العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

أسطورة «شعب الله المختار» وخرافة الهيكل المزعوم!

{‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬الغريب‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬بل‭ ‬وعلى‭ ‬العالم‭ ‬وقوانينه‭ ‬وقيمه‭ ‬وإنسانيته،‭ ‬بما‭ ‬يمثله‭ ‬تأسيسه‭ ‬ونشوؤه‭ ‬من‭ ‬ظلم‭ ‬فادح‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬الأساطير‭ ‬والخرافات‭ ‬والتستر‭ ‬بتعاليم‭ ‬ملفقة‭ ‬في‭ ‬‮«‬التلمود‮»‬‭ ‬و«القابالاة‮»‬‭! ‬هو‭ ‬غريب‭ ‬أيضًا‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬أيديولوجيته‭! ‬التي‭ ‬جمعت‭ ‬شتات‭ ‬القوم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بحجة‭ ‬أنهم‭ ‬موعودون‭ ‬بالأرض‭ ‬‮«‬الموعودة‮»‬‭! ‬وبوهم‭ ‬أنهم‭ ‬‮«‬شعب‭ ‬الله‭ ‬المختار‮»‬‭! ‬الذي‭ ‬وضعوه‭ ‬جزافًا‭ ‬لأنفسهم،‭ ‬فإذا‭ ‬بهم‭ ‬أكثر‭ ‬الجماعات‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬تطرفًا‭ ‬ووحشية‭! ‬ولا‭ ‬سابقة‭ ‬لجرائمهم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬وبما‭ ‬ينطبق‭ ‬عليهم‭ ‬مقولة‭ ‬‮«‬شعب‭ ‬الله‭ ‬المنبوذ‮»‬‭! ‬الذي‭ ‬يُجسد‭ ‬كل‭ ‬الشرور‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وفي‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اغتصابها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وجه‭ ‬حق‭! ‬لقد‭ ‬كتب‭ ‬الله‭ ‬عليهم‭ ‬‮«‬الشتات‮»‬‭ ‬كما‭ ‬يؤكد‭ ‬حاخاماتهم‭ ‬اليهود‭ ‬غير‭ ‬المتصهينيين‭! ‬والذين‭ ‬يؤكدون‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬تعاليم‭ ‬الصهيونية‭ ‬تناقض‭ ‬تعاليم‭ ‬التوراة‭ ‬الأصلية‭ ‬أو‭ ‬الصحيحة‭ ‬قبل‭ ‬إدخال‭ ‬التلفيق‭ ‬فيها‭! ‬هؤلاء‭ ‬هم‭ ‬جماعة‭ ‬‮«‬الناطوري‭ ‬كارتا‮»‬‭ ‬الذين‭ ‬يعتبرون‭ ‬اليهودية‭ ‬دينا‭ ‬وليس‭ ‬قومية‭ ‬أو‭ ‬شعبا‭ ‬واحدا‭!‬

{‭ ‬جماعة‭ ‬‮«‬الناطوري‭ ‬كارتا‮»‬‭ ‬أي‭ ‬‮«‬حارس‭ ‬المدينة‮»‬‭ ‬هي‭ ‬حركة‭ ‬يهودية‭ ‬حريدية‭ (‬ترفض‭ ‬الصهيونية‭ ‬بكل‭ ‬أشكالها،‭ ‬وتعارض‭ ‬وجود‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل‭) ‬يوجدون‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬ونيويورك‭ ‬ولندن،‭ (‬وتنادي‭ ‬بإنهاء‭ ‬سلمي‭ ‬‮«‬للكيان‭ ‬الإسرائيلي‮»‬‭ ‬وإعادة‭ ‬الأرض‭ ‬للفلسطينيين‭)‬،‭ ‬ولكن‭ ‬للصهيونية‭ ‬السياسية‭ ‬اللابسة‭ ‬لباس‭ ‬الدين،‭ ‬رأيا‭ ‬آخر‭ ‬يخدم‭ ‬أهدافها‭ ‬الاستعمارية‭ ‬الموظفة‭ ‬بشكل‭ (‬تبادلي‭ ‬ووظيفي‭) ‬بين‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬والقوى‭ ‬الغربية‭ ‬الاستعمارية‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬بريطانيا‭ ‬وأمريكا‭!‬

{‭ ‬هؤلاء‭ ‬الصهاينة‭ ‬وظفوا‭ ‬كل‭ ‬آليات‭ ‬الشرّ‭ ‬والإجرام‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافهم‭ ‬الاستعمارية‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬اغتصاب‭ ‬الأرض‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وحتى‭ ‬استمرار‭ ‬تاريخ‭ ‬جرائهم‭ ‬الحرب‭ ‬والمذابح‭ ‬والمجازر‭ ‬منذ‭ ‬1948،‭ ‬ليضعوا‭ ‬عبر‭ ‬أساطيرهم‭ ‬وخرافاتهم‭ ‬وتزييف‭ ‬التاريخ‭ ‬هذا‭ (‬الكيان‭ ‬الوظيفي‭) ‬كما‭ ‬وصفه‭ ‬المفكر‭ ‬العربي‭ ‬‮«‬عبدالوهاب‭ ‬المسيري‮»‬‭ ‬في‭ ‬موسوعته‭ ‬المهمة‭ ‬حول‭ ‬الصهيونية‭!‬

بل‭ ‬وضعوا‭ ‬معه‭ ‬هذا‭ (‬الدمج‭ ‬المتناقض‭) ‬بين‭ ‬ادعاء‭ ‬الحداثة‭ ‬والديمقراطية‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬والخرافة‭ ‬والتزوير‭ ‬التاريخي‭ ‬والأساطير‭ ‬الموضوعة‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭! ‬لينشأ‭ ‬كيان‭ ‬‮«‬شاذ‮»‬‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي،‭ ‬يستمدّ‭ ‬قوته‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬الغربي‭ ‬الاستعماري‭ ‬المطلق،‭ ‬ومن‭ ‬الضعف‭ ‬العربي،‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬مجابهة‭ ‬خزعبلات‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬والصهيونية‭ ‬فاستسلم‭ ‬لها‭!‬

{‭ ‬هؤلاء‭ ‬اليهود‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬من‭ (‬دولة‭ ‬الخزر‭ ‬التركية‭)‬،‭ ‬ليسوا‭ ‬هم‭ ‬بني‭ ‬إسرائيل‭ ‬أو‭ ‬أحفاد‭ ‬‮«‬يعقوب‮»‬‭ ‬اليهود‭ ‬الأصل،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬جمهرة‭ ‬من‭ ‬الأكاديميين‭ ‬المختصين،‭ ‬سنفرد‭ ‬لأبحاثهم‭ ‬مقالا‭ ‬آخر‭.‬

هؤلاء‭ ‬‮«‬الهجين‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬اعتنق‭ ‬اليهودية‭ ‬يدعّون‭ ‬اليوم‭ ‬أنهم‭ ‬‮«‬بنو‭ ‬إسرائيل‮»‬‭ ‬وأنهم‭ ‬‮«‬شعب‭ ‬الله‭ ‬المختار‮»‬‭! ‬ويتشبثون‭ ‬بخرافة‭ ‬‮«‬الهيكل‭ ‬المزعوم‮»‬‭ ‬تمهيدا‭ ‬لمجيء‭ ‬‮«‬المسيخ‭ ‬الدجال‮»‬‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬سمونه‭ ‬بعودة‭ ‬المسيح‭ ‬الثانية‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬الصهيونية‭ ‬العالمية‭!‬

ولذلك‭ ‬جلبوا‭ ‬‮«‬بقرات‭ ‬خمس‭ ‬حمراء‮»‬‭ ‬من‭ ‬أمريكا‭ ‬قبل‭ ‬عامين،‭ ‬تظهر‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬واحدة‭ ‬حسب‭ ‬معتقداتهم‭ ‬‮«‬الأسطورية‮»‬‭ ‬يجب‭ ‬ذبحها‭ ‬ثم‭ ‬حرقها‭ ‬في‭ ‬طقوس‭ ‬معقدة،‭ ‬واستخدام‭ ‬الرماد‭ ‬المتبقي‭ ‬لتطهير‭ ‬الشعب‭ ‬اليهودي‭! ‬ولذلك‭ ‬لابدّ‭ ‬من‭ (‬مجموعات‭ ‬الهيكل‭ ‬المتطرفة‭ ‬أن‭ ‬يتمكن‭ ‬معهم‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬اليهود‭ ‬المتطرفين‭ ‬من‭ ‬اقتحام‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى،‭ ‬والموعد‭ ‬المضروب‭ ‬لذلك‭ ‬هو‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬أي‭ ‬أبريل‭ ‬2024‭!‬

{‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬الماضي‭ ‬انطلق‭ ‬المستعمرون‭ ‬مع‭ ‬قرابين‭ (‬ماعز‭- ‬جدي‭) ‬باتجاه‭ ‬مدينة‭ ‬القدس،‭ ‬تحضيرًا‭ ‬لتجميع‭ ‬القرابين‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬نقطة‭ ‬للأقصى‭! ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لذبحها‭ ‬داخله‭ ‬عشية‭ ‬‮«‬عيد‭ ‬الفصح‭ ‬اليهودي‮»‬‭! ‬وطالبت‭ ‬‮«‬جماعات‭ ‬الهيكل‮»‬‭ ‬المستعمرين‭ ‬الصهاينة‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ (‬طارئ‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬القدس‭) ‬أن‭ ‬يُحضِر‭ ‬كل‭ ‬منهم‭ ‬قربانه‭ ‬استعدادًا‭ ‬لإدخاله‭ ‬الأقصى،‭ ‬مع‭ ‬عرض‭ ‬جوائز‭ ‬مالية‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ (‬700‭ ‬إلى‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬شيكل‭) ‬حسب‭ ‬مكان‭ ‬الذبح‭!‬

{‭ ‬هذا‭ ‬التطرف‭ ‬الصهيوني‭ ‬الذي‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬مدى‭ ‬في‭ ‬التعدي‭ ‬على‭ ‬المقدسات‭ ‬الإسلامية‭! ‬يهيئ‭ ‬الأجواء‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬إلى‭ ‬هدم‭ ‬الأقصى‭ ‬قريبًا‭ ‬وإقامة‭ ‬هيكله‭ ‬المزعوم‭! ‬وقد‭ ‬سبق‭ ‬ذلك‭ ‬بتقديم‭ ‬‮«‬القرابين‭ ‬البشرية‮»‬‭ ‬من‭ ‬أطفال‭ ‬ونساء‭ ‬وأهل‭ ‬غزة،‭ ‬وقد‭ ‬مارس‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬الوحشية‭ ‬‮«‬غير‭ ‬المسبوقة‮»‬‭ ‬لقتلهم،‭ ‬وحسب‭ ‬تصريحات‭ ‬حاخاماتهم‭ ‬‮«‬المتطرفين‮»‬‭ ‬المسجلة‭ ‬بالصوت‭ ‬والصورة،‭ ‬فإن‭ ‬قتل‭ ‬الأطفال‭ ‬واجب‭ ‬ديني‭ ‬لهم‭!‬

{‭ ‬ومن‭ ‬‮«‬القرابين‭ ‬البشرية‮»‬‭ ‬على‭ ‬مرأى‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬القرابين‭ ‬الحيوانية‮»‬‭ (‬الماعز‭ ‬والجدي‭ ‬والبقرات‭ ‬الحمراء‭) ‬يؤسس‭ ‬هؤلاء‭ ‬لمشهد‭ ‬سريالي‭ ‬وخرافي‭ ‬قادم‭! ‬لإقامة‭ ‬‮«‬الهيكل‭ ‬المزعوم‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬أكدت‭ ‬كل‭ ‬الأبحاث‭ ‬الأثرية‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬أثريين‭ ‬يهود،‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬لأي‭ ‬أثر‭ ‬لهذا‭ ‬الهيكل‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬أو‭ ‬الأقصى‭! ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬هم‭ ‬الصهاينة‭ ‬كما‭ ‬يحكمون‭ ‬الغرب‭ ‬الاستعماري،‭ ‬يفرقون‭ ‬العالم‭ ‬بخرافاتهم‭ ‬وخزعبلاتهم‭ ‬وأساطيرهم،‭ ‬فيما‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬والتطهير‭ ‬العِرقي‭ ‬وأبشع‭ ‬المجازر‭ (‬غير‭ ‬المسبوقة‭) ‬حتى‭ ‬في‭ ‬المستشفيات،‭ ‬تتواصل‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬وساق،‭ ‬وتنقلها‭ ‬وتنقل‭ ‬الفضائح‭ ‬و«المقابر‭ ‬الجماعية‮»‬‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬‮«‬الناصر‮»‬‭ ‬و«الشفاء‮»‬‭ ‬على‭ ‬الهواء‭ ‬مباشرة‭!‬

إن‭ ‬‮«‬شعب‭ ‬الله‭ ‬المنبوذ‮»‬‭ ‬يعلم‭ ‬حقيقة‭ ‬نبذ‭ ‬الله‭ ‬له،‭ ‬ولذلك‭ ‬قلب‭ ‬الصهاينة‭ ‬الآية‭ ‬ليجعل‭ ‬من‭ ‬صهاينته‭ ‬‮«‬شعب‭ ‬الله‭ ‬المختار‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬تلطخت‭ ‬أياديهم‭ ‬بدماء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وشعوب‭ ‬العالم،‭ ‬فهم‭ ‬أداة‭ ‬الشيطان‭ ‬والدجال‭ ‬وما‭ ‬غرقهم‭ ‬في‭ ‬دماء‭ ‬الأبرياء‭ ‬والأطفال‭ ‬إلا‭ ‬مقدّمة‭ ‬لنهايتهم‭ ‬المحتومة‭ ‬بقدرة‭ ‬الله‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬غالب‭ ‬إلا‭ ‬هو‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا