العدد : ١٦٨٤٤ - الأحد ٠٥ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٤ - الأحد ٠٥ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ شوّال ١٤٤٥هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

بحثًا عن الروح!

{ في‭ ‬عالمٍ‭ ‬غارقٍ‭ ‬في‭ ‬الماديًّاتِ‭ ‬والشكليًّات‭ ‬والمظهريات‭ ‬في‭ ‬جانب،‭ ‬وفي‭ ‬سطوةِ‭ ‬الظلمِ‭ ‬واللاعدالة،‭ ‬واختلالِ‭ ‬النظام‭ ‬الدوليِّ‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭! ‬فيما‭ ‬الفقرُ‭ ‬والجوعُ‭ ‬والمرض‭ ‬والأوبئة‭ ‬تنخرُ‭ ‬معًا‭ ‬عظامَ‭ ‬غالبيةِ‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬سواء‭ ‬بإحداها‭ ‬أو‭ ‬بكلِّها‭ ‬معًا،‭ ‬ولعلَّ‭ ‬ما‭ ‬يحدثُ‭ ‬في‭ ‬‮«‬غزةَ‮»‬‭ ‬خيرُ‭ ‬برهانٍ‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬القيمُ‭ ‬الإنسانيَّة‭ ‬والأخلاقيَّة‭ ‬والحقوقيَّة‭ ‬من‭ ‬تدهورٍ‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدوليِّ‭ ‬الرسمي‭ ‬تحديدًا،‭ ‬بما‭ ‬يجعلُ‭ ‬الإنسانَ‭ ‬المحبَّ‭ ‬للإنسانيَّةِ‭ ‬والسلامِ‭ ‬والعدالة‭ ‬والمساواة‭ ‬في‭ ‬الحقوق‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬البشر،‭ ‬إنسانًا‭ ‬تائهًا،‭ ‬مصابًا‭ ‬في‭ ‬صميم‭ ‬روحِه‭ ‬وإنسانيته‭! ‬فيصرخ‭ ‬ولا‭ ‬يجدُ‭ ‬لصراخِه‭ ‬صدى‭ ‬أو‭ ‬استجابةً‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬طرقات‭ ‬المدن‭ ‬التي‭ ‬يجوبُها‭ ‬منذ‭ ‬شهور‭ ‬رفضًا‭ ‬للعنصريَّة‭ ‬والتطهير‭ ‬العِرقي‭ ‬والإبادة‭ ‬الجماعية،‭ ‬التي‭ ‬تحدثُ‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬حتى‭ ‬تحولت‭ ‬غزة‭ ‬هذه،‭ ‬إلى‭ (‬أيقونة‭) ‬يبحث‭ ‬فيها‭ (‬الإنسانيون‭) ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬المسلمون‭ ‬عن‭ ‬خلاص‭ ‬لأرواحهم‭ ‬وضمائرهم،‭ ‬وحرية‭ ‬إنسانيتهم،‭ ‬وهم‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬الحرّية‭ ‬لفلسطين‭ ‬وإيقاف‭ ‬شلال‭ ‬الدم‭ ‬والتجويع‭!‬

{‭ ‬واليوم‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬الأيام‭  ‬الأولى‭ ‬لشهر‭ ‬رمضان‭ ‬الفضيل،‭ ‬الذي‭ ‬جعله‭ ‬الله‭ ‬شهرًا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬لتستكين‭ ‬فيه‭ ‬النفسُ‭ ‬بالعودةِ‭ ‬إلى‭ ‬الروح،‭ ‬وهو‭ ‬الله‭ ‬الذي‭ ‬برمج‭ ‬الإنسانَ‭ ‬على‭ ‬الفِطرةِ‭ ‬الروحيَّة،‭ ‬ووقفة‭ ‬للمراجعة‭ ‬السنوية‭ ‬لتلك‭ ‬الروح،‭ ‬لكل‭ ‬مسلمي‭ ‬أو‭ ‬مؤمني‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬المسلمين،‭ ‬بحيث‭ ‬يكونُ‭ ‬البحثُ‭ ‬الروحيُّ‭ ‬بعد‭ ‬الانغماسِ‭ ‬في‭ ‬المحسوسات‭ ‬والماديات،‭ ‬هو‭ ‬بحثٌ‭ ‬تتراكمُ‭ ‬فيه‭ ‬كلُّ‭ ‬ما‭ ‬تحتاجُه‭ ‬هذه‭ ‬الروحُ‭ ‬من‭ ‬نفض‭ ‬الغبار‭ ‬عن‭ ‬جوهرها،‭ ‬وأبعادها‭ ‬الإنسانيَّة‭ ‬والأخلاقيَّة‭ ‬والدينيَّة‭! ‬فلكأنها‭ ‬هجعةُ‭ ‬المستكين‭ ‬في‭ ‬أفياء‭ (‬الأبعاد‭ ‬غير‭ ‬المرئية‭) ‬التي‭ ‬تنتمي‭ ‬لها،‭ ‬وتدرك‭ ‬في‭ ‬صميم‭ ‬أعماقها‭ ‬أنها‭ ‬قد‭ ‬تعبت‭ ‬من‭ ‬اللهاث‭ ‬خلف‭ ‬الملذات‭ ‬والشهوات‭ ‬والماديَّات‭ ‬والغرائزيَّة‭ ‬المنفلتة‭! ‬وآنّ‭ ‬الأوانُ‭ ‬لاستراحتها،‭ ‬والبحث‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬وجودها،‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬الجانبُ‭ ‬الروحيُّ‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يتألَّقُ‭ ‬في‭ ‬العبادات‭ ‬والطاعات‭ ‬وعمل‭ ‬الصالحات‭ ‬والقرب‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬الخالق‭.‬

{‭ ‬لم‭ ‬يفرض‭ ‬اللهُ‭ ‬خالقُ‭ ‬الإنسان‭ ‬وكلُّ‭ ‬شيء‭ ‬مسخَّرٌ‭ ‬له،‭ ‬شهرَ‭ ‬الصيام‭ ‬وهي‭ ‬العبادةُ‭ ‬التي‭ ‬جعل‭ ‬أجرَها‭ ‬مخفيًّا‭ ‬عنده‭ ‬وبتقديره،‭ ‬إلا‭ ‬لأنه‭ ‬الخالقُ‭ ‬الذي‭ ‬يعرفُ‭ ‬طبيعةَ‭ ‬النفسِ‭ ‬البشرية‭ ‬التي‭ ‬خلقها،‭ ‬فيأتي‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬ليذكره‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تناساه‭ ‬في‭ ‬الشهور‭ ‬الأخرى‭ ‬الأحد‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬يمرُّ‭ ‬في‭ ‬عمره‭! ‬فجعل‭ ‬هذا‭ ‬الشهرَ‭ ‬تذكرةً‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬الروح‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬خصائصِها‭ ‬الجوهريَّة‭ ‬وكبح‭ ‬جماح‭ ‬الشهوات‭ ‬والآثام‭ ‬والمعاصي،‭ ‬فإن‭ ‬التزم‭ ‬بموجباتِ‭ ‬هذه‭ ‬العبادة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬غفر‭ ‬الله‭ ‬له،‭ ‬وعاد‭ ‬نقيًّا‭ ‬إلى‭ ‬جوهرٍ‭ ‬كاد‭ ‬أن‭ ‬ينساه‭ ‬في‭ ‬زحام‭ ‬الطرقات‭ ‬وكواليسها‭ ‬المظلمة،‭ ‬وهو‭ ‬يرتكبُ‭ ‬المعاصيَ‭ ‬ويغترفُ‭ ‬الذنوب‭! ‬فيتذكر‭ ‬المؤمنُ‭ ‬ما‭ ‬تناساه‭ ‬من‭ ‬الفضائل،‭ ‬كطفلٍ‭ ‬ركضَ‭ ‬طويلاً‭ ‬في‭ ‬الردهات،‭ ‬بحثًا‭ ‬عن‭ ‬راحة‭ ‬الضمير‭ ‬وصفاء‭ ‬القلب‭ ‬ونقائه،‭ ‬وسمّو‭ ‬الوجه‭ ‬الآخر‭ ‬لطبيعته‭ ‬الكامن‭ ‬في‭ ‬الروح‭ ‬وأسرارها‭ ‬والعبادات‭ ‬والطاعات‭ ‬التي‭ ‬تفتحُ‭ ‬أبوابَها‭ ‬له‭ ‬للدخول‭!‬

{‭ ‬ولكن‭ ‬الله‭ ‬لم‭ ‬يفرض‭ ‬صيامَ‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬للخلاص‭ ‬الذاتي‭ ‬وحده،‭ ‬وللتنقية‭ ‬الروحيَّة،‭ ‬بل‭ ‬ربطها‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬المؤمن‭ ‬وأخيه‭ ‬المسلم‭ ‬والإنسان‭ ‬وصلة‭ ‬الرحم،‭ ‬وتدفق‭ ‬الشعور‭ ‬الإنساني‭ ‬تجاه‭ ‬المحرومين‭ ‬والجائعين‭ ‬والفقراء‭ ‬والمظلومين‭!‬،‭ ‬فإن‭ ‬لم‭ ‬يتدفق‭ ‬نبعُ‭ ‬هذا‭ ‬التواصل‭ ‬الإنساني‭ ‬لمن‭ ‬يحتاجه،‭ ‬تكن‭ ‬عباداته‭ ‬وطاعاته‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬مبتغاها‭ ‬ولم‭ ‬تقترن‭ ‬بالعمل‭ ‬الصالح،‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬أحدُ‭ ‬أسرارِ‭ ‬هذا‭ ‬الترابط‭ ‬الإنساني‭ ‬بين‭ ‬البشر‭ ‬وخاصة‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭!‬

{‭ ‬هذا‭ ‬الامتحانُ‭ ‬العسيرُ‭ ‬يطلُّ‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬بعسره‭ ‬وشدّته،‭ ‬ونحن‭ ‬نرى‭ ‬أخوةً‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬الدين‭ ‬وفي‭ ‬العِرق‭ ‬وفي‭ ‬الإنسانيَّة‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وهم‭ ‬يبادون‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬أمام‭ ‬أعينِنا‭ ‬ومنذ‭ ‬شهور‭! ‬ولا‭ ‬نملكُ‭ ‬كشعوبٍ‭ ‬واليوم‭ ‬كصائمين‭ ‬يبتغون‭ ‬فعلَ‭ ‬الخير،‭ ‬لا‭ ‬نملك‭ ‬قدرةَ‭ ‬التواصل‭ ‬ومدَّ‭ ‬اليد‭ ‬كما‭ ‬يجب،‭ ‬فيما‭ ‬الأطفالُ‭ ‬والنساء‭ ‬يتمُّ‭ ‬قتلُهم‭ ‬بالقصف‭ ‬أو‭ ‬التجويع‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬حصار‭ ‬المساعدات‭!‬

والدولُ‭ ‬العربيَّة‭ ‬والإسلاميَّة‭ ‬عاجزةٌ‭ (‬عجز‭ ‬الإرادة‭ ‬والقرار‭ ‬والتلاحم‭) ‬عن‭ ‬إيقافِ‭ ‬ما‭ ‬يرتكبُه‭ ‬العدو‭ ‬الصهيونيُّ‭ ‬وأعوانه‭ ‬من‭ ‬شياطين‭ ‬العالم‭ ‬وعن‭ ‬ردعه‭ ‬أو‭ ‬عقابه‭ ‬أو‭ ‬محاسبته‭!‬

{‭ ‬هذا‭ ‬العامُ‭ ‬ربما‭ ‬هو‭ ‬العامُ‭ ‬الأقسى‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬المسلمين‭ ‬وإنما‭ ‬على‭ ‬كلِّ‭ ‬أحرارِ‭ ‬العالم‭ ‬والإنسانيين،‭ ‬ليأتي‭ ‬رمضان‭ ‬فيزيد‭ ‬على‭ ‬المسلمين‭ ‬ثِقلُ‭ ‬الأغلال‭ ‬التي‭ ‬يرزحون‭ ‬تحتها‭! ‬وليصبح‭ ‬البحثُ‭ ‬عن‭ ‬الروح‭ ‬فيه‭ ‬مثقلاً‭ ‬بدوره‭ ‬بظلامية‭ ‬ما‭ ‬تكشف‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وعن‭ ‬الفراغِ‭ ‬الإنسانيِّ‭ ‬والأخلاقيِّ،‭ ‬ولكأن‭ ‬الروحَ‭ ‬المؤمنةَ‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬تائهةٌ‭ ‬في‭ ‬غموض‭ ‬ما‭ ‬ينكشف‭ ‬أمامها‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬الظلم‭ ‬والقهر‭ ‬وجوع‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وأكثر‭ ‬تجليات‭ ‬ذلك‭ ‬يحدثُ‭ ‬في‭ ‬غزةَ‭ ‬الآن‭ ‬ومنذ‭ ‬شهورٍ‭ ‬طويلةٍ‭ ‬وثقيلة‭!‬

{‭ ‬هل‭ ‬سنجدُ‭ (‬صفاءً‭ ‬روحيًّا‭) ‬يتيحه‭ ‬هذا‭ ‬الشهرُ،‭ ‬لننعمَ‭ ‬به،‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬الحرمانَ‭ ‬منه‭ ‬عقابٌ‭ ‬لكلِّ‭ ‬الواقعين‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬التواطؤ‭ ‬أو‭ ‬العجز،‭ ‬مهما‭ ‬أقاموا‭ ‬الصلوات‭ ‬وشرعوا‭ ‬في‭ ‬العبادات،‭ ‬فالله‭ ‬الذي‭ ‬خلقنا‭ ‬لا‭ ‬يحتاجُ‭ ‬إلينا‭ ‬فيها،‭ ‬وإنما‭ ‬نحن‭ ‬المحتاجون،‭ ‬والعباداتُ‭ ‬لا‭ ‬تكتملُ‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬تجلّت‭ ‬في‭ ‬الأعمال،‭ ‬وأول‭ ‬الأعمال‭ ‬الصالحات‭ ‬مدّ‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬لإخوة‭ ‬لنا‭ ‬غارقين‭ ‬في‭ ‬ظلم‭ ‬الإبادة‭ ‬والتجويع‭!‬

نسأل‭ ‬اللهَ‭ ‬أن‭ ‬يُفرجَ‭ ‬هذه‭ ‬الغُمةَ‭ ‬عن‭ ‬الأمة‭!‬،‭ ‬وأن‭ ‬تنزاحَ‭ ‬ستائرُ‭ ‬الظلمِ‭ ‬الواقعة‭ ‬على‭ ‬أهل‭ ‬غزةَ،‭ ‬وأن‭ ‬تتحركَ‭ ‬ضمائرُ‭ ‬الغائبين‭ ‬عن‭ ‬الفِعل‭ ‬الواجب‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬المسلمين،‭ ‬فالشرُّ‭ ‬مستطير‭ ‬والحملُ‭ ‬ثقيل،‭ ‬والرجاء‭ ‬في‭ ‬الله‭ ‬وحده‭ ‬أن‭ ‬يعين‭ ‬أهلَ‭ ‬غزة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬ابتلوا‭ ‬به‭ ‬ونحن‭ ‬نؤمنُ‭ ‬بحكمتِه‭ ‬الإلهيَّة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الابتلاء‭ ‬لهم‭ ‬ولكل‭ ‬ضمائر‭ ‬المسلمين‭!‬

كل‭ ‬عام‭ ‬والجميع‭ ‬بخير

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا