عاشت الجماهير البحرينية عمومًا، الأهلاوية والمحرقاوية خصوصًا، أجواءً حماسية رائعة مساء السبت، في نهائي كأس جلالة الملك المعظم لكرة القدم والذي انتهى لصالح الأهلي بركلات الجزاء (2/4) بعد تعادلهما في الوقتين الأصلي والإضافي (1/1).
الأهلي بهذا الانتصار، أعاد الأذهان إلى ما قبل 21 عامًا وتحديدًا في عام 2003 حينما توج بآخر كأس له، ليعود الآن في عام 2024 ويحقق لقبًا استصعب عليه في السنوات الثلاث الماضية، والمميز في الأمر لدى القلعة الصفراء، أن لقبيّ 2003 و2024 كانا على حساب الغريم التقليدي المحرق.
«أخبار الخليج الرياضي» فيما يلي يستعرض بعض الجوانب المتعلقة بمواجهة الطرفين.
لا خوف.. «لطف الله» معكم
للعام الثاني على التوالي، يثبت حارس منتخبنا وفريق الأهلي إبراهيم لطف الله أنه الأفضل والأكفأ في مركزه عمومًا وفي ركلات الجزاء خصوصًا، وهذا ليس مجرد كلام يُقال بل مواقفًا تشهد له بذلك وأرقامًا تتحدث عنه في مسابقة كأس جلالة الملك المعظم.
فمن يعود للعام الماضي في مباراة الرفاع بالدور نصف النهائي، تصدى إبراهيم لطف الله لركلتيّ كميل الأسود وعلي حرم ليتأهل الأهلي للمباراة النهائية أمام الحالة، وفي المباراة ذاتها تصدى لطف الله لأكثر من 3 ركلات، كان يحيى من خلالها آمال فريقه إلا أن زملاءه أخفقوا في التسجيل ليضيع الكأس.
وفي هذا العام، واصل لطف الله إبداعه وتميزه في ركلات الجزاء، وفعلًا تصدى لأول ركلتين للمحرق أمام أحمد الشروقي وسفيان مهروق، ليعوضه زملاؤه عما حدث بالعام الماضي ويتوجون جهوده خصوصًا والفريق عمومًا في تحقيق اللقب، ليكون «لطف الله» مصدر أمان وفرحة للجمهور الأهلاوي.
أمنيات فيرناندو تحققت
في المؤتمر الصحفي الذي سبق الموقعة النهائية ومن خلال إحدى إجابات مدرب الأهلي فيرناندو على بعض الأسئلة، أشاد البرتغالي بالعمل الذي يقوم به المدرب محمد الشملان مع المحرق وسلسلة الانتصارات التي يحققها من دون أي خسارة، وفي الوقت نفسه قالها بـ«الفم المليان» أتمنى أن تكون الخسارة الأولى للشملان والمحرق على يد الأهلي في النهائي.. وتحققت الأمنية.
كلمة التفوق للبرتغالي
في شهر أكتوبر 2023 وقبل مواجهة الغريمين التقليديين لحساب الجولة 4 من دوري ناصر بن حمد بـ 6 أيام تقريبًا، تعاقد فريق الأهلي مع البرتغالي فيرناندو، واستطاع الأخير في مباراته الأولى الصعبة له ولفريقه أن يخطف الأفضلية بالأداء والنتيجة على منافسه حتى الدقيقة (92) التي عادلّ فيها المحرق النتيجة ويخرج بالتعادل (1/1).
وفي شهر مارس الآن، كسبّ البرتغالي غالبية مجريات المباراة بالانضباط التكتيكي وفقًا للإمكانات المتاحة لديه وخصوصًا في الثلث الدفاعي والاعتماد على انطلاقات جناحه الطائر موريرا وحسن مدن، وتقدمه أيضًا بالنتيجة حتى الدقيقة (86) والتي تمكن فيها المحرق من تعديل النتيجة، إلا أن ركلات الجزاء حسمت الأمور لصالح الأهلي.. لتكون كلمة التفوق لفيرناندو.
قراءة الشملان والتغييرات
كما يُقال «إن المباريات النهائية لا تعوض وتقتنص بأنصاف الفرص»، ويتطلب التعامل معها في المقام الأول بالقراءة الصحيحة للمنافس «قبل وأثناء» المواجهة، مع تفعيل بنود الحذر، المبادرة وصولاً للمغامرة والتضحية، وذلك من بحسب ما يحدث في أرضية الميدان من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
المدرب محمد الشملان وعطفًا على التصريحات المسبقة بأن المحرق جاهز بل ولزامًا أن يحقق الكأس، بالإضافة لأفضلية العناصر لديه مقارنة بمنافسه، أعطى مؤشرًا كما هو متوقع بأنه سيكون أكثر شراسة وذا نزعة هجومية وسباقا لهز الشباك لتحقيق مبتغاه، إلا أن التشكيلة والخطة التي بدأت اللقاء أفقدته كل مقومات التقدم بوضع حسن الكراني في مركز الظهير بخلاف ما كان يعول عليه سابقًا في الارتكاز، وإبقاء حسين عبدالكريم وسفيان مهروق وأحمد الشروقي على دكة البدلاء.
ومن خلال مباراة السبت، كان محترف الأهلي ويلنغتون موريرا (كما هو معروفه عنه مسبقًا بأنه الأنشط والأخطر والأميز في فريقه)، «يصول ويجول» في أرجاء الملعب عمومًا ودفاعات المحرق خصوصًا، وصولًا الى مرمى وشباك سيد محمد جعفر، وطوال الوقت الذي أمضاه لم يتم التعامل معه بالشكل المثالي ولا الحد من خطورته بأي شكل من الأشكال وهنا علامة استفهام.
أما علامة الاستفهام الأخرى تتمثل في أن المحرق فقد بريقه الهجومي وفعاليته رغم استحواذه على الكرة، فغابّ عنه بناء الهجمات بالشكل الصحيح لغياب خط الوسط، واللعب على الكرات الطويلة خلف المدافعين لفراس شواط، الذي فقد هو الآخر خطورته وهويته التهديفية باعتبار أنه «لاعب بوكس» ويتحصل على الكرة في الطرف ومحاط بعدد من المدافعين، والأمر نفسه للعماني زاهر الأغبري الذي كان مميزًا باجتهاداته وخطورته الفردية ولكن «اليد الواحدة لا تصفق».
وطالما ذكرنا أعلاه بنود «إنقاذ ما يمكن إنقاذه»، فإن الأهلي منذ الدقيقة 6 وهو متقدم بالنتيجة ولديه «ثبات دفاعي تكتيكي» ولم تفلح معه المحاولات السابقة حتى مع الشوط الثاني، فكان من الأجدر أن يتم تفعيل بنود التغيير والمغامرة في وقت مبكر وخصوصًا لا يوجد شيء يخسره الفريق أكثر مما هو عليه، وذلك بإقحام الوجه الصاعد حسين عبدالكريم وسفيان مهروق، لقوتهما في المراوغات والحس التهديفي العالي مع إبقاء فراس شواط داخل المنطقة ومن خلفهم عبدالوهاب المالود الذي تم استبداله.. وهنا علامة استفهام أخرى.
نعم، فريق المحرق ورغم ما ذُكر أعلاه نجح في العودة للمباراة وفق ظروف المباراة وما نتجت عنه خطوات المدرب محمد الشملان حتى وإن كان متأخرة، بل وصبت له الأفضلية بعدها في شن الغارات لحسم الأمور وكان قريبًا من ذلك فيما لو تم ترجم الفرص السانحة له، إلا أن النهاية التي آلت إليها المباراة كانت متوقعة بنسبة كبيرة نظرًا للأفضلية التي يمتلكها الأهلي في مركز الحراسة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك