الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
إعلان البلدية.. جاء يكحلها فعماها..!!
أول السطر:
جامعة الخليج العربي، بكافة تخصصاتها وأقسامها، وأدوارها ومسؤولياتها، وطموحاتها وأحلامها، وأساتذتها وطلابها.. نتمنى أن نرى تفعيلا أكبر لدورها ونشاطها المجتمعي، في مملكة البحرين خصوصا، ودول الخليج العربي عموما.
إعلان البلدية.. جاء يكحلها فعماها..!!:
المثل الشعبي الدارج «جاء يكحلها.. عماها».. يستخدم مع من يقوم بعمل بقصد الخير، ولكن بسبب تسرعه وتهوره، وعدم قياس الأمر جيدا، يجني المتاعب، ويجلب الضرر له وللآخرين.. كمثل الرجل الذي أراد أن يضع الكحل في عين حبيبته لتزداد جمالا، ولكنه بسبب تهوره أفقدها بريق عينها.
إعلان المجلس البلدي بالمنطقة الجنوبية منع غسل السيارات في مواقف سوق مدينة عيسى، وفرض غرامة تصل إلى 300 دينار بحريني، وقيام بلدية الجنوبية بوضع لافتة رسمية تفيد بذلك، إثر شكاوى عديدة من الناس نظرا لحالة الفوضى والإزعاج لساعات الليل المتأخرة، والإزدحامات وحجز المواقف، فضلا عن عدم المحافظة على النظافة العامة.. ثم قيام بلدية الجنوبية بإعلان أنه لا منع من غسل السيارات في مواقف سوق مدينة عيسى، مع المحافظة على النظافة العامة والنظام.. لم يعالج المشكلة الأساسية، وآثارها وتداعياتها، ولكنه كشف فقط نوعا من «التخبط» في الإعلام البلدي..!!
المشكلة أن الوضع أصبح أشبه باستغلال مساحة عامة لأغراض تجارية من العمالة الآسيوية، وفي ذلك غياب للعدالة مع المحلات والمؤسسات والكراجات ذات السجل التجاري الرسمي، والتي تدفع الرسوم والإيجارات والرواتب للعاملين فيها، في حين أن العمالة الآسيوية تستغل أرضا عامة للدولة، وتمارس العمل التجاري غير المرخص.
ليس الأمر متعلقا فقط بمواقف سوق مدينة عيسى، فهناك العديد من المواقف العامة والساحات المفتوحة في كافة المحافظات، وتمارس فيها تلك الظاهرة، ما يعني أن سماح بلدية الجنوبية بالأمر عندها، يعطي الغطاء الشرعي للعمالة السائبة في كافة أنحاء البلاد..!!
قد يرى البعض أن فئة من الشباب البحريني تقوم بغسل وتلميع سياراتها ومركباتها، ولا داعي لحرمان هذه الفئة من ممارسة هوايتها واهتماماتها، في حين أن البعض من هذه الفئة جعلت من المواقف العامة مكانا للتجمعات واللقاءات، وممارسة الهوايات دون المحافظة على النظافة العامة، مع ازعاج قاطني المنطقة.. فأين ذهب قانون النظافة العامة..؟؟
منذ أيام اشتكى بعض الناس من المقيمين في الفرجان القديمة بأن العمالة الآسيوية لا تزال تبصق في الأرض والممرات بسبب مادة «البان» الممنوعة أصلا.. ونخشى أن نتحدث عن هذه الشكوى فتقوم البلدية وتقول بأنه لا مانع من استخدام «البان» بشرط عدم البصق في الممرات والأرصفة..!!
أسلوب معالجة البلدية للشكوى بأنه لا مانع من غسل السيارات وتلميعها، بشرط المحافظة على النظافة العامة في مواقف السيارات.. ينطبق عليه المثل الشعبي «جاء يكحلها فعماها».. وما أكثر الكحل الذي يستخدم في بعض الجهات، ويتسبب في العمى والضرر على الناس..!!
آخر السطر:
هناك ممارسات وتعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي، تركها أولى من التركيز عليها وإثارتها. وإعادة نشرها.. كما أن تحرك البعض لرفع الدعاوى والقضايا بمنظار «فئوي»، والقفز على سلطة وصلاحيات جهات ومؤسسات الدولة.. يثير النعرات والخلافات المجتمعية، ويتسبب في الاصطفاف والانشقاق.. دعوها فإنها «منتنة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك