العدد : ١٦٨٥٨ - الأحد ١٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٨ - الأحد ١٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

دور السياحة في الاقتصاد الخليجي عام 2024

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الجمعة ٢٣ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

يتجه‭ ‬‮«‬قطاع‭ ‬السياحة‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬قيادة‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬غير‭ ‬النفطي‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‮»‬،‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬بعد‭ ‬إقرار‭ ‬‮«‬التأشيرة‭ ‬السياحية‭ ‬الخليجية‭ ‬الموحدة‮»‬،‭ ‬والخطط‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬لتنمية‭ ‬هذا‭ ‬القطاع،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬أثبتت‭ ‬استضافة‭ ‬‮«‬قطر‮»‬،‭ ‬لكأس‭ ‬العالم‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬أن‭ ‬الطقس‭ ‬الحار‭ ‬الذي‭ ‬تتسم‭ ‬به‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬حائلاً‭ ‬دون‭ ‬اجتذابها‭ ‬ملايين‭ ‬السياح‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬

وعلى‭ ‬حسب‭ ‬جاهزية‭ ‬الأنظمة‭ ‬اللازمة‭ ‬بدول‭ ‬الخليج،‭ ‬يبدأ‭ ‬العمل‭ ‬بالتأشيرة‭ ‬السياحية‭ ‬الموحدة‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬2024‭ ‬أو‭ ‬2025،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اعتمدها‭ ‬وزراء‭ ‬السياحة‭ ‬بدول‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬اجتماعهم‭ ‬السابع‭ ‬بسلطنة‭ ‬عُمان‭ ‬في‭ ‬أكتوبر2023،‭ ‬وبعد‭ ‬مناقشة‭ ‬إجراءات‭ ‬تفعيلها‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬وزراء‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬لاعتمادها،‭ ‬ثم‭ ‬رفعها‭ ‬إلى‭ ‬القمة‭ ‬الخليجية،‭ ‬التي‭ ‬أقرتها‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬وتم‭ ‬تفويض‭ ‬وزراء‭ ‬الداخلية‭ ‬بتنفيذها‭.‬

وتتيح‭ ‬هذه‭ ‬التأشيرة‭ ‬للسائح‭ ‬زيارة‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬خليجية‭ ‬بتأشيرة‭ ‬واحدة،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬بمقتضاها‭ ‬يتم‭ ‬تبسيط‭ ‬السفر‭ ‬للمقيمين‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬فيما‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬استقطاب‭ ‬السياح‭ ‬وبقائهم‭ ‬بدول‭ ‬الخليج‭ ‬مدة‭ ‬أطول،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬تعزيز‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الخليجي‭. ‬ومع‭ ‬اعتمادها،‭ ‬يتم‭ ‬تدشين‭ ‬مسار‭ ‬سياحي‭ ‬خليجي‭ ‬موحد،‭ ‬يربط‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬واحد‭ ‬ينتهجه‭ ‬الزوار‭ ‬الأجانب،‭ ‬الذين‭ ‬تمتد‭ ‬إقامتهم‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬يوما،‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬التأشيرة،‭ ‬ومع‭ ‬هذا‭ ‬المسار‭ ‬السياحي‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المجلس،‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬ترسم‭ ‬‮«‬مسارا‭ ‬سياحيا‭ ‬خاصا‮»‬‭ ‬بها،‭ ‬يُمكن‭ ‬السائح‭ ‬من‭ ‬زيارة‭ ‬كل‭ ‬أنحائها‭. ‬ويأتي‭ ‬إقرار‭ ‬‮«‬التأشيرة‭ ‬السياحية‭ ‬الخليجية‭ ‬الموحدة‮»‬،‭ ‬ضمن‭ ‬‮«‬استراتيجية‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬2030‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬زيادة‭ ‬مساهمة‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬زيادة‭ ‬الرحلات‭ ‬البينية،‭ ‬وعدد‭ ‬نزلاء‭ ‬الفنادق‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬دول‭ ‬المجلس،‭ ‬وجعلها‭ ‬الوجهة‭ ‬السياحية‭ ‬الرائدة‭ ‬على مستوى‭ ‬العالم‭.‬

وفي‭ ‬واقع‭ ‬الأمر،‭ ‬تمتلك‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬متطورة‭ ‬مؤهلة‭ ‬لقطاع‭ ‬السفر‭ ‬والسياحة‭. ‬وبنهاية‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬المنشآت‭ ‬الفندقية‭ ‬فيها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭.‬6‭ ‬آلاف‭ ‬منشأة،‭ ‬فيما‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الغرف‭ ‬نحو‭ ‬675‭ ‬ألفا،‭ ‬وتستهدف‭ ‬‮«‬الاستراتيجية‭ ‬السياحية‭ ‬الخليجية‭ ‬المشتركة‭ ‬20232030‮»‬،‭ ‬زيادة‭ ‬الرحلات‭ ‬الوافدة‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بمعدل‭ ‬سنوي‭ ‬7%،‭ ‬فيما‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬زوارها‭ ‬39‭.‬8‭ ‬مليون‭ ‬زائر‭ ‬في‭ ‬2022،‭ ‬بنسبة‭ ‬نمو‭ ‬بلغت‭ ‬136.6%،‭ ‬مقارنة‭ ‬بعام‭ ‬2021،‭ ‬بينما‭ ‬تستهدف‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬128‭.‬7‭ ‬مليون‭ ‬زائر‭ ‬في‭ ‬2030،‭ ‬وزيادة‮ ‬‭ ‬إنفاق‭ ‬السياح‭ ‬الوافدين‭ ‬إليها،‭ ‬بمعدل‭ ‬نمو‭ ‬سنوي‭ ‬8%‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬188‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬بحلول‭ ‬2030،‭ ‬وزيادة‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬المباشر‭ ‬لقطاع‭ ‬السفر‭ ‬والسياحة‭ ‬بمعدل‭ ‬نمو‭ ‬سنوي‭ ‬7%،‭ ‬فيما‭ ‬حقق‭ ‬هذا‭ ‬الناتج‭ ‬171‭.‬4‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬2022،‭ ‬مع‭ ‬توقع‭ ‬نمو‭ ‬بنسبة‭ ‬8‭.‬5%،‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬185‭.‬9‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬ويُبني‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬على‭ ‬استحواذ‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬837‭ ‬موقعا‭ ‬سياحيا‭.‬

ويتزامن‭ ‬العمل‭ ‬بالتأشيرة‭ ‬السياحية‭ ‬الخليجية‭ ‬الموحدة،‭ ‬مع‭ ‬بروز‭ ‬‮«‬السعودية‮»‬،‭ ‬كواجهة‭ ‬سياحية،‭ ‬معززة‭ ‬بالإصلاحات،‭ ‬والمبادرات‭ ‬الطموحة‭ ‬التي‭ ‬يجري‭ ‬تنفيذها،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬برنامج‭ ‬رؤية‭ ‬2030،‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬تحويل‭ ‬المملكة‭ ‬إلى‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تستقبل‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الزوار،‭ ‬وتعزيز‭ ‬ذلك‭ ‬باستثمارات‭ ‬متواصلة‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالسياحة،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬المطارات‭ ‬والفنادق‭ ‬والنقل‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬أعلنت‭ ‬‮«‬وزارة‭ ‬السياحة‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬تقديم‭ ‬‮«‬حزمة‭ ‬استثمارية‮»‬،‭ ‬بقيمة‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬مدة‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬سعي‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬القدرة‭ ‬الاستيعابية‭ ‬للفنادق‭ ‬بمقدار‭ ‬310‮ ‬آلاف‭ ‬غرفة‭ ‬بحلول‭ ‬2030‭.‬‮ ‬‭ ‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬سهلت‭ ‬‮«‬الرياض‮»‬،‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬التأشيرات‭ ‬السياحية،‭ ‬وخصصت‭ ‬مبالغ‭ ‬كبيرة‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬ترميم‭ ‬المواقع‭ ‬التراثية‭ ‬والثقافية‭ ‬الغنية‭ ‬والترويج‭ ‬لها،‭ ‬كونها‭ ‬مواقع‭ ‬جاذبة‭ ‬للسياح،‭ ‬مثل‭ (‬مدينة‭ ‬العلا‭ ‬القديمة،‭ ‬آثار‭ ‬مدائن‭ ‬صالح‭ ‬النبطية،‭ ‬مدينة‭ ‬جدة‭ ‬التاريخية‭.. ‬إلخ‭)‬،‭ ‬كما‭ ‬تبنت‭ ‬الحكومة‭ ‬استراتيجية‭ ‬لاستقطاب‭ ‬الاستثمار،‭ ‬وتعزيز‭ ‬إنفاق‭ ‬السائح،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الفعاليات‭ ‬الجاذبة‭ ‬والسياحة‭ ‬الرياضية،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬إقامة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬سباق‭ ‬جائزة‭ ‬السعودية‭ ‬الكبرى‭ ‬الفورمولا‭ ‬1‭ ‬في‭ ‬جدة،‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬المؤتمرات‭ ‬والقمم‭. ‬وفي‭ ‬ديسمبر‭ ‬2023،‭ ‬تم‭ ‬اختيارها‭ ‬لاستضافة‭ ‬معرض‭ ‬إكسبو2030،‭ ‬المقرر‭ ‬إقامته‭ ‬بالرياض،‭ ‬ومن‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تستضيف‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬2034‭. ‬

ونتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬بدأت‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬تؤتي‭ ‬ثمارها،‭ ‬فبرزت‭ ‬‮«‬السعودية‮»‬،‭ ‬بصفتها‭ ‬الوجهة‭ ‬السياحية‭ ‬الثانية‭ ‬الأسرع‭ ‬نموًا‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬السياح‭ ‬الدوليين‭ ‬الوافدين‭ ‬إليها‭. ‬وتشير‭ ‬أرقام‭ ‬2023‭ ‬إلى‭ ‬استقطاب‭ ‬نحو‭ ‬70‭ ‬مليون‭ ‬زائر‭ ‬محلي،‭ ‬و30‭ ‬مليون‭ ‬زائر‭ ‬دولي،‭ ‬ورفع‭ ‬مساهمة‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬إلى‭ ‬6%،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬3%‭ ‬في‭ ‬2019،‭ ‬وتستهدف‭ ‬10%‭ ‬في‭ ‬2030‭ ‬محققة‭ ‬معدل‭ ‬نمو‭ ‬سنوي‭ ‬11%‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬التالي‭.‬

إلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك،‭ ‬يتأهب‭ ‬القطاع‭ ‬السياحي‭ ‬في‭ ‬‮«‬الإمارات‮»‬،‭ ‬لمرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬النمو‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حقق‭ ‬‮«‬نقلات‭ ‬نوعية‮»‬،‭ ‬و«إنجازات‭ ‬استثنائية‮»‬،‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬ما‭ ‬عزز‭ ‬مكانة‭ ‬الإمارات‭ ‬على‭ ‬خريطة‭ ‬السياحة‭ ‬العالمية،‭ ‬وجعلها‭ ‬وجهة‭ ‬مستدامة‭ ‬للسائحين‭ ‬من‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬بفضل‭ ‬منشآتها‭ ‬الفندقية‭ ‬عالية‭ ‬المستوى،‭ ‬والمقاصد‭ ‬السياحية‭ ‬والثقافية‭ ‬المتنوعة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬والموقع‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬والفعاليات‭ ‬المتعددة‭.‬

وتمثل‭ ‬‮«‬استراتيجية‭ ‬الإمارات‭ ‬الوطنية‭ ‬للسياحة‭ ‬2031‮»‬،‭ ‬خريطة‭ ‬طريق‭ ‬لخلق‭ ‬قطاع‭ ‬سياحي‭ ‬مستدام،‭ ‬مستهدفة‭ ‬رفع‭ ‬مكانة‭ ‬الدولة،‭ ‬لتصبح‭ ‬الأولى‭ ‬عالميًا‭ ‬كأفضل‭ ‬هوية‭ ‬سياحية،‭ ‬وزيادة‭ ‬مساهمة‭ ‬القطاع‭ ‬السياحي‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬إلى‭ ‬450‭ ‬مليار‭ ‬درهم،‭ ‬وجذب‭ ‬استثمارات‭ ‬جديدة‭ ‬بقيمة‭ ‬100‭ ‬مليار‭ ‬درهم،‭ ‬واستقطاب‭ ‬40‭ ‬مليون‭ ‬نزيل‭ ‬بحلول‭ ‬2031‭. ‬ويُقدر‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬العالمي‭ ‬للسياحة‭ ‬والسفر‮»‬،‭ ‬ارتفاع‭ ‬مساهمة‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الإماراتي‭ ‬بـ180‭.‬6‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬بزيادة‭ ‬8.3%‭ ‬عن‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬وبنسبة‭ ‬مساهمة‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬10%،‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ9%‭ ‬في‭ ‬2022،‭ ‬وخلال‭ ‬الـ‭ ‬7‭ ‬أشهر‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬ارتفع‭ ‬إجمالي‭ ‬إيرادات‭ ‬المنشآت‭ ‬الفندقية،‭ ‬بنسبة‭ ‬نمو‭ ‬24%،‭ ‬محققًا‭ ‬26‭ ‬مليار‭ ‬درهم،‭ ‬بعدد‭ ‬نزلاء‭ ‬بلغ‭ ‬16‭ ‬مليونا‭ ‬بإجمالي‭ ‬56‭ ‬مليون‭ ‬ليلة‭ ‬فندقية‭.‬

وعلى‭ ‬هامش‭ ‬اجتماع‭ ‬وزراء‭ ‬السياحة‭ ‬بسلطنة‭ ‬عُمان‭ -‬السابق‭ ‬الإشارة‭ ‬إليه‭- ‬تم‭ ‬اختيار‭ ‬‮«‬المنامة‮»‬،‭ ‬عاصمة‭ ‬للسياحة‭ ‬الخليجية‭ ‬لعام‭ ‬2024،‭ ‬تأكيدًا‭ ‬للدور‭ ‬البارز‭ ‬للبحرين‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬منظومة‭ ‬سياحية‭ ‬تكاملية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة،‭ ‬وتشجيع‭ ‬السياحة‭ ‬البينية،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وضعت‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬أولوياتها‭ ‬التنموية،‭ ‬لدوره‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬مع‭ ‬مضاعفة‭ ‬حجم‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬السياحية،‭ ‬وتطوير‭ ‬الخدمات‭ ‬السياحية،‭ ‬وإقامة‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المنشآت‭ ‬الفندقية؛‭ ‬لاستيعاب‭ ‬السياح‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم؛‭ ‬تحقيقًا‭ ‬لأهداف‭ (‬الاستراتيجية‭ ‬السياحية‭ ‬2022‭ ‬‭ ‬2026‭). ‬وفي‭ ‬السنة‭ ‬الأولى‭ ‬لهذه‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬بلغت‭ ‬الإيرادات‭ ‬السياحية‭ ‬4‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬بزيادة‭ ‬50%،‭ ‬واستقبلت‭ ‬9.9‭ ‬ملايين‭ ‬زائر،‭ ‬بزيادة‭ ‬بنسب‭ ‬19%،‭ ‬فيما‭ ‬شملت‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬أربع‭ ‬أولويات‭ ‬هي‭ (‬تسهيل‭ ‬الدخول‭ ‬‮ ‬الجذب‭ ‬السياحي‭ ‬‭ ‬التسويق‭ ‬والترويج‭ ‬‮ ‬الإقامة‭). ‬فيما‭ ‬تستهدف‭ ‬14‭ ‬سوقا‭ ‬سياحيا‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬السوق‭ ‬السعودي،‭ ‬ولهذا‭ ‬جرى‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬السعودية‭ ‬والبحرين،‭ ‬وجهة‭ ‬سياحية‭ ‬واحدة،‭ ‬مع‭ ‬حزمة‭ ‬مشاريع‭ ‬سياحية‭ ‬واعدة‭.‬

أما‭ ‬‮«‬سلطنة‭ ‬عُمان‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬بلغ‭ ‬دخلها‭ ‬السياحي‭ ‬خلال‭ ‬الثمانية‭ ‬أشهر‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬نحو‭ ‬3.6‭ ‬مليارات‭ ‬ريال،‭ ‬فيما‭ ‬وصل‭ ‬عدد‭ ‬الزوار‭ ‬إلى‭ ‬4‭.‬5‭ ‬ملايين‭ ‬زائر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة،‭ ‬وبلغ‭ ‬إجمالي‭ ‬الإنتاج‭ ‬السياحي‭ ‬لعام‭ ‬2022،‭ ‬نحو‭ ‬1‭.‬9‭ ‬مليار‭ ‬ريال،‭ ‬مرتفعًا‭ ‬بنسبة‭ ‬47%‭ ‬عن‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬وبلغ‭ ‬عدد‭ ‬الزوار‭ ‬2‭.‬9‭ ‬مليون‭ ‬زائر‭ ‬مرتفعًا‭ ‬بنسبة‭ ‬348%،‭ ‬كما‭ ‬تجاوزت‭ ‬قيمة‭ ‬المشاريع‭ ‬المؤكدة‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬ديسمبر‭ ‬2022،‭ ‬مبلغ‭ ‬‮ ‬2‭.‬71‭ ‬مليار‭ ‬ريال،‭ ‬وارتفع‭ ‬مؤشر‭ ‬مساهمة‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬إلى‭ ‬2‭.‬1%،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يستهدف‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬2‭.‬7%‭ ‬عام‭ ‬2025،‭ ‬وتعمل‭ ‬السلطنة‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬قطاعها‭ ‬السياحي،‭ ‬ضمن‭ ‬خطة‭ ‬التنمية‮ ‬‭ ‬الخمسية‭ ‬2021‭ - ‬2025‭ ‬،‭ ‬باستثمارات‭ ‬تبلغ‭ ‬3‭ ‬مليارات‭ ‬ريال‭.‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬توقع‭ ‬‮«‬البنك‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬نمو‭ ‬اقتصاد‭ ‬‮«‬قطر‮»‬،‭ ‬بنسبة‭ ‬2‭.‬5%‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬وتسجيل‭ ‬نمو‭ ‬قوي‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬غير‭ ‬النفطية،‭ ‬بنسبة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬3‭.‬6%،‭ ‬نتيجة‭ ‬تزايد‭ ‬أعداد‭ ‬السياح،‭ ‬وتنظيم‭ ‬فعاليات‭ ‬كبيرة،‭ ‬إذ‭ ‬سيسهم‭ ‬تنظيم‭ ‬14‭ ‬فعالية‭ ‬رياضية‭ ‬رئيسية‭ ‬إضافية‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬مكانتها‭ ‬كمركز‭ ‬رياضي‭ ‬عالمي،‭ ‬فيما‭ ‬شهدت‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬زيادة‭ ‬بنسبة‭ ‬26.6%‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬الزوار،‭ ‬حيث‭ ‬بلغت‭ ‬نحو‭ ‬4‭ ‬ملايين‭ ‬سائح،‭ ‬وتستهدف‭ ‬رفع‭ ‬مكانة‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬إلى‭ ‬12%‭ ‬بنهاية‭ ‬العِقد،‭ ‬وجذب‭ ‬نحو‭ ‬6‭ ‬ملايين‭ ‬سائح‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الكويت،‭ ‬فإن‭ ‬السياحة‭ ‬والعقار‭ ‬يعدان‭ ‬من‭ ‬ركائز‭ ‬تصحيح‭ ‬المسار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬بها،‭ ‬وتتسارع‭ ‬الخطى‭ ‬لإقامة‭ ‬‮«‬مهرجان‭ ‬الكويت‭ ‬للسياحة‭ ‬والترفيه‭ ‬والثقافة‮»‬،‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬الأولى‭ ‬2024،‭ ‬لجهة‭ ‬تعزيز‭ ‬دور‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬التنويع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وفق‭ ‬‮«‬رؤية‭ ‬20242040‮»‬،‭ ‬وتطور‭ ‬الكويت‭ ‬مشروعين‭ ‬سياحيين‭ ‬بقيمة‭ ‬1‭.‬64‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬جزيرة‭ ‬‮«‬فيلكا‮»‬،‭ ‬وموقع‭ ‬المدينة‭ ‬الترفيهية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الدوحة‭ ‬غرب‭ ‬العاصمة‭. ‬ووفقًا‭ ‬للرؤية،‭ ‬وضعت‭ ‬برنامجا‭ ‬اقتصاديا‭ ‬طموحا‭ ‬يمتد‭ ‬أربعة‭ ‬أعوام‭ ‬حتى‭ ‬2027،‭ ‬يتضمن‭ ‬107‭ ‬مشاريع‭ ‬وفق‭ ‬جداول‭ ‬زمنية،‭ ‬من‭ ‬أبرزها‭ ‬مشاريع‭ ‬تخدم‭ ‬السياحة‭ (‬الربط‭ ‬السككي‭ ‬الخليجي،‭ ‬خط‭ ‬سكة‭ ‬حديد‭ ‬السعودية‭ ‬الكويت،‭ ‬تطوير‭ ‬جزيرة‭ ‬‮«‬فيلكا‮»‬‭ ‬كوجهة‭ ‬ثقافية‭ ‬وسياحية‭).‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬يشهد‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬انطلاقة‭ ‬كبيرة‭ ‬لقطاع‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الخليجي،‭ ‬معززة‭ ‬بالتأشيرة‭ ‬السياحية‭ ‬الخليجية‭ ‬الموحدة،‭ ‬التي‭ ‬طال‭ ‬انتظارها‭ ‬سبع‭ ‬سنوات،‭ ‬ليصبح‭ ‬هذا‭ ‬القطاع،‭ ‬قائدًا‭ ‬للنمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬غير‭ ‬النفطي،‭ ‬كونه‭ ‬يرتبط‭ ‬بعديد‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬الأخرى،‭ ‬وأسرع‭ ‬القطاعات‭ ‬استقطابًا‭ ‬للاستثمار،‭ ‬وضخًا‭ ‬للإيرادات،‭ ‬وأكبرها‭ ‬استيعابًا‭ ‬للعمالة‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا