عالم يتغير
فوزية رشيد
نحن والمطر والمتغيرات المناخية!
{ ما حدث يوم الاثنين الماضي مساء من شدة هطول المطار، (لن يكون حدثًا استثنائيًّا خلال توقعات السنوات القادمة)، للمتغيرات المناخية، التي تتداخل فيها متغيرات البيئة والطبيعة في إطارها الطبيعي مع العبث والتجارب المناخية، التي حولت المناخ إلى «سلاح» لدى بعض القوى! وهذا ليس من الخيال إنما هناك دراسات ووثائق مختلفة صدرت من داخل الولايات المتحدة نفسها والغرب تؤكد هذا الأمر، الذي سبق وكتبنا عنه! وأن مشروع (HARP) السري يأتي ضمن هذا الاستخدام (لإحداث متغيرات وكوارث بيئية وزلازل وتسونامي) في أنحاء مختلفة من العالم إلى جانب ما أحدثه «المتغير المناخي» الذي أصبح داخلاً في الإطار الطبيعي كما قلنا ولكن جزء منه هذا العبث المتعمد بالمناخ! ومن لا يصدق هذا فله أن يعود ويبحث بنفسه عن تجارب المنطقة (51) السرية في الولايات المتحدة، ليكتشف بنفسه ما يشبع فضوله!
{ البحرين جزر صغيرة بعضها مترابط وبعضها الأقل منفصل، ولكن في مجمل مساحتها هي لا تصل ككل الى (1000كم) بل أقل من ذلك، ولذلك إن تم التخطيط بشكل حقيقي ودقيق، ورصد ميزانية لخطة إستراتيجية متكاملة سواء لشبكات الطرق أو صرف المياه نحو البحر، فإن ذلك كفيل بمواجهة المتغيرات المناخية التي قد تكون أسوأ من شدة هطول الأمطار يوم الإثنين الماضي! وحيث لا ينفع معها بعد الآن صهاريج الشفط والمضخات لأن شبكات صرف مياه الأمطار، وخاصة مع التغير المناخي الذي أصاب وسيصيب كل دول العالم وليس منطقة الخليج وحدها، تحتاج إلى (حلول إستراتيجية وجذرية) سواء من حيث تصريف مياه الأمطار، أو حتى الاستفادة منها كمخزون مائي للري والزراعة، وهذا يضعنا مباشرة أمام وزارة شؤون البلديات والزراعة، ووزارة المواصلات معاً والأشغال، وخاصة أن الرؤى الاستباقية مطلوبة وبشكل ملح حتى تتوقف معاناة المواطنين الذين غرقت بيوتهم وتلفت ممتلكاتهم كما رأينا في كثير من الفيديوهات! إلى جانب ما عانته الشوارع والطرقات من غرق أوقف سير المركبات بل وأغرق بعضها! بل وتم إيقاف الدراسة في المدارس والجامعات ورياض الأطفال حتى الأحد القادم! بسبب الأضرار التي حدثت ليس في الأبنية فقط وإنما في الشوارع، مما كان سيزيد من صعوبة الحركة المرورية التي تعاني من دون أمطار كثيفة من زيادة وازدحام شديد!
{ نشر البعض على وسائل التواصل الإلكتروني ما حدث قبل (65 عاما) أي في عام 1959 من إغلاق شوارع ومناطق البحرين بسبب شدة هطول الأمطار، وكان ذلك من خلال جريدة «النجمة الأسبوعية» آنذاك!
الآن وخلال الأعوام القادمة (لن يكون الأمر استثنائيًّا) كما قلنا، بل ربما في العام الواحد ستتكرر ظاهرة الأعاصير والأمطار الكثيفة! وهذا يستدعي حلاً جذريًّا، لن يكون مستحيلا التفكير فيه وإيجاد أساليب التنفيذ له، خاصة أننا محاطون بالبحر! وبالإمكان إلى جانب توسيع مصارف المياه في الشوارع الكبيرة والأزقة الضيقة، إيصال شبكات وأنابيب صرف المياه نحو البحر، بل حتى التفكير الاستباقي لما يتوقعه الخبراء خلال السنوات القادمة من فيضانات وتسونامي قد تغرق منها مدنا ساحلية في مختلف أنحاء العالم! بما يحتاج إلى تفكير استباقي آخر!
{ لعل أكثر ما يثير الاستغراب هو أن الشوارع الجديدة وكمثال «شارع الفاتح» الرئيسي غرقت بدورها في المستنقعات المائية حالها حال المدن الحديثة البناء! ولكأن القائمين على التشييد والبناء لم يضعوا في الحسبان آثار الأمطار الكثيفة خلال العام الماضي، ومشاكل منطقة «اللوزي» تحديداً كنموذج لما تركته الأمطار من آثار داخل البيوت الجديدة! وهذه المرة في الشوارع الرئيسية الجديدة وهذا يحيلنا الى (الميزانية) وأهمية وضع أولويات حين يتم وضعها وتوزيع حصصها! وخاصة حين يتعلق الأمر بمتغيرات مناخية على مستوى العالم، تحتاج إلى إعادة التفكير، باعتبار أن الحل الجذري «لتلك المتغيرات هي من الأولويات الوطنية» التي تحتاج إلى تفاعل سريع مع ما تستوجبه من مهام ومشاريع!
{ البحرين تستحق كل الجهود لحفظها من المتغيرات المناخية القادمة، ويوم الإثنين الماضي كان مجرد نموذج صغير لما سيزيد خلال الأعوام القادمة! وشعب البحرين خاصة بيوت المناطق الأكثر تضرراً، بحاجة إلى تفكير مستقبلي أعمق، فلسنا على سبيل المثال في بلد مساحته كالسعودية التي هي شبه قارة وحدها، أو دولة كالإمارات أو عمان أو غيرها، فالبحرين الصغيرة في مساحتها قياسا لدول الخليج الأخرى بالإمكان جعلها (نموذجية) في معالجة آثار المتغير المناخي عالمياً! مثلما تحرص الدولة على أن تكون نموذجية في أمور وشؤون أخرى والله المستعان.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك