العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الرياضة

الأهلي اصطاد "الكأس الجديدة" والمحرق بالصلابة الذهنية وغلق المساحات
أرقام مثالية.. قراءة ذكية.. بدلاء جاهزون .. و"نجمة سادسة"

الأحد ١٠ مارس ٢٠٢٤ - 15:55


تحليل أجراه- جميل سرحان:
التصوير: محمد سرحان ومحمد عبدالله
 
راهن الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي على عوامل رئيسة منحت الفريق "الأصفر" اللقب الأغلى في الموسم، وتحقيق "الكأس الجديدة" على حساب المحرق في المواجهة الختامية لمسابقة كأس جلالة الملك المعظم في النسخة "47"، ليحقق الأهلاوية "نجمتهم السادسة"، بحضور جماهيري غفير ملأ مدرجات ملعب البحرين الوطني، لأكبر قاعدتين جماهيريتين في المملكة.
ولم يكن طريق الأهلي للقب هذه النسخة رغم أفضليته مقارنة بالمحرق سهلاً وعادياً على الإطلاق، بل تكلل جهود القلعة الصفراء بالنجاح الكبير، والإصرار المثير، في نيل لقب أغلى كؤوس الموسم، والتتويج على حساب "البطل الأوحد" لهذه المسابقة، ليعطي الأهلاوية وجهازهم الفني درسا عميقاً في فهم طبيعة متطلبات المواجهة التي امتدت لأكثر من 120 دقيقة.
 
طريقة اللعب
لعب الفريقان بطريقة متشابهة في الرسم التكتيكي، ومختلفة من الناحية التوظيفية للاعبين، حيث اعتمد الأهلي في الرسم التكتيكي على "4-2-3-1" بوجود الحارس إبراهيم لطف الله ومن أمامه الرباعي عباس عياد وباقر العصفور وقلبي الدفاع إبراهيما وجوناس، ومن أمامهم وسطي الارتكاز عباس العصفور وجيوفاني وأمامهما الثلاثي المكون من جمال راشد والطرفين حسن مدن والبرازيلي ويلنغتون، وفي المقدمة المهاجم عبدالله الحشاش. في المقابل المحرق اعتمد على الرسم التكتيكي "4-2-3-1" بوجود الحارس سيد محمد جعفر ومن أمامه الرباعي حسن الكراني ومحمد البناء كظهيرين مع قلبي الدفاع نسيم الجيلاني ووليد الحيام، ومن أمامهم لاعبي الارتكاز خليفة اللافي ووليد القروي، والثلاثي ذو النزعة الهجومية عبدالوهاب المالود والطرفين زاهر الأغبري وفيليبي، وفي المقدمة وحيدا المهاجم فراس شواط.
 
 
 
سيطرة وتحكّم
منح خط الوسط الأهلاوي بوجود الثنائي جيوفاني وعباس العصفور سيطرة وتحكمَاً مهمّاً لمنطقة المناورات، في ظل عاملين مهمّين تمثلا في قطع الكرات وتغييب وسط المحرق من جهة، وتنويع اللعب على الطرفين بوجود لاعبين سريعين هما ويلنغتون وحسن مدن، وقد نجح الأول ومن التوغل "الأول" في منح فريقه الأسبقية بهدف مباغت للحارس سيد محمد جعفر في الدقيقة (7).
الهدف كان بمثابة الجرعة الكبيرة للأهلي، وقد ضاعف من صلابة العامل الذهني للاعبين في النصف ساعة الأولى، والتي شهدت غيابا للمحرق، وعشوائية في تنفيذ الهجمات، بل كانت التحولات الهجومية عبر النقل المتدرّج للكرة في مصلحة الأهلي، ولذلك أنهى الفريق الشوط الأول بهدف التقدم، رغم الأفضلية النسبية التي آلت في النهاية للمحرق وبـ"الأرقام".
 
إحصائية الفترة الأولى
ومن خلال الأرقام يمكن إيضاح ما يلي: فقد وقع لاعبو المحرق في التسلسل (3) مرات، بينما الأهلي (1) مرة واحدة في نهاية الشوط، وحول الركنيات فقد كانت الغلبة للمحرق بخمس ركنيات، في حين لم يحصل الأهلي على أية ركلة ركنية، وفيما يخص الأخطاء المرتكبة فقد ارتكب لاعبو الأهلي (7) أخطاء بالتساوي مع المحرق الذي ارتكب لاعبوه (7) أخطاء أيضاً. التسديدات على المرمى كانت لمصلحة المحرق من خلال (5) محاولات ثلاثة منها بين العارضة والقائمين، في حين لم يسدد الأهلي إلا في مناسبة "الهدف" عبر لاعبه ويلنغتون.
 
قراءة وتحسّن
نجح المدرب الوطني محمد الشملان في منح فريقه الأفضلية في العشر دقائق الأولى من بداية الشوط من خلال الضغط المباشر، لكنّ الفريق قوبل بردة فعل دفاعية طبيعية من لاعبي الأهلي، وسط نجاح منقطع النظير لخط الوسط الأصفر ومن خلفهم قلبي الدفاع "إبراهيما وجوناس" اللذين قدما درسا تكتيكيا عاليا في قطع كافة الإمدادات لخط الهجوم، ونجحا في عزل "فراس شواط" مهاجم المحرق الذي لم يقدم ما يشفع له في المواجهة.
بعد (25) دقيقة استطاع المحرق من وضع نفسه في سباق الأفضلية التامة عبر تغييرات الشملان التي أعطت الفريق "جرعة" قوية في الضغط والاعتماد على الكرات العرضية من الأطراف وخصوصا بعد دخول الثلاثي أحمد الشروقي وحسين عبدالكريم وسفيان مهروق، وتحويل حسن الكراني في مركز الوسط "الارتكاز" بجانب وليد القروي ومن أمامهم "مهروق" الذي عوّض المالود الغائب الحاضر، وقد أسهم الكراني بعد عرضية مثالية في منح زميله "القنّاص" حسين عبدالكريم فرصة تعديل النتيجة قبل النهاية بخمس دقائق.
ورغم التبديل "المهم" الذي أجراه فرناندو مدرب الأهلي بإشراك محمد الشامسي كوسط ارتكاز وتثبيت عباس العصفور بجانبه، مع تغيير أسلوبه بمنح جيوفاني حرية التقدم للأمام لدعم السيطرة على خط الوسط من أجل تضييق المساحات أمام لاعبي المحرق، إلا أن الفريق اضطر للعودة للوراء أكثر بعد تصعيد النسق من جانب المحرق، واللعب برتم "عال" في قبالة انخفاض المردود البدني للاعبي الأهلي، خصوصا بعد التغييرين الاضطراريين للاعب الوسط عباس العصفور والظهير الأيسر باقر العصفور، وهذا ما تسبّب في استقبال الهدف المتأخر الذي أحرزه البديل الناجح حسين عبدالكريم.
 
إحصائية الفترة الثانية
وفي الفترة الثانية سدّد لاعبو المحرق على المرمى في (6) مناسبات مقابل (3) تسديدات للأهلي، وقد وقع لاعبو الأهلي في مصيدة التسلل (4) مرات مقابل (2) للمحرق، أما الركنيات فقد حصل المحرق على (2) مقابل (1) للأهلي، والأخطاء المرتكبة فقد كانت النسبة الأكبر على لاعبي المحرق (8) مقابل (7) على لاعبي الأهلي.
أما بخصوص البطاقات الصفراء فقد حصل لاعبو الأهلي على (3) بطاقات صفراء للاعبين جيوفاني ومحمد الشامسي وسيد قاسم علوي، بينما نال المحرق بطاقتين صفراوين من نصيب وليد القوي وحسن الكراني.
 
الشوطين الإضافيين
وفي الشوطين الإضافيين سرعان ما استعاد الأهلي زمام الثقة بالنفس، لاسيما بتعليمات مدربه فرناندو الذي اعتمد على أسلوب غلق المساحات وإجبار المحرق على لعب الكرات الطويلة باتجاه الأطراف، وتلك الطريقة لاقت دفاعا منظمّاً للغاية، وحتى النهاية، معوّلاً في المقام الأول على "الذهنية العالية" والتركيز الكبير في بناء الهجمات، وعدم فقد الكرة في وسط الملعب، رغم أن السيطرة النسبية كانت لمصلحة المحرق لكن دون خطورة فعلية.
 
إحصائية الإضافيين
المحرق استفاد جرّاء تغييرين مهمّين في "الإضافي" بدخول عبدالله الخلاصي وحسن محمد لمضاعفة الضغط الهجومي، وذلك ولّد (3) تسديدات على المرمى مقابل (2) للأهلي إحداهما بعيدة للغاية، كما حصل الفريق الأحمر على (2) ركنيتين دون مقابل للأهلي، مع بطاقة صفراء واحدة لكل فريق ( واحدة لعباس عياد من الأهلي) و(الثانية لسفيان مهروق من المحرق).
 
أما خصوص حالات التسلل فقد وقع لاعبو المحرق في المصيدة (4) مرات، بينما الأهلي لم يقع لاعبوه في التسلل إطلاقاً في الفترتين الإضافيتين، كما ارتكب لاعبو الأهلي (3) أخطاء مقابل (5) أخطاء للاعبي المحرق.
 
الركلات الترجيحية
مرة أخرى أكّد الحارس الدولي الأهلاوي إبراهيم لطف الله على تركيزه العالي، وبراعته المثلى في التصدي لركلات الترجيح بعد منح فريقه الأفضلية من خلال تصدّيه لأول ركلتين نفذهما أحمد الشروقي وسفيان مهروق، ليعزز من عامل الصلابة الذهنية التي عوّل عليها فرناندو كثيرا في تحقيق اللقب الأغلى في الموسم، وفوز الأهلي في النهاية بأربعة أهداف جزائية مقابل اثنتين للمحرق.

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا