ابتداءً لابد من القول إن عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة عندما أعلن في قمة جدة رغبة المنامة في استضافة القمة العربية وهو يعلم علم اليقين أن تحديات وظروفا وأحداثا استثنائية وخطيرة تحيط بدولنا العربية، فإن تلك الرغبة تعني أن مملكة البحرين قد وضعت في حساباتها كل تلك التحديات والأحداث ومواجهتها بموقف قوي وجريء، وهذا ما يعطي لقمة المنامة المقبلة أهمية استثنائية وخاصة أن البحرين تحتضن لأول مرة القمة العربية.
إذن فإن هناك تحديا وإصرارا واضحا من المملكة لإنجاح القمة باعتبار أن المنامة قادرة على قيادة العمل العربي المشترك والارتقاء به لمواكبة تحديات العصر وبما يخدم تطلعات الشعوب والأجيال العربية نحو المستقبل الأفضل.. ومن هنا فإن المنامة ستعمل من خلال هذه القمة على تعزيز مقومات العمل العربي المشترك والتعاون بين الدول العربية لحماية سيادتها وتماسك مؤسساتها، وأنا أرى أن مملكة البحرين التي حركت طاقم دبلوماسيتها بشكل مبكر بقيادة وزير الخارجية في عقد لقاءات واجتماعات مختلفة الهدف منها تهيئة كل ظروف إنجاح القمة انطلاقا من كون الدول العربية تمتلك موارد بشرية وطبيعية غير مسبوقة ما يجعل بسبب تلك الموارد أن تحقق المزيد من الارتقاء بالعمل العربي ومواجهة التحديات المحيطة بالأمن العربي نتيجة الأحداث التي طالت العديد من الدول العربية.
يضاف إلى ذلك أن قمة المنامة التي تنعقد في ظل ظروف أمنية استثنائية بسبب الحرب على غزة ما يعني أن تلك الحرب ستكون واحدة من التحديات أمام القادة العرب وهذا ما يدعو إلى أن يكون هذا الملف من بين القضايا المهمة التي ستناقشها القمة مما يتطلب اتخاذ موقف سياسي جريء وحازم لابد للبحرين التي تستضيف القمة أن تعمل جاهدة على الوصول إلى هذا الموقف كون القضية الفلسطينية أحد أهم القضايا العربية الرئيسة للاستقرار في المنطقة.
وأنا أرى أن قراراً بمستوى الحدث الكبير (حرب غزة) ستتجه إليه أنظار الشعوب العربية والمجتمع الدولي وكل المنظمات التواقة للسلام والاستقرار ليس على مستوى العالم العربي فحسب إنما على مستوى العالم.
وهنا لابد من الإشارة إلى أن القمم العربية السابقة برغم أهميتها وحرص القادة العرب على تبني قرارات لصالح الأمن العربي وسيادة الدول العربية فإن ظروف انعقاد قمة المنامة تختلف تماما عن تلك القمم بسبب الأوضاع السياسية واستمرار التصعيد والتوتر في المنطقة والذي يدفع باتجاه حرب إقليمية بسبب أحداث غزة والسودان وليبيا وغيرها من مناطق التوتر، وهذا ما يحتم على حكومة البحرين أن تشكل عامل ضغط داخل القمة لتكون مخرجات قراراتها بمستوى الأحداث وعليها الاستفادة من التجارب السابقة التي واجهتها دولنا العربية تجاه الأحداث المصيرية وهذا هو ما ينتظره المواطن العربي من مثل هذه القمم.
نحن نتمنى أن تكون هذه القمة متميزة بقراراتها وسنكون داعمين إعلاميا لكل مخرجاتها التي تصب في خدمة بلداننا العربية وتطلعات شعوبها نحو الغد الأفضل ومن الله التوفيق.
نقيب الصحفيين العراقيين
رئيس اتحاد الصحفيين العرب
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك