عالم يتغير
فوزية رشيد
قضايا ملأت الدنيا وركنت إلى الصمت!
{ كتب أحدهم عدة تساؤلات انتشرت في الفضاء الإلكتروني والتساؤلات هي من 6 أشهر:
- أحد جاب سيرة المثلية وحقوقها؟
-أحد جاب سيرة المرأة وحقوق الطفل؟
-أحد جاب سيرة النسوية؟
-أحد جاب سيرة تمكين المرأة وحريتها؟
-أحد جاب سيرة التطبيع وضرورته؟
-أحد جاب سيرة صراع الأديان والمذاهب؟
-طيب أحد جاب سيرة الفيروسات وضرورة التطعيمات واللقاحات والأرض التي تتعرض لخطر داهم؟
الجواب أكيد لا.
طب عرفتوا ليش؟!
لأن الراعي الرسمي لهذه الأفكار مشغول ومش فاضي!
لأن تل أبيب والصهيونية تعيش أسوأ أيامها.. وتركت كل الهمل!
{ ما يقارب السبعة أشهر وحتى الآن، ولكأن ساعة القضايا التي كانت تملأ العالم ضجيجا بين أخذ ورد، وتستبدل نفسها بقضايا عالمية أكثر أهمية وإلحاحاً وجوهرية لكي يتم طرحها على الوعي العالمي، كلها توقفت وكأنها قد أخذت (إجازة جبرية) لأن الحرب على غزة هي الأهم، وهي الشغل الشاغل هذه المرة لكل عواصم العالم ولكل الشعوب، وأسقطت هذه الحرب الكاشفة بعدوانها الهمجي على الحجر والبشر والأطفال ليس فقط أقنعة مؤسسات «النظام الدولي» بل وكل ما كان يروجه في العالم من أفكار شيطانية وتضليلية! فلا أحد مثلاً على استعداد لكي يناقش وضع الشواذ أو النسوية المتطرفة وأفكارها أو حقوق الطفل والمرأة، أو التطبيع أو صراع الأديان، أو حتى الفيروسات واللقاحات ومشاكل الأرض البيئية، لأنها توارت على مدى (الشهور الستة الماضية) فشذوذ العدوان الهمجي بلغ أقصى مداه في تاريخ الحروب! وحقوق الطفل والمرأة تم انتهاكها بشكل لا سابقة له في حرب إبادة وجرائم الحرب حتى وقفت مؤسسات حقوق الطفل والمرأة موقف المتسربل بالخزي والعار، بعد كل أدبيات خطابها في العالم حول تلك الحقوق! كما أن التطبيع تجمد الحديث فيه وعنه، فممارسات الكيان الصهيوني كشفت وجه الجريمة والوحشية والعنصرية كما لم يحدث قط، وخاصة أن كل جرائم حربه منقولة مباشرة على الهواء! بل إن حتى لغة التسامح المدعاة ضربت الجانب الصهيوني في مقتل، وهو قد أظهر بشاعة وجهه الدموي الشنيع!
أما الفيروسات واللقاحات فكان على أصحابها أن ينتظروا قليلاً حتى تنكشف السحب السوداء التي أصابت الكيان الصهيوني وخطاب الصهيونية العالمية بالعمى والاهتزاز بعد أن أصبح جنوده الصهاينة يقتاتون على قتل الأطفال كل يوم، ويتفاخرون بقتلهم واصطياد الطرائد منهم بوحشية لا نظير لها!
{ هذا يؤكد أمرا مهما أن (اليد الشيطانية) التي كانت (تدير الأفكار والصراعات والأزمات والحروب ومنها الحرب البيولوجية) هي ذات اليد الآثمة، التي تمتلك آليات وشبكات وشركات البث والتنفيذ في العالم! وهي ذاتها التي أدخلت العالم في نفق مظلم، حتى جاء «طوفان الأقصى» عدة ساعات فقط في يوم 7 أكتوبر، ثم جاء بعده «العدوان الهمجي» الذي استمر أكثر من ستة أشهر! فكشف للعالم كله ما لم يكن يتصوره من حرب إبادة وتطهير عرقي وجرائم حرب وتصريحات بلغت ذروة التطرف! مثلما كشف العدوان الهمجي حجم الفراغ في كل المؤسسات الدولية والأممية والقانونية والحقوقية في النظام الدولي القائم، التي أدركت أن منسوب الوعي الشعبي العالمي المتصاعد كل يوم، (لن يحتمل هراء الكلمات وخواء الأفكار التضليلية التي أرادوا إشغاله بها) مثل الشذوذ والنسوية والديمقراطية والحقوق، أو حتى «الفيروسات المصنوعة» التي أخذت في هذه الفترة رداء البعوض، لتنشر جرائمهم الفيروسية في دماء البشرية!
{ إنها الشهور الكاشفة التي ألجمت قضايا الباطل! الآن باطلها كشفه الكيان الصهيوني نفسه، الذي أصابه الوعي الشعبي العالمي في مقتل مع انكشاف همجيته ووحشيته ولا إنسانيته وانعدام الأخلاقية في كل ما قام ويقوم به! (جمعيات الأفكار المضللة) توارت إلى الخلف ليس خجلاً أو حياءً، ولكن لأن ماكينته من يديرها إعلامياً مشغول عنها، بالوحش الدموي الذي يشرب كل يوم دماء الشعب الفلسطيني في غزة وأيضاً في الضفة! ومشغول بالدفاع عنه والتبرير له وتبييض صفحاته السوداء المتزايدة! وكل إعلامه وصحفه ومراكزه البحثية والسياسية والدبلوماسية تدور في فلك (التبرير) فالطامة الكبرى أن كل شيء انكشف! ولم يعد لكلمات الحرية أو الديمقراطية أو الحقوق أو القانون من قيمة إلا في متاحف الشمع!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك