العدد : ١٧٠٥١ - الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥١ - الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الثقافي

الفنان التشكيلي عبدالشهيد خمدن:
فن الخط هندسة روحانيَّة ولا يمكن طمس ما ينبثق عن جمال الروح

السبت ٠٢ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

الفن‭ ‬جسرٌ‭ ‬يصلُ‭ ‬بين‭ ‬الهام‭ ‬السماء‭ ‬والموهبةُ‭ ‬التوَّاقة‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬ذاتها‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬والمواهب‭ ‬التي‭ ‬تروي‭ ‬جذور‭ ‬شَغَفها‭ ‬الإبداعي‭ ‬بالاستزادة‭ ‬من‭ ‬منابع‭ ‬الثقافة‭ ‬يستمر‭ ‬توهجها‭ ‬ويتصاعد‭ ‬عامًا‭ ‬بعد‭ ‬عام،‭ ‬فترتفع‭ ‬قيمتها‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬يومٍ‭ ‬تُصقَل‭ ‬فيه‭ ‬المهارات‭ ‬بفعل‭ ‬تراكم‭ ‬الخِبرات،‭ ‬وتُفتَح‭ ‬أمامها‭ ‬نوافذ‭ ‬نحو‭ ‬آفاقٍ‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الإبداع،‭ ‬ولعل‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬الفنانين‭ ‬التشكيليين‭ ‬البحرينيين‭ ‬الذين‭ ‬نجحوا‭ ‬في‭ ‬نحت‭ ‬أسمائهم‭ ‬على‭ ‬جُدران‭ ‬حاضِر‭ ‬الفن‭ ‬البحريني‭ ‬بجهود‭ ‬عِصاميَّة‭ ‬واجتهادٍ‭ ‬يقودهُ‭ ‬الحُب‭ ‬الصادق‭ ‬لاستمرارية‭ ‬الغوص‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬التشكيل‭ ‬واستكشاف‭ ‬ما‭ ‬يُخبئ‭ ‬من‭ ‬كنوز‭ ‬لا‭ ‬تنضِب‭ ‬الفنان‭ ‬المُبدع‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬الحروفيَّات‭ ‬عبدالشهيد‭ ‬خَمدَن‭.‬

لكُل‭ ‬فنَّان‭ ‬حكاية،‭ ‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬شخصيَّة‭ ‬بطل‭ ‬تلك‭ ‬الحكاية‭ ‬هي‭ ‬السر‭ ‬الأساسي‭ ‬فيما‭ ‬يُشرقُ‭ ‬أمام‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬نجاح،‭ ‬وفي‭ ‬مُحاولة‭ ‬منَّا‭ ‬لقراءة‭ ‬بعض‭ ‬سطور‭ ‬نجاح‭ ‬الفنَّان‭ ‬خمدن‭ ‬زُرناه‭ ‬في‭ ‬‮«‬أبعاد‭ ‬غاليري‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬عالمِه‭ ‬الذي‭ ‬تتحول‭ ‬فيه‭ ‬أفكاره‭ ‬إلى‭ ‬لوحاتٍ‭ ‬ومنحوتات،‭ ‬وهُناكَ‭ ‬سمحَ‭ ‬لنا‭ ‬بمُرافقته‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬التساؤلات،‭ ‬وكان‭ ‬سخيًا‭ ‬بما‭ ‬قدَّمه‭ ‬من‭ ‬معلومات‭.‬

من‭ ‬المُلاحظ‭ ‬أن‭ ‬للصداقة‭ ‬بين‭ ‬الإنسان‭ ‬والكائنات‭ ‬الحيَّة‭ ‬الأخرى‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬‭ ‬كالطيور‭ ‬والقطط‭- ‬حضورٌ‭ ‬لافت‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬أعمالك‭ ‬الفنيَّة،‭ ‬ما‭ ‬يجعلنا‭ ‬نتساءل‭ ‬عمَّا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الحضور‭ ‬انعكاسًا‭ ‬لجانب‭ ‬من‭ ‬فلسفتكم‭ ‬تجاه‭ ‬الحياة؟

صحيح‭.. ‬نحن‭ ‬وبقية‭ ‬الكائنات‭ ‬الحيَّة‭ ‬الأخرى‭ ‬شُركاء‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الكوكب،‭ ‬والصداقة‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬المخلوقات‭ ‬توسع‭ ‬من‭ ‬زوايا‭ ‬رؤية‭ ‬الإنسان‭ ‬لمعاني‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬وترتقي‭ ‬بمشاعره‭.. ‬أذكُر‭ ‬أنني‭ ‬عندما‭ ‬كُنتُ‭ ‬في‭ ‬العاشرة‭ ‬من‭ ‬عُمري‭ ‬تقريبًا‭ ‬حظيتُ‭ ‬بصداقة‭ ‬بُلبُلٍ‭ ‬صغير‭ ‬يُرافقني‭ ‬أينما‭ ‬ذهبتُ‭ ‬طائرًا‭ ‬بملء‭ ‬حُريَّته،‭ ‬تلك‭ ‬الصداقة‭ ‬البريئة‭ ‬ملأت‭ ‬روحي‭ ‬بمشاعر‭ ‬بهجة‭ ‬عميقة‭ ‬دائمة‭ ‬انهارَت‭ ‬على‭ ‬أعتاب‭ ‬وفاتِه‭ ‬المُفاجئة‭.. ‬كانت‭ ‬صدمة‭ ‬هائلة‭ ‬لطفولتي‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة،‭ ‬فانخرطتُ‭ ‬في‭ ‬بُكاءٍ‭ ‬عميقٍ‭ ‬مُتصلٍ‭ ‬وكأنني‭ ‬فقدتُ‭ ‬انسانًا‭ ‬عزيزًا‭.. ‬كان‭ ‬لتلك‭ ‬التجربة‭ ‬أثرًا‭ ‬لا‭ ‬يُمحى‭ ‬في‭ ‬نفسي،‭ ‬وباعتبار‭ ‬أعمال‭ ‬الفنان‭ ‬انعكاس‭ ‬لمشاعره‭ ‬العميقة‭ ‬تتجلى‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬لوحاتي‭ ‬محبتي‭ ‬لتلك‭ ‬المخلوقات‭ ‬وإيماني‭ ‬بدورها‭ ‬في‭ ‬مُشاركة‭ ‬الإنسان‭ ‬أفراحه‭ ‬وأتراحه‭.‬

نلحظُ‭ ‬أيضًا‭ ‬حضورًا‭ ‬واضحًا‭ ‬للمرأة‭ ‬وقضاياها‭ ‬في‭ ‬أعمالك‭ ‬التشكيلية،‭ ‬وكثيرًا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬عُنصُرًا‭ ‬شاعريًا‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬لوحات‭ ‬الحروفيَّات‭!‬

أجل؛‭ ‬فالفنان‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬المُجتمع‭ ‬بوجهٍ‭ ‬عام،‭ ‬وأنا‭ ‬كفنَّان‭ ‬مُتعاطف‭ ‬مع‭ ‬قضية‭ ‬كُل‭ ‬انسان‭ ‬يعيش‭ ‬مُعاناة‭ ‬لا‭ ‬يُمكنه‭ ‬الإفصاح‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المُجتمع،‭ ‬ورغم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬تقدم‭ ‬العصر‭ ‬الحديث‭ ‬مازالت‭ ‬سيّدات‭ ‬كثيرات‭ ‬يرزحن‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬صور‭ ‬من‭ ‬المُعاناة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكنهن‭ ‬الإشارة‭ ‬إليها‭ ‬أو‭ ‬التحدث‭ ‬عنها،‭ ‬لذا‭ ‬تُحاول‭ ‬بعض‭ ‬لوحاتي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬اللسان‭ ‬الناطق‭ ‬عن‭ ‬قضاياهُن‭ ‬بصورة‭ ‬غير‭ ‬مُباشِرة‭.‬

كيفَ‭ ‬ومتى‭ ‬بدأ‭ ‬افتتانك‭ ‬بالفن‭ ‬التشكيلي؟

خلال‭ ‬سبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬كنتُ‭ ‬وقتها‭ ‬فتًى‭ ‬مُفعمًا‭ ‬بالحماسة،‭ ‬تواقًا‭ ‬لإيجاد‭ ‬مكانٍ‭ ‬يحتويني‭ ‬وتبرز‭ ‬فيه‭ ‬قُدرتي‭ ‬على‭ ‬فعل‭ ‬شيء‭ ‬استثنائي‭ ‬يُسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬وجودي،‭ ‬واكبَ‭ ‬ذلك‭ ‬تجوالي‭ ‬للاستمتاع‭ ‬بوقتي‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬مدينة‭ ‬المنامة‭ ‬حيثُ‭ ‬أرى‭ ‬الخطاطين‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬الزمنيَّة‭ ‬يرسمون‭ ‬خطوط‭ ‬اللافِتات‭ ‬بأيديهم،‭ ‬استحوَذ‭ ‬السحر‭ ‬الكامن‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الخطوط‭ ‬على‭ ‬كِياني‭ ‬واستولى‭ ‬على‭ ‬مشاعري‭ ‬فأحببتُ‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬جُزءًا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬المُدهِش‭ ‬وبدأتُ‭ ‬بالتجربة‭ ‬ثم‭ ‬التدرُّب‭ ‬وتطوير‭ ‬مهاراتي‭.. ‬استهواني‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الخطوط‭ ‬العربيَّة‭ ‬بوجهٍ‭ ‬خاص‭ ‬خط‭ ‬‮«‬الثُلُث‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬أعتبره‭ ‬ملِك‭ ‬الخطوط‭ ‬والخط‭ ‬‮«‬الديواني‮»‬،‭ ‬كُنتُ‭ ‬أخط‭ ‬على‭ ‬الأوراق‭ ‬والجُدران‭ ‬وسبُّورةٍ‭ ‬كبيرة‭ ‬أستمتعُ‭ ‬بالتدرُّب‭ ‬عليها،‭ ‬كما‭ ‬كُنتُ‭ ‬أتبادل‭ ‬مع‭ ‬صديقي‭ ‬وجاري‭ ‬في‭ ‬الحي‭ ‬ذاته‭ ‬وشريكي‭ ‬في‭ ‬عشق‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬الفنان‭ ‬الرَّاحِل‭ ‬عبدالإله‭ ‬العرب‭ ‬نماذج‭ ‬الخط‭ ‬المُتميزة،‭ ‬وفي‭ ‬سن‭ ‬الرابعة‭ ‬عشرة‭ ‬تقريبًا‭ ‬طوَّعتُ‭ ‬فن‭ ‬الخط‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬بعض‭ ‬النصوص‭ ‬الدينيَّة،‭ ‬حين‭ ‬نعود‭ ‬للتاريخ‭ ‬نكتشف‭ ‬أن‭ ‬الفنان‭ ‬البحريني‭ ‬كان‭ ‬حريصًا‭ ‬على‭ ‬نقش‭ ‬بعض‭ ‬النصوص‭ ‬الدينيَّة‭ ‬المُقدسة‭ ‬على‭ ‬جُدران‭ ‬المعابد‭ ‬مُنذ‭ ‬عهد‭ ‬حضارة‭ ‬‮«‬دلمون‮»‬‭ ‬العريقة،‭ ‬وليسَ‭ ‬عجيبًا‭ ‬أن‭ ‬تورث‭ ‬تلك‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الفن‭ ‬والدين‭ ‬والمُجتمع‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭.‬

ثم‭.. ‬كيف‭ ‬سارت‭ ‬خطواتك‭ ‬القادمة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الدرب؟

عام‭ ‬1975م‭ ‬تقريبًا‭ ‬بدأتُ‭ ‬العمل‭ ‬كخطَّاط‭ ‬بدوامٍ‭ ‬جُزئي‭ ‬في‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين،‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬كانت‭ ‬الخطوط‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬على‭ ‬الشاشة‭ ‬تُكتب‭ ‬يدويًا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يحل‭ ‬عصر‭ ‬الكتابة‭ ‬بالحواسِب‭ ‬الآليَّة،‭ ‬ثم‭ ‬عملتُ‭ ‬بعدها‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬وحرصتُ‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬المعارض‭ ‬الفنية‭ ‬التشكيلية‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬البحرين،‭ ‬منها‭ ‬معارض‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬والمغرب‭ ‬وبنغلادش‭ ‬ومصر‭ ‬وتونس‭ ‬ولبنان‭ ‬وفرنسا‭ ‬والنرويج؛‭ ‬ما‭ ‬ساهَمَ‭ ‬في‭ ‬ذيوع‭ ‬صيت‭ ‬أعمالي‭ ‬الفنيَّة‭ ‬ولله‭ ‬الحمد،‭ ‬ومازلتُ‭ ‬أتعلَّم‭ ‬جديدًا‭ ‬وأُثقف‭ ‬نفسي‭ ‬ذاتيًا‭ ‬كُل‭ ‬يوم‭ ‬لاستكشاف‭ ‬جديد‭ ‬المدارس‭ ‬الإبداعية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬مع‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬الالتزام‭ ‬بقواعد‭ ‬وأصول‭ ‬الخط‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬تتعرَّض‭ ‬صورة‭ ‬الحرف‭ ‬المرسوم‭ ‬للتشويه‭ ‬غير‭ ‬المُستساغ‭ ‬للبصَر‭ ‬ويُجرّده‭ ‬من‭ ‬سِماته‭ ‬الجماليَّة‭.‬

زحف‭ ‬التدخُّل‭ ‬الآلي‭ ‬‮«‬التكنولوجي‮»‬‭ ‬مُستمرٌ‭ ‬بمُنافسة‭ ‬الإبداع‭ ‬الفني،‭ ‬ألا‭ ‬يستثير‭ ‬ذلك‭ ‬بعض‭ ‬المخاوف‭ ‬في‭ ‬نفسك‭ ‬كفنَّان؟

إنني‭ ‬مؤمنٌ‭ ‬بأن‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬فن‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭- ‬هو‭ ‬‮«‬هندسة‭ ‬روحانيَّة‮»‬‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬المشاعر‭ ‬والأحاسيس،‭ ‬ومهما‭ ‬توغَّل‭ ‬توحُّش‭ ‬الآلة‭ ‬وتغوَّل‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬طمس‭ ‬ما‭ ‬ينبثق‭ ‬عن‭ ‬الجمال‭ ‬الكامن‭ ‬في‭ ‬الروح‭ ‬البشريَّة‭ ‬بصورةٍ‭ ‬كامِلة‭.. ‬ستظل‭ ‬الآلة‭ ‬مُجرد‭ ‬عُنصُر‭ ‬مُساند‭ ‬يُسهل‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬ولا‭ ‬يُلغي‭ ‬وجوده‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬استسلم‭ ‬هو‭ ‬لذلك‭.‬

من‭ ‬المُلاحظ‭ ‬أن‭ ‬لـ«أبعاد‭ ‬غاليري‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تأسيسه‭ ‬على‭ ‬يديكم‭ ‬نشاطًا‭ ‬مُتميزًا‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬الدورات‭ ‬التدريبية‭ ‬الفنية‭ ‬والمعارض‭ ‬المُشتركة‭ ‬للفنانين‭ ‬البحرينيين‭.. ‬من‭ ‬أين‭ ‬انبثقت‭ ‬فكرة‭ ‬تأسيسه؟

تأسس‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬كمرسمٍ‭ ‬صغير‭ ‬من‭ ‬حُجرة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬عام‭ ‬2014م‭ ‬ثم‭ ‬اتسع،‭ ‬ومع‭ ‬تأسيسه‭ ‬وضعتُ‭ ‬هدف‭ ‬تشجيع‭ ‬الفنانين‭ ‬نُصب‭ ‬عيني،‭ ‬وسعيت‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬بخُطة‭ ‬مرِنة‭ ‬وبرنامج‭ ‬واضِح‭.. ‬من‭ ‬مُحاولات‭ ‬دعم‭ ‬الفنانين‭ ‬إقامة‭ ‬المعارض‭ ‬المُشتركة‭ ‬والسماح‭ ‬لهم‭ ‬بعرض‭ ‬لوحاتهم‭ ‬دون‭ ‬مُقابل،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬وأن‭ ‬مُعظم‭ ‬صالات‭ ‬العرض‭ ‬تفرض‭ ‬رسومًا‭ ‬عالية‭ ‬على‭ ‬الراغبين‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬معرض،‭ ‬وفوقها‭ ‬نسبة‭ ‬لا‭ ‬يُستهان‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬أرباح‭ ‬اللوحات‭ ‬إن‭ ‬تم‭ ‬بيعها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يُحبط‭ ‬الفنان‭ ‬غير‭ ‬المُقتدِر‭ ‬ماديًا‭ ‬ويقف‭ ‬حجر‭ ‬عثرة‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬تحقيق‭ ‬طموحاته‭.. ‬إنني‭ ‬من‭ ‬أشد‭ ‬المؤمنين‭ ‬بدور‭ ‬الفنَّان‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المُجتمع‭ ‬بكُل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مُمكن‭ ‬معنويًا‭ ‬وماديًا،‭ ‬ولقد‭ ‬صلتُ‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬شعرتُ‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬الوقت‭ ‬قد‭ ‬حان‭ ‬لمزيدٍ‭ ‬من‭ ‬العطاء‭ ‬بما‭ ‬أملك،‭ ‬وأنا‭ ‬سعيدٌ‭ ‬بتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬قدر‭ ‬المُستطاع‭.‬

يطول‭ ‬الحديث‭ ‬مع‭ ‬شخصيَّة‭ ‬فنيَّة‭ ‬عملاقة‭ ‬مثل‭ ‬الفنان‭ ‬عبدالشهيد‭ ‬خمدن،‭ ‬ومنهُ‭ ‬تكتشف‭ ‬أنَّك‭ ‬أمام‭ ‬شخصيَّة‭ ‬انسانيَّة‭ ‬صادقة‭ ‬مع‭ ‬ذاتها،‭ ‬مؤمنة‭ ‬بخياراتِها،‭ ‬تعتنق‭ ‬مبادئ‭ ‬راسخة‭ ‬وتسمح‭ ‬لشخصيتها‭ ‬بالتطوُّر‭ ‬المرِن‭ ‬لمواكبة‭ ‬تقدم‭ ‬العصر‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭: ‬الإنساني‭ ‬الشخصي‭ ‬والفني،‭ ‬فتُدرك‭ ‬أن‭ ‬أسباب‭ ‬تألُّق‭ ‬سُمعتها‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬الفنية‭ ‬والثقافيَّة‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬إلا‭ ‬بذاك‭ ‬الجوهر‭ ‬المصقول‭ ‬بحكمة‭ ‬الأيَّام‭ ‬ومحبَّة‭ ‬الآخرين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا