وفي وقت يحتاج فيه الجميع الى مثل تلك المبادرة وخاصة أن المملكة لديها قبول عالمي وتتبنى رؤية سلام.
وأشار الى أنه يرى أن المبادرة ستواجه بعض التحديات وخاصة الغطاء السياسي الذي يوفره العالم الغربي للتحركات العسكرية الإسرائيلية تجاه قطاع غزة، وقائلا: «من الضروري حاليا وقف إطلاق النار في قطاع غزة أيضًا وتحقيق سلام دائم ومستمر في قطاع غزة وبين إسرائيل وفلسطين».
وأشار إلى أن المملكة تلعب دورًا محوريا سياسيا على مستوى المنطقة، حيث ظهر جليا في الكلمة الافتتاحية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، الاهتمام بالقضايا العربية وطرح المبادرات لحل الأزمات المختلفة.
وحول استضافة المملكة للقمة للمرة الأولى، قال نائب رئيس التحرير في المكتب الإقليمي لمجموعة الصين للإعلام في الشرق الأوسط: «هذه المرة السادسة التي أزور فيها مملكة البحرين، وقد تغيرت وشهدت المملكة نموا سريعا جدا خلال السنوات الأخيرة، وخاصة فيما يتعلق باستضافة القمة العربية الثالثة والثلاثين والترتيب الممتاز لها والمركز الصحفي الذي كان على أعلى مستوى من التجهيزات، وهو ما يدل على تمتع قمة البحرين بأهمية بالغة لتوحيد المواقف للدول العربية تجاه كثير من القضايا».
وأكد أن الصين حريصة على التعاون العربي ولذلك كان ممثل فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ، كان حاضرا ضمن ضيوف هذه القمة وهذا يدل على أهمية التعاون بين الصين والدول العربية واهتمام جانب الصين بهذه القمة ونتمنى للمملكة والشعب البحريني كل التوفيق والنجاح.
فيما أضاف عماد حسين الدين حسين عضو مجلس الشيوخ المصري، أن مملكة البحرين نجحت نجاحا مثاليا في تنظيم واستضافة القمة وكانت استعداداتها قبل انطلاق القمة على أكمل وجه.
وأكد عضو مجلس الشيوخ المصري، أن كلمة ملك البحرين كانت مهمة وشخصت الواقع العربي ودعت إلى السلام بعيدًا عن الحروب، وأكدت ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية، بالإضافة الى الكثير من القضايا التي تعاني منها الأمة العربية، ليس فقط فيما يتعلق فقط بالصراع العربي الإسرائيلي.
وبيّن عماد أن أي مبادرة تتم بموافقة الأطراف جميعًا ولكي ينجح المؤتمر الدولي للسلام من المهم ان يعد له إعدادا جيدا وأول خطواته أن يتوقف إطلاق النار، قائلا: «إسرائيل غير مستعدة للسلام وخاصة أنها تواصل التوسع والحرب في ظل دعم امريكي واسع النطاق».
وقال: نتمنى أن تواصل الدول العربية ضغطها على الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية لإجبار إسرائيل على وقف القتال حتى نعود الى منطق السلام وتستطيع المنطقة أن تتحدث عن المستقبل والتعليم والتكنلوجيا والتطور والتقدم في فلسطين.
من جانبه، أشاد الدكتور فهد الشليمي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، بالكوادر الشبابية الموجودة في مملكة البحرين التي أثبتت وجودها كخلية نحل جاهزة للعمل على قدم وساق.
وأضاف الشليمي أن الكلمة السامية التي قالها ملك البحرين تُلبي كل المطالبات للشعوب العربية، بالإضافة الى مقترح استخدام الذكاء الاصطناعي في الشؤون المالية يعتبر طرحا جديدا، ومبادرة تعليم الناس في المناطق المنكوبة.
القمة العربية في البحرين ستقف وراء دعم الشعب الفلسطيني ووقف إطلاق النار في غزة، مع إدانة العدوان الإسرائيلي المستمر على الفلسطينيين، فضلًا عن مناقشة مستقبل غزة في مرحلة ما بعد الحرب، وأضاف: «القضية الفلسطينية هيمنت على القمة، وحظيت بدعم العالم العربي وضرورة التأكيد على إعادة إعمار قطاع غزة، مع مباركة جهود الدول العربية لحل الأزمة، وعلى رأسها مصر والأردن».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك