العدد : ١٦٨٥٨ - الأحد ١٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٨ - الأحد ١٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

نحو تحقيق الوحدة الاقتصادية الخليجية في عام 2025

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الجمعة ٠٢ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

برغم‭ ‬تعدد‭ ‬مسارات‭ ‬العمل‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المسار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬قد‭ ‬اكتسب‭ ‬قوة‭ ‬دفع‭ ‬كبيرة‭ ‬منذ‭ ‬قيام‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬25‭ ‬مايو1981،‭ ‬ليتم‭ ‬إنجاز‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬نوفمبر‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬نفسه،‭ ‬مستهدفة‭ ‬تحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬ولتبدأ‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬بين‭ ‬دوله‭ ‬في1983،‭ ‬والتي‭ ‬أحدثت‭ ‬نقلة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬البينية‭. ‬ولما‭ ‬كان‭ ‬نمو‭ ‬هذه‭ ‬التجارة‭ ‬يتطلب‭ ‬استثمارات‭ ‬داعمة‭ ‬لها،‭ ‬والبناء‭ ‬عليها‭ ‬لتحرير‭ ‬انتقال‭ ‬رؤوس‭ ‬الأموال،‭ ‬وانتقال‭ ‬العمالة،‭ ‬وتنسيق‭ ‬السياسات‭ ‬الجمركية‭ ‬إزاء‭ ‬العالم‭ ‬الخارجي؛‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الجمركي‭ ‬في2003،‭ ‬والتوجه‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬الخليجية‭ ‬المشتركة‭ ‬في2008،‭ ‬وإقرار‭ ‬التحول‭ ‬إلى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬والعملة‭ ‬الموحدة‭ ‬في2010‭. ‬

وفي‭ ‬القمة‭ ‬الـ‭(‬40‭) ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬10‭ ‬ديسمبر‭ ‬2019،‭ ‬تم‭ ‬التشديد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬تشريع‭ ‬للتكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الإقليمي‭ ‬بحلول‭ ‬2025،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬وحدة‭ ‬مالية‭ ‬ونقدية،‭ ‬فيما‭ ‬شددت‭ ‬القمة‭ ‬الـ‭(‬41‭)‬،‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬إنجاز‭ ‬المشاريع‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬والدراسات‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الوحدة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بين‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة‭. ‬وقد‭ ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬بعد‭ ‬اطلاع‭ ‬قادة‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬تقرير‭ ‬متابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬هيئة‭ ‬الشؤون‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتنموية،‭ ‬وتوجيههم‭ ‬بسرعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬بشأنه‭ ‬في‭ ‬خارطة‭ ‬الطريق،‭ ‬حيث‭ ‬أقر‭ ‬التقرير‭ ‬اتفاقية‭ ‬نظام‭ ‬ربط‭ ‬أنظمة‭ ‬المدفوعات،‭ ‬واعتبارها‭ ‬المظلة‭ ‬القانونية‭ ‬لمنظومة‭ ‬المدفوعات‭ ‬والتسوية‭ ‬بين‭ ‬الأعضاء،‭ ‬وأثنى‭ ‬على‭ ‬قيام‭ ‬شركة‭ ‬المدفوعات‭ ‬الخليجية،‭ ‬بعملها،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬تشغيل‭ ‬نظام‭ ‬المدفوعات‭ ‬الخليجي،‭ ‬آفاق،‭ ‬بين‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي،‭ ‬والبنك‭ ‬المركزي‭ ‬السعودي،‭ ‬وانضمام‭ ‬بقية‭ ‬البنوك‭ ‬المركزية‭ ‬الخليجية‭ ‬إلى‭ ‬النظام‭ ‬تباعًا،‭ ‬وفقًا‭ ‬للبرنامج‭ ‬الزمني،‭ ‬ومراحل‭ ‬العمل‭ ‬المتفق‭ ‬عليها،‭ ‬وشدد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬المشاريع‭ ‬ذات‭ ‬البعد‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬التكاملي،‭ ‬في‭ ‬المجالين‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنموي،‭ ‬ورصد‭ ‬عدد‭ ‬بارز‭ ‬منها‭ ‬لضرورة‭ ‬إنهائها،‭ ‬كمتعلقات‭ ‬الاتحاد‭ ‬الجمركي‭ ‬والسوق‭ ‬الخليجية‭ ‬المشتركة،‭ ‬ومشروع‭ ‬السكة‭ ‬الحديدية‭ ‬الخليجية‭.‬

وفي‭ ‬القمة‭ ‬الخليجية‭ ‬الـ‭(‬42‭) ‬في‭ ‬14‭ ‬ديسمبر2021،‭ ‬تم‭ ‬استكمال‭ ‬مقومات‭ ‬الوحدة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬ووجه‭ ‬قادة‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬الـ‭(‬43‭) ‬في‭ ‬9‭ ‬ديسمبر2022،‭ ‬بأهمية‭ ‬الإسراع‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الوحدة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬واستكمال‭ ‬متطلبات‭ ‬الاتحاد‭ ‬الجمركي،‭ ‬والسوق‭ ‬الخليجية‭ ‬المشتركة،‭ ‬ومشروع‭ ‬السكة‭ ‬الحديدية‭ ‬الخليجية،‭ ‬فيما‭ ‬وجهوا‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬الدوحة‭ ‬الـ‭(‬44‭) ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2023،‭ ‬الأجهزة‭ ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء،‭ ‬والأمانة‭ ‬العامة،‭ ‬واللجان‭ ‬الوزارية‭ ‬والفنية،‭ ‬لمتابعة‭ ‬الجهود‭ ‬لاستكمال‭ ‬متطلبات‭ ‬الاتحاد‭ ‬الجمركي،‭ ‬والانتهاء‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬السوق‭ ‬الخليجية‭ ‬المشتركة،‭ ‬والإسراع‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الوحدة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭.‬

وبحلول‭ ‬ديسمبر‭ ‬2030،‭ ‬يكون‭ ‬أهم‭ ‬مشروعات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬لهذه‭ ‬الوحدة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الخليجية،‭ ‬وهو‭ ‬مشروع‭ ‬السكة‭ ‬الحديدية‭ ‬الخليجية،‭ ‬الرابطة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء،‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬إنجازه،‭ ‬والذي‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬الانتقال،‭ ‬وتقليل‭ ‬أوقات‭ ‬النقل‭ ‬وتكاليفه‭ ‬بين‭ ‬المدن‭ ‬والموانئ‭ ‬الرئيسية‭ ‬الخليجية،‭ ‬وتحسين‭ ‬التدفقات‭ ‬التجارية،‭ ‬وجذب‭ ‬الاستثمار،‭ ‬ويعول‭ ‬عليه‭ ‬استراتيجيًا‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬هذه‭ ‬الوحدة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬فيما‭ ‬تصل‭ ‬سرعة‭ ‬قطارات‭ ‬نقل‭ ‬الركاب‭ ‬إلى220‭ ‬كم‭ ‬في‭ ‬الساعة،‭ ‬ونقل‭ ‬البضائع‭ ‬120‭ ‬كم‭ ‬في‭ ‬الساعة،‭ ‬وتبلغ‭ ‬تكلفته‭ ‬الإجمالية‭ ‬15‭.‬4‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬ويبلغ‭ ‬طوله‭ ‬2117كم‭ ‬من‭ ‬الكويت‭ ‬شمالاً،‭ ‬إلى‭ ‬مسقط‭ ‬جنوبًا،‭ ‬مارًا‭ ‬بكل‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭. ‬

وقبل‭ ‬قمة‭ ‬الدوحة،‭ ‬كان‭ ‬وزراء‭ ‬النقل‭ ‬والمواصلات‭ ‬قد‭ ‬اعتمدوا‭ ‬ميزانية‭ ‬الهيئة‭ ‬الخليجية‭ ‬للسكك‭ ‬الحديدية‭ ‬لعام‭ ‬2024،‭ ‬وأقروا‭ ‬اللوائح‭ ‬الناظمة‭ ‬إداريًا‭ ‬وماليًا،‭ ‬وكانت‭ ‬لجنة‭ ‬التعاون‭ ‬المالي‭ ‬والاقتصادي،‭ ‬بدول‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬اجتماعها‭ (‬120‭) ‬بمسقط،‭ ‬قد‭ ‬اتخذت‭ ‬عدة‭ ‬قرارات‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬الوحدة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬2025،‭ ‬حيث‭ ‬اعتمدت‭ ‬الجدول‭ ‬الزمني‭ ‬لاستكمال‭ ‬الاتحاد‭ ‬الجمركي‭ ‬قبل‭ ‬نهاية‭ ‬2024،‭ ‬ووضع‭ ‬الخطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬لذلك،‭ ‬والموافقة‭ ‬على‭ ‬الخطوات‭ ‬المتبقية‭ ‬لاستكمال‭ ‬مسارات‭ ‬السوق‭ ‬الخليجية‭ ‬المشتركة،‭ ‬وقبل‭ ‬ذلك‭ ‬عقدت‭ ‬لجنة‭ ‬السوق‭ ‬الخليجية‭ ‬المشتركة‭ ‬اجتماعها‭ (‬37‭) ‬بالرياض،‭ ‬حيث‭ ‬بحثت‭ ‬استراتيجية‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي،‭ ‬والترويج‭ ‬الإعلامي‭ ‬لإبراز‭ ‬مكتسبات‭ ‬هذه‭ ‬السوق‭.‬

وبإنجاز‭ ‬الوحدة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬2025،‭ ‬يكتسب‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬قوة‭ ‬اقتصادية‭ ‬بإجمالي‭ ‬ناتج‭ ‬محلي‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬2‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬سنويًا،‭ ‬ويمكن‭ ‬مع‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬الخضراء‭ ‬والمستدامة‭ ‬الذي‭ ‬شرعت‭ ‬فيه‭ ‬دول‭ ‬المجلس،‭ ‬تعزيز‭ ‬هذه‭ ‬القوة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬عالميًا،‭ ‬وتعزيز‭ ‬قابليتها‭ ‬للاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬المباشر،‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬جني‭ ‬ثمار‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات،‭ ‬حيث‭ ‬استقبلت‭ ‬المنظومة‭ ‬الخليجية‭ ‬استثمارات‭ ‬أجنبية‭ ‬مباشرة‭ ‬بقيمة‭ ‬37‭.‬1‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬2022‭. ‬ووفقًا‭ ‬للبنك‭ ‬الدولي،‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬ناتجها‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬إلى‭ ‬6‭ ‬تريليونات‭ ‬دولار‭ ‬بحلول‭ ‬2050،‭ ‬ويرتفع‭ ‬إلى‭ ‬13‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭ ‬مع‭ ‬تبني‭ ‬استراتيجية‭ ‬التحول‭ ‬الأخضر‭.‬

وتشكل‭ ‬القوة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الخليجية‭ ‬ضمانًا‭ ‬لأمن‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمي،‭ ‬باستحواذها‭ ‬على‭ ‬32.7%‭ ‬من‭ ‬احتياطي‭ ‬النفط‭ ‬العالمي‭ ‬المؤكد‭ ‬البالغة‭ ‬1‭.‬55‭ ‬تريليون‭ ‬برميل،‭ ‬لدى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬منها‭ ‬510‭ ‬مليارات‭ ‬برميل،‭ ‬وتحتل‭ ‬هذه‭ ‬القوة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬عالميًا،‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ (‬18‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬بنسبة‭ ‬19%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الطلب‭ ‬العالمي‭)‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬الأولى‭ ‬عالميًا‭ ‬في‭ ‬احتياطي‭ ‬النفط،‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي‭ (‬43.3‭ ‬تريليون‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬تعد‭ ‬قطر،‭ ‬أكبر‭ ‬منتج‭ ‬ومصدر‭ ‬للغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال‭ ‬عالميًا‭ (‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬110‭ ‬ملايين‭ ‬طن‭ ‬سنويًا،‭ ‬وتستهدف‭ ‬وصولها‭ ‬إلى‭ ‬127‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬بحلول‭ ‬2027‭)‬،‭ ‬كما‭ ‬تنتج‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬205‭ ‬مليارات‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬سنويًا،‭ ‬تشكل‭ ‬5‭.‬34%‭ ‬من‭ ‬الإنتاج‭ ‬العالمي،‭ ‬فيما‭ ‬تعد‭ ‬السعودية،‭ ‬صاحبة‭ ‬ثاني‭ ‬أكبر‭ ‬احتياطي‭ ‬نفط‭ ‬مؤكد‭ ‬عالميًا‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬لدى‭ ‬هذه‭ ‬القوة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬صناديق‭ ‬الثروة‭ ‬السيادية‭ ‬الأكبر‭ ‬عالميًا،‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬جهاز‭ ‬أبوظبي‭ ‬للاستثمار،‭ ‬الذي‭ ‬بلغت‭ ‬أصوله‭ ‬993‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬ويعد‭ ‬رابع‭ ‬أكبر‭ ‬صندوق‭ ‬سيادي‭ ‬عالمي‭ ‬يسبقه‭ ‬الصندوق‭ ‬التقاعدي‭ ‬الحكومي‭ ‬النرويجي‭ ‬1‭.‬42‭ ‬تريليون‭ ‬دولار،‭ ‬يليه‭ ‬مؤسسة‭ ‬الاستثمار‭ ‬الصينية،‭ ‬1‭.‬35‭ ‬تريليون‭ ‬دولار،‭ ‬ثم‭ ‬إدارة‭ ‬الدولة‭ ‬للنقد‭ ‬الأجنبي‭ ‬الصينية‭ ‬1‭.‬03‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭. ‬وخليجيًا،‭ ‬جاء‭ ‬صندوق‭ ‬هيئة‭ ‬الاستثمار‭ ‬الكويتية،‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثانية‭ ‬بأصول‭ ‬تقدر‭ ‬بـ800‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬ثم‭ ‬صندوق‭ ‬الاستثمارات‭ ‬العامة‭ ‬السعودي،‭ ‬بأصول‭ ‬700‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬يليه‭ ‬جهاز‭ ‬قطر‭ ‬للاستثمار،‭ ‬ثم‭ ‬مؤسسة‭ ‬دبي‭ ‬للاستثمارات‭ ‬الحكومية،‭ ‬وبعدها‭ ‬صندوق‭ ‬مبادلة‭ ‬للاستثمار‭ ‬الإماراتي،‭ ‬فيما‭ ‬يمثل‭ ‬الإجمالي‭ ‬الخليجي‭ ‬نحو‭ ‬33%‭ ‬من‭ ‬الإجمالي‭ ‬العالمي‭.‬

ومع‭ ‬توجه‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬نحو‭ ‬وحدتها‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬أخذت‭ ‬أقطاب‭ ‬العالم‭ ‬الاقتصادية‭ ‬تتسابق‭ ‬إلى‭ ‬الشراكة‭ ‬معها‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر،‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬المكاسب‭ ‬التي‭ ‬تحققها‭ ‬الوحدة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الخليجية‭. ‬ومنذ‭ ‬عام2020،‭ ‬حلت‭ ‬الصين،‭ ‬مكان‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬كأكبر‭ ‬شريك‭ ‬تجاري‭ ‬للمنظومة‭ ‬الخليجية‭ ‬بحجم‭ ‬تجارة‭ ‬بلغ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬161‭.‬4‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬سنويًا،‭ ‬وأخذت‭ ‬تدلف‭ ‬إلى‭ ‬الفرص‭ ‬الاستثمارية‭ ‬الخليجية‭ ‬الواسعة،‭ ‬مثل‭ ‬استاد‭ ‬لوسيل‭ ‬في‭ ‬قطر،‭ ‬وسكك‭ ‬القطارات‭ ‬السريعة‭ ‬في‭ ‬السعودية،‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬الإمارات،‭ ‬مركزًا‭ ‬لإنتاج‭ ‬اللقاح‭ ‬الصيني‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭. ‬وفي‭ ‬يناير‭ ‬2022،‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬مشترك،‭ ‬أكد‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬والصين،‭ ‬ضرورة‭ ‬إقامة‭ ‬شراكة‭ ‬استراتيجية،‭ ‬والتوسع‭ ‬في‭ ‬خطط‭ ‬العمل‭ ‬المشتركة‭ ‬للحوار‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬20222025،‭ ‬وضرورة‭ ‬إتمام‭ ‬المفاوضات‭ ‬حول‭ ‬اتفاقية‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬الصينية‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬أسرع‭ ‬وقت‭ ‬ممكن‭.‬

وبشكل‭ ‬مستمر،‭ ‬تركز‭ ‬الهند،‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬المنظومة‭ ‬الخليجية،‭ ‬بما‭ ‬يتجاوز‭ ‬التعاون‭ ‬التقليدي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة،‭ ‬وإقامة‭ ‬اتفاقية‭ ‬للتجارة‭ ‬الحرة،‭ ‬مع‭ ‬إعلان‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬2019،‭ ‬نيتها‭ ‬استثمار‭ ‬100‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬الهند‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬تأسس‭ ‬مجلس‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬الهند‭ ‬والسعودية،‭ ‬فيما‭ ‬تقوم‭ ‬الرياض،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬نيودلهي،‭ ‬بتنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬مصفاة‭ ‬الساحل‭ ‬الغربي‭ ‬في‭ ‬الهند،‭ ‬بطاقة‭ ‬إنتاجية‭ ‬تبلغ‭ ‬60‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬سنويًا،‭ ‬لتكون‭ ‬أكبر‭ ‬مصفاة‭ ‬متكاملة،‭ ‬ومنتج‭ ‬للبتروكيماويات‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

وقبل‭ ‬أن‭ ‬ينقضي‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬كان‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬بين‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬وكوريا‭ ‬الجنوبية‭. ‬وفي‭ ‬مساعي‭ ‬زيادة‭ ‬التقارب‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬المنظومة‭ ‬الخليجية‭ -‬إدراكًا‭ ‬للمكاسب‭ ‬التي‭ ‬تولدها‭ ‬وحدتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في2025‭- ‬يمضي‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬وكذلك‭ ‬بريطانيا،‭ ‬في‭ ‬مباحثات‭ ‬لتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وتحرير‭ ‬التجارة‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬تعود‭ ‬المكاسب‭ ‬العديدة‭ ‬التي‭ ‬توفرها‭ ‬الوحدة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الخليجية‭ ‬عام‭ ‬2025‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬الخليجي‭ ‬بالأساس،‭ ‬حيث‭ ‬يتحرر‭ ‬تمامًا‭ ‬انتقال‭ ‬العمالة،‭ ‬ورؤوس‭ ‬الأموال،‭ ‬ومدخلات‭ ‬الإنتاج‭ ‬والسلع،‭ ‬والخدمات؛‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬اتجاهات‭ ‬توطين‭ ‬العمالة،‭ ‬وتقارب‭ ‬المستويات‭ ‬المعيشية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والمائي،‭ ‬وأمن‭ ‬الطاقة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬المواطنة‭ ‬الخليجية،‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬من‭ ‬هدفه‭ ‬الأسمى،‭ ‬وهو‭ ‬الوحدة‭ ‬الخليجية‭.‬

وإذا‭ ‬كانت‭ ‬رحلة‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الوحدة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬مقدرًا‭ ‬لها‭ ‬2010،‭ ‬قد‭ ‬امتدت‭ ‬إلى‭ ‬2025،‭ ‬فإن‭ ‬توافر‭ ‬الإرادة‭ ‬السياسية‭ ‬لقادة‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الثقة،‭ ‬والعمل‭ ‬وفق‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬واضحة‭ ‬ببرامج‭ ‬زمنية‭ ‬محددة،‭ ‬لدى‭ ‬الأجهزة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء،‭ ‬وأجهزة‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة،‭ ‬واللجان‭ ‬الوزارية‭ ‬والفنية‭ ‬والهيئات‭ ‬المشتركة؛‭ ‬ينبئ‭ ‬بأن‭ ‬التنفيذ‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التفاصيل،‭ ‬سيكون‭ ‬بقدر‭ ‬الآمال‭ ‬المعلقة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬المهم‭ ‬في‭ ‬2025‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا