غزة – الوكالات: أدى القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة خلال الليل إلى استشهاد 210 أشخاص على الأقل، فيما استشهد 9 آخرون في قصف مدفعي على ملجأ للأمم المتحدة في خان يونس. في غضون ذلك تشهد القاهرة محادثات بهدف التوصل إلى هدنة.
وأكدت وزارة الصحة بغزة «أن ما لا يقل عن 210 شهداء وصلوا في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة إلى المستشفيات غالبيتهم من الاطفال والنساء وكبار السن جراء مجازر الاحتلال البشعة والمروعة والقصف الهمجي على خان يونس ومناطق متفرقة في قطاع غزة».
واتهمت الوزارة جيش الاحتلال بتهجير «عشرات الآلاف» قسراً من خان يونس إلى مدينة رفح المتاخمة للحدود المصرية. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن ثلاثة نازحين استشهدوا وأصيب ثلاثة آخرون عندما استهدفت القوات الإسرائيلية مقره في رفح.
وقال مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة أمس إن قصفا مدفعيا على ملجأ للأمم المتحدة أدى إلى مقتل تسعة أشخاص على الأقل في مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة.
وقال توماس وايت عبر حسابه على منصة إكس: «أصابت قذيفتا دبابات مبنى يؤوي 800 شخص وتشير التقارير إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة 75 آخرين».
وبحسب وايت فإن فرقا من الأونروا ومنظمة الصحة العالمية تحاول الوصول إلى المأوى المغلق منذ يومين.
وأمس قال وايت إن مركز تدريب تابع للأونروا يؤوي عشرات آلاف النازحين تعرض للقصف ما أدى إلى «اشتعال النيران وسقوط عدد كبير من الضحايا».
وقال جيمس ماكجولدريك المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية للصحفيين عبر الفيديو: «كان هناك ما يقدر بنحو 10 آلاف شخص يحتمون في تلك المنشأة».
من جانبه، قال المكتب الإعلامي لحكومة حماس إن «عشرات الدبابات الإسرائيلية تحاصر مستشفى ناصر من كافة الجهات باستثناء ممر لخروج النازحين من البوابة الشمالية قرب السوق المؤدي إلى مخيم خان يونس».
وأظهرت لقطات بثتها قناة الجزيرة القطرية النيران مشتعلة وتصاعد أعمدة كثيفة من الدخان من المبنى.
وقال المفوض العام للمنظمة الأممية فيليب لازاريني يوم الثلاثاء إن المأوى نفسه تعرض للقصف خلال العدوان الإسرائيلي. وأشار لازاريني إلى أن ستة نازحين استشهدوا على الأقل.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن يوم الثلاثاء فرضه «طوقا» على مدينة خان يونس التي أصبحت مركزا للقتال في قطاع غزة.
وأسفر العدوان المتواصل منذ السابع من أكتوبر عن سقوط 25700 شهيد معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
وأصيب 63740 شخصاً في غزة بجروح منذ بداية الحرب في حين يعاني القطاع المحاصر من نقص حاد في الغذاء والماء والوقود والأدوية.
وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة (اوتشا) بأن القوات الإسرائيلية أصدرت يوم الثلاثاء أوامر لإخلاء جزء من خان يونس يسكنه نحو نصف مليون شخص من مقيمين ونازحين.
وحذّر برنامج الأغذية العالمي يوم الثلاثاء من أن الظروف في غزة تزداد سوءا. وقالت الناطقة باسم البرنامج في الشرق الأوسط عبير عطيفة إن «أكثر من نصف مليون شخص في غزة يواجهون مستويات كارثية من انعدام الامن الغذائي ويتزايد خطر المجاعة كل يوم حيث يحد الصراع من توفير المساعدات الغذائية الحيوية للمحتاجين».
وفي مدينة غزة المدمرة قال نازحون هجرهم العدوان إنهم موجودون في منطقة نزاع جديدة من دون طعام ولا ماء. وقالت أم داهود الكفرنة، وهي من النازحين، عن الجيش الإسرائيلي: «حاصرونا ستة أيام وتركونا من دون أي شيء نأكله أو نشربه بينما يقصفوننا من الجو والبحر وبالدبابات».
دبلوماسيا، أعلن البيت الأبيض أن مستشار الرئيس جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكجورك «موجود في القاهرة» وسيُجري زيارات أخرى في المنطقة بهدف التوصل إلى اتفاق جديد لإطلاق سراح الرهائن مقابل وقف القتال.
وأوضح الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي أن «إحدى المسائل التي يناقشها (ماكجورك) هي إمكان التوصّل إلى اتفاق جديد لإطلاق سراح الرهائن، ما يتطلّب هدنة إنسانية مدّة معيّنة».
وتابع: «المحادثات جادة للغاية بشأن محاولة التوصل إلى اتفاق آخر لتحرير رهائن».
ووصل إلى القاهرة أيضا يوم الثلاثاء وفد من حركة حماس التي تحكم قطاع غزة «للبحث مع قادة أجهزة الاستخبارات المصرية في مقترح جديد لوقف إطلاق النار»، وفق مصدر فلسطيني قريب من المحادثات.
وقال مصدر مقرب من حماس لوكالة فرانس برس إن المحادثات في العاصمة المصرية تواصلت أمس.
إلى جانب ذلك، استنكر الأمين العام للأمم المتحدة يوم الثلاثاء رفض إسرائيل حل الدولتين واعتبره «غير مقبول» ومن شأنه إطالة أمد النزاع في غزة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك