عالم يتغير
فوزية رشيد
بين الموقف من «حماس» والموقف من الشعب الفلسطيني وقضيته!
{ لايزال العدوان الهمجي على غزة يشكل بؤرة الأحداث في العالم لأن المأساة الإنسانية مستمرة ما بين سقوط الضحايا تحت القصف أو بسبب التجويع أو بسبب تدهور كل المؤسسات الصحية والبنية التحتية والتلاعب بإدخال المساعدات بحجة وقوعها أو وقوع بعضها في أيدي حماس!
هذا التوحش الصهيوني في غزة والضفة الغربية وجرائم الحرب المسجلة بالصوت والصورة أمام شاشات العالم كلها وبسبب ذلك احتقان الشعوب التي ترى كل يوم تزايدا فيما يتركه الكيان الصهيوني من مآس كارثية وممارسات نازية وفاشية فإن القصة لم تعد كما يريد أن يطرحها البعض بأن الموقف السلبي من القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني هو بسبب الموقف من حماس!
{ حماس في النهاية مجرد فصيل بين فصائل أخرى في المقاومة الفلسطينية والمعروفة تاريخيا منذ بدء النضال الفلسطيني للاحتلال! أما ربط الموقف من المآسي التي يحدثها هذا الاحتلال منذ أكثر من 75 عاما بموقف البعض من حماس فيما المحتل لا يريد حلا للقضية وفي الوقت ذاته يدعي أن لديه رؤية للسلام في المنطقة! هذا الموقف بحجة حماس لابد من تفكيك خيوطه والدخول في أسباب تواصل أزمة القضية الفلسطينية على المستوى العربي والعالمي لتتضح الصورة الحقيقية لملابسات هذه القضية وأسباب العراك والانقسام الفلسطيني وإن كانت حماس فصيلا مقاوما ومشروعا بين الفصائل الأخرى أم لا؟! وإن كانت الاختلافات الأيديولوجية والفكرية والسياسية تعطي الحق للذي يرفض حماس مثلا أن يرفض النظر في الوقت ذاته إلى المآسي الإنسانية والفادحة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني تحت قبضة الاحتلال؟!
{ لقد أثبت الكيان الصهيوني عبر عقود وجوده وحكمه أنه لا يمتلك رؤية حقيقية للسلام أو للتعاطي مع القضية الفلسطينية وبالتالي إعطاء الحقوق للشعب الفلسطيني فهو مجرد ادعاء للسلام على خلفية ابتلاع فلسطين بأكملها والدفع نحو تهجير شعبها! فيما الدول العربية كمثال تتطلع إلى سلام حقيقي بغية الوصول إلى استقرار المنطقة وما المبادرة العربية للسلام التي اتفق عليها العرب إلا مدخلا لذلك.
{ على العقل العربي على المستوى السياسي أن يوضح موقفه سواء من الاحتلال أو من فصائل المقاومة ككل لأن مقاومة المحتل هو أمر مشروع بحسب القانون الدولي نفسه! أما إن كان أحد الفصائل وهو هنا حماس لا يتفق الموقف العربي حوله أو حول منطلقاته الفكرية فذلك لا يعني أن مقاومته للمحتل غير مشروعة! وفي الوقت ذاته لا يعني أن يخلط الوعي العربي بين حماس كفصيل مقاوم وكل الشعب الفلسطيني أو بينه وبين القضية الفلسطينية، وأن يتم اتخاذ موقف عربي منهزم من الكوارث الراهنة التي حلت ولا تزال تحل بالفلسطينيين في غزة لأن من قام بتحرك 7 أكتوبر هو حماس وليدفع الثمن كما يقول أصحاب هذا الموقف! في الوقت الذي يتساقط الشهداء بمعدل يومي حتى الآن فيما حصار التجويع مستمر دون أية اعتبارات إنسانية أو حقوقية لأهل غزة وهم تحت نيران المحتل المتوحش وحتى في هذا الشهر الفضيل!
{ ومرارا قلنا ونقول إنه لابد في النهاية من توحيد الصفوف الفلسطينية وتعزيز دور منظمة التحرير لينطق الفلسطينيون برؤية توافقية واحدة وبلسان فلسطيني واحد في مواجهة العقلية الصهيونية والاستعمارية الغربية التي أوجدت هذا الكيان ليكون منطلقا إلى خلخلة الأوضاع والأمن والاستقرار في كامل المنطقة العربية! ولم يتغير شيء حول ذلك حتى الآن! والعالم اليوم يشهد على همجية المحتل الصهيوني فإن الساحتين الفلسطينية والعربية بحاجة إلى منطلقات وتحركات جديدة بعيدا عن المكوث في بوتقة الخلافات والانقسامات الفلسطينية والعربية وعلى المستويات الأيديولوجية والسياسية والفكرية لأن الاختلافات ستبقى! والأهم هو معالجتها برؤية عربية جديدة لكي تنتصر القضية على تحايلات وعدوان المحتل ولكي ينتصر الشعب الفلسطيني في نضاله ضده، وحماس في النهاية مجرد فصيل في مقاومة هذا الشعب المستمر تاريخيا منذ 1948! والقضية في النهاية هي القضية الأولى لكل العرب كما يقولون!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك