خاركيف (أوكرانيا) - (أ ف ب): عند ممارسة السباحة الفنية تكون الابتسامة أمراً مألوفا. بالنسبة إلى التوأمين الأوكرانيتين مارينا وفلاديسلافا أليكسييفا الحالمتين بميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس، لا يغيّر شيئاً خوضهما التمارين تحت القصف.
تحمل الشقيقتان البالغتان 22 عاماً والمتوجتان ببرونزية أولمبياد طوكيو، آمال أوكرانيا بإحراز ميدالية ذهبية في باريس.
في نحو سنتين من الحرب، تجاوزت صاحبتا الابتسامة المشرقة محنة تلو الأخرى، لخوض التمارين، والهرب من مدينتهما والنجاة من القصف، متمسكتين بالتصميم على تحقيق الهدف المنشود.
في مسقط رأسهما خاركيف، تدرّبتا في حوض سباحة دون نوافذ دُمّر خلال هجوم صاروخي في 2022، ودون مولّد لتسخين مياه المسبح خلال انقطاع الكهرباء. في الأشهر الماضية، اضطرتا أحياناً «للنزول إلى الطابق السفلي بسراويل سباحة مبلّلة»، عندما كان دوي الانفجارات قريباً من حوض السباحة، بحسب ما تروي مارينا.
لا تبعد المدينة الواقعة في شمال شرق البلاد سوى ثلاثين كيلومتراً عن الحدود الروسية.
وتتابع الرياضية الشابة صاحبة البشرة الشاحبة والعينين الرماديتين مع شعر بني طويل، «قُصف كلّ شيء: مسبحنا، حيث بدأنا نتدرّب، مدرستنا، وسط المدينة».
وتعد خاركيف هي مركز الثقل الوطني للسباحة الفنية.
في بطولة العالم للألعاب المائية في فوكوكا اليابانية في يوليو، كانتا أكثر شحوباً. التقت بهما فرانس برس بعد مرورهما في الثنائي الحرّ حيث احتلتا المركز السادس. بدت خيبة الأمل واضحة على الشابتين بملابس السباحة المطرّزة، كعكة الشعر والماكياج الثقيل.
في يوم الأحد هذا، الخاص بالراحة، ترتديان الجينز مع ماكياج خفيف، في بساطة تناقض التطريز والحركات المسرحية في أيام المنافسات.
في العادة، تتواجدان في التمارين ستة أيام في الأسبوع. تشرح فلادا «نقرأ الأخبار وعندما نلاحظ ان الأمور على ما يرام نتابع التمارين. في حالة الخطر، ننزل إلى الملجأ المضاد للقنابل». تبدأ أيام التمارين الساعة السادسة والنصف صباحاً.
بعمر الثامنة تمتعتا بقامة جسدية كبيرة، ليونة وتناغماً طبيعياً، كما تتذكر أول مدربة لهما مارينا كريكونوفا «كنت متأكدة من انهما ستصبحان نجمتين». وتكثر حالات التوائم من رياضتين أو ثلاث في رياضة السباحة الفنية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك