وقت مستقطع
علي ميرزا
والله.. عيب
هناك فيديو يتداول في مواقع التواصل الاجتماعي يتعلق بمباراة كرة السلة الأخيرة التي أقيمت بين فريقي المنامة والأهلي في نهائي كأس خليفة بن سلمان.. الكلام الذي رددته حفنة من الجماهير الموجودة في صالة اللعب أقل ما يقال عنه إنه «عيب»، فأصحابه مع شديد الأسف ضربوا بكل الأعراف عرض الحائط، وكأنهم مستعدون مسبقا لاستعراض قلة أدبهم، ونسوا بل تناسوا أنهم موجودون في محفل رياضي ينبغي أن يكون التنافس فيه ميدانيا وجماهيريا تنافسا رياضيا راقيا يعكس ثقافتنا العامة والرياضية على وجه التحديد.
نقول إن أصحاب قلة الأدب لم يعيروا المناسبة الرياضية ومسماها أي التفاتة، ولم يعطوا وزنا من الاحترام والتقدير لكبار الحضور والمسؤولين، ولم يضعوا في اعتبارهم أن هناك أسرا وعوائل جاءت لتستمتع وتتنفس أخلاقا وسلوكيات نقية، وليس لتسمع «شيلات» مكانها أكوام الزبالة، والذي زاد الطين بلة أن المناسبة الرياضية منقولة على الهواء، فهل هناك «فشيلة» أكثر من ذلك.
والغريب في الأمر والطامة الكبرى أن هناك البعض ممن يردد مثل هذه الرواديد وقد اشتعل رأسه شيبا، ويقدم نفسه أنموذجا كقدوة للصغار.
ليست هذه المرة الوحيدة التي نتطرق نحن أو زملاؤنا فيها إلى هذا الأمر، وما كان لنا أن نرجع إليه ونعيد ونكرر، طالما هناك أناس لا يقرؤون، وإذا قرؤوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يطبقون، لولا إلحاح من بعض من يحمل لهم القلب كل المعزة والإكبار.
ترى الأمور «مسخت» والسكوت والطبطبة ما عاد تنفع متى تعلق الأمر بالأخلاق، والصمت إزاءها يضاعفها، ويزيد من رقعتها، والخسائر في ذلك أكثر مما تعد، ومن هذا المكان المحترم نطالب بوضع حد لمثل هذا المهازل بالطريقة الناجعة التي يراها أصحاب الشأن، حتى لا تستشري، ولا يعتقد أصحابها أنهم فوق القانون والمساءلة، لأنه بكل اختصار الملاعب الرياضية مكان للإبداع والاستمتاع، وليست لاستعراض قلة الأدب، وسوء التربية، والثقافة المتآكلة الرخيصة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك