العدد : ١٦٩٨٤ - الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٤ - الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

بعد توافق وزراء الخارجية العرب..
تفاؤل بمخرجات قمة البحرين

تغطية‭: ‬إسلام‭ ‬محفوظ‭ - ‬ياسمين‭ ‬العقيدات تصوير‭: ‬محمود‭ ‬بابا

الأربعاء ١٥ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

جدول أعمال مزدحم بقضايا الأمن القومي العربي أمام القادة غدا


بعد‭ ‬جلسة‭ ‬قاربت‭ ‬الساعة‭ ‬أرسلت‭ ‬برسائل‭ ‬التوافق‭ ‬والاتفاق‭ ‬العربي،‭ ‬أنهى‭ ‬وزراء‭ ‬الخارجية‭ ‬العرب‭ ‬أمس‭ ‬اجتماعهم‭ ‬الوزاري‭ ‬التحضيري‭ ‬لاجتماع‭ ‬مجلس‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القادة‭ ‬العرب‭ ‬‮«‬القمة‭ ‬الـ‭ ‬33‮»‬،‭ ‬بعد‭ ‬إقرار‭ ‬جدول‭ ‬اعمال‭ ‬ومسودة‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬تمهيدا‭ ‬لرفعهما‭ ‬إلى‭ ‬القادة‭ ‬العرب‭ ‬لمناقشتهما‭ ‬وإقرارهما‭ ‬خلال‭ ‬أعمال‭ ‬القمة،‭ ‬وسط‭ ‬توقعات‭ ‬أن‭ ‬تخرج‭ ‬قمة‭ ‬البحرين‭ ‬بقرارات‭ ‬إيجابية،‭ ‬ومواقف‭ ‬موحدة‭ ‬تجاه‭ ‬القضايا‭ ‬والتحديات‭ ‬العربية‭ ‬المثارة،‭ ‬حيث‭ ‬ترأس‭ ‬اجتماع‭ ‬وزراء‭ ‬الخارجية‭ ‬العرب‭ ‬الدكتور‭ ‬عبداللطيف‭ ‬الزياني‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تسلم‭ ‬رئاسة‭ ‬الدورة‭ ‬الحالية‭ ‬من‭ ‬الأمير‭ ‬فيصل‭ ‬بن‭ ‬فرحان‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬السعودي‭ ‬الذي‭ ‬ترأست‭ ‬بلاده‭ ‬الدورة‭ ‬السابقة‭ ‬للقمة‭ ‬‮«‬32‮»‬،‭ ‬بحضور‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬أحمد‭ ‬أبو‭ ‬الغيط‭.‬

 

حيث‭ ‬أكد‭ ‬أحمد‭ ‬أبو‭ ‬الغيط‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الاجتماع‭ ‬الوزاري،‭ ‬أن‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وصمة‭ ‬عار‭ ‬في‭ ‬جبين‭ ‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬يقبل‭ ‬بأن‭ ‬تجري‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الزمان،‭ ‬وأن‭ ‬تمتد‭ ‬الى‭ ‬شهور‭ ‬طويلة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تُطالب‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬بوقف‭ ‬فوري‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تمارسه‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬انتهاك‭ ‬صارخ‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭ ‬أي‭ ‬قانون‭ ‬الحرب‭ ‬لا‭ ‬يمس‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وحدهم‭ ‬بل‭ ‬المنظومة‭ ‬العالمية‭ ‬وقواعدها‭ ‬الحاكمة‭ ‬والمبادئ‭ ‬التي‭ ‬تتأسس‭ ‬عليها‭.. ‬وشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬تجرد‭ ‬من‭ ‬الشعور‭ ‬بالعار،‭ ‬ووقف‭ ‬مندوبه‭ ‬بوجه‭ ‬مكشوف‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬يُمزق‭ ‬ميثاق‭ ‬المنظومة‭ ‬الأممية‭ ‬بلا‭ ‬خجل‭.‬

وقال‭ ‬‮«‬أبو‭ ‬الغيط‮»‬‭: ‬‮«‬لا‭ ‬تكفي‭ ‬أي‭ ‬كلمات‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬مشاعر‭ ‬الغضب‭ ‬الممزوج‭ ‬بالحزن‭ ‬لدينا‭ ‬جميعاً،‭ ‬لقد‭ ‬تحكمت‭ ‬مشاعر‭ ‬الانتقام‭ ‬الأسود‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬الاحتلال‭ ‬حتى‭ ‬فقدوا‭ ‬أساسيات‭ ‬الحس‭ ‬البشري‭ ‬السليم،‭ ‬وارتكبوا‭ ‬جرائم‭ ‬لها‭ ‬مُسمى‭ ‬معلوم‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الإنساني‭ ‬الدولي،‭ ‬مُسمى‭ ‬صار‭ ‬العالم‭ - ‬وبعد‭ ‬شهور‭ ‬من‭ ‬تراكم‭ ‬الفظاعات‭ - ‬مستعداً‭ ‬لنطقه‭ ‬بوضوح‭: ‬التطهير‭ ‬العرقي‮»‬‭.‬

وأضاف‭: ‬‮«‬فالجريمة‭ ‬مكتملة‭ ‬الأركان،‭ ‬وهي‭ ‬ليست‭ ‬جريمة‭ ‬قتل‭ ‬فحسب،‭ ‬ولكنها‭ ‬اغتيال‭ ‬كامل‭ ‬لمجتمع‭ ‬بتمزيق‭ ‬نسيجه‭ ‬وتدمير‭ ‬مقدراته‭ ‬ومؤسساته‭ ‬بشكل‭ ‬كامل،‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬تصير‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬قابلة‭ ‬للحياة،‭ ‬ويُدفع‭ ‬الناس‭ ‬دفعاً‭ ‬الى‭ ‬الفرار‭ ‬من‭ ‬ملاذ‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬بلا‭ ‬جدوى،‭ ‬لأنه‭ ‬وكما‭ ‬صار‭ ‬واضحاً،‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬مكان‭ ‬آمن‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬واليوم‭ ‬ينتهي‭ ‬الحال‭ ‬بالمكدسين‭ ‬في‭ ‬رفح،‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬فلسطيني،‭ ‬للنزوح‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬داخل‭ ‬القطاع‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬أوامر‭ ‬إخلاء‭ ‬يصدرها‭ ‬الاحتلال،‭ ‬بعضهم‭ ‬ينزح‭ ‬للمرة‭ ‬الرابعة‭ ‬أو‭ ‬الخامسة،‭ ‬إلى‭ ‬العراء‭ ‬بلا‭ ‬مأوى‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬مقومات‭ ‬الحياة‭ ‬البشرية،‭ ‬بل‭ ‬تطاردهم‭ ‬في‭ ‬الطرقات‭ ‬رصاصات‭ ‬الاحتلال‭ ‬وقنابله‭ ‬بين‭ ‬الأنقاض‭ ‬والخيام،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬توزيع‭ ‬المساعدات،‭ ‬وكأن‭ ‬المطلوب‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يفنى‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬عن‭ ‬آخرهم‭ ‬حتى‭ ‬يحقق‭ ‬الاحتلال‭ ‬نصره‭ ‬المزعوم،‭ ‬وما‭ ‬أشنعه‭ ‬من‭ ‬مطلب‭ ‬وما‭ ‬أخسها‭ ‬من‭ ‬وسائل‮»‬‭.‬

وأكد‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬أمام‭ ‬الوزراء،‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬تحرك‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬عربياً‭ ‬أو‭ ‬دولياً‭ ‬لوضع‭ ‬حد‭ ‬لتلك‭ ‬الجريمة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬يظل‭ ‬ضرورة‭ ‬قصوى،‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬المساعي‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬جادة‭ ‬وصادقة‭ ‬ومتواصلة‭ ‬منذ‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬المشتركة‭ ‬التي‭ ‬استضافتها‭ ‬الرياض‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬لتكوين‭ ‬قاعدة‭ ‬صلبة‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬الدولية‭ ‬المؤيدة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وحقوقه،‭ ‬وكشف‭ ‬الاحتلال‭ ‬وممارساته،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حاولت‭ ‬إسرائيل‭ ‬استغلال‭ ‬أحداث‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬والتعاطف‭ ‬الدولي‭ ‬معها‭ ‬لتبرير‭ ‬مخططاتها‭ ‬لإنزال‭ ‬عقاب‭ ‬جماعي‭ ‬بالفلسطينيين‭.. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التصويت‭ ‬الدولي‭ ‬الكاسح‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لانضمام‭ ‬فلسطين‭ ‬إلى‭ ‬المنظومة‭ ‬الأممية‭ ‬بصفتها‭ ‬عوضاً‭ ‬كاملاً،‭ ‬مؤشر‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬الموقف‭ ‬الدولي‭ ‬عموماً‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬منذ‭ ‬أشهر‭.‬

7‭ ‬أكتوبر

كما‭ ‬أكد‭ ‬أبو‭ ‬الغيط‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬عرف‭ ‬أن‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإقليمي‭ ‬يظل‭ ‬هشاً‭ ‬وقابلاً‭ ‬للانفجار‭ ‬طالما‭ ‬ظلت‭ ‬المشكلة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬قائمة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬حل،‭ ‬وأن‭ ‬إنهاء‭ ‬الاحتلال‭ ‬وتجسيد‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة‭ ‬هما‭ ‬السبيل‭ ‬الحقيقي‭ ‬الوحيد‭ ‬لتحقيق‭ ‬استقرار‭ ‬إقليمي‭ ‬طال‭ ‬انتظاره‭.. ‬وقال‭: ‬‮«‬ورغم‭ ‬الألم‭ ‬الذي‭ ‬يعتصرنا‭ ‬جميعاً‭ ‬لمرأى‭ ‬الجرائم‭ ‬المشينة‭ ‬للاحتلال،‭ ‬فإننا‭ ‬أيضاً‭ ‬نشعر‭ ‬بالرضا‭ ‬لهذا‭ ‬المشهد‭ ‬العالمي‭ ‬غير‭ ‬المسبوق،‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬والإدراك‭ ‬لدى‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬على‭ ‬اتساع‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬السويد‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬يرى‭ ‬الأمور‭ ‬على‭ ‬حقيقتها،‭ ‬ويدرك‭ ‬بحسه‭ ‬السليم‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬جريمة،‭ ‬وأن‭ ‬الجريمة‭ ‬ليست‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالسابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر،‭ ‬وإلا‭ ‬كيف‭ ‬نُفسر‭ ‬جرائم‭ ‬المستوطنين‭ ‬وعنفهم‭ ‬الدموي‭ ‬وبلطجتهم‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية؟،‭ ‬وكيف‭ ‬نفسر‭ ‬جرائم‭ ‬الاحتلال‭ ‬السابقة‭ ‬على‭ ‬7‭ ‬أكتوبر،‭ ‬والتالية‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬المقابر‭ ‬الجماعية‭ ‬والتعذيب‭ ‬في‭ ‬السجون؟‮»‬‭.. ‬وتابع‭: ‬‮«‬الاحتلال‭ ‬الجريمة‭ ‬الحقيقية،‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬أدركه‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬ويسعون‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬كشفه‭ ‬والتنبيه‭ ‬إليه،‭ ‬ومطلبهم‭ ‬بسيط‭ ‬وواضح‭: ‬أوقفوا‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬الظالمة‭ ‬فوراً،‭ ‬وأنقذوا‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬المجاعة،‭ ‬ولا‭ ‬تقدموا‭ ‬الغطاء‭ ‬للإجرام‭ ‬لكي‭ ‬يباشر‭ ‬خطته‭ ‬المجنونة‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬فلا‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬يهدد‭ ‬سعي‭ ‬شخص‭ ‬واحد‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬مستقبله‭ ‬السياسي‭ ‬مصير‭ ‬الملايين‭ ‬في‭ ‬المنطقة‮»‬‭.‬

وشدد‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للجامعة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الجهد‭ ‬العربي‭ ‬عبر‭ ‬الشهور‭ ‬الماضية،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬اللجنة‭ ‬الوزارية‭ ‬المعنية‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الأُطر،‭ ‬تحرك‭ ‬على‭ ‬مستويين،‭ ‬الأول‭ ‬وقف‭ ‬الحرب‭ ‬فوراً‭ ‬وإغاثة‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬ودعم‭ ‬صمودهم‭ ‬على‭ ‬أرضهم‭ ‬بالتصدي‭ ‬لمخطط‭ ‬التهجير‭ ‬المرفوض‭ ‬عربياً‭ ‬ودولياً،‭ ‬والثاني‭ ‬هو‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تأخير‭ ‬لتحقيق‭ ‬رؤية‭ ‬الدولتين‭ ‬وخلق‭ ‬مسار‭ ‬لا‭ ‬رجعة‭ ‬عنه‭ ‬لإقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬1967‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭.‬

وأضاف‭: ‬‮«‬إننا‭ ‬نسعى‭ ‬لحشد‭ ‬التأييد‭ ‬للاعتراف‭ ‬بفلسطين،‭ ‬ليس‭ ‬كإجراء‭ ‬رمزي‭ ‬مهم،‭ ‬ولكن‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬مسار‭ ‬له‭ ‬معالم‭ ‬واضحة،‭ ‬يفضي‭ ‬إلى‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬تشارك‭ ‬فيه‭ ‬كافة‭ ‬الأطراف‭ ‬المقتنعة‭ ‬بحل‭ ‬الدولتين‭ ‬والراغبة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬فرص‭ ‬تحققه،‭ ‬فالطرفان‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والإسرائيلي‭ ‬غير‭ ‬قادرين‭ ‬بمفردهما‭ ‬على‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬حل،‭ ‬ويحتاجان‭ ‬الى‭ ‬تدخل‭ ‬دولي‭ ‬مكثف‭ ‬ومتواصل،‭ ‬والطرف‭ ‬الأضعف‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المعادلة‭ ‬هو‭ ‬الشعب‭ ‬الذي‭ ‬يُمارس‭ ‬عليه‭ ‬الاحتلال،‭ ‬والذي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬حماية‭ ‬دولية،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتعرض‭ ‬لمذابح‭ ‬تفوق‭ ‬بشاعتها‭ ‬كل‭ ‬وصف،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬التدخل‭ ‬الدولي‭ ‬بكل‭ ‬صوره‭ ‬صار‭ ‬ضرورة،‭ ‬والعودة‭ ‬الى‭ ‬مسار‭ ‬المفاوضات‭ ‬الثنائية‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬خياراً‭ ‬ممكناً،‭ ‬فكيف‭ ‬يجري‭ ‬هذا‭ ‬التفاوض‭ ‬بينما‭ ‬هناك‭ ‬طرف‭ ‬يرفضه،‭ ‬بل‭ ‬ويرفض‭ ‬الإطار‭ ‬الذي‭ ‬يجري‭ ‬على‭ ‬أساسه،‭ ‬أي‭ ‬إنهاء‭ ‬الاحتلال‭ ‬وإقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية؟‮»‬‭.‬

أزمات‭ ‬عربية

وقال‭ ‬أبو‭ ‬الغيط‭: ‬إن‭ ‬جدول‭ ‬الأعمال‭ ‬مزدحم‭ ‬بقضايا‭ ‬عربية‭ ‬أخرى،‭ ‬فرضت‭ ‬نفسها‭ ‬بواقع‭ ‬إلحاحها‭ ‬وأهميتها‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي،‭ ‬أو‭ ‬بسبب‭ ‬التدهور‭ ‬الشديد‭ ‬الذي‭ ‬تشهده‭ ‬بعض‭ ‬الأوضاع،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬فإن‭ ‬الوضع‭ ‬الصعب‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬بالذات‭ ‬يستحق‭ ‬كل‭ ‬الانتباه،‭ ‬فالحرب‭ ‬المستعرة‭ ‬هناك‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عام،‭ ‬توشك‭ ‬أن‭ ‬تعصف‭ ‬بوحدة‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬العربي‭ ‬المهم،‭ ‬والكلفة‭ ‬الإنسانية‭ ‬للحرب‭ ‬تجاوزت‭ ‬كل‭ ‬الحدود،‭ ‬هناك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرة‭ ‬ملايين‭ ‬نازح،‭ ‬منهم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬غادروا‭ ‬البلاد،‭ ‬وهناك‭ ‬25‭ ‬مليوناً‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬شديدة‭ ‬من‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬وشبح‭ ‬المجاعة‭ ‬يطل‭ ‬بوجهه‭ ‬القبيح،‭ ‬وهناك‭ ‬مخاوف‭ ‬حقيقية‭ ‬من‭ ‬سقوط‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الضحايا‭ ‬في‭ ‬دارفور،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬جبهات‭ ‬القتال‭ ‬المشتعلة‭.. ‬وشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬السودانية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتوقف‭.‬

ونوه‭ ‬بالجهود‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مستوى،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬محادثات‭ ‬جدة‭ ‬وغيرها،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وقف‭ ‬الحرب،‭ ‬والتوصل‭ ‬إلى‭ ‬تسوية‭ ‬تحفظ‭ ‬وحدة‭ ‬البلاد‭ ‬ومؤسساتها،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬جدوى‭.. ‬مخاطبا‭ ‬الجميع‭ ‬بضرورة‭ ‬إدراك‭ ‬المخاطر‭ ‬الشديدة‭ ‬التي‭ ‬ينطوي‭ ‬عليها‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب،‭ ‬أناشدهم‭ ‬بالشروع‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬جاد‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬قائلا‭: ‬إن‭ ‬الحلول‭ ‬مازالت‭ ‬ممكنة‭ ‬إذا‭ ‬صدقت‭ ‬النوايا،‭ ‬وشعب‭ ‬السودان‭ ‬يستحق‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬آلامه‭ ‬ومعاناته‭.‬

وحول‭ ‬الملفات‭ ‬والقضايا‭ ‬العربية‭ ‬الأخرى،‭ ‬أكد‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للجامعة‭ ‬العربية،‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬واليمن‭ ‬وسوريا‭ ‬يعد‭ ‬مجمداً‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬والتجميد‭ ‬هنا‭ ‬ليس‭ ‬حلاً‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬لأنه‭ ‬يخلق‭ ‬أوضاعاً‭ ‬قابلة‭ ‬للانعكاس،‭ ‬ولا‭ ‬يرفع‭ ‬المعاناة‭ ‬عن‭ ‬كاهل‭ ‬الشعوب،‭ ‬ولا‭ ‬يوفر‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإقليمي‭ ‬المنشود‭.. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الأزمات‭ ‬العربية‭ ‬تحتاج‭ ‬من‭ ‬المنظومة‭ ‬العربية‭ ‬الى‭ ‬جهد‭ ‬متواصل‭ ‬لأننا‭ ‬لا‭ ‬نقبل‭ ‬أبداً‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬أزمات‭ ‬منسية‭ ‬ولو‭ ‬إلى‭ ‬حسن‮»‬‭.. ‬

واختتم‭ ‬كلمته‭ ‬قائلاً‭: ‬‮«‬لا‭ ‬تشعرنا‭ ‬جسامة‭ ‬التحديات‭ ‬سوى‭ ‬بحتمية‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي،‭ ‬فالاستقطاب‭ ‬المستحكم‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي‭ ‬يدفعنا‭ ‬دفعاً‭ ‬الى‭ ‬عمل‭ ‬متضافر‭ ‬ولتنسيق‭ ‬عربي‭ ‬أكبر،‭ ‬فصوتنا‭ ‬الجماعي‭ ‬له‭ ‬وزن‭ ‬وقيمة،‭ ‬ويُسمع‭ ‬له،‭ ‬وينتبه‭ ‬الآخرون‭ ‬إليه‭.. ‬أثق‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬ستكون‭ ‬عند‭ ‬مستوى‭ ‬تطلعات‭ ‬المواطن‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬رسالتها‭ ‬وخرجاتها‮»‬‭.‬

توافق‭ ‬على‭ ‬جدول‭ ‬الأعمال‭ ‬

شهد‭ ‬اجتماع‭ ‬وزراء‭ ‬الخارجية‭ ‬العرب‭ ‬أمس‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التوافق‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬القمة‭ ‬الذي‭ ‬تضمن‭ ‬32‭ ‬محورا‭ ‬موزعين‭ ‬على‭ ‬8‭ ‬بنود،‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬تطورات‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والصراع‭ ‬العربي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وتفعيل‭ ‬مبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية،‭ ‬وسُبل‭ ‬إنهاء‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬والتطورات‭ ‬والانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬القدس‭ ‬المحتلة،‭ ‬ومتابعه‭ ‬تطورات‭ (‬الاستيطان،‭ ‬الجدار،‭ ‬الانتفاضة،‭ ‬الأسرى،‭ ‬اللاجئين،‭ ‬الأونروا،‭ ‬التنمية‭)‬،‭ ‬ودعم‭ ‬موازنه‭ ‬دولة‭ ‬فلسطين‭ ‬وصمود‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬والجولان‭ ‬العربي‭ ‬السوري‭ ‬المحتل‭.. ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ملف‭ ‬السد‭ ‬الإثيوبي،‭ ‬والتضامن‭ ‬مع‭ ‬لبنان‭ ‬ودعمه،‭ ‬وتطورات‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬ودعم‭ ‬السلام‭ ‬والتنمية‭ ‬في‭ ‬السودان،‭ ‬وتطورات‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬وفي‭ ‬اليمن،‭ ‬ودعم‭ ‬الصومال‭ ‬وجزر‭ ‬القمر،‭ ‬والحل‭ ‬السلمي‭ ‬للنزاع‭ ‬الحدودي‭ ‬الجيبوتي‭ ‬‭ ‬الإريتري،‭ ‬واحتلال‭ ‬إيران‭ ‬للجزر‭ ‬العربية‭ ‬الثلاث‭ (‬طنب‭ ‬الكبرى‭ ‬وطنب‭ ‬الصغرى‭ ‬وأبو‭ ‬موسى،‭ ‬التابعة‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭)‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬بحث‭ ‬التدخلات‭ ‬الإيرانية‭ ‬والتركية‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬العربية،‭ ‬واتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬موحد‭ ‬إزاء‭ ‬انتهاك‭ ‬القوات‭ ‬التركية‭ ‬للسيادة‭ ‬العراقية‭.. ‬كما‭ ‬بحث‭ ‬الوزراء‭ ‬بنوداً‭ ‬حول‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الصينية‭ ‬الثانية،‭ ‬وإنشاء‭ ‬منتدى‭ ‬الشراكة‭ ‬بين‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬ورابطة‭ ‬دول‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭ (‬آسيان‭)‬،‭ ‬ودعم‭ ‬وتأييد‭ ‬ترشيح‭ ‬الدكتور‭ ‬خالد‭ ‬العناني‭ ‬مرشح‭ ‬مصر‭ ‬لمنصب‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتربية‭ ‬والعلوم‭ ‬والثقافة‭ ‬‮«‬اليونسكو‮»‬،‭ ‬ودعم‭ ‬وتأييد‭ ‬ترشيح‭ ‬محمود‭ ‬علي‭ ‬يوسف‭ ‬مرشح‭ ‬جيبوتي‭ ‬لمنصب‭ ‬رئيس‭ ‬مفوضية‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭.. ‬وتضمن‭ ‬جدول‭ ‬الأعمال‭ ‬متابعة‭ ‬التفاعلات‭ ‬العربية‭ ‬مع‭ ‬قضايا‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬العالمية،‭ ‬والاستراتيجية‭ ‬العربية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬المعدلة‭ (‬المراجعة‭ ‬الدورية‭ ‬الأولى‭ ‬لعام‭ ‬2024‭)‬،‭ ‬والاستراتيجية‭ ‬الإعلامية‭ ‬العربية‭ ‬المشتركة‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وصيانة‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي‭ ‬ومكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬وتطوير‭ ‬المنظومة‭ ‬العربية‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬ومشاريع‭ ‬القرارات‭ ‬المرفوعة‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬وموعد‭ ‬ومكان‭ ‬عقد‭ ‬الدورة‭ ‬المقبلة‭ ‬للقمة‭ ‬العربية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬استعراض‭ ‬تقرير‭ ‬رئاسة‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬السابقة‭ ‬رقم‭ ‬32‭ ‬عن‭ ‬نشاط‭ ‬هيئة‭ ‬متابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬القرارات‭ ‬والالتزامات،‭ ‬وتقرير‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للجامعة‭ ‬العربية‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا