عالم يتغير
فوزية رشيد
نظام الدجال أو الدجل ومن هؤلاء؟!
{ في سياق إدارة الشر عالميا فإن هناك مافيات عائلية أصبحت معروفة تكتسب قوتها وسطوتها مما تمتلكه من المال والذهب وتقدر بنصف ما يمتلكه العالم كله! وتحتكر الهيمنة والإدارة للعديد من الشركات العالمية الكبرى ذات الاهتمام بصناعة السلاح والدواء، والتعامل مع المافيات الأخرى التي تتاجر بالبشر والمخدرات والحروب وتجعل من الدولار الذي لا يساوي قيمته أكثر من الورق المطبوع به مهيمنا ماليا واقتصاديا وتجاريا في العالم كله! وتعطي القروض للدول الفقيرة أو تلك التي يتم دفعها إجبارا إلى اعتماد الديون كوسيلة لتصريف مشاريعها واقتصادها عن طريق صندوق النقد الدولي والبنك الدولي الخاضعين بدورهما لإدارة ذات المافيا العائلية! وفيما هي تدين وتتحصل على الفوائد الفائقة فإنه في حالة العجز عن سداد الديون تتدخل بـ(القاتل الاقتصادي) التابع لها، وتستولي على السندات والأصول الأساسية والوطنية في البلد العاجز عن سداد ديونه! هكذا هي تفقر الدول وتستولي على ثرواتها مقابل الديون بالدولار الذي في أساسه لا قيمة له! إنما القيمة اكتسبها من قوة السيطرة والهيمنة التي تتمتع بها الولايات المتحدة تحديدا!
{ حين تكتمل الصورة بالتوجيه الإعلامي والمعلوماتي والتكنولوجي وتقنيات الذكاء الاصطناعي ومراكز التوجيه في العوالم الافتراضية والسيطرة على مؤسسات ومراكز البحوث والدراسات وصناعة القرار على المستوى العالمي! فإنها في الطريق تكون قد اخترقت أيضا كل المؤسسات الأممية مثل الأمم المتحدة والصحة العالمية والمنظمات الحقوقية واخترقت النخب الفكرية والثقافية ومؤسسات الحكم في الدول لينتج «الأخطبوط الشرير» الذي يدير العالم وفق أجنداته ومشاريعه الاستعمارية! وكل ذلك يندرج تحت مسمى النظام العالمي الذي يراه كثيرون أنه في حقيقته نظام الدجال!
{ نظام الدجال محوره الدجل والدولار وعلامته الشهيرة العين الواحدة والهرم غير المكتمل بانتظار اكتماله! والواقع تحت سيطرة النخبة الشيطانية ذاتها أو عبدة الشيطان!
هم يدركون أن التحكم في الغذاء العالمي والاستهلاك بل التحكم في القيم هو الأساس للاستمرار فإن سقط هذا النظام تكون كل النظم القائمة عليه في طور الانهيار بدورها! وهنا تأتي المجازفة الأخطر على البشرية لضمان التحكم والسيطرة والنهب عبر نشر الأوبئة والحروب البيولوجية وتلويث الأرض والبحر والجو وصناعة الأمراض والتحكم في مافيات الأدوية والعلماء المرتزقة، ونشر الإلحاد والكفر والزندقة والفجور والانحلال والمجون والشذوذ عن طريق تقنيات الثورة الإلكترونية لتكون السطوة في العالم للفاسدين والتفاهة والغباء وبهم تتم سرقة ثروات الدول والأمم ونشر الظلم وجعل الإنسان بضاعة هامشية! وحين يصبح كل شيء قابلا للاستهلاك والتجارة عبر الترويج للقيم الاستهلاكية فإن كل أشكال الخراب والفساد تكون هي العلاقة التجارية الباذخة للعصر والحضارة الراهنة!
{ من هؤلاء؟! من هم حتى يمتلكوا كل هذه الجرأة التخريبية لكامل البشرية؟! وحتى يعملوا بكل وقاحة على تغيير دين الله وتغيير الفطرة والهوية والجينات الإنسانية! ويتدخلوا في مناهج التعليم في الدول، بل في القيم الأخلاقية للشعوب وكأن التلاعب بكل ذلك حق قائم على الاحتكار من جانبهم؟!
هل اكتسبوا الحق في إفساد الأرض والبشر والحياة من منطق القوة أم من التبعية للدجال الذي يجسدون تعاليمه! أم من التلاعب بالعلوم القديمة التي سرقوها من الحضارات الكبرى قبل آلاف السنين؟! أم أنها سطوة المال والدجل على عقول الناس الذين ينقادون لهم كالقطيع؟!
{ حين نصف النظام العالمي القائم اليوم أنه نظام الدجال فليس ذلك بناء على بُعد ديني فقط وإنما على أنه الدجال الذي يستمد قوته في النظام الراهن من الدجل حيث كتلة بشرية لا تتجاوز تعدادها الـ1% من التعداد السكاني العالمي تسيطر بالدجل على الأرض والبشرية بقوة الصناعة والمال والتكنولوجيا والآلة العسكرية والإعلام والاقتصاد الدولي والنقد الدولي والتجارة الدولية وكل المؤسسات الأممية ليتشكل عبر هذه الشبكة العالمية ما يسمى بالنظام الدولي الواقع تحت سيطرة الدجل أو الدجال! وتسميته السياسية هو هذا النظام الدولي! فيما التسمية الدينية له نظام الدجال!
{ وهكذا تتم إدارة العالم وأزماته وصراعاته ومصالحه على أساس مصالح تلك النخبة العائلية الشريرة، سواء كان عنوانها الآخر الماسونية والجمعيات السرية أو الصهيونية العالمية التابعة لها فإن البشرية تدور في الأزمات التي يصنعها هؤلاء والتابعون لهم من الفاسدين والتافهين والأغبياء في العالم! فهل أدركنا من هم هؤلاء؟! منذ القِدم يُقال التشخيص الصحيح نصف العلاج! ولابد ونحن في شهر الله أن ندرك ما يفعله الدجل والدجال بنا كبشر!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك