العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

قضايا ملأت الدنيا وركنت إلى الصمت!

{ كتب‭ ‬أحدهم‭ ‬عدة‭ ‬تساؤلات‭ ‬انتشرت‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬الإلكتروني‭ ‬والتساؤلات‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬6‭ ‬أشهر‭:‬

‭- ‬أحد‭ ‬جاب‭ ‬سيرة‭ ‬المثلية‭ ‬وحقوقها؟

‭-‬أحد‭ ‬جاب‭ ‬سيرة‭ ‬المرأة‭ ‬وحقوق‭ ‬الطفل؟

‭-‬أحد‭ ‬جاب‭ ‬سيرة‭ ‬النسوية؟

‭-‬أحد‭ ‬جاب‭ ‬سيرة‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬وحريتها؟‭ ‬

‭-‬أحد‭ ‬جاب‭ ‬سيرة‭ ‬التطبيع‭ ‬وضرورته؟

‭-‬أحد‭ ‬جاب‭ ‬سيرة‭ ‬صراع‭ ‬الأديان‭ ‬والمذاهب؟

‭-‬طيب‭ ‬أحد‭ ‬جاب‭ ‬سيرة‭ ‬الفيروسات‭ ‬وضرورة‭ ‬التطعيمات‭ ‬واللقاحات‭ ‬والأرض‭ ‬التي‭ ‬تتعرض‭ ‬لخطر‭ ‬داهم؟

الجواب‭ ‬أكيد‭ ‬لا‭.‬

طب‭ ‬عرفتوا‭ ‬ليش؟‭!‬

لأن‭ ‬الراعي‭ ‬الرسمي‭ ‬لهذه‭ ‬الأفكار‭ ‬مشغول‭ ‬ومش‭ ‬فاضي‭!‬

لأن‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬والصهيونية‭ ‬تعيش‭ ‬أسوأ‭ ‬أيامها‭.. ‬وتركت‭ ‬كل‭ ‬الهمل‭! ‬

{ ما‭ ‬يقارب‭ ‬السبعة‭ ‬أشهر‭ ‬وحتى‭ ‬الآن،‭ ‬ولكأن‭ ‬ساعة‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تملأ‭ ‬العالم‭ ‬ضجيجا‭ ‬بين‭ ‬أخذ‭ ‬ورد،‭ ‬وتستبدل‭ ‬نفسها‭ ‬بقضايا‭ ‬عالمية‭ ‬أكثر‭ ‬أهمية‭ ‬وإلحاحاً‭ ‬وجوهرية‭ ‬لكي‭ ‬يتم‭ ‬طرحها‭ ‬على‭ ‬الوعي‭ ‬العالمي،‭ ‬كلها‭ ‬توقفت‭ ‬وكأنها‭ ‬قد‭ ‬أخذت‭ (‬إجازة‭ ‬جبرية‭) ‬لأن‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬هي‭ ‬الأهم،‭ ‬وهي‭ ‬الشغل‭ ‬الشاغل‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬لكل‭ ‬عواصم‭ ‬العالم‭ ‬ولكل‭ ‬الشعوب،‭ ‬وأسقطت‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬الكاشفة‭ ‬بعدوانها‭ ‬الهمجي‭ ‬على‭ ‬الحجر‭ ‬والبشر‭ ‬والأطفال‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬أقنعة‭ ‬مؤسسات‭ ‬‮«‬النظام‭ ‬الدولي‮»‬‭ ‬بل‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يروجه‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬أفكار‭ ‬شيطانية‭ ‬وتضليلية‭! ‬فلا‭ ‬أحد‭ ‬مثلاً‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬لكي‭ ‬يناقش‭ ‬وضع‭ ‬الشواذ‭ ‬أو‭ ‬النسوية‭ ‬المتطرفة‭ ‬وأفكارها‭ ‬أو‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭ ‬والمرأة،‭ ‬أو‭ ‬التطبيع‭ ‬أو‭ ‬صراع‭ ‬الأديان،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الفيروسات‭ ‬واللقاحات‭ ‬ومشاكل‭ ‬الأرض‭ ‬البيئية،‭ ‬لأنها‭ ‬توارت‭ ‬على‭ ‬مدى‭ (‬الشهور‭ ‬الستة‭ ‬الماضية‭) ‬فشذوذ‭ ‬العدوان‭ ‬الهمجي‭ ‬بلغ‭ ‬أقصى‭ ‬مداه‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الحروب‭! ‬وحقوق‭ ‬الطفل‭ ‬والمرأة‭ ‬تم‭ ‬انتهاكها‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬سابقة‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬إبادة‭ ‬وجرائم‭ ‬الحرب‭ ‬حتى‭ ‬وقفت‭ ‬مؤسسات‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭ ‬والمرأة‭ ‬موقف‭ ‬المتسربل‭ ‬بالخزي‭ ‬والعار،‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬أدبيات‭ ‬خطابها‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬حول‭ ‬تلك‭ ‬الحقوق‭! ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التطبيع‭ ‬تجمد‭ ‬الحديث‭ ‬فيه‭ ‬وعنه،‭ ‬فممارسات‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬كشفت‭ ‬وجه‭ ‬الجريمة‭ ‬والوحشية‭ ‬والعنصرية‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬قط،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬جرائم‭ ‬حربه‭ ‬منقولة‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬الهواء‭! ‬بل‭ ‬إن‭ ‬حتى‭ ‬لغة‭ ‬التسامح‭ ‬المدعاة‭ ‬ضربت‭ ‬الجانب‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬مقتل،‭ ‬وهو‭ ‬قد‭ ‬أظهر‭ ‬بشاعة‭ ‬وجهه‭ ‬الدموي‭ ‬الشنيع‭!‬

أما‭ ‬الفيروسات‭ ‬واللقاحات‭ ‬فكان‭ ‬على‭ ‬أصحابها‭ ‬أن‭ ‬ينتظروا‭ ‬قليلاً‭ ‬حتى‭ ‬تنكشف‭ ‬السحب‭ ‬السوداء‭ ‬التي‭ ‬أصابت‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وخطاب‭ ‬الصهيونية‭ ‬العالمية‭ ‬بالعمى‭ ‬والاهتزاز‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬جنوده‭ ‬الصهاينة‭ ‬يقتاتون‭ ‬على‭ ‬قتل‭ ‬الأطفال‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬ويتفاخرون‭ ‬بقتلهم‭ ‬واصطياد‭ ‬الطرائد‭ ‬منهم‭ ‬بوحشية‭ ‬لا‭ ‬نظير‭ ‬لها‭!‬

{ هذا‭ ‬يؤكد‭ ‬أمرا‭ ‬مهما‭ ‬أن‭ (‬اليد‭ ‬الشيطانية‭) ‬التي‭ ‬كانت‭ (‬تدير‭ ‬الأفكار‭ ‬والصراعات‭ ‬والأزمات‭ ‬والحروب‭ ‬ومنها‭ ‬الحرب‭ ‬البيولوجية‭) ‬هي‭ ‬ذات‭ ‬اليد‭ ‬الآثمة،‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬آليات‭ ‬وشبكات‭ ‬وشركات‭ ‬البث‭ ‬والتنفيذ‭ ‬في‭ ‬العالم‭! ‬وهي‭ ‬ذاتها‭ ‬التي‭ ‬أدخلت‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬نفق‭ ‬مظلم،‭ ‬حتى‭ ‬جاء‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬‭ ‬عدة‭ ‬ساعات‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬7‭ ‬أكتوبر،‭ ‬ثم‭ ‬جاء‭ ‬بعده‭ ‬‮«‬العدوان‭ ‬الهمجي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬استمر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭! ‬فكشف‭ ‬للعالم‭ ‬كله‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يتصوره‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬إبادة‭ ‬وتطهير‭ ‬عرقي‭ ‬وجرائم‭ ‬حرب‭ ‬وتصريحات‭ ‬بلغت‭ ‬ذروة‭ ‬التطرف‭! ‬مثلما‭ ‬كشف‭ ‬العدوان‭ ‬الهمجي‭ ‬حجم‭ ‬الفراغ‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬والأممية‭ ‬والقانونية‭ ‬والحقوقية‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬القائم،‭ ‬التي‭ ‬أدركت‭ ‬أن‭ ‬منسوب‭ ‬الوعي‭ ‬الشعبي‭ ‬العالمي‭ ‬المتصاعد‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ (‬لن‭ ‬يحتمل‭ ‬هراء‭ ‬الكلمات‭ ‬وخواء‭ ‬الأفكار‭ ‬التضليلية‭ ‬التي‭ ‬أرادوا‭ ‬إشغاله‭ ‬بها‭) ‬مثل‭ ‬الشذوذ‭ ‬والنسوية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬والحقوق،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬‮«‬الفيروسات‭ ‬المصنوعة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬أخذت‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬رداء‭ ‬البعوض،‭ ‬لتنشر‭ ‬جرائمهم‭ ‬الفيروسية‭ ‬في‭ ‬دماء‭ ‬البشرية‭! ‬

{ إنها‭ ‬الشهور‭ ‬الكاشفة‭ ‬التي‭ ‬ألجمت‭ ‬قضايا‭ ‬الباطل‭! ‬الآن‭ ‬باطلها‭ ‬كشفه‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬نفسه،‭ ‬الذي‭ ‬أصابه‭ ‬الوعي‭ ‬الشعبي‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬مقتل‭ ‬مع‭ ‬انكشاف‭ ‬همجيته‭ ‬ووحشيته‭ ‬ولا‭ ‬إنسانيته‭ ‬وانعدام‭ ‬الأخلاقية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬ويقوم‭ ‬به‭! (‬جمعيات‭ ‬الأفكار‭ ‬المضللة‭) ‬توارت‭ ‬إلى‭ ‬الخلف‭ ‬ليس‭ ‬خجلاً‭ ‬أو‭ ‬حياءً،‭ ‬ولكن‭ ‬لأن‭ ‬ماكينته‭ ‬من‭ ‬يديرها‭ ‬إعلامياً‭ ‬مشغول‭ ‬عنها،‭ ‬بالوحش‭ ‬الدموي‭ ‬الذي‭ ‬يشرب‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬دماء‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وأيضاً‭ ‬في‭ ‬الضفة‭! ‬ومشغول‭ ‬بالدفاع‭ ‬عنه‭ ‬والتبرير‭ ‬له‭ ‬وتبييض‭ ‬صفحاته‭ ‬السوداء‭ ‬المتزايدة‭! ‬وكل‭ ‬إعلامه‭ ‬وصحفه‭ ‬ومراكزه‭ ‬البحثية‭ ‬والسياسية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬فلك‭ (‬التبرير‭) ‬فالطامة‭ ‬الكبرى‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬انكشف‭! ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬لكلمات‭ ‬الحرية‭ ‬أو‭ ‬الديمقراطية‭ ‬أو‭ ‬الحقوق‭ ‬أو‭ ‬القانون‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬متاحف‭ ‬الشمع‭!   ‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا