عالم يتغير
فوزية رشيد
القرآن وسحر الكلمة!
{ وهو شهر الله الذي أنزل فيه القرآن معجزة حتى يوم الدين، والإعجاز في القرآن هو الكلمة! وهو المحفوظ بوعد من الله، مهما أراد الظلاميون إطفاء نوره! هي معجزة الكلمة التي تحمل في داخلها تجريد ما في الكلمة من اتصال بالروح والعقل بيانًا للمعجزات المحسوسة، ولكنها هذه المرة هي الفصل في الشؤون الكونية والإنسانية والقيمية والأخلاقية!، التي تتكشف كل يوم خاصة في هذه المرحلة من التطورات العلمية والتكنولوجية، لتكون (الكلمة القرآنية) في كل ما وصل إليه الإنسان هي الأكثر يقينية من النظريات، لأنها تحمل في ثناياها الإعجاز العلمي واللغوي ودقة البيان والمقاصد الإلهية الذي أبدع في صنع الإنسان والكون وكل الخليقة ويتضح ذلك، في الومضات القرآنية المتعلقة بمسار الكون والإنسان!
{ ما الذي يجعل للكلمة القرآنية رهافة الماء وشفافيته، وفي ذات الوقت كثافة الحديد وصلابته؟! ما الذي يجعل منها البشير والنذير؟! ما الذي يجعل منها البشير والنذير؟!، فيصاب القلب مرة برقّة الزهد إن خضع وأسلم لخالقه، ومرة أخرى بالخشية والخوف إن عصى؟!
ما الذي يجعل للمعنى في «الكلمة القرآنية» غموض البنفسج وهو يحاكي عذقه الأخضر، وانسياب النهر وهدير البحر وكثافة السحب المحملة بالودق، حين يتأمل المتأمل في المعجزات اللانهائية سواء في خلق الإنسان أو الكائنات الأخرى، وخلق السموات والأرض أعظم وأكبر؟!
{ ما الذي يجعل للقرآن طاقة جبارة في الشهر الكريم والمبارك أكثر من غيره من الشهور ولكأن الكون كله يتداعي لنداء خفيّ للروح وللطبيعة ولأسرار الوجود، والعودة إلى الله؟!
ما الذي يفجر في الكلمات القدسية نشيج الكون والقيم الإنسانية لتتجلى في التعاضد الإنساني مع الثكالى والجوعى والمظلومين والمساكين، فتسقيهم دموع الكلمات، حين يوضح الخالق لماذا نحن في هذه الأرض، ولماذا هو امتحان لنا، ولماذا الصبر له القيمة القصوى، ولماذا الروح لا تسمو إلا حين تتلقف دموع الكلمات تلك الصادرة من قلوب البشر، وهم في أسر الظلم أو جشع الجشعين، أو أنانية المتسلطين!، فالكلمة القرآنية توضح أن الإيمان مقترن بالأعمال الصالحات أكثر من أي شيء غيره؟!
{ ما الذي تزخر به بلاغة الكلمة في القرآن وقراءة البحور العميقة بين سطوره، رغم التيسير الإلهي في بيانه ليدركه الإنسان البسيطـ وليترك فضاء المعنى الأعمق لمن يرتاد العمق، ولكن الجوهر في الكلمة توصل إلى القلب المؤمن معجزاته الروحية!
ففي الكلمة القرآنية شفاء للمؤمنين، وتعاويذ من الشيطان الرجيم! فتزخر بكل ما يحتاجه القلب وتحتاجه الروح من طمأنينة (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) وبكلمات الله ترتحل غايات الخلق والخليقة نحو مستقرها في أوردة الوجود لترى أين يكمن الجوهر فيه، وأين تكمن حقيقة ما سخره الله للإنسان! فالكلمة القرآنية والإيمان «عروة وثقى» لا تنغصهم مهما بلغت وحشة الارتحال الإنساني في غياهب الظلمات والأقفال التي يضعها الإنسان على عقله وقلبه، فينسى!
{ هو شهر القرآن، أي (شهر الكلمة القدسية الإعجازية) وشهر اللغة التي خاطب بها الله الإنسان بكل ما تحمل من تيسير رغم أسرارها وأعماقها اللامتناهية، لمن يتدبّر فيها بقلب سليم!
لأنها لغة القلب والروح التي تكشف غياهب العقل حين يُصاب بالتضليل! وبسبب الغرق في الماديات والمحسوسات التي هي تجليات المادة في الأرض يتوه الإنسان عن حقيقة وجوده التي يذكره بها القرآن بالكلمة!، رغم أن الدنيا بكل ما فيها لا تساوي عند الله جناح بعوضة!
أين يكمن السرّ إذًا؟! أين يتلاشى التوق إلى كل ما هو رائع ومكتمل، إلا بالصلة بالله وبكلماته القدسية في القرآن، حتى لا يعود أدراجه محملاً بنواقص البشر والضلالات الفكرية والروحية والعلوم الباطنية الشيطانية!
{ من المتاح في شهر القرآن تدبره، وحيث طاقة الكلمة الإلهية فيه تطغى على كل ما عداها! ولا يبقى إلا التواصل معها وإدراك ما تحمله من نذير وبشير، هي مهمة كل الرسل إلى البشر!، علهم يعودون إلى الله وتعاليمه المبثوثة في الكلمات القرآنية، والقيم الصحيحة ويدركون ماهية «التجريد العقلي» في الكلمة لسبر أغوار الروح وأبعادها!
ففي القرآن جذب وخلاصة لسيرورة الكون والإنسان!
وقصص هي أحسن القصص للتذكير والتنبيه، وإدراك الطريق المستقيم وسط كثرة من الممرات الشيطانية الدنيوية التي يسير فيها الإنسان – فيخسر روحه! ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك