العدد : ١٦٨٤٦ - الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٦ - الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ شوّال ١٤٤٥هـ

العقاري

تمهيد للطريق المشرق للمستقبل العقاري في البحرين
الإنشـاء الاستبـاقي للبنـى التحتيـة يسـهــم فـي خفـض التكاليف وتطوير صناعة العقار بالمملكة

بقلم رجل الأعمال م. إسماعيل الصراف

الأربعاء ٢٤ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬المشهد‭ ‬الديناميكي‭ ‬لاقتصاد‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬يقف‭ ‬القطاع‭ ‬العقاري‭ ‬كمساهم‭ ‬محوري،‭ ‬مليء‭ ‬بالإمكانيات‭. ‬هناك‭ ‬فكرة‭ ‬تحويلية‭ ‬آخذة‭ ‬في‭ ‬الظهور،‭ ‬فكرة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تعيد‭ ‬تعريف‭ ‬أسس‭ ‬التطوير‭ ‬العقاري‭ ‬في‭ ‬المملكة‭. ‬ويتمحور‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬حول‭ ‬الإنشاء‭ ‬الاستباقي‭ ‬للبنى‭ ‬التحتية‭ ‬الأساسية‭ - ‬مثل‭ ‬الكهرباء‭ ‬والمياه‭ - ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬التطوير‭ ‬الجديدة‭ ‬قبل‭ ‬وصول‭ ‬المطورين‭ ‬والمستثمرين‭. ‬وبدعم‭ ‬من‭ ‬السلطات‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوزارات‭ ‬المختلفة‭ ‬ومؤسسة‭ ‬التنظيم‭ ‬العقاري،‭ ‬يمكن‭ ‬لهذه‭ ‬المبادرة‭ ‬تبسيط‭ ‬عمليات‭ ‬التطوير‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬وخفض‭ ‬التكاليف،‭ ‬مما‭ ‬يمثل‭ ‬علامة‭ ‬فارقة‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬صناعة‭ ‬العقارات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

ويكمن‭ ‬جوهر‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬الاستشرافي‭ ‬في‭ ‬طبيعته‭ ‬الاستباقية‭ ‬والاستراتيجية‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬ضمان‭ ‬أن‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الأساسية‭ ‬جاهزة‭ ‬ومنتظرة،‭ ‬فإن‭ ‬البحرين‭ ‬لا‭ ‬تقوم‭ ‬بتسهيل‭ ‬البناء‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬تضع‭ ‬أيضًا‭ ‬نموذجًا‭ ‬جديدًا‭ ‬في‭ ‬التطوير‭ ‬العقاري‭. ‬ويعد‭ ‬هذا‭ ‬النموذج‭ ‬ببيئة‭ ‬سلسة‭ ‬وفعالة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التكلفة‭ ‬وفعالة‭ ‬للمشاريع‭ ‬الجديدة،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬البلاد‭ ‬وجهة‭ ‬أكثر‭ ‬جاذبية‭ ‬للاستثمار‭ ‬العقاري‭.‬

ويتطلب‭ ‬تنفيذ‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬تعاونًا‭ ‬متناغمًا‭ ‬بين‭ ‬القطاعات‭ ‬الحكومية‭. ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الوزارات‭ ‬والهيئات‭ ‬المختلفة‭ ‬أن‭ ‬يعملوا‭ ‬في‭ ‬انسجام‭ ‬تام‭ ‬لتوقع‭ ‬ومعالجة‭ ‬احتياجات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للمناطق‭ ‬القادمة‭. ‬ولا‭ ‬يقتصر‭ ‬هذا‭ ‬الجهد‭ ‬على‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الأساسية؛‭ ‬كما‭ ‬يشمل‭ ‬أيضًا‭ ‬دمج‭ ‬التقنيات‭ ‬المتطورة‭. ‬إن‭ ‬تبني‭ ‬التطورات‭ ‬مثل‭ ‬أنظمة‭ ‬الشبكة‭ ‬الذكية‭ ‬والتقنيات‭ ‬المبتكرة‭ ‬لإدارة‭ ‬المياه‭ ‬لن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تبسيط‭ ‬التنمية‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬سيؤدي‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬ترسيخ‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كدولة‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬الحضري‭ ‬المستدام‭ ‬والفعال‭.‬

إن‭ ‬خلق‭ ‬مناخ‭ ‬استثماري‭ ‬جاذب‭ ‬أمر‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬لنجاح‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭. ‬ويمكن‭ ‬للبحرين‭ ‬تعزيز‭ ‬جاذبيتها‭ ‬للمطورين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬حوافز‭ ‬مثل‭ ‬الإعفاءات‭ ‬الضريبية،‭ ‬وعمليات‭ ‬التصاريح‭ ‬المبسطة،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬التسهيلات‭ ‬التنظيمية‭ ‬للمشاريع‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬المعدة‭. ‬ومن‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التدابير‭ ‬إلى‭ ‬خفض‭ ‬حواجز‭ ‬الدخول‭ ‬أمام‭ ‬المستثمرين‭ ‬وتحفيز‭ ‬زيادة‭ ‬أنشطة‭ ‬التنمية‭.‬

فوائد‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬الاستباقي‭ ‬متعددة،‭ ‬وأبرزها‭ ‬أنه‭ ‬يعزز‭ ‬جاذبية‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كمركز‭ ‬للاستثمار‭ ‬العقاري،‭ ‬مما‭ ‬يجذب‭ ‬الاهتمام‭ ‬الدولي‭ ‬والمحلي‭. ‬ويمكن‭ ‬لهذه‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬النشاط‭ ‬الاستثماري‭ ‬أن‭ ‬تحفز‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬وتعزيز‭ ‬الصناعات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬إنشاء‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬مسبقًا‭ ‬يضمن‭ ‬نموًا‭ ‬حضريًا‭ ‬أكثر‭ ‬تنظيمًا،‭ ‬مما‭ ‬يخفف‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬تصاحب‭ ‬التوسع‭ ‬السريع،‭ ‬مثل‭ ‬الأنظمة‭ ‬المثقلة‭ ‬بالأعباء‭ ‬والزحف‭ ‬العمراني‭ ‬غير‭ ‬المخطط‭ ‬له‭.‬

إن‭ ‬دمج‭ ‬التقنيات‭ ‬الصديقة‭ ‬للبيئة‭ ‬وحلول‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬المبتكرة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬التطوير‭ ‬يوضح‭ ‬التزام‭ ‬البحرين‭ ‬بالنمو‭ ‬المستدام‭. ‬ولا‭ ‬يتماشى‭ ‬هذا‭ ‬الالتزام‭ ‬مع‭ ‬الاتجاهات‭ ‬البيئية‭ ‬العالمية‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬يرفع‭ ‬أيضًا‭ ‬مكانة‭ ‬البحرين‭ ‬كدولة‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الحضرية‭ ‬المسؤولة‭. ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬يستفيد‭ ‬السكان‭ ‬من‭ ‬تحسين‭ ‬الظروف‭ ‬المعيشية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬الجديدة‭.‬

وفي‭ ‬الختام،‭ ‬يمثل‭ ‬نهج‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الاستشرافي‭ ‬لتطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العقاري‭ ‬قفزة‭ ‬كبيرة‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬كفاءة‭ ‬واستدامة‭ ‬وحيوية‭ ‬اقتصاديًا‭. ‬وتَعِد‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تنفيذها،‭ ‬بتغيير‭ ‬المشهد‭ ‬العقاري‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬مخطط‭ ‬مبتكر‭ ‬وفعال‭ ‬ومفيد‭ ‬لجميع‭ ‬أصحاب‭ ‬المصلحة‭ ‬المعنيين‭. ‬وبينما‭ ‬تمضي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬قدمًا‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬الطموحة،‭ ‬فإنها‭ ‬تمهد‭ ‬الطريق‭ ‬لقطاع‭ ‬عقاري‭ ‬ليس‭ ‬قويًا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬أيضًا‭ ‬حاملًا‭ ‬لواء‭ ‬التنمية‭ ‬الحضرية‭ ‬الحديثة‭.‬

بقلم‭: ‬رجل‭ ‬الأعمال‭ ‬م‭. ‬إسماعيل‭ ‬الصراف

عضو‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬جمعية‭ ‬الإداريين‭ ‬البحرينية

عضو‭ ‬معهد‭ ‬المهندسين‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬البريطانية‭ (‬MIET‭)‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا