سجل لاعبو فريقي الأهلي ودار كليب أداء رائعا خلال نزال النهائي الثاني من دوري عيسى بن راشد للكرة الطائرة رفعوا به أسهمهم وأسهم المسابقة بشهادة سمو الشيخ عيسى بن علي بن خليفة آل خليفة وكيل وزارة شئون مجلس الوزراء نائب رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية والشيخ علي بن محمد آل خليفة رئيس الاتحادين البحريني والعربي للكرة الطائرة اللذين كانا في مقدمة الحضور الغفير الذي غصت به صالة عيسى بن راشد في الرفاع والتي احتضنت النزال الثاني، وبهذا العرض الذي نال استحسان الكثير، فقد عوض المتنافسان عرض النهائي الأول الذي اتفق الكثير على أنه كان خالي الدسم، وقلنا عنه إنه لم يف بوعوده، وعلى هامش النهائي الثاني استوقفتنا بعض اللقطات نحاول استعراضها بالتعليق والتعقيب.
# اللقطة الأولى
ونرى في هذه اللقطة الثلاثية المركبة أنها في مقدمة لقطات المباراة، عندما بادر محمود عبد الواحد كابتن دار كليب وخلال فترة إحماء الفريقين بالذهاب إلى مقاعد بدلاء الأهلي ليواسي زميله في صفوف الأهلي حسن الشاخوري المصاب الذي حرمته الإصابة من خوض المباراة في لفتة جميلة من لاعب جميل، ليضطر الشاخوري معها إلى الوقوف ومبادلة ورد تحية جمهور دار كليب الذين تعاطفوا مع الشاخوري هم الآخرون في لوحة أكثر جمالا، وزاد كل ذلك الروح الرياضية العالية التي أظهرها اللاعبون على مدار الأشواط الخمسة التي استغرقها الماراثون الثاني، وأكدوها مع ختام المباراة التي تبادل معها لاعبو الفريقين التهاني والابتسامات، فالمباراة بدأت بالروح الرياضية، وختمت بها ،ألم أقل لكم إنها في مقدمة لقطات المباراة؟
# اللقطة الثانية
إذا كانت المباراة قد امتدت خمسة أشواط بالتمام والكمال، فإن الشوط الأول منها كان استثنائيا على اعتبار أن الكلمة فيه كانت لدار كليب الذي كان الطرف الأفضل في الشوط وتقدمه في النتيجة يعكس هذه الأفضلية 12-8، 16-12، 22-17، بينما اصطبغت بقية الأشواط الأربعة الأخيرة بلون التكافؤ وحبس الأنفاس، ومع سيناريو الشوط نعتقد أن الكثير توقعوا أن المباراة ستنتهي بالسيناريو نفسه الذي انتهى عليه النهائي الأول.
# اللقطة الثالثة
كان الأهلي في أكثر من مناسبة يتقدم في النتيجة، ولكنه يكاد يفتقدها في المواقف والنقاط الحاسمة كما حصل في الشوط الثاني عندما تقدم 13-10 و16-12 قبل أن يفرض دار كليب عليه التعادل ابتداء من 18-18 حتى 23-23 لولا حائط الصد الذي حسم الشوط أمام هجوم محمد يعقوب، وتكرر الموقف في الشوط الثالث عندما تقدم الأهلي 10-8 قبل أن يفرض التعادل نفسه ابتداء من 10-10 حتى 25-25 لينهي حائط صد دار كليب الشوط لصالحه.
# اللقطة الرابعة
إذا كانت الخمسة الأشواط التي استغرقتها المباراة قد كلفت الفريقين قرابة 57 خطأ مباشرة، منها 30 لدار كليب، و27 للأهلي، فإن الشوط الثالث الذي انتهى لصالح دار كليب 27-25 هو أكثر الأشواط ارتكابا للخطأ المباشر، ودفع ثمنه الأهلي وحده الذي ارتكب 11 خطأ مباشرا مقابل 8 لدار كليب.
# اللقطة الخامسة
كان الشوط الرابع هو أصعب الأشواط التي مرت على لاعبي الأهلي وأنصاره والذي انتهى لصالحهم 27-25، ورغم تقدم الأهلي في أكثر من مناسبة خلال الشوط 13-11 و 15-12 إلا أن الشوط أولا والمباراة ثانية كادا أن يضيعا من يد الأهلي جراء عصبية غير لازمة من الكابتن ناصر عنان في توقيت حرج أشهر له خلالها حكم المباراة الدولي جعفر المعلم البطاقة الحمراء وحصول دار كليب على نقطة مجانية، وزاد ذلك خيار غير موفق في الإعداد من حسين الحايكي ضيق الفارق إلى نقطة واحدة 15-14، وما نريد أن نوصله للكابتن ناصر وبقية كباتن الفرق، أن القانون يخول الكابتن أن يرفع يده للحكم إيذانا بطلب الاستفهام منه، فإن وافق الحكم فيحق للكابتن أن يذهب للحكم ويستفهم، وإن لم يعط الحكم إذنا للاعب بالاستفهام فلا يحق للكابتن أن يذهب للحكم، هذا ما سمعناه من أحد الحكام الضليعين في القانون، والأمر يختلف مع ناصر لأنه أولا كابتن الفريق وقائده، ويمثل قدوة لزملائه، وثانيا وثالثا أن ابن عنان هو رمز الأمان لفريقه والأهلاوية، ويمثل ركيزة وأي ركيزة، فخروجه عن جو المباراة خسارة له ولفريقه وأنصاره وللمباراة نفسها، باعتباره قماشة فنية لا يختلف عليها اثنان.
# سبعة لفتوا الأنظار
لم تظهر المباراة بهذا المستوى لولا وقف وراءها لاعبون تميزوا وتألقوا، وكانوا علامة فارقة فيها، وهم البرازيلي « كايو» لاعب مركز 2 في صفوف دار كليب الذي قدم مباراة هي الأقوى له منذ وطأت قدماه أرض المملكة، ورأيناه يوجه إرسالا قويا ومحكما ومؤثرا، وشاهدناه ضاربا حاسما ورقما صعبا، والأخطاء المؤثرة التي ارتكبها في الرمق الأخير من المباراة لا تغطي وتمسح المردود القوي الذي قدمه.
ويأتي محمود عبد الواحد واحدا هو الآخر من اللاعبين الذين كانوا حاضرين بأدائهم في المباراة، ولعب بذكاء من خلال لجوئه إلى الضرب الهجومي على طريقة «التج آوت» واستغل كثيرا حائط صد حسين الحايكي.
وانضم زميله أيمن عيسى متوسط الشبكة إلى بقية المتألقين، وكان حائط صده حاضرا في أكثر من مناسبة، وفي أوقات حاسمة.
وربما طغى انشغال محمد يعقوب بالاستقبال الذي فرضه عليه إرسال الأهلي عن التألق الهجومي، أو إرساله المؤثر، ويبقى «جيبا» هو «جيبا» شئنا أم أبينا.
وعلى الضفة الأهلاوية يأتي الأنيق علي إبراهيم لاعب مركز 2 في مقدمة المبرزين، كان وحده المغرد في ظل غياب ماركو الذي كان مستقبلا لا غير، ولم يسجل أي إضافة على المستوى الهجومي، نقول كان الأنيق وحده المغرد مع بداية المباراة والمتحدث الرسمي باسم الأهلي، قبل أن ينضم إليه ناصر عنان وهاني عليوي.
وكان هاني عليوي عند مستوى المسؤولية، وتمكن من فتح شوارع هجومية من مركز 3، لفت النظر، وجعلت الكثير يتحدث عنه عطفا على ما ظهر به، لقد جعل هاني الأهلاوية ومن شاهد المباراة يشعرون أن زميله حسن الشاخوري لم يغب عن المباراة، فقد غطى غيابه بكل جدارة واستحقاق، ونعتقد أن إحصائيته التي ليست لدينا تشهد له بذلك.
ولا يمكن أن نغفل ليبرو الأهلي أيمن هرونة رغم اهتزاز استقباله، إلا أنه عرف كيف يدخل في المباراة رويدا رويدا، ويستعيد بريقه مع عودة الأمان لاستقباله وحسن تمركزه وتحركاته.
وكان ناصر عنان رغم تحامله على الإصابة، إلا أنه رفض أن يكون «كومبارسا» وإذا أردنا أن نعرف قيمة ابن عنان، ما علينا جميعا إلا أن نتخيل المباراة دونه فكيف يكون عندئذ فريقه؟
ويبقى سيد محمد العبار لاعب مركز 4 هو من بات حديث الجميع رغم مشاركته المتأخرة والمتأخرة جدا، والمسؤول عنها دون شك الأرجنتيني «إليقيتا» وهو المسؤول الأول عن الفريق وأدرى بشعابه، وعندما نقول ما نقول هنا ليس من باب «إدخال العص فيما لا يخص» ولكن من باب «لكم دينكم ولي دين» فالعبار كان يستحق الاعتماد عليه منذ المباراة الأولى بدلا من زميله «ماركو» الذي لم يقدم ما يشفع له على المستوى الهجومي، فجبهته كانت معطلة، لم يفتحها إلا العبار الذي قلب ميمنة المباراة على ميسرها منذ دخوله الشوط الرابع والنتيجة 15-15 ليأخذ فريقه المقدمة 17-15، وما بروزه إلا دلالة على أن اللاعب كان ينتظر إشارة مدربه «إليقيتا» على أحر من الجمر، رغم أنه دخل في شوط هو أشد الأشواط وطأة على فريقه وجماهيره، والعبار هو من عبر بفريقه إلى المباراة الفاصلة.
بعد سيناريو النهائي الثاني، زاد الأخذ واللغط حول سيناريو النهائي الثالث الذي ينتظر الفريقين يوم الأحد القادم 24 من الشهري الجاري، فأسهم المباراة والفريقين قد ارتفعت عطفا على ما قدماه في النهائي الثاني.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك