عالم يتغير
فوزية رشيد
الفيتو الأمريكي المعهود ووهم حل الدولتين!
{ الكل كان يتوقع «الفيتو» الأمريكي لأنه أصبح «فيتو« ينطق بلسان «الكيان الصهيوني» وإن كان باسم الولايات المتحدة ضد كل ما هو فلسطيني! ولذلك التكرار هذه المرة جاء (ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة الذي قدمته الجزائر بصفتها العضو الممثل للمجموعة العربية في مجلس الأمن، وجاء التصويت قبل أيام 18 أبريل الحالي (12 دولة) مع القرار، دولتان امتنعتا عن التصويت هما بريطانيا وسويسرا، فيما اعترضت الولايات المتحدة على المشروع واستخدمت بذلك «الفيتو»! واستخدمته لأنها تعرف أن العضوية الكاملة «لفلسطين في الأمم المتحدة» يفتح الباب أمام حل الدولتين، الذي تؤيده غالبية دولية بدليل اعتراف (137 دولة) من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها (193 دولة) اعترفت حتى اليوم بدولة فلسطين، وتزايدت المطالبة الدولية والشعبية العالمية بالوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، خاصة بعد أحداث غزة الكارثية خلال ما يقارب الـ 7 أشهر، تحرك فيها الرأي العام العالمي ضد جرائم الحرب والتطهير العرقي ومحاولات التهجير والقضاء على القضية الفلسطينية!
{ إن الولايات المتحدة وهي تمارس (خدعة السلام وحل الدولتين) في تصريحاتها الدبلوماسية والسياسية، تعمل على تسويق نفسها (خطابا) على رعايتها لحل الدولتين، فيما كل (مواقفها) ضد حصول الشعب الفلسطيني على أي حق مشروع له هو الواقع العملي لها! وهي بذلك تقف على ذات الأرضية التي يقف عليها «المتطرفون الصهاينة» في الكيان الصهيوني، الذين لا يختلف «المعتدلون الصهاينة» عنهم في الموقف، برفض الحلول السلمية! أو إعطاء الشعب الفلسطيني أي حق له، بل والعمل على تهجيره من أرضه، من خلال ما يرتكبه من جرائم حرب وتطهير عرقي، والعمل على أجندة التهجير، وحماية تطرف المستوطنين في «الضفة الغربية» الذين يقتلون الفلسطينيين ويحرقون بيوتهم ومزارعهم!، فيما الولايات المتحدة تتخذ (المواقف) التي تساند كل ما يقوم به «الكيان الصهيوني» وفي ذات الوقت تطلق التصريحات الزائفة أو المموهة بأنها مع حل الدولتين حتى أصبح استخدام «الفيتو» (لعبتها المعتادة) في كل مرة يعمل أعضاء الأمم المتحدة على مشاريع أو قرارات في مجلس الأمن تعيد للشعب الفلسطيني أي شيء من حقوقه!
{ في الوقت الذي ملّ فيه العالم من التسلط الأمريكي وتحديداً الأنجلو ساكسوني، ومن ممارسات الاحتلال الصهيوني التي انكشفت أمام العالم من فظائع وجرائم وكوارث، فإن «التسلط الغربي الصهيوني» «والدجل الإعلامي والسياسي» الذي تمارسه الولايات المتحدة على العالم، ينبئ بأن «التطرف الصهيوني» ككل يساند كل ما يقوم به الكيان في التعامل مع احتلال فلسطين، ومع الحقوق الفلسطينية، وهو لسان حال أمريكا وبريطانيا تحديداً، وإن إدعى كل منهما العكس!
{ وعليه فإن تحذيرات الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريش» من انزلاق الشرق الأوسط إلى نزاع إقليمي شامل دون أن تتمكن الأمم المتحدة ومجلس الأمن من فرض أي قرار لها للحل السلمي، أو حتى إيقاف العدوان على غزة والضفة، أو ضد المستوطنين، أو ممارسات دولة الاحتلال، يوضح خواء هذه «المؤسسة الأممية» حين يصل الأمر إلى عتبة الكيان الصهيوني، المحمي من الولايات المتحدة والغرب الاستعماري! بما يوضح أن كل ممارسات هذا الكيان، إنما يقع في صلب «التفكير الصهيوني» المسيطر على الولايات المتحدة والغرب بشكل لم يسبق له مثيل، خاصة بعد كل هذا العري «للنظام الدولي» الذي يتم تحريكه وفق منظومة الدول الغربية الاستعمارية، وما (الكيان إلا أداتها المنغرسة كسكين في قلب المنطقة العربية)!
{ المشهد السياسي الدولي يعاني من تدني (اللغة السياسية والدبلوماسية) لأن ما يتم ترويجه سياسيا وإعلاميا داخل في الضحك على الذقون! (إلى حين أن يحقق «الكيان الغاصب» أهداف تطرف الايديولوجي الصهيوني)! ويصفي القضية الفلسطينية! ويحقق هدفه الأكثر دموية في (الدولة اليهودية الخالصة) ومشروعه التوسعي، وقتل البقرات الحمراء «السمان» لهدم الأقصى! وإقامة «الهيكل المزعوم» لخروج «الدجال المسيخ» وهو ما قاله ويقوله المسؤولون الصهاينة وصرح به رئيس وزراء سابق!، فيما العالم تمتلئ فضائياته وإعلامه بالحديث عن «حل الدولتين» الذي تحوّل مع بلع الأرض الفلسطينية والفيتو الأمريكي المتكرر إلى مجرد (خديعة سياسية) تتم ممارستها على العقول، من دون أي حياء! إنها «المهزلة الدولية» بجدارة واستحقاق، والغريب أن العرب يشاركون فيها!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك