عالم يتغير
فوزية رشيد
أسطورة «شعب الله المختار» وخرافة الهيكل المزعوم!
{ هذا الكيان الغريب ليس فقط على المنطقة العربية، بل وعلى العالم وقوانينه وقيمه وإنسانيته، بما يمثله تأسيسه ونشوؤه من ظلم فادح قائم على الأساطير والخرافات والتستر بتعاليم ملفقة في «التلمود» و«القابالاة»! هو غريب أيضًا حتى في أيديولوجيته! التي جمعت شتات القوم من كل دول العالم بحجة أنهم موعودون بالأرض «الموعودة»! وبوهم أنهم «شعب الله المختار»! الذي وضعوه جزافًا لأنفسهم، فإذا بهم أكثر الجماعات في العالم تطرفًا ووحشية! ولا سابقة لجرائمهم ضد الإنسانية وبما ينطبق عليهم مقولة «شعب الله المنبوذ»! الذي يُجسد كل الشرور في العالم، وفي أرض فلسطين التي تم اغتصابها من دون وجه حق! لقد كتب الله عليهم «الشتات» كما يؤكد حاخاماتهم اليهود غير المتصهينيين! والذين يؤكدون أيضًا أن تعاليم الصهيونية تناقض تعاليم التوراة الأصلية أو الصحيحة قبل إدخال التلفيق فيها! هؤلاء هم جماعة «الناطوري كارتا» الذين يعتبرون اليهودية دينا وليس قومية أو شعبا واحدا!
{ جماعة «الناطوري كارتا» أي «حارس المدينة» هي حركة يهودية حريدية (ترفض الصهيونية بكل أشكالها، وتعارض وجود دولة إسرائيل) يوجدون في القدس ونيويورك ولندن، (وتنادي بإنهاء سلمي «للكيان الإسرائيلي» وإعادة الأرض للفلسطينيين)، ولكن للصهيونية السياسية اللابسة لباس الدين، رأيا آخر يخدم أهدافها الاستعمارية الموظفة بشكل (تبادلي ووظيفي) بين الكيان الصهيوني والقوى الغربية الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا وأمريكا!
{ هؤلاء الصهاينة وظفوا كل آليات الشرّ والإجرام لتحقيق أهدافهم الاستعمارية بدءًا من اغتصاب الأرض الفلسطينية، وحتى استمرار تاريخ جرائهم الحرب والمذابح والمجازر منذ 1948، ليضعوا عبر أساطيرهم وخرافاتهم وتزييف التاريخ هذا (الكيان الوظيفي) كما وصفه المفكر العربي «عبدالوهاب المسيري» في موسوعته المهمة حول الصهيونية!
بل وضعوا معه هذا (الدمج المتناقض) بين ادعاء الحداثة والديمقراطية من جهة، والخرافة والتزوير التاريخي والأساطير الموضوعة من جهة أخرى! لينشأ كيان «شاذ» على المستوى العالمي، يستمدّ قوته من الدعم الغربي الاستعماري المطلق، ومن الضعف العربي، الذي لم يتمكن من مجابهة خزعبلات هذا الكيان والصهيونية فاستسلم لها!
{ هؤلاء اليهود الذين هم من (دولة الخزر التركية)، ليسوا هم بني إسرائيل أو أحفاد «يعقوب» اليهود الأصل، وهذا ما أكده جمهرة من الأكاديميين المختصين، سنفرد لأبحاثهم مقالا آخر.
هؤلاء «الهجين» الذي اعتنق اليهودية يدعّون اليوم أنهم «بنو إسرائيل» وأنهم «شعب الله المختار»! ويتشبثون بخرافة «الهيكل المزعوم» تمهيدا لمجيء «المسيخ الدجال» أو ما سمونه بعودة المسيح الثانية تحت رعاية الصهيونية العالمية!
ولذلك جلبوا «بقرات خمس حمراء» من أمريكا قبل عامين، تظهر من بينها واحدة حسب معتقداتهم «الأسطورية» يجب ذبحها ثم حرقها في طقوس معقدة، واستخدام الرماد المتبقي لتطهير الشعب اليهودي! ولذلك لابدّ من (مجموعات الهيكل المتطرفة أن يتمكن معهم مئات الآلاف من اليهود المتطرفين من اقتحام المسجد الأقصى، والموعد المضروب لذلك هو هذا الشهر أي أبريل 2024!
{ يوم الأحد الماضي انطلق المستعمرون مع قرابين (ماعز- جدي) باتجاه مدينة القدس، تحضيرًا لتجميع القرابين في أقرب نقطة للأقصى! في محاولة لذبحها داخله عشية «عيد الفصح اليهودي»! وطالبت «جماعات الهيكل» المستعمرين الصهاينة تحت عنوان (طارئ الذهاب إلى القدس) أن يُحضِر كل منهم قربانه استعدادًا لإدخاله الأقصى، مع عرض جوائز مالية تتراوح بين (700 إلى 50 ألف شيكل) حسب مكان الذبح!
{ هذا التطرف الصهيوني الذي وصل إلى أبعد مدى في التعدي على المقدسات الإسلامية! يهيئ الأجواء في المنطقة والعالم إلى هدم الأقصى قريبًا وإقامة هيكله المزعوم! وقد سبق ذلك بتقديم «القرابين البشرية» من أطفال ونساء وأهل غزة، وقد مارس كل أشكال الوحشية «غير المسبوقة» لقتلهم، وحسب تصريحات حاخاماتهم «المتطرفين» المسجلة بالصوت والصورة، فإن قتل الأطفال واجب ديني لهم!
{ ومن «القرابين البشرية» على مرأى من العالم كله إلى «القرابين الحيوانية» (الماعز والجدي والبقرات الحمراء) يؤسس هؤلاء لمشهد سريالي وخرافي قادم! لإقامة «الهيكل المزعوم» الذي أكدت كل الأبحاث الأثرية وعلى رأسها أثريين يهود، أن لا وجود لأي أثر لهذا الهيكل في القدس أو الأقصى! ورغم ذلك هم الصهاينة كما يحكمون الغرب الاستعماري، يفرقون العالم بخرافاتهم وخزعبلاتهم وأساطيرهم، فيما جرائم الحرب والتطهير العِرقي وأبشع المجازر (غير المسبوقة) حتى في المستشفيات، تتواصل على قدم وساق، وتنقلها وتنقل الفضائح و«المقابر الجماعية» كما في مستشفى «الناصر» و«الشفاء» على الهواء مباشرة!
إن «شعب الله المنبوذ» يعلم حقيقة نبذ الله له، ولذلك قلب الصهاينة الآية ليجعل من صهاينته «شعب الله المختار» الذي تلطخت أياديهم بدماء الفلسطينيين وشعوب العالم، فهم أداة الشيطان والدجال وما غرقهم في دماء الأبرياء والأطفال إلا مقدّمة لنهايتهم المحتومة بقدرة الله الذي لا غالب إلا هو!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك