طهران - الوكالات: قال وزير الخارجية الإيراني أمس إن طهران أبلغت الولايات المتحدة بهجومها على إسرائيل ونبهت الدول المجاورة قبل 72 ساعة من شن الهجوم.
وصرح حسين أمير عبداللهيان «أعلنّا.. للبيت الأبيض في رسالة أن عملياتنا ستكون محدودة وبالحد الأدنى وتهدف إلى معاقبة النظام الإسرائيلي».
وكان الوزير يتحدث خلال إيجاز صحفي لدبلوماسيين أجانب بشأن هجوم طهران بمسيّرات وصواريخ على إسرائيل ليل السبت الأحد ردا على ضربة استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل ونُسبت إلى إسرائيل.
ودمّرت الضربة القنصلية المكونة من خمس طبقات وأدت إلى مقتل سبعة عناصر من الحرس الثوري بينهم اثنان من كبار الضباط. وهددت طهران إسرائيل بالرد.
وخلال الإيجاز الصحفي أمس الأحد قال عبداللهيان إن إيران أبلغت الدول المجاورة بهجومها المخطط له «قبل 72 ساعة من العملية».
وأوضح قائلا: «لقد أعلنّا لأشقائنا وأصدقائنا في المنطقة، ومن بينهم الدول التي تستضيف القواعد العسكرية الأمريكية، أن هدفنا هو معاقبة النظام الإسرائيلي فقط».
وأضاف: «نحن لا نسعى إلى استهداف الشعب الأمريكي أو القواعد الأمريكية في المنطقة»، لكنه حذر من أن إيران قد تستهدف مواقع عسكرية أمريكية تشارك في «الدفاع عن ودعم» إسرائيل.
وكان مصدر دبلوماسي تركي قد كشف في وقت سابق أن إيران أبلغت أمريكا مسبقا بالضربة عبر تركيا، مشيرا إلى أن إسرائيل كانت على دراية بتوقيت الضربة الإيرانية عبر تلك الاتصالات.
وقال المصدر في تصريحاته إن إيران أبلغت تركيا مسبقا بعمليتها المخطط لها ضد إسرائيل، وهو ما يفسر الإجراءات التي تم اتخاذها قبيل الضربة من قبل عدة دول أغلقت مجالها الجوي بينها الأردن وإسرائيل ولبنان.
وأضاف أن الجانب التركي أعلم الجانب الأمريكي بفحوى الرسالة الإيرانية، حيث نقل الجانب الأمريكي عبر تركيا إلى إيران أن عملياتها يجب أن تكون ضمن حدود معينة.
وأبلغ وزير الخارجية التركي هاكان فيدان نظيره الإيراني في مكالمة هاتفية بأن تركيا لا تريد المزيد من تصعيد التوتر في المنطقة بعد الهجوم على إسرائيل.
وقالت مصادر دبلوماسية تركية إن وزير الخارجية الإيراني أخبر فيدان بأن «العملية الانتقامية» ضد إسرائيل انتهت، مضيفا أن إيران لن تشنّ عملية جديدة ما لم تتعرض للهجوم.
وأعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض أمس أن الولايات المتحدة لا تريد تصعيدا للأزمة في الشرق الأوسط.
وصرح الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي لشبكة إن بي سي: «لا نريد أن نرى تصعيدا في الوضع. لا نسعى إلى حرب أكثر اتساعا مع إيران».
وكانت إسرائيل في حالة تأهب قصوى أمس بعدما أثار الهجوم الإيراني غير المسبوق مخاوف من توسع الصراع.
وأسقطت لندن «عدداً» من المسيّرات التي أطلقتها طهران خلال هجومها على إسرائيل، وفق ما أكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أمس.
وقال سوناك: «أؤكد أن طائراتنا أسقطت عدداً من المسيّرات الإيرانية الهجومية»، مؤكدا تقارير صحفية أفادت بأن المملكة المتحدة ساعدت إسرائيل وحلفاء آخرين في إسقاط مئات المسيّرات والصواريخ التي أطلقتها الجمهورية الإسلامية.
وكان بيني جانتس الوزير في مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي قد قال في وقت سابق من يوم أمس إن إسرائيل ستجعل إيران تدفع ثمن شنها الهجوم الضخم بصواريخ وطائرات مسيرة عندما يحين الوقت المناسب.
وأضاف في بيان: «سنشكل تحالفا إقليميا وسنجعل إيران تدفع الثمن بالطريقة والتوقيت المناسبين لنا».
ونقلت القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي لم تذكر اسمه خلال الليل القول إنه سيكون هناك «ردّ قويّ» على الهجوم.
ولم يسبب الهجوم الإيراني بمئات الصواريخ والطائرات المسيرة، والتي تم إطلاق معظمها من داخل إيران، لم يسبب سوى أضرار طفيفة في إسرائيل نظرا إلى أن معظمها تم إسقاطه بمساعدة حلفاء، من بينهم الولايات المتحدة وبريطانيا والأردن.
وأصاب الهجوم قاعدة جوية في جنوب إسرائيل، لكنها استمرت في العمل كالمعتاد، وأصيبت طفلة (سبعة أعوام) بإصابات خطرة جراء شظايا. ولم ترد تقارير أخرى عن أضرار جسيمة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك