الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«قيثارة السماء».. والأفكار الجديدة
أول السطر:
حسنا قامت (جامعة الخليج العربي) بتوقيع مذكرة تفاهم مع شركة مطار البحرين، لاستفادة الموظفين من برامج الجامعة، مقابل تدريب طلبة الجامعة في الشركة.. وذلك تعزيزا لدور الجامعة في خدمة المجتمع البحريني والخليجي، وتنمية مشاريع المسؤولية الاجتماعية.. وهو بالتمام ما أشرنا إليه في مقال سابق، عن غياب دور الجامعة محليا وخليجيا.. فشكرا جزيلا لكم.. ونتطلع إلى المزيد.
للعلم فقط:
حالات الاختلاس والفساد التي تم نشرها هذا الأسبوع، عن عدد من الجمعيات والمؤسسات.. تطرح أسئلة منطقية حول دور الجهات الرسمية في رقابة المال العام والخاص، وإيجاد منظومة رقابية وقائية.. كما يستوجب الأمر ضرورة قيام ديوان الرقابة المالية والإدارية بوضع برنامج توعوي للعاملين في الجمعيات والمنظمات، بدلا من الانتظار إلى حين إصدار التقرير السنوي، وتدوين الملاحظات، وتسجيل التجاوزات، وقراءة «البلاوي».
«قيثارة السماء».. والأفكار الجديدة:
في عام 1934 مع بدء بث الإذاعة المصرية، رفض الشيخ محمد رفعت، شيخ المقرئين، الملقب بـ«قيثارة السماء»، تسجيل القرآن الكريم للإذاعة، لاعتقاده أن ذلك لا يجوز، إلى أن حصل على فتوى من الأزهر الشريف بجواز التلاوة في الإذاعة.. وبعدها طلبت منه هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» تسجيل القرآن الكريم بصوته، فرفض مرة أخرى، ظنا منه أن ذلك «حرام» لأنهم غير مسلمين، فاستفتى الإمام المراغي شيخ الأزهر، فشرح له الأمر، وأخبره بأنه «غير حرام»، فسجل لهم سورة (مريم).
تلك الواقعة ذكرتني بما يمكن أن يدور في بلادنا عند كل مرة، حينما تطرح فكرة جديدة، أو الدعوة إلى تنفيذ مشروع مبتكر، أو تطوير مبدع لوضع قائم، أو الاستفادة من تجربة دولة ما ثبت نجاح تجربتها.
ففي بلادنا ستتعدد الآراء، وتختلف المواقف، وتتباين وجهات النظر، وسيقحم البعض الشأن الديني في الموضوع، على الرغم من أن الدين الإسلامي يسمح بكل ما من شأنه التخفيف على العباد، طالما تم التمسك بالدين وثوابته، وقيمه ومبادئه.
بالأمس طُرحت في دولة خليجية فكرة السماح للمرأة الموظفة التي ترعى أطفالا من الحالات الخاصة بالعمل عن بعد طوال الأسبوع.. وأجزم أن هذه الفكرة لو قيلت عندنا هنا لتصدى لها البعض وحذر من تطبيقها، بحجة الإضرار بمصالح القطاعين العام والخاص، ولخرج البعض وقال إن الموضوع مخالف للمساواة بين المرأة والمرأة الأخرى، ولا يحقق العدالة الوظيفية بين الجميع، بل إن البعض سيأتي بفتاوى دينية، وربما يصدر بيانات سياسية ضد الفكرة، ويعمل عليها إسقاطات لا حول لها ولا قوة..!!
رحم الله «قيثارة السماء» الشيخ محمد رفعت، فلا تزال تلاوته العطرة تصدح في الإذاعة والإعلام.. ولو أصر على رفض التسجيل الإذاعي لحرم الإسلام من استثمار منصة عصرية وحيوية.. ولحرم الناس من سماع صوته الندي، والدعاء له، والترحم عليه.
ملاحظة واجبة:
دخول المواسم وتغير الأجواء، وإطلاق التسميات «المحلية» على الفترات الزمنية، فرصة سانحة لإدارة الأرصاد الجوية، من أجل زيادة الوعي، ونشر الثقافة الوطنية، وتعزيز الموروث الشعبي، وخاصة لدى الجيل الحالي، وتفسير بعض الكلمات والأوصاف التي تطلق على تلك الأيام.. وأراهن أن الكثير من الجيل الحالي لا يعرف معنى كلمة «مقرقع البيبان» الذي دخلنا فيه اليوم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك