العدد : ١٦٨٥٨ - الأحد ١٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٨ - الأحد ١٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

حربا «غزة» و«أوكرانيا» تتصدران مؤتمر ميونخ للأمن

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

السبت ٢٤ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

بحضور‭ ‬خمسين‭ ‬من‭ ‬رؤساء‭ ‬الدول‭ ‬والحكومات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مائة‭ ‬وزير‭ ‬وشخصيات‭ ‬عالمية،‭ ‬عُقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬ميونخ‭ ‬للأمن‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬16‭-‬18‭ ‬فبراير2024،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أبرز‭ ‬الحضور‭ ‬نائبة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬كاميلا‭ ‬هاريس‮»‬،‭ ‬ووزير‭ ‬الخارجية‭ ‬‮«‬أنتوني‭ ‬بلينكن‮»‬،‭ ‬ووزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الصيني‭ ‬‮«‬وانغ‭ ‬يي‮»‬،‭ ‬والأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬‮«‬أنطونيو‭ ‬غوتيريس‮»‬،‭ ‬والأمين‭ ‬العام‭ ‬لحلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬ينس‭ ‬ستولتنبرغ‮»‬،‭ ‬ورئيسة‭ ‬المفوضية‭ ‬الأوروبية‭ ‬‮«‬أورسولا‭ ‬فون‭ ‬دير‭ ‬لاين‮»‬،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬وفد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬ضم‭ ‬وزراء‭ ‬خارجية‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬السعودية‭ ‬الأمير‭ ‬‮«‬فيصل‭ ‬بن‭ ‬فرحان‮»‬،‭ ‬وقطر‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬آل‭ ‬ثاني‭ ‬ومصر‭ ‬‮«‬سامح‭ ‬شكري‮»‬،‭ ‬والأردن‭ ‬‮«‬أيمن‭ ‬الصفدي‮»‬‭. ‬

ومنذ‭ ‬الاجتماع‭ ‬الأول‭ ‬عام‭ ‬1963،‭ ‬أصبح‭ ‬المؤتمر‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬اللقاءات‭ ‬للقادة‭ ‬العالميين‭ ‬ومسؤولي‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية،‭ ‬حيث‭ ‬يعد‭ ‬منصة‭ ‬للمناقشات‭ ‬المفتوحة‭ ‬والبنّاءة‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬ليز‭ ‬دوسيت‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬هيئة‭ ‬الإذاعة‭ ‬البريطانية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬شرط‭ ‬حضوره‭ ‬هو‭ ‬‮«‬المشاركة‭ ‬والتفاعل،‭ ‬لا‭ ‬إلقاء‭ ‬المحاضرات‭ ‬أو‭ ‬التجاهل‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬برزت‭ ‬أهميته‭ ‬حيث‭ ‬أصبح‭ ‬منصة‭ ‬عالمية‭ ‬تشارك‭ ‬فيه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬كالصين،‭ ‬والهند،‭ ‬والبرازيل،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

وفي‭ ‬نسخته‭ ‬الـ60،‭ ‬تصدرت‭ ‬أجندته‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬العالمية،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬حرب‭ ‬غزة‮»‬،‭ ‬و«الأزمة‭ ‬الأوكرانية‮»‬،‭ ‬و«احتمالية‭ ‬عودة‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬عام‭ ‬2025‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إجراء‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬حلقة‭ ‬نقاشية‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الخطابات‭ ‬والمقابلات؛‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬روبي‭ ‬جرامر‮»‬،‭ ‬و«جاك‭ ‬ديتش‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬فورين‭ ‬بوليسي‮»‬،‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬يدار‭ ‬داخل‭ ‬كواليس‭ ‬الاجتماعات‭ ‬الخاصة‭ ‬والمغلقة‭ ‬والسرية‭ ‬بين‭ ‬السياسيين‭ ‬والسُفراء‭ ‬والقادة‭ ‬العسكريين‭ ‬ورؤساء‭ ‬المخابرات،‭ ‬حيث‭ ‬تعد‭ ‬بالنهاية‭ ‬جوهر‭ ‬المؤتمر‭.‬

ووفقاً‭ ‬للباحثَين،‭ ‬طُرحت‭ ‬‮«‬ثلاثة‭ ‬أسئلة‭ ‬رئيسية‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬المؤتمر‭ ‬هيمنت‭ ‬على‭ ‬جدول‭ ‬الأعمال،‭ ‬هي‭: ‬‮«‬ماذا‭ ‬تعني‭ ‬ولاية‭ ‬ثانية‭ ‬لترامب‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬وأوكرانيا»؟،‭ ‬و«ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬كييف‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الصمود‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬العملية‭ ‬العسكرية‭ ‬الروسية‮»‬،‭ ‬و«ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬مخرج‭ ‬بشأن‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬عاقدة‭ ‬العزم‭ ‬على‭ ‬تصعيد‭ ‬الحرب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شن‭ ‬هجوم‭ ‬واسع‭ ‬النطاق‭ ‬على‭ ‬مدينة‭ ‬رفح‭.‬

وكما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬‮«‬المنتدى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬‮«‬دافوس‮»‬‭ ‬يناير‭ ‬الماضي،‭ ‬لم‭ ‬تُوجه‭ ‬دعوة‭ ‬لحضور‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬‮«‬دونالد‭ ‬ترامب‮»‬،‭ ‬والروسي‭ ‬‮«‬فلاديمير‭ ‬بوتين‮»‬،‭ ‬وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬كون‭ ‬الأخير‭ ‬شخصًا‭ ‬غير‭ ‬مرغوب‭ ‬فيه‭ ‬أوروبيا‭ ‬بسبب‭ ‬حربه‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا؛‭ ‬فقد‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬جرامر‮»‬،‭ ‬و«ديتش‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬المستغرب‭ ‬عدم‭ ‬دعوته‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬ديفيد‭ ‬سانجر‮»‬،‭ ‬و«ستيفن‭ ‬إيرلانجر‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬غيابه،‭ ‬فإن‭ ‬انتصارات‭ ‬‮«‬موسكو‮»‬،‭ ‬مؤخرًا‭ ‬في‭ ‬الحرب،‭ ‬وضعف‭ ‬الدعم‭ ‬لكييف‭ ‬من‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية؛‭ ‬قد‭ ‬ألقى‭ ‬بظلال‭ ‬من‭ ‬‮«‬القلق‭ ‬والاضطراب‮»‬‭ ‬على‭ ‬المؤتمر،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬تحول‭ ‬المناقشات‭ ‬بشأن‭ ‬المدة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬للأوكرانيين‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يصمدوا‭ ‬فيها»؛‭ ‬وليس‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬بإمكانهم‭ ‬تحقيق‭ ‬النصر‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭.‬

ويرتبط‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬ارتباطًا‭ ‬وثيقًا‭ ‬بـ«ترامب‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬مسألة‭ ‬عودته‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬كان‭ ‬وفقًا‭ ‬لصحيفة‭ ‬‮«‬واشنطن‭ ‬بوست‮»‬،‭ ‬‮«‬مُسيطرا‭ ‬على‭ ‬الأحاديث‭ ‬وراء‭ ‬الكواليس‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذي‭ ‬قبل‮»‬‭. ‬وأثارت‭ ‬التصريحات‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬أطلقها،‭ ‬بشأن‭ ‬‮«‬تشجيعه‭ ‬روسيا‭ ‬على‭ ‬مهاجمة‭ ‬أعضاء‭ ‬الناتو‭ ‬ممن‭ ‬لا‭ ‬يدفعون‭ ‬تكاليف‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أنفسهم‭ ‬قلقا‭ ‬بالغاً‮»‬‭. ‬وانتقده‭ ‬‮«‬ستولتنبرغ‮»‬،‭ ‬علنا‭ ‬لتقويضه‭ ‬مصداقية‭ ‬الحلف‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬محاولة‭ ‬‮«‬هاريس‮»‬،‭ ‬طمأنة‭ ‬حلفاء‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬باستمرار‭ ‬التزام‭ ‬بلادها‭ ‬بقضية‭ ‬الأمن‭ ‬الأوروبي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تصريحها‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأمريكا‭ ‬أن‭ ‬تتراجع‮»‬‭ ‬عن‭ ‬دعمهم؛‭ ‬فإن‭ ‬أحدا‭ ‬لم‭ ‬يعتريه‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬الوفاء‭ ‬بوعدها‭ ‬إذا‭ ‬أطاحت‭ ‬بها‭ ‬نتيجة‭ ‬التصويت‭ ‬خارج‭ ‬أروقة‭ ‬السلطة،‭ ‬وحينئذ‭ ‬سيتحتم‭ ‬عليهم‭ ‬مواجهة‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬المطالب‭ ‬والتهديدات‭ ‬والمواجهة‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬الثانية‭.‬

وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تركيز‭ ‬هذه‭ ‬المخاوف‭ ‬على‭ ‬أوروبا؛‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬غزة‮»‬،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬تجاهلها‭. ‬ويُظهر‭ ‬تعهد‭ ‬إسرائيل‭ ‬بمواصلة‭ ‬حربها‭ ‬على‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬رغم‭ ‬النداءات‭ ‬الدولية‭ ‬المطالبة‭ ‬بوقف‭ ‬فوري‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬لأسباب‭ ‬إنسانية؛‭ ‬استمرار‭ ‬الانفصال‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الغرب‭ ‬وبقية‭ ‬العالم‭.‬

وفي‭ ‬ميونيخ،‭ ‬واصل‭ ‬المسؤولون‭ ‬الأمريكيون‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬دعمهم‭ ‬لأهداف‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬وأكد‭ ‬‮«‬بلينكن‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬دعم‭ ‬بلاده‭ ‬‮«‬الثابت‮»‬‭ ‬لإسرائيل‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬‮«‬قائمًا‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إدراك‭ ‬‮«‬هاريس‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إعادة‭ ‬احتلال‭ ‬غزة‭ ‬أو‭ ‬ضمها؛‭ ‬فلا‭ ‬يزال‭ ‬هؤلاء‭ ‬المسؤولون‭ ‬يرفضون‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وإدانة‭ ‬إسرائيل‭ ‬لإيقاعها‭ ‬خسائر‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬المدنيين،‭ ‬وعدم‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬خططها‭ ‬لإجبار‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬على‭ ‬النزوح،‭ ‬كما‭ ‬فعلت‭ ‬في‭ ‬حربي‭ ‬1948‭ ‬و1967‭.‬

ويأتي‭ ‬تحفظ‭ ‬المسؤولين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬على‭ ‬التعليق‭ ‬على‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬‮«‬تكرارًا‮»‬،‭ ‬لما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬انتقد‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬‮«‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‮»‬،‭ ‬ووزيرة‭ ‬الخارجية‭ ‬الألمانية‭ ‬‮«‬أنالينا‭ ‬بيربوك‮»‬،‭ ‬مؤخرًا‭ ‬خطط‭ ‬إسرائيل‭ ‬لمهاجمة‭ ‬رفح‭ ‬وتحذيرهما‭ ‬من‭ ‬الكارثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬ذلك؛‭ ‬فلم‭ ‬يحضر‭ ‬الأول‭ ‬المؤتمر،‭ ‬ولم‭ ‬تُدلي‭ ‬الثانية‭ ‬بأي‭ ‬بيان‭ ‬آخر‭ ‬حيال‭ ‬ذلك،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬ركز‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطاني‭ ‬‮«‬ديفيد‭ ‬كاميرون‮»‬،‭ ‬اهتمامه‭ ‬حول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬على‭ ‬‮«‬الوضع‭ ‬الأمني‭ ‬بالبحر‭ ‬الأحمر‮»‬،‭ ‬خلال‭ ‬مناقشاته‭ ‬مع‭ ‬ممثلي‭ ‬الصين‭.‬

وعلى‭ ‬النقيض‭ ‬فإن‭ ‬التزام‭ ‬المسؤولين‭ ‬الغربيين‭ ‬الصمت‭ ‬حول‭ ‬مواصلة‭ ‬إسرائيل‭ ‬حربها‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬يعكس‭ ‬فشلهم‭ ‬في‭ ‬الالتزام‭ ‬بمعايير‭ ‬القانون‭ ‬الدولي؛‭ ‬فقد‭ ‬انتقد‭ ‬مسؤول‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬‮«‬جوزيب‭ ‬بوريل‮»‬،‭ ‬تدمير‭ ‬إسرائيل‭ ‬لقطاع‭ ‬غزة،‭ ‬ورفضها‭ ‬الانصياع‭ ‬للحل‭ ‬السلمي،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬السلام‭ ‬بين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والإسرائيليين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭. ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬لم‭ ‬يشدد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬لأسباب‭ ‬إنسانية‭ ‬في‭ ‬غزة؛‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬المعاناة‭ ‬فحسب،‭ ‬لكن‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬‮«‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬معالجة‭ ‬الأوضاع‭ ‬بأكملها‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‮»‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬استمرار‭ ‬احتلال‭ ‬إسرائيل‭ ‬للضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬هو‭ ‬‮«‬العائق‭ ‬الحقيقي‭ ‬أمام‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‮»‬،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬أمنها‭ ‬لن‭ ‬يتم‭ ‬ضمانه‭ ‬بالوسائل‭ ‬العسكرية‭ ‬وحدها‮»‬،‭ ‬وأنه‭ ‬‮«‬دون‭ ‬منظور‭ ‬واضح‭ ‬لتحديد‭ ‬مصير‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‮»‬‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬سلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬‭.‬

وردًا‭ ‬على‭ ‬إصرار‭ ‬الرئيس‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬‮«‬إسحاق‭ ‬هرتسوغ‮»‬،‭ ‬في‭ ‬ميونخ‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬بلاده‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تنتهي‭ ‬من‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬حماس‮»‬،‭ ‬أوضح‭ ‬مسؤول‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬أن‭ ‬الحركة‭ ‬أصبحت‭ ‬‮«‬فكرة‭ ‬متأصلة‮»‬‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬الممكن‭ ‬‮«‬قتلها‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬ينوي‭ ‬الإسرائيليون،‭ ‬وبالتالي،‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬القصوى‭ ‬‮«‬توفير‭ ‬بديل‭ ‬أفضل‮»‬‭ ‬لأمن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والإسرائيليين‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭. ‬وتتوافق‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأردني‭ ‬‮«‬أيمن‭ ‬الصفدي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لإسرائيل‭ ‬أن‭ ‬تحظى‭ ‬بالأمن‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتمتع‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬به‮»‬‭.‬

واستمرارا،‭ ‬دعا‭ ‬‮«‬بوريل‮»‬،‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬خطة‭ ‬السلام‭ ‬العربية‭ ‬لإقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة‭ ‬تضم‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬اتحادًا‮»‬،‭ ‬إذا‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬أي‭ ‬‮«‬دور‭ ‬جيوسياسي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القضية‮»‬،‭ ‬منتقدًا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬‮«‬تشتت‭ ‬الرؤى‮»‬‭ ‬تجاه‭ ‬الكارثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ورغبة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬دوله‭ ‬ممارسة‭ ‬سياسة‭ ‬أحادية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمستقبل‭ ‬فلسطين،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬كيفية‭ ‬استمرار‭ ‬العديد‭ ‬منها‭ ‬رفض‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬دعوات‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬لتنفيذه‭.‬

ومع‭ ‬إشارة‭ ‬‮«‬مارك‭ ‬جونينت‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬كوينسي‭ ‬لفن‭ ‬الحكم‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬ازدواجية‭ ‬المعايير‭ ‬الغربية،‭ ‬بشأن‭ ‬الصراعات‭ ‬المتزامنة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬أوكرانيا‮»‬،‭ ‬و‮«‬غزة»؛‭ ‬فقد‭ ‬حذر‭ ‬‮«‬جرامر‮»‬،‭ ‬و«ديتش‮»‬‭ ‬أيضًا‭ ‬بأنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬شعور‭ ‬حقيقي‮»‬،‭ ‬بين‭ ‬المسؤولين‭ ‬الأوروبيين‭ ‬والأمريكيين‭ ‬بأن‭ ‬بقية‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتكاتف‭ ‬‮«‬عندما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بعزل‭ ‬روسيا‭ ‬بعد‭ ‬حربها‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‮»‬،‭ ‬فإنهم‭ ‬أصبحوا‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬محل‭ ‬انتقاد‭ ‬العالم»؛‭ ‬بسبب‭ ‬دعمهم‭ ‬المستمر‭ ‬للحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬غزة‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬المعايير‭ ‬المزدوجة،‭ ‬خلص‭ ‬‮«‬جونينت‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬انتهاء‭ ‬مؤتمر‭ ‬ميونيخ‭ ‬للأمن‭ ‬لعام‭ ‬2024،‭ ‬فإن‭ ‬المشاكل‭ ‬الشائكة‭ ‬عالميا،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬القضيتان‭ ‬‮«‬الفلسطينية‮»‬،‭ ‬و«الأوكرانية‮»‬،‭ ‬ستظل‭ ‬دون‭ ‬حل،‭ ‬وأنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المعقول‭ ‬أن‭ ‬نتوقع‭ ‬من‭ ‬قمة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭ ‬تسهيل‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬كلتيهما،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬الأمن‮»‬،‭ ‬بمثابة‭ ‬‮«‬نادي‭ ‬مغلق‮»‬،‭ ‬لحلفاء‭ ‬وشركاء‭ ‬الغرب‭ ‬يثير‭ ‬شكوكا‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬تأثيره‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يمارسه‭ ‬كأداة‭ ‬لفرض‭ ‬السلام‭.‬

وفي‭ ‬المؤتمر،‭ ‬شجب‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬‮«‬أنطونيو‭ ‬غوتيريس‮»‬،‭ ‬‮«‬آليات‭ ‬الحوكمة‭ ‬العالمية‭ ‬الراهنة‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬‮«‬ترسيخ‭ ‬الانقسامات‭ ‬وتأجيج‭ ‬حالة‭ ‬السخط‮»‬،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬حل‭ ‬المشاكل‭ ‬والأزمات‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬باتت‭ ‬فيه‭ ‬إسرائيل‭ ‬تتصرف‭ ‬‮«‬من‭ ‬دون‭ ‬مساءلة‮»‬‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬العالمي‭. ‬فيما‭ ‬كان‭ ‬لافتا‭ ‬للنظر،‭ ‬كيف‭ ‬تلقى‭ ‬الوفد‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بقيادة‭ ‬‮«‬هرتسوغ‮»‬،‭ ‬دعوة‭ ‬من‭ ‬المنظمين‭ ‬للحضور‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬حكومتي‭ ‬روسيا‭ ‬وإيران‭ ‬لم‭ ‬يسمح‭ ‬لهما‭ ‬بذلك‭. ‬وأوضح‭ ‬رئيس‭ ‬المؤتمر‭ ‬‮«‬كريستوف‭ ‬هيوسجن‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬‮«‬موسكو‮»‬،‭ ‬و«طهران‮»‬،‭ ‬لم‭ ‬تكونا‭ ‬منفتحتين‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬حوار‭ ‬هادف‭ ‬بشأن‭ ‬قضيتهما‭. ‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬متهمة‭ ‬أمام‭ ‬‮«‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬بارتكاب‭ ‬‮«‬جرائم‭ ‬حرب‮»‬،‭ ‬و‮«‬إبادة‭ ‬جماعية‮»‬،‭ ‬وتم‭ ‬اتهامها‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬بارتكاب‭ ‬الانتهاكات‭ ‬اللاإنسانية،‭ ‬والتصعيد‭ ‬المتعمد‭ ‬للحرب‭ ‬العسكرية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدول‭ ‬ومنظمات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬العالمية؛‭ ‬فقد‭ ‬سُمح‭ ‬لها‭ ‬بالحضور‭ ‬وإسماع‭ ‬صوتها‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭. ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق،‭ ‬فإن‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬انتقادات‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‭ ‬لتصرفاتها‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬ميونيخ‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المسؤولين‭ ‬الغربيين،‭ ‬يتناقض‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الإعراب‭ ‬عنها‭ ‬بقمة‭ ‬‮«‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬إثيوبيا،‭ ‬حيث‭ ‬شجب‭ ‬الرئيس‭ ‬البرازيلي‭ ‬‮«‬لويز‭ ‬إيناسيو‭ ‬لولا‭ ‬دا‭ ‬سيلفا‮»‬،‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬بين‭ ‬‮«‬جيش‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الاستعداد‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬ونساء‭ ‬وأطفال‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‮»‬‭.‬

وبالتالي،‭ ‬فإن‭ ‬الانتقادات‭ ‬التي‭ ‬وجهها‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬ستيفن‭ ‬سوكول‮»‬،‭ ‬حول‭ ‬ألمانيا،‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬كانت‭ ‬جراء‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬الأوروبية‭ ‬والأمريكية‭ ‬حيال‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬والتي‭ ‬افتقرت‭ ‬إلى‭ ‬الإلحاح‭ ‬وعدم‭ ‬الوضوح،‭ ‬بشأن‭ ‬‮«‬المسار‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬غياب‭ ‬‮«‬التضامن‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ضد‭ ‬غزة‭.  ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تصريحات‭ ‬‮«‬بوريل‮»‬،‭ ‬التحذيرية،‭ ‬وحديث‭ ‬الوزير‭ ‬القطري‭ ‬الشيخ‭ ‬‮«‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬آل‭ ‬ثاني‮»‬،‭ ‬أيضًا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬المحادثات‭ ‬بشأن‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬‮«‬لا‭ ‬توحي‭ ‬بالتفاؤل»؛‭ ‬بسبب‭ ‬تعنت‭ ‬حكومة‭ ‬‮«‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬تجاه‭ ‬السلام،‭ ‬وضرورة‭ ‬قيام‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذه‭ ‬النتيجة؛‭ ‬فقد‭ ‬أعرب‭ ‬‮«‬جرامر‮»‬،‭ ‬و«ديتش‮»‬‭ ‬عن‭ ‬أسفهما‭ ‬حيال‭ ‬ظهور‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬بصورة‭ ‬غير‭ ‬ملتزمة‭ ‬بفرض‭ ‬‮«‬حل‭ ‬بعيد‭ ‬المدى‮»‬،‭ ‬و«محاولة‭ ‬تحويل‭ ‬الأزمة‭ ‬إلى‭ ‬فرصة‭ ‬لتجديد‭ ‬اتفاق‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬و«اعتماد‭ ‬مسار‭ ‬يتسم‭ ‬بالمصداقية‮»‬،‭ ‬لمحاسبة‭ ‬إسرائيل‭ ‬واحترام‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭. ‬على‭ ‬العموم،‭ ‬أبرزت‭ ‬نتائج‭ ‬عمل‭ ‬مؤتمر‭ ‬ميونخ‭ ‬للأمن‭ ‬2024،‭ ‬‮«‬ازدواجية‭ ‬المعايير‭ ‬الغربية‮»‬،‭ ‬في‭ ‬ردود‭ ‬أفعالها‭ ‬تجاه‭ ‬حرب‭ ‬روسيا‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬مقابل‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة،‭ ‬حيث‭ ‬برزت‭ ‬هذه‭ ‬الازدواجية‭ ‬بشكل‭ ‬صارخ‭ ‬عند‭ ‬محاسبة‭ ‬الأولى‭ ‬جراء‭ ‬انتهاكاتها،‭ ‬فيما‭ ‬تم‭ ‬تجاهل‭ ‬الفظائع،‭ ‬والخروقات‭ ‬والانتهاكات،‭ ‬وجرائم‭ ‬الحرب،‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬ليل‭ ‬نهار،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬حطم‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬مصداقية‭ ‬دولية‭ ‬لحكومات‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬وأوروبا‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بقضايا‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬وحق‭ ‬تقرير‭ ‬المصير،‭ ‬كما‭ ‬أبرزت‭ ‬الارتباط‭ ‬الوثيق‭ ‬بين‭ ‬أمن‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وبين‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬عادل‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا