العدد : ١٦٩٨١ - الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨١ - الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

قوة دفاع البحرين.. قوة للخير والسلام

بقلم: عبدالهادي الخلاقي

الاثنين ٠٥ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

ستة‭ ‬وخمسون‭ ‬عاماً‭ ‬من‭ ‬العطاء‭ ‬وحماية‭ ‬الوطن‭ ‬والذود‭ ‬عن‭ ‬حياضه،‭ ‬تحتفي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بذكرى‭ ‬تأسيس‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬الحصن‭ ‬المنيع‭ ‬والدرع‭ ‬الواقية‭ ‬التي‭ ‬تحمي‭ ‬حمى‭ ‬الوطن‭ ‬وتحافظ‭ ‬على‭ ‬مكتسباته‭ ‬الوطنية‭ ‬وتحفظ‭ ‬سيادته‭ ‬واستقلال‭ ‬أراضيه،‭ ‬ويأتي‭ ‬تأسيس‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬ضمن‭ ‬مسيرة‭ ‬النهضة‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬أسسها‭ ‬وأشرف‭ ‬على‭ ‬تنفيذها‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1968م‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬وليًا‭ ‬للعهد،‭ ‬حيث‭ ‬وضع‭ ‬اللبنة‭ ‬الأساسية‭ ‬لهذا‭ ‬الصرح‭ ‬الوطني‭ ‬العريق‭ ‬ورسم‭ ‬هيكله‭ ‬وحدد‭ ‬مساره‭ ‬وتابع‭ ‬مراحل‭ ‬بنائه‭ ‬وتطوره‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬تشكيل‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬ثم‭ ‬الجوية‭ ‬فالبحرية،‭ ‬وكان‭ ‬صاحب‭ ‬المعالي‭ ‬المشير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬الرجل‭ ‬الأمين‭ ‬والقائد‭ ‬الوطني‭ ‬المخلص‭ ‬الذي‭ ‬حمل‭ ‬على‭ ‬عاتقه‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬لتصل‭ ‬الى‭ ‬أعلى‭ ‬درجات‭ ‬الكفاءة‭ ‬والجاهزية‭ ‬القتالية،‭ ‬وبدعم‭ ‬منقطع‭ ‬النظير‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬الأمين‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬لتحقق‭ ‬منجزاً‭ ‬عسكرياً‭ ‬يفخر‭ ‬به‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬بحريني،‭ ‬وصرحًا‭ ‬شامخًا‭ ‬يحمي‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين‭ ‬فهي‭ ‬بحق‭ ‬‮«‬مصنع‭ ‬الرجال‮»‬‭.‬

وبهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬الوطنية‭ ‬الكبيرة‭ ‬نرفع‭ ‬أسمى‭ ‬آيات‭ ‬التهاني‭ ‬والتبريكات‭ ‬لقيادتنا‭ ‬الحكيمة‭ ‬وذلك‭ ‬اعتزازًا‭ ‬وتقديرًا‭ ‬لعطاءات‭ ‬القوة‭ ‬وجميع‭ ‬منتسبيها‭ ‬في‭ ‬الذود‭ ‬عن‭ ‬حمى‭ ‬الوطن‭ ‬وسيادته‭ ‬وسلامة‭ ‬أراضيه‭ ‬ضد‭ ‬أي‭ ‬تهديد‭ ‬خارجي‭ ‬ومساندة‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬وسيادة‭ ‬القانون‭ ‬والمساعدة‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الكوارث‭ ‬والأزمات،‭ ‬وما‭ ‬تبذله‭ ‬من‭ ‬تضحيات‭ ‬وطنية‭ ‬نبيلة‭ ‬حتى‭ ‬ينعم‭ ‬جميع‭ ‬من‭ ‬يعيش‭ ‬على‭ ‬ثرى‭ ‬مملكتنا‭ ‬الحبيبة‭ ‬بالأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار،‭ ‬هذه‭ ‬النعمة‭ ‬العظيمة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬حياة‭ ‬من‭ ‬دونها‭ ‬ولا‭ ‬سيادة‭ ‬للوطن‭ ‬من‭ ‬دونها‭ ‬ولا‭ ‬كرامة‭ ‬للمواطن‭ ‬من‭ ‬دونها‭ ‬ولا‭ ‬إنسانية‭ ‬من‭ ‬دونها،‭ ‬ولعظم‭ ‬هذه‭ ‬النعمة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يُدرك‭ ‬أهميتها‭ ‬الكثيرون‭ ‬ممن‭ ‬اعتادوا‭ ‬على‭ ‬النِعم‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬رسولنا‭ ‬الكريم‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: ‬‮«‬من‭ ‬أصبح‭ ‬منكم‭ ‬آمناً‭ ‬في‭ ‬سربه معافى‭ ‬في‭ ‬جسده‭ ‬عنده‭ ‬قوت‭ ‬يومه‭ ‬فكأنما‭ ‬حيزت‭ ‬له‭ ‬الدنيا‮»‬،‭ ‬وستظل‭ ‬بعون‭ ‬الله‭ ‬قوة‭ ‬الدفاع‭ ‬كما‭ ‬عهدناها‭ ‬سيفاً‭ ‬ودرعاً‭ ‬للوطن،‭ ‬وقوة‭ ‬للخير‭ ‬والسلام‭.‬

وخلال‭ ‬ما‭ ‬يربو‭ ‬على‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬وقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬تشهد‭ ‬تطورًا‭ ‬شاملاً‭ ‬ومتكاملاً‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬الأثر‭ ‬البالغ‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬مكانتها‭ ‬وموقعها‭ ‬الخليجي‭ ‬والإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬في‭ ‬درء‭ ‬الأخطار‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬السلم‭ ‬الدولي‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وتأمين‭ ‬استمرار‭ ‬تدفق‭ ‬النفط‭ ‬للعالم،‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬محاربة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والقرصنة‭ ‬ومنع‭ ‬انتشار‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬الإغاثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الدولية‭ ‬والإسهام‭ ‬مع‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬دول‭ ‬المجلس،‭ ‬وكذلك‭ ‬مع‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬اتفاقية‭ ‬الدفاع‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭. ‬

وبهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬يحق‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نحتفي‭ ‬بشهداء‭ ‬الوطن‭ ‬تخليداً‭ ‬ووفاءً‭ ‬وعرفاناً‭ ‬بتضحياتهم‭ ‬وعطائهم‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬رسالة‭ ‬السلام‭ ‬وحفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬داخل‭ ‬مملكتنا‭ ‬الحبيبة‭ ‬وفي‭ ‬محيطنا‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬الشرف‭ ‬والبطولة‭ ‬والذين‭ ‬خطوا‭ ‬بدمائهم‭ ‬الزكية‭ ‬أسمى‭ ‬معاني‭ ‬الشجاعة‭ ‬والبسالة‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬الحق‭ ‬ونصرة‭ ‬المظلومين‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬ومختلف‭ ‬المحن‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭  ‬ليعكسوا‭ ‬بذلك‭ ‬الوجه‭ ‬الحضاري‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وشعبها‭ ‬الذي‭ ‬ينشد‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬ونبذ‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب،‭ ‬فتحيةً‭ ‬إجلال‭ ‬وإكبار‭ ‬وافتخار‭ ‬واعتزاز‭ ‬لكل‭ ‬شهدائنا‭ ‬الأبطال‭ ‬الذين‭ ‬قدّموا‭ ‬أرواحهم‭ ‬الطاهرة‭ ‬دفاعاً‭ ‬عن‭ ‬دينهم‭ ‬ووطنهم‭ ‬وذوداً‭ ‬عن‭ ‬شرفهم‭ ‬وحقوقهم‭ ‬وشرعيتهم‭ ‬وبهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬الجليلة‭ ‬نرفع‭ ‬أكف‭ ‬الضراعة‭ ‬إلى‭ ‬المولى‭ ‬العلي‭ ‬القدير‭ ‬أن‭ ‬يتغمد‭ ‬شهداءنا‭ ‬الأبرار‭ ‬بالرحمة‭ ‬والمغفرة‭ ‬وأن‭ ‬يسكنهم‭ ‬فسيح‭ ‬الجنان‭ ‬مع‭ ‬النبيين والصديقين والشهداء‭ ‬والصالحين وحسن‭ ‬أولئك‭ ‬رفيقا‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا