العدد : ١٦٩٨١ - الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨١ - الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

قراءة في حكم «محكمة العدل الدولية» تجاه غزة.. وجهات نظر غربية

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

السبت ١٠ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

لاقى‭ ‬قرار‭ ‬‮«‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬الأَولّي‭ ‬الذي‭ ‬أمرت‭ ‬فيه‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالتصرف‭ ‬‮«‬وفقًا‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬واتخاذ‭ ‬جميع‭ ‬التدابير‭ ‬اللازمة‭ ‬لمنع‭ ‬أعمال‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬المحاصرين‭ ‬داخل‭ ‬قطاع‭ ‬غزة»؛‭ ‬‮«‬ترحيبًا‭ ‬دوليا‭ ‬كبيرا‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬يعد‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬بمثابة‭ ‬‮«‬اعتراف‭ ‬مهم‮»‬،‭ ‬بارتكابها‭ ‬لأعمال‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭.‬

وعُقِدَت‭ ‬جلسات‭ ‬القضية‭ ‬يومي‭ ‬11و12‭ ‬يناير2024،‭ ‬حيث‭ ‬اتهمت‭ ‬‮«‬جنوب‭ ‬إفريقيا‮»‬،‭ ‬إسرائيل‭ ‬بارتكاب‭ ‬أعمال‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬وأوضحت‭ ‬‮«‬راشمين‭ ‬ساغو‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الحكم‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬26‭ ‬يناير،‭ ‬يأمر‭ ‬إسرائيل‭ ‬بـ‮«‬التصرف‭ ‬وفقًا‭ ‬لالتزاماتها‭ ‬بموجب‭ ‬اتفاقية‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‮»‬،‭ ‬و«اتخاذ‭ ‬جميع‭ ‬التدابير‭ ‬لمنع‭ ‬أي‭ ‬أعمال‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبارها‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‮»‬،‭ ‬و‮«‬منع‭ ‬أي‭ ‬تصريحات‭ ‬أو‭ ‬تعليقات‭ ‬عامة‭ ‬تحرض‭ ‬على‭ ‬ارتكاب‭ ‬هذا‭ ‬الفعل‮»‬،‭ ‬و«اتخاذ‭ ‬جميع‭ ‬الإجراءات‭ ‬لضمان‭ ‬وصول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‮»‬،‭ ‬و‮«‬عدم‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬دليل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يستخدم‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬المرفوعة‭ ‬ضدها‮»‬،‭ ‬و«تقديم‭ ‬تقرير‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬بمدى‭ ‬تطبيقها‭ ‬لهذه‭ ‬التدابير‭ ‬والأحكام‮»‬‭.‬

وكرد‭ ‬فعل‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬القرار،‭ ‬رحب‭ ‬المدافعون‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والمنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬الدولية‭ ‬بالحكم‭. ‬وقالت‭ ‬‮«‬أنييس‭ ‬كالامار‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬إنه‭ ‬‮«‬يبعث‭ ‬برسالة‭ ‬واضحة‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬لن‭ ‬يقف‭ ‬صامتًا،‭ ‬بينما‭ ‬تواصل‭ ‬إسرائيل‭ ‬حَملتها‭ ‬الوحشية‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬سكان‭ ‬غزة‮»‬،‭ ‬ووصفته‭ ‬‮«‬بلقيس‭ ‬جراح‮»‬،‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬تاريخي‮»‬،‭ ‬ينذر‭ ‬إسرائيل‭ ‬وحلفاءها‭ ‬بضرورة‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬فورية‭ ‬لمنع‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‮»‬‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أشار‭ ‬المعلقون‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬الدمار‭ ‬والمعاناة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الموثقة‭ ‬داخل‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬فرض‭ ‬على‭ ‬قضاة‭ ‬المحكمة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الدعوى‭ ‬بجدية‭ ‬وإصدار‭ ‬حكمهم‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬أنتوني‭ ‬دوركين‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأوروبي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬أنهم‭ ‬‮«‬وجدوا‭ ‬القضية‭ ‬مكتملة‭ ‬الأركان‭ ‬لبحثها،‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬الخسائر‭ ‬الإنسانية‭ ‬المدمرة‭ ‬التي‭ ‬تسببت‭ ‬فيها‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال،‭ ‬والتصريحات‭ ‬التحريضية‭ ‬للمسؤولين‭ ‬الكبار‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬بشأن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬ومستقبل‭ ‬غزة،‭ ‬مع‭ ‬اعتراف‭ ‬المحكمة‭ ‬نفسها‭ ‬بـ«خطورة‭ ‬الوضع‭ ‬الكارثي‭ ‬في‭ ‬القطاع‮»‬،‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬تدخل‭ ‬خارجي‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬منع‭ ‬تفاقم‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‮»‬‭. ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬لم‭ ‬تدع‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬‭ ‬كما‭ ‬طالبت‭ ‬الدعوى‭ ‬التي‭ ‬تقدمت‭ ‬بها‭ ‬‮«‬جنوب‭ ‬إفريقيا‮»‬‭ ‬‭ ‬فقد‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬دومينيك‭ ‬واغورن‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سكاي‭ ‬نيوز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إسرائيل‭ ‬تفادت‭ ‬أصعب‭ ‬حكم‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تواجهه‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الحالية‮»‬‭. ‬واعتبر‭ ‬‮«‬ديفيد‭ ‬كاي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬‮«‬كاليفورنيا‮»‬،‭ ‬الحكم‭ ‬‮«‬إدانة‭ ‬واضحة‮»‬‭ ‬لسلوكها،‭  ‬و«حالة‭ ‬نادرة‮»‬،‭ ‬بسبب‭ ‬الحماية‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الأمريكية‭ ‬والبريطانية‭ ‬والأوروبية‭ ‬لها،‭ ‬مضيفا‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المحكمة‮»‬،‭ ‬أظهرت‭ ‬في‭ ‬تقييمها‭ ‬ضبط‭ ‬النفس‭ ‬النسبي،‭ ‬والتزمت‭ ‬بالحياد‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬موقفها‭ ‬على‭ ‬قواعدها‭ ‬القانونية‭ ‬الخاصة،‭ ‬واستخدمت‭ ‬رئيستها‭ ‬‮«‬جوان‭ ‬دونوغو‮»‬،‭ ‬‮«‬لغة‭ ‬مخففة‮»‬‭ ‬في‭ ‬رأيها‭ ‬القانوني؛‭ ‬فقد‭ ‬أعربت‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬عن‭ ‬‮«‬خطورة‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‮»‬،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستشهاد‭ ‬بانتقادات‭ ‬مسؤولي‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ونقل‭ ‬التصريحات‭ ‬التي‭ ‬تدين‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬الذين‭ ‬أدلوا‭ ‬بتصريحات‭ ‬غير‭ ‬إنسانية‭ ‬تدينهم،‭ ‬وتكشف‭ ‬نواياهم‭ ‬السيئة‭ ‬تجاه‭ ‬مستقبل‭ ‬القطاع‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭.‬

ووفقا‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المراقبين‭ ‬الغربيين،‭ ‬فإن‭ ‬الاعتراف‭ ‬الدولي‭ ‬الكامل‭ ‬بجرائم‭ ‬الحرب‭ ‬الموثقة‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬إسرائيل،‭ ‬سيسلك‭ ‬‮«‬مسارًا‭ ‬قانونيًا‮»‬‭ ‬طويلًا‭. ‬وأضافت‭ ‬‮«‬ساغو‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬‮«‬ستستغرق‭ ‬سنوات‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬حكم‮»‬،‭ ‬وبالتالي،‭ ‬سيكون‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬قد‭ ‬فات‭ ‬الأوان‭ ‬لإحداث‭ ‬تغيير‭ ‬ملموس‭ ‬بخصوص‭ ‬الحرب‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الحكم‭ ‬لفت‭ ‬انتباه‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬مسؤوليات‭ ‬إسرائيل‭ ‬بموجب‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬واعترف‭ ‬بما‭ ‬أحدثته‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬في‭ ‬غزة؛‭ ‬فإنه‭ ‬لم‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬مطالبتها‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭. ‬ومع‭ ‬إشارة‭ ‬‮«‬دوركين‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قضاة‭ ‬المحكمة‭ ‬‮«‬اقتنعوا‭ ‬بحجج‭ ‬إسرائيل‭ ‬بأن‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬سيقوض‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها»؛‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬مدى‭ ‬تعقيد‭ ‬الأمور‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬اختصاص‭ ‬المحكمة‭ ‬قضائيًا‭ ‬بمحاسبة‭ ‬أي‭ ‬منظمة‭ ‬غير‭ ‬تابعة‭ ‬للدولة،‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ،‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تأمر‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬من‭ ‬الجانبين‮»‬‭. ‬

وفي‭ ‬تقييمه‭ ‬لهذه‭ ‬المسألة،‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬كاي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬القضاة‭ ‬اتخذوا‭ ‬‮«‬قرارا‭ ‬موضوعيا‮»‬،‭ ‬بعدم‭ ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬ما‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬المحكمة‭ ‬فعليًا‭ ‬سلطة‭ ‬إنفاذه،‭ ‬دون‭ ‬دعم‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة»؛‭ ‬لكنه‭ ‬أضاف‭ ‬أن‭ ‬جهودها‭ ‬للنأي‭ ‬بحكمها‭ ‬عن‭ ‬‮«‬أي‭ ‬تحيز‭ ‬سياسي‭ ‬أو‭ ‬الوقوع‭ ‬تحت‭ ‬أي‭ ‬تأثير»؛‭ ‬يعطي‭ ‬أحكامها‭ ‬‮«‬أهمية‭ ‬أكبر‮»‬،‭ ‬ويحرم‭ ‬المنتقدين‭ ‬من‭ ‬فرصة‭ ‬تشويه‭ ‬سمعتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اتهامها‭ ‬بالتحيز‭ ‬لجانب‭ ‬أو‭ ‬آخر،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬‮«‬لم‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬سجال‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬عبر‭ ‬تأكيدها‭ ‬إلزام‭ ‬جميع‭ ‬أطراف‭ ‬النزاع‭ ‬بالقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الإفراج‭ ‬الفوري‭ ‬وغير‭ ‬المشروط‮»‬‭ ‬عن‭ ‬الرهائن‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬المحتجزين‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬منذ‭ ‬أكتوبر2023،‭ ‬مع‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬لم‭ ‬تطالب‭ ‬بإطلاق‭ ‬سراح‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬المحتجزين‭ ‬دون‭ ‬محاكمة‭ ‬في‭ ‬السجون‭ ‬الإسرائيلية‭. ‬ومع‭ ‬أن‭ ‬قرارها‭ ‬كان‭ ‬‮«‬أسوأ‭ ‬توقع‭ ‬دار‭ ‬في‭ ‬مخيلة‮»‬‭ ‬إسرائيل‭ ‬‭ ‬كما‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬هنري‭ ‬لوفات‮»‬‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬‮«‬جلاسكو‮»‬‭ ‬‭ ‬فإن‭ ‬شرط‭ ‬‮«‬تسهيل‮»‬‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬للمدنيين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬مازال‭ ‬لا‭ ‬يرقى‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬الآلية‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬أرادتها‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬ومؤيدوها،‭ ‬لإيصال‭ ‬المساعدات‭ ‬الدولية‭ ‬إلى‭ ‬القطاع‭.‬

ومع‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ساغو‮»‬،‭ ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬التدابير‭ ‬المؤقتة‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬الحكم،‭ ‬‮«‬مُلزمة‭ ‬قانونًا‭ ‬لإسرائيل‮»‬،‭ ‬وأنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬حق‭ ‬في‭ ‬الاستئناف‮»‬،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬‮«‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬وحدها‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬لجرائم‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬ضرورة‭ ‬مُلحة‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬ضغط‭ ‬قوي‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬لوقف‭ ‬عدوانها‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‮»‬،‭ ‬ومطالبتها‭ ‬بالوقف‭ ‬الفوري‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬الشرط‭ ‬الأكثر‭ ‬فعالية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬التدابير‭ ‬المؤقتة،‭ ‬وإنهاء‭ ‬معاناة‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬رفض‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬‮«‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬دعوات‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحرب،‭ ‬وقرار‭ ‬محكمة‭ ‬العدل،‭ ‬ووصفه‭ ‬بالـ«الشائن‮»‬،‭ ‬وعدم‭ ‬اكتراث‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بالمحكمة،‭ ‬أو‭ ‬الرأي‭ ‬الدولي‭ ‬بشأن‭ ‬حرب‭ ‬غزة،‭ ‬وتعليق‭ ‬‮«‬إيتمار‭ ‬بن‭ ‬غفير‮»‬،‭ ‬وزير‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬المتطرف،‭ ‬‮«‬بأن‭ ‬القرار‭ ‬معاد‭ ‬للسامية»؛‭ ‬فمن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬حاجة‭ ‬ملحة‮»‬،‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬الدولي‭ ‬لإجبار‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬الامتثال‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭.‬

وتزداد‭ ‬هذه‭ ‬الضرورة‭ ‬بسبب‭ ‬إشارة‭ ‬المعلقين‭ ‬الغربيين‭ ‬إلى‭ ‬احتمال‭ ‬صدور‭ ‬حكم‭ ‬نهائي‭ ‬من‭ ‬‮«‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭. ‬ومع‭ ‬استمرار‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الطعن‭ ‬على‭ ‬اختصاص‭ ‬المحكمة؛‭ ‬أوضحت‭ ‬‮«‬ساغو‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬مرحلة‭ ‬تمهيدية‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‮»‬،‭ ‬يتم‭ ‬فيها‭ ‬تحديد‭ ‬مسألة‭ ‬اختصاص‭ ‬المحكمة،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬سيُطلب‭ ‬من‭ ‬الأطراف‭ ‬تقديم‭ ‬بيانات‭ ‬مكتوبة،‭ ‬تليها‭ ‬‮«‬جلسة‭ ‬استماع‭ ‬شفهية‭ ‬أخرى‮»‬،‭ ‬وبعدها‭ ‬ستصدر‭ ‬المحكمة‭ ‬أحكامهم‭ ‬النهائية،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬وقت‭ ‬طويل‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬تُعد‭ ‬المحاولات‭ ‬التي‭ ‬بذلتها‭ ‬المحكمة‭ ‬لتحديد‭ ‬جريمة‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية؛‭ ‬بمثابة‭ ‬تحذير‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬السماح‭ ‬للأحداث‭ ‬الجارية‭ ‬بالاستمرار‭ ‬على‭ ‬ذات‭ ‬المنوال‭. ‬وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬السوابق‭ ‬التاريخية،‭ ‬فقد‭ ‬قدمت‭ ‬‮«‬البوسنة‭ ‬والهرسك‮»‬،‭ ‬عام1993‭ ‬دعوى‭ ‬لمحكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية،‭ ‬ضد‭ ‬‮«‬يوغوسلافيا‮»‬،‭ ‬السابقة‭ ‬بتهمة‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬ضد‭ ‬سكانها‭ ‬المسلمين؛‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إصدار‭ ‬المحكمة‭ ‬أمرًا‭ ‬لها‭ ‬‮«‬باتخاذ‭ ‬جميع‭ ‬التدابير‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬منع‭ ‬ارتكاب‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة؛‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬المدنيين‭ ‬الأبرياء،‭ ‬حيث‭ ‬وقع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الانتهاكات‭ ‬المروعة،‭ ‬والتي‭ ‬بلغت‭ ‬ذروتها‭ ‬في‭ ‬مذبحة‭ ‬‮«‬سربرنيتسا‮»‬،‭ ‬عام‭ ‬1995‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬ينبغي‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬أعرب‭ ‬بها‭ ‬بعض‭ ‬قضاة‭ ‬المحكمة‭ ‬عن‭ ‬معارضتهم‭ ‬لإعلان‭ ‬أن‭ ‬سلوك‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬يعتبر‭ ‬بمثابة‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭. ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬قال‭ ‬القاضي‭ ‬الألماني‭ ‬‮«‬جورج‭ ‬نولتي‮»‬،‭ ‬إنه‭: ‬‮«‬من‭ ‬غير‭ ‬المنطقي‭ ‬التسليم‭ ‬بأن‭ ‬الهجوم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬كان‭ ‬‮«‬بنية‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬رفضت‭ ‬القاضية‭ ‬الأوغندية‭ ‬‮«‬جوليا‭ ‬سيبوتيندي‮»‬،‭ ‬إدانتها،‭ ‬مبررة‭ ‬ذلك‭ ‬بأن‭ ‬القضية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬هي‭ ‬‮«‬مسألة‭ ‬سياسية‭ ‬وتاريخية‭ ‬بالأساس‮»‬،‭ ‬وبالتالي،‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تقررها‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭.‬

ومع‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬قد‭ ‬تستغرق‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬حتى‭ ‬صدور‭ ‬الحكم‭ ‬النهائي؛‭ ‬فقد‭ ‬تمت‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬استجابة‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬و«أوروبا‮»‬،‭ ‬حيال‭ ‬قراراتها‭ ‬الأولية‭ ‬أكثر‭ ‬أهمية‭ ‬من‭ ‬جدوى‭ ‬القرارات‭ ‬نفسها‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬حث‭ ‬‮«‬كاي‮»‬،‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬الاعتراف‭ ‬بهذه‭ ‬القرارات‭ ‬والتصرف‭ ‬وفقًا‭ ‬لها،‭ ‬ودعا‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تبني‭ ‬أحكامها‮»‬،‭ ‬واستخدامها‭ ‬كوسيلة‭ ‬لفرض‭ ‬‮«‬خيارات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬جديدة‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬دعا‭ ‬‮«‬دوركين‮»‬،‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬دعم‭ ‬الحكم‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬والمطالبة‭ ‬بتنفيذ‭ ‬التدابير‭ ‬التي‭ ‬فرضها‮»‬،‭ ‬لاسيما‭ ‬أن‭ ‬قبولها‭ ‬هو‭ ‬‮«‬أمر‭ ‬أساسي‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬سيادة‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‮»‬‭. ‬وعند‭ ‬تقييمه‭ ‬للأحكام‭ ‬الأولية‭ ‬للمحكمة،‭ ‬أوضح‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬رغبة‭ ‬طموحة‮»‬‭ ‬لتحدي‭ ‬جميع‭ ‬البلدان‭ ‬‭ ‬خاصة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬‭ ‬‮«‬لأخذ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬محمل‭ ‬الجد‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬يتسم‭ ‬بتزايد‭ ‬العنف‭ ‬والصراع‭ ‬وتناقص‭ ‬احترام‭ ‬سلطة‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬حذر‭ ‬كلا‭ ‬المحللين‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬الفشل‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بذلك‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬كاي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬استمرت‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬و«لندن‮»‬،‭ ‬و«بروكسل‮»‬،‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬إسرائيل؛‭ ‬فإنهم‭ ‬‮«‬يخاطرون‭ ‬بإلحاق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الضرر‭ ‬بالقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬وبالقواعد‭ ‬التي‭ ‬يستند‭ ‬عليها‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‮»‬‭. ‬واتفق‭ ‬معه‭ ‬‮«‬دوركين‮»‬،‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬رفضت‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬محاسبة‭ ‬إسرائيل،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ترسيخ‭ ‬مفهوم‭ ‬المعايير‭ ‬المزدوجة‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تتصف‭ ‬به‭ ‬بالفعل‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‭. ‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬لا‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قرارات‭ ‬‮«‬المحكمة‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬غيّرت‭ ‬وجهات‭ ‬نظرها‭. ‬وبشكل‭ ‬أساسي،‭ ‬رفضت‭ ‬وزارتا‭ ‬الخارجية‭ ‬‮«‬البريطانية‮»‬،‭ ‬و«الأمريكية‮»‬،‭ ‬الحكم،‭ ‬وأكدتا‭ ‬دعمهما‭ ‬الكامل‭ ‬لإسرائيل‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬ستيف‭ ‬كروشو‮»‬،‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬و‮«‬لندن‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬قررتا‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬تجاهل‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تداعياته‭ ‬الخطيرة‭ ‬على‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‮»‬‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬فإن‭ ‬تعنت‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬تجاه‭ ‬إلزام‭ ‬إسرائيل‭ ‬بتنفيذ‭ ‬قرارات‭ ‬‮«‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬ليس‭ ‬مفاجئا،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬قيام‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬بمنع‭ ‬عدة‭ ‬قرارات‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬محاسبتها‭ ‬على‭ ‬عدوانها‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭. ‬ووفقًا‭ ‬لـ«دوركين‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬القضية‭ ‬التي‭ ‬رفعتها‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬قد‭ ‬‮«‬اكتسبت‭ ‬مكانة‭ ‬وصدى‭ ‬قويين»؛‭ ‬لأنها‭ ‬تمثل‭ ‬رؤية‭ ‬الجنوب‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬استعادة‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬يقع‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬الهيمنة‭ ‬الغربية‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المادة‭ ‬‮«‬94‮»‬،‭ ‬من‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬أحكام‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬مُلزمة‭ ‬لأطراف‭ ‬النزاع،‭ ‬وأنه‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذها‭ ‬يجب‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة؛‭ ‬فإن‭ ‬الحماية‭ ‬المستمرة‭ ‬التي‭ ‬تتلقاها‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬تعني‭ ‬أن‭ ‬التوقعات‭ ‬باتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬دولية‭ ‬لمحاسبتها‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للتنفيذ‭.‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬رأت‭ ‬‮«‬ساغو‮»‬،‭ ‬أيضا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬إثبات‭ ‬تهمة‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬المحاكم‭ ‬الدولية‭ ‬بسبب‭ ‬شرط‭ ‬‮«‬ثبوت،‭ ‬أو‭ ‬استنتاج‭ ‬نية‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‮»‬،‭ ‬ضد‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬تعرضوا‭ ‬للهجوم‭. ‬وعليه،‭ ‬فقد‭ ‬رأت‭ ‬أن‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬واستهداف‭ ‬المدنيين،‭ ‬وإيقاع‭ ‬آلاف‭ ‬الضحايا،‭ ‬تسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الثغرات‭ ‬الكامنة‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬وأن‭ ‬جرائم‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬منأى‭ ‬عن‭ ‬المساءلة‭ ‬الدولية،‭ ‬لأنه‭ ‬خلافًا‭ ‬لاتفاقية‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية،‭ ‬لا‭ ‬تتضمن‭ ‬اتفاقيات‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭ ‬أحكامًا‭ ‬تمنح‭ ‬المحكمة‭ ‬اختصاصا‭ ‬تلقائيا‭ ‬للحكم‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬جرائم‭ ‬أخرى‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬ارتكبت‭ ‬أثناء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬تخرج‭ ‬عن‭ ‬نطاق‭ ‬اختصاصها‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا