عالم يتغير
فوزية رشيد
غزّة.. ماذا بعد؟! وأين الحقيقة؟!
{ في الوقت الذي يُصرح فيه الكيان الصهيوني أن اجتياحه لرفح في عملية عسكرية بات قريبًا، رغم المعارضة الدولية والعربية لذلك، لما ستسبب فيه كوارث وجرائم حرب جديدة! فإنه ورغم مرور أكثر من (200يوم) على عدوان الإبادة الذي يشنه العدو الصهيوني على غزة، فإن الأمل أيضًا في المفاوضات (بين حماس والكيان بالوساطة القطرية) بات أمام طريق مسدود!
في الوقت الذي تتصاعد فيه الاحتمالات بتوسيع رقعة الحرب على المستوى الإقليمي! إن الإصرار من «القادة المتطرفين الصهاينة» على استعادة الرهائن بالقوة العسكرية، وهو ما لم تفلح فيه حتى الآن! إلى جانب إصرارها على القضاء على حماس، وبتلك الحجة تقوم بالإبادة الجماعة، وتريد الاستمرار في «الجرف الديموغرافي» ورغم كل ما تحتمله العملية التي تهدد بها في رفح، من زيادة منسوب الكوارث التي فاقت التصور البشري جراء ما يحدث وحدث في غزة خلال أكثر من 200 يوم!، في الحرب الأطول للكيان منذ نشوئه! مقارنة بحروب الأيام مع الجيوش العربية! كل ذلك يشي بأن الكيان يستعد لتحقيق أهدافه غير المعلنة!
{ بدوره وبعد غياب أطل «أبوعبيدة» على قناة الجزيرة يوم الثلاثاء الماضي وقال: (إن القوات الإسرائيلية تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل المقاومة وهذه أكذوبة كبيرة)! وبين ما قاله أضاف: (إن الجيش الإسرائيلي وبعد مرور 200 يوم على بداية الحرب على غزة ما زال غارقًا برمالها)! مشددًا على أن («تل أبيب» لم تحقق سوى المجازر والتدمير والقتل). وأن (الجيش الإسرائيلي يحاول لملمة صورته ولا يحصل إلا على المزيد من الخزي والعار)!
وفي ذات الوقت وجه «أبوعبيدة» كلمته إلى رئيس الوزراء «الإسرائيلي» قائلاً: (نقول لنتنياهو موتكم وزوال احتلالكم وسقوطكم هو موعدكم، ولن يُجدي تباكيكم أمام العالم في تغيير صورتكم)! وأضاف بلهجة التحدي (بعد 200 يوم المقاومة في غزة شامخة وراسخة كشموخ جبال فلسطين)!
{ هكذا تتضح الصورة يومًا بعد يوم والحرب على غزة قد دخلت شهرها السابع، ولا يبدو من صيغة (التحدي المتبادل) أن هناك انفراجة قريبة رغم مرور كل هذا الوقت! ورغم التضحيات الجسيمة! ورغم غليان الشارع العالمي والمطالبة بإنهاء الحرب على غزة! ورغم الوساطات والمحاولات لوصول المفاوضات إلى بر السلام! إلا أن هدف الكيان الصهيوني كما هو واضح، أبعد من مجرد الانتقام من حماس، والكل يدرك أن القضاء على المقاومة الفلسطينية في غزة، وليس حماس وحدها، من المستحيلات! طالما بقيت المظالم والمطالب الفلسطينية، وطالما استمر تشبثه بأرضه، رغم كل المكابدات والآلام، وحجم الخسائر البشرية وجرائم الحرب والإبادة التي تتواصل ضده في غزة والضفة الغربية!
{ لقد تحولت الحرب على غزة، إلى شرارة نار كبرى تضع المنطقة كلها على مرجل ملتهب، في ظل العجز العربي و«الاستهتار الغربي الاستعماري» بحقوق الشعب الفلسطيني، التي تتجاوز في تاريخيتها ومظلوميتها، واجهتها الراهنة المتمثلة في «حماس» ومن معها من فصائل مقاومة أخرى!
لأن القضية هي قضية شعب بأكمله! وقضية أرض تم سلبها بشكل (غير شرعي وغير قانوني) على يد «الانتداب البريطاني» في فلسطين منذ وعد بلفور! وعلى يد الغرب ونظامه الاستعماري!
ولن تستقر المنطقة العربية أو العالم، إلا بحل عادل لهذه القضية، خاصة أن دولة الاحتلال الصهيوني تواجه شعبًا لا يريد التنازل عن حقوقه مهما قام بمجازر أو إبادة!
{ حين يكون العالم في قبضة «مجانين أشرار»، لا يعبأ نظامهم الدولي بالحق أو العدالة أو المبادئ الدولية أو الشرعية أو القانون أو الحقوق أو الإنسانية! فإن «فلسطين الملتهبة» منذ أكثر من (75 عامًا) ستبقى هي الكاشفة لكل فسادهم الاستعماري العالمي!، طالما أنهم يكيفون كل المبادئ الدولية ومؤسساتها لغاياتهم وأطماعهم الاستعمارية!، وإن كان ذلك اليوم وبشكل مكشوف عبر اليد «الإسرائيلية»! هدفهم ليس السلام أو إنقاذ البشر، وإنما جرف غزة وإخلاؤها من البشر والحجر، لتحقيق غايات استعمارية في بحر غزة من النفط والغاز!
ولهذا كل تصريحات أمريكا والغرب المتناقضة تقول للكيان الصهيوني (لا تقتلوا بأعداد تؤلب الرأي العالمي، وإنما أقتلوا ذات العدد على مهل، حتى نغطي على فضائحكم بنجاح أكبر! وحتى يتحقق هدف التطهير العرقي والتهجير على مهل أيضًا)!
أما ماذا بعد غزة، فيبدو أن الصورة قابلة للتوسع، والشرارة قابلة للانتقال، وبدهاء استعماري غربي!، فيما الخداع و«الزيف الدبلوماسي» سيبقى مستمرًا، للحيلولة من دون استيعاب العقل العربي والعالمي حقيقة ما يحدث في غزة وما بعد غزة! ولكن العالم كله بات يعرف الحقيقة!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك