العدد : ١٦٩٨٤ - الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٤ - الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

منصات التواصل الاجتماعي..
عنـدمـا يـتحول الفضاء الرقــمـي إلــى فـوضى

تحقيق: محمد الساعي

الأحد ٢١ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

محتوى تصنعه شخصيات سطحية.. غياب الرقابة والقوانين المتطورة.. وانحدار المضمون

أصحاب حسابات لا يتوانون عن تقديم التنازلات الأخلاقية والثقافية والدينية لدخول بورصة المشاهير

17.6 مليار مستخدم لأبرز وسائل التواصل الاجتماعي.. و100 مليون مستخدم جديد في بعض المنصات كل 60 يوما!

عالميا.. لم تسلم المنصات الاجتماعية من الألاعيب السياسية والأجندات المخططة وسموم الذباب الإلكتروني

المعلومات المضللة والمغلوطة وخطابات الكراهية.. أبرز إفرازات المنصات غير المسؤولة


منذ‭ ‬بدء‭ ‬الخليقة،‭ ‬جبل‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬واستثمار‭ ‬كافة‭ ‬الوسائل‭ ‬المتاحة‭ ‬لهذا‭ ‬التواصل‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬الانترنت‭ ‬حجز‭ ‬الزاوية‭ ‬لظهور‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بمفهومها‭ ‬الحديث‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬ماي‭ ‬سبيس‭ ‬‮«‬Myspace‮»‬‭ ‬كنموذج‭ ‬اول‭ ‬لوسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬فإن‭ ‬المتخصصين‭ ‬يرجعون‭ ‬البدايات‭ ‬الأولى‭ ‬لهذه‭ ‬الوسائل‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬الاختراعات‭ ‬السابقة‭ ‬مثل‭ ‬ظهور‭ ‬المطبعة،‭ ‬حيث‭ ‬اعتبرت‭ ‬الطباعة‭ ‬هي‭ ‬الشكل‭ ‬الرئيسي‭ ‬للرسائل‭ ‬الجماعية‭ ‬لسنوات‭. ‬وكذلك‭ ‬الامر‭ ‬عندما‭ ‬ظهر‭ ‬ثم‭ ‬التلغراف‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬صموئيل‭ ‬مورس‭ ‬عام‭ ‬1837،‭ ‬حيث‭ ‬سمح‭ ‬بالاتصال‭ ‬الفوري‭ ‬عبر‭ ‬البحار‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الإنساني‭. ‬

ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المؤرخين‭ ‬يجزمون‭ ‬ان‭ ‬الانسان‭ ‬لم‭ ‬يفتقر‭ ‬الى‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الخليقة،‭ ‬ولعل‭ ‬النماذج‭ ‬الأولى‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬المنحوتات‭ ‬والرسوم‭ ‬على‭ ‬الجدران‭ ‬والمعابد‭ ‬والقبور‭. ‬فكان‭ ‬النحاتون‭ ‬هم‭ ‬صناع‭ ‬المحتوى‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬هذه،‭ ‬وهم‭ ‬المؤرخون‭ ‬للأحداث‭ ‬والاخبار‭. ‬ثم‭ ‬تطور‭ ‬الامر‭ ‬الى‭ ‬الكتابة‭ ‬والطباعة،‭ ‬وصولا‭ ‬الى‭ ‬شبكة‭ ‬الانترنت‭ ‬وما‭ ‬صاحبها‭ ‬من‭ ‬ثورة‭ ‬جامحة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬

هنا‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبار‭ ‬لوحة‭ ‬إعلانات‭ ‬BBS‭ ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬عام‭ ‬1979‭ ‬من‭ ‬النماذج‭ ‬الأولى‭ ‬للمنصات‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا،‭ ‬ثم‭ ‬جاءت‭ ‬شبكة‭ ‬Usenet‭ ‬التي‭ ‬مثلت‭ ‬توسعا‭ ‬في‭ ‬نوعية‭ ‬المواضيع‭ ‬المطروح‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬الخضوع‭ ‬لإدارة‭ ‬محددة‭. ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬يأتي‭ ‬متصفح‭ ‬‮«‬موزايك‮»‬‭ (‬Mosaic‭) ‬عام‭ ‬1993‭ ‬كمنصة‭ ‬جديدة‭ ‬سمحت‭ ‬لمن‭ ‬لديهم‭ ‬اهتمامات‭ ‬مشتركة‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬النقاشات‭ ‬وتبادل‭ ‬المعلومات‭. ‬لتتوالى‭ ‬بعدها‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬Linkedin‭ ‬عام‭ ‬2002،‭ ‬وMyspace‭ ‬عام‭ ‬2003،‭ ‬ثم‭ ‬Facebook‭ ‬عام‭ ‬2004،‭ ‬وReddit‭ ‬عام‭ ‬2005،‭ ‬وYoutube‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬العام،‭ ‬وTwitter‭ (‬اكس‭ ‬حاليا‭) ‬عام‭ ‬2006،‭ ‬وPinterest‭ ‬وInstagram‭ ‬عام‭ ‬2010،‭ ‬وSnapchat‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬وTelegram‭ ‬عام‭ ‬2013‭ ‬الميلادي،‭ ‬وTikTok‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬الميلادي‭.‬

فوضى‭ ‬المنصات

الكثير‭ ‬من‭ ‬الوسائل‭ ‬والمنصات‭ ‬الرقمية‭ ‬سيطرت‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬الصفة‭ ‬الإخبارية،‭ ‬ثم‭ ‬تحولت‭ ‬تدريجيا‭ ‬الى‭ ‬منصات‭ ‬لطرح‭ ‬الآراء‭ ‬والاستفتاءات‭ ‬وتبادل‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬والتحليلات‭. ‬ولكن‭ ‬بدأت‭ ‬المشكلة‭ ‬تظهر‭ ‬مع‭ ‬انتشار‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل‭ ‬واستخدامها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مختلف‭ ‬شرائح‭ ‬المجتمع‭ ‬وبأعداد‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬لها‭ ‬مثيل‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬نجحت‭ ‬وسائل‭ ‬الاعلام‭ ‬والتواصل‭ ‬التقليدية‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الحد‭ ‬المقبول‭ ‬من‭ ‬الاخلاقيات‭ ‬المهنية‭ ‬ومواثيق‭ ‬الشرف‭ ‬واحترام‭ ‬عقلية‭ ‬الجمهور‭ ‬والمتلقين،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬المنصات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بهذا‭ ‬القدر‭ ‬من‭ ‬الالتزام‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬المعايير‭ ‬المهنية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬خلق‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬في‭ ‬الاستخدام،‭ ‬وفي‭ ‬صناع‭ ‬المحتوى‭ ‬والجمهور‭ ‬أيضا‭. ‬

ويرى‭ ‬المختصون‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عوامل‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬من‭ ‬الفوضى،‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬ما‭ ‬يُلزم‭ ‬صناع‭ ‬المحتوى‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنصات‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬المبادئ‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والمهنية‭ ‬التي‭ ‬تلزم‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المضمون‭ ‬المقدم،‭ ‬وعلى‭ ‬الالتزام‭ ‬بالمصداقية‭ ‬والدقة‭ ‬والموضوعية‭. ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬رقابة‭ ‬وقوانين‭ ‬متطورة‭ ‬تواكب‭ ‬هذه‭ ‬المنصات‭ ‬بالشكل‭ ‬الكافي،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬ضاعف‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬العبث‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬والانحدار‭ ‬في‭ ‬المحتوى‭ ‬والمضمون‭.‬

كما‭ ‬لعب‭ ‬تصدر‭ ‬شخصيات‭ ‬سطحية‭ ‬وساذجة‭ ‬لهذه‭ ‬المنصات‭ ‬والمواقع‭ ‬دورا‭ ‬في‭ ‬انحدار‭ ‬المستوى‭ ‬وموضوعية‭ ‬ما‭ ‬يطرح،‭ ‬وبالتالي‭ ‬أصبحت‭ ‬الحسابات‭ ‬تقيم‭ ‬بعدد‭ ‬المتابعين‭ ‬والمتفاعلين‭ ‬بدل‭ ‬قيمة‭ ‬المحتوى‭ ‬المقدم‭. ‬وأصبحت‭ ‬صناعة‭ ‬المحتوى‭ ‬متاحة‭ ‬للجميع‭ ‬دون‭ ‬احترام‭ ‬للمستوى‭ ‬الراقي‭ ‬والاخلاقيات‭ ‬المهنية‭ ‬وللملكية‭ ‬الفكرية‭. ‬بل‭ ‬وتحولت‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الى‭ ‬اشبه‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬ببورصات‭ ‬تتنافس‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬المتابعين‭ ‬وليس‭ ‬بجودة‭ ‬المحتوى‭. ‬ولا‭ ‬يتوانى‭ ‬أصحاب‭ ‬الحسابات‭ ‬عن‭ ‬تقديم‭ ‬كافة‭ ‬التنازلات‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والثقافية‭ ‬والدينية،‭ ‬سعيا‭ ‬منهم‭ ‬لدخول‭ ‬بورصة‭ ‬المشاهير‭. ‬

يضاف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬الألاعيب‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬اقتحمت‭ ‬المنصات‭ ‬والتي‭ ‬تنفذ‭ ‬اجندات‭ ‬مخططة‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التضليل‭ ‬والتشهير‭ ‬والتزييف‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬انحراف‭ ‬الذوق‭ ‬العام‭ ‬وتشجيع‭ ‬السطحية‭ ‬والبعد‭ ‬عن‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭. ‬واعتمدت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المحاولات‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بالذباب‭ ‬الإلكتروني‭ ‬للتأثير‭ ‬على‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭. ‬وأمام‭ ‬ذلك،‭ ‬أصبحت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المنصات‭ ‬ساحة‭ ‬للمحتوى‭ ‬المشوه‭ ‬والمضلل،‭ ‬الذي‭ ‬ينشر‭ ‬عمدا‭ ‬أو‭ ‬جهلا‭. ‬

ولم‭ ‬تكن‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬المشكلة‭ ‬الأساسية‭ ‬فحسب،‭ ‬فالكارثة‭ ‬الحقيقية‭ ‬ظهرت‭ ‬عندما‭ ‬تحولت‭ ‬هذه‭ ‬المنصات‭ ‬الى‭ ‬حالة‭ ‬ادمان‭ ‬لدى‭ ‬النشء‭ ‬الصغار‭ ‬والمراهقين‭ ‬قبل‭ ‬غيرهم‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬اننا‭ ‬نترقب‭ ‬جيلا‭ ‬تغذى‭ ‬على‭ ‬واقع‭ ‬ممسوخ‭ ‬وأخلاقيات‭ ‬مشوهة‭ ‬وقيم‭ ‬يقودها‭ ‬سطحيون‭ ‬وعبثيون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنصات‭.‬

وبالطبع‭ ‬لهذا‭ ‬انعكاساته‭ ‬السلبية‭ ‬الصارخة‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نستعرضه‭ ‬في‭ ‬الأسطر‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬جانبين،‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬التأثيرات‭ ‬النفسية‭ ‬والصحية‭ ‬لمنصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬والثاني‭ ‬هو‭ ‬التأثيرات‭ ‬الإعلامية‭ ‬والسياسية‭ ‬بسبب‭ ‬المعلومات‭ ‬المغلوطة‭ ‬والمشوهة‭ ‬التي‭ ‬تعج‭ ‬بها‭ ‬هذه‭ ‬المنصات‭.‬

آثار‭ ‬نفسية‭ ‬وصحية

تؤكد‭ ‬الأبحاث‭ ‬والدراسات‭ ‬أن‭ ‬إدمان‭ ‬استخدام‭ ‬مواقع‭ ‬ومنصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬كفيل‭ ‬بزيادة‭ ‬الشعور‭ ‬بالاكتئاب‭ ‬والقلق‭ ‬والعزلة‭ ‬الاجتماعية‭. ‬

وأظهرت‭ ‬دراسة‭ ‬حديثة‭ ‬لجمعية‭ ‬الاجتماعيين‭ ‬العمانية‭ ‬حول‭ (‬أثر‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬عـلى‭ ‬تنشئة‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬المجتمـع‭) ‬ان‭ ‬الاثار‭ ‬السلبية‭ ‬لاستخدام‭ ‬الطلاب‭ ‬لوسائل‭ ‬التواصل‭ ‬تفوق‭ ‬اثارها‭ ‬الإيجابية،‭ ‬حيث‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬انعزال‭ ‬الطالب‭ ‬وانطوائه،‭ ‬مع‭ ‬ضعف‭ ‬الرقابة‭ ‬من‭ ‬الوالدين‭ ‬وغياب‭ ‬الضبط‭ ‬والرقابة‭ ‬الذاتية‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تدني‭ ‬المستوى‭ ‬التعليمي‭ ‬وقلة‭ ‬مهارات‭ ‬الكتابة‭ ‬والتعبير‭ ‬والحصيلة‭ ‬اللغوية‭.‬

ولخص‭ ‬تقرير‭ ‬نشره‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬فيوتشر‮»‬،‭ ‬بعض‭ ‬النتائج‭ ‬العلمية‭ ‬حول‭ ‬الإدمان‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬المنصات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ومواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بالمساوئ‭ ‬التالية‭: ‬

‭- ‬التوتر‭: ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬باحثون‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬بيو‮»‬‭ ‬للدراسات‭ ‬في‭ ‬واشنطن،‭ ‬انه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬استخدام‭ ‬هذه‭ ‬المنصات‭ ‬يكون‭ ‬بهدف‭ ‬التنفيس‭ ‬والترويح‭ ‬عن‭ ‬النفس،‭ ‬الا‭ ‬انها‭ ‬تساهم‭ ‬خاصة‭ ‬لدى‭ ‬النساء‭ ‬بتنامي‭ ‬الشعور‭ ‬بالتوتر‭ ‬والضغوط‭. ‬وتعتبر‭ ‬منصة‭ (‬اكس‭) ‬مساهما‭ ‬قويا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشعور‭.‬

‭- ‬تراجع‭ ‬الحالة‭ ‬المزاجية‭: ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬دراسة‭ ‬نمساوية‭ ‬عام‭ ‬2014،‭ ‬حيث‭ ‬يحدث‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التراجع‭ ‬في‭ ‬الحالة‭ ‬المزاجية‭ ‬عقب‭ ‬استخدام‭ ‬موقع‭ ‬فيسبوك‭ ‬مدة‭ ‬20‭ ‬دقيقة،‭ ‬مقارنة‭ ‬بأشخاص‭ ‬تصفحوا‭ ‬فقط‭ ‬بعض‭ ‬مواقع‭ ‬الإنترنت‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية‭.‬

وأكدت‭ ‬دراسة‭ ‬لجامعة‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2009‭ ‬و2012‭ ‬أن‭ ‬المنشور‭ ‬السلبي‭ ‬الذي‭ ‬ينتشر‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يؤدي‭ ‬الى‭ ‬مزاج‭ ‬سيء‭ ‬لدى‭ ‬الناس‭.‬

‭- ‬القلق‭ ‬والاضطراب‭: ‬وجدت‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬ارتباطا‭ ‬بين‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل،‭ ‬والاكتئاب‭ ‬والقلق،‭ ‬ومشاكل‭ ‬النوم‭ ‬والأكل،‭ ‬وزيادة‭ ‬مخاطر‭ ‬الانتحار‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أجزمت‭ ‬به‭ ‬دراسة‭ ‬نشرتها‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الكمبيوتر‭ ‬والسلوك‭ ‬البشري‮»‬‭ ‬والتي‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يستخدمون‭ ‬عدة‭ ‬منصات‭ ‬للتواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬يكونون‭ ‬أكثر‭ ‬عرضة‭ ‬لمستويات‭ ‬مرتفعة‭ ‬من‭ ‬القلق‭ ‬بنسبة‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬ثلاثة‭ ‬أضعاف،‭ ‬مقارنة‭ ‬بالأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يستخدمون‭ ‬منصة‭ ‬أو‭ ‬اثنتين‭ ‬من‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬أو‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يستخدمونها‭ ‬مطلقا‭.‬

‭- ‬الشعور‭ ‬بالاكتئاب‭: ‬تثبت‭ ‬الدراسات‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬صلة‭ ‬بين‭ ‬الاكتئاب‭ ‬وبين‭ ‬استخدام‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وقد‭ ‬توصلت‭ ‬دراسة‭ ‬شملت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬700‭ ‬طالب‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أعراض‭ ‬الاكتئاب،‭ ‬مثل‭ ‬الحالة‭ ‬المزاجية‭ ‬السيئة،‭ ‬والشعور‭ ‬بعدم‭ ‬قيمة‭ ‬الذات،‭ ‬واليأس،‭ ‬كانت‭ ‬مرتبطة‭ ‬بطبيعة‭ ‬ونوع‭ ‬التفاعل‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭. ‬

وتوصلت‭ ‬دراسة‭ ‬مشابهة‭ ‬أجريت‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مخاطر‭ ‬بنحو‭ ‬ثلاثة‭ ‬أضعاف‭ ‬للتعرض‭ ‬للاكتئاب‭ ‬والقلق‭ ‬بين‭ ‬الأشخاص‭ ‬الأكثر‭ ‬استخداما‭ ‬لمواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭.‬

وأثبتت‭ ‬دراسة‭ ‬نُشرت‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬أن‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬لا‭ ‬تسبب‭ ‬التعاسة‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬تؤدي‭ ‬أيضاً‭ ‬إلى‭ ‬تطور‭ ‬مشكلات‭ ‬الصحة‭ ‬العقلية‭ ‬مثل‭ ‬القلق‭ ‬أو‭ ‬الاكتئاب،‭ ‬عند‭ ‬استخدامها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬اللازم‭ ‬أو‭ ‬دون‭ ‬توخي‭ ‬الحذر‭. ‬

‭- ‬النوم‭: ‬توصل‭ ‬الباحثون‭ ‬بجامعة‭ ‬بيتسبرغ‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬صلات‭ ‬بين‭ ‬استخدام‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬واضطرابات‭ ‬النوم،‭ ‬وأن‭ ‬أسوأ‭ ‬وقت‭ ‬تقضيه‭ ‬في‭ ‬تصفح‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬هو‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يسبق‭ ‬النوم‭ ‬مباشرة‭. ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬استخدام‭ ‬الأجهزة‭ ‬المحمولة‭ ‬قبل‭ ‬النوم‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬الجسد‭ ‬لهرمون‭ ‬الميلاتونين،‭ ‬والذي‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬على‭ ‬النوم‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الضوء‭ ‬الأزرق‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬شاشات‭ ‬هذه‭ ‬الأجهزة‭ ‬يمثل‭ ‬خطرا‭ ‬على‭ ‬الصحة‭.‬

‭- ‬الإدمان‭: ‬مشكلة‭ ‬الجيل‭ ‬بأكمله،‭ ‬وهو‭ ‬اضطراب‭ ‬مصنف‭ ‬طبيا‭. ‬وقد‭ ‬توصل‭ ‬باحثون‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬نوتنغهام‭ ‬ترينت‭ ‬بالمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬إدمان‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬يعد‭ ‬مشكلة‭ ‬صحية‭ ‬عقلية‭ ‬‮«‬قد‮»‬‭ ‬تتطلب‭ ‬علاجا‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الاستخدام‭ ‬المفرط‭ ‬له‭ ‬صلة‭ ‬بمشكلات‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬الناس،‭ ‬وتراجع‭ ‬التحصيل‭ ‬الدراسي،‭ ‬وقلة‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬مجموعات‭ ‬وأنشطة‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الإنترنت‭.‬

‭- ‬تراجع‭ ‬الثقة‭ ‬بالنفس‭: ‬أمام‭ ‬المقاطع‭ ‬والصور‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬مظهرا‭ ‬مثاليا‭ ‬زائفا‭ ‬للعارضين‭ ‬والمشاهير‭ ‬والفاشنيستات،‭ ‬بات‭ ‬هناك‭ ‬انعكاس‭ ‬سلبي‭ ‬على‭ ‬الجماهير‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬الثقة‭ ‬بالذات‭ ‬خاصة‭ ‬بين‭ ‬النساء،‭ ‬وبالتالي‭ ‬باتت‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مصدرا‭ ‬رئيسيا‭ ‬للقلق،‭ ‬إذ‭ ‬تساهم‭ ‬وفقا‭ ‬لاستطلاع‭ ‬أجرته‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬سكوب‮»‬‭ ‬للأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬لخدمة‭ ‬المعاقين‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬مستخدميها‭ ‬غير‭ ‬راضين‭ ‬عن‭ ‬أشكالهم،‭ ‬ويشعرون‭ ‬بأنهم‭ ‬لا‭ ‬يتمتعون‭ ‬بأي‭ ‬جاذبية‭. ‬كما‭ ‬اكدت‭ ‬دراسة‭ ‬بجامعة‭ ‬‮«‬بن‭ ‬ستيت‮»‬‭ ‬الأمريكية‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬أن‭ ‬رؤية‭ ‬صور‭ ‬السيلفي‭ ‬لأشخاص‭ ‬آخرين‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬الاعتداد‭ ‬بالنفس‭ ‬لأنهم‭ ‬يقارنون‭ ‬أنفسهم‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬الصور‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬مدى‭ ‬سعادة‭ ‬أصحابها‭.‬

‭- ‬العزلة‭ ‬والوحدة‭: ‬توصلت‭ ‬دراسة‭ ‬نشرتها‭ ‬المجلة‭ ‬الأمريكية‭ ‬للطب‭ ‬الوقائي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يقضون‭ ‬وقتا‭ ‬أكثر‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬يصبحون‭ ‬أكثر‭ ‬عرضة‭ ‬مرتين‭ ‬للشكوى‭ ‬من‭ ‬العزلة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتضمن‭ ‬نقصا‭ ‬في‭ ‬الشعور‭ ‬بالانتماء‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وتراجعا‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬وفي‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬علاقات‭ ‬اجتماعية‭ ‬أخرى‭.‬

ولفتت‭ ‬دراسة‭ ‬نُشرت‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬بإنجلترا‭ ‬وشارك‭ ‬فيها‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬طفل‭ ‬بإنجلترا،‭ ‬أن‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬قد‭ ‬تضر‭ ‬بالصحة‭ ‬العقلية‭ ‬للفتيات،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬زيادة‭ ‬تعرضهن‭ ‬للتنمر،‭ ‬وتقليل‭ ‬نومهن‭ ‬وممارستهن‭ ‬للرياضة‭.‬

موجز‭ ‬سياسات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة

كانت‭ ‬تلك‭ ‬لمحة‭ ‬سريحة‭ ‬للآثار‭ ‬السلبية‭ ‬لإدمان‭ ‬استخدام‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وهنا‭ ‬يتبقى‭ ‬الشق‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬الموضوع‭ ‬وهو‭ ‬الاثار‭ ‬الخطيرة‭ ‬لما‭ ‬تبثه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المنصات‭ ‬الرقمية‭ ‬من‭ ‬معلومات‭ ‬مغلوطة‭ ‬او‭ ‬مضللة‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬خطابات‭ ‬الكراهية‭ ‬والتمييز،‭ ‬وانعكاس‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والسياسية‭. ‬حيث‭ ‬باتت‭ ‬المعلومات‭ ‬الصحيحة‭ ‬تواجه‭ ‬تحديات‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬تصحيح‭ ‬المعلومات‭ ‬المغلوطة‭ ‬أصعب‭ ‬من‭ ‬ايصالها‭ ‬للمتلقين‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التشريعات‭ ‬لم‭ ‬تسر‭ ‬بنفس‭ ‬الوتيرة‭ ‬والرتم‭ ‬الذي‭ ‬سارت‭ ‬عليه‭ ‬تطورات‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬إشكاليات‭ ‬تتعلق‭ ‬بالقدرة‭ ‬على‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬السلبي‭ ‬لهذه‭ ‬المنصات‭. ‬أضف‭ ‬الى‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬التدقيق‭ ‬الالي‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وحجب‭ ‬المواقع‭ ‬أثبت‭ ‬انه‭ ‬يعيق‭ ‬إيصال‭ ‬المعلومات‭ ‬الصحيحة‭ ‬بشكل‭ ‬ربما‭ ‬يفوق‭ ‬اعاقته‭ ‬لوصول‭ ‬المعلومات‭ ‬المغلوطة‭. ‬

ونظرا‭ ‬إلى‭ ‬خطورة‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬وضعت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2023‭ ‬موجزا‭ ‬سياسيا‭ ‬حول‭ ‬الأخطار‭ ‬التي‭ ‬تتهدد‭ ‬سلامة‭ ‬المعلومات‭ ‬على‭ ‬المنصات‭ ‬الرقمية‭ ‬وأثرها‭ ‬على‭ ‬التقدم‭ ‬المحرز‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬العالمية‭ ‬والوطنية‭ ‬والمحلية‭. ‬ويمثل‭ ‬الموجز‭ ‬إطارا‭ ‬لاستجابة‭ ‬عالمية‭ ‬منسقة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مدونة‭ ‬قواعد‭ ‬السلوك‭ ‬لاحتواء‭ ‬التهديد‭ ‬الجامح‭ ‬الذي‭ ‬تمثله‭ ‬المنصات‭ ‬الرقمية‭ ‬مع‭ ‬حماية‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬بنفس‭ ‬الوقت‭. ‬كما‭ ‬يرمي‭ ‬الى‭ ‬مساعدة‭ ‬وتوجيه‭ ‬المجتمعات‭ ‬والدول‭ ‬والمنصات‭ ‬على‭ ‬جعل‭ ‬الفضاء‭ ‬الرقمي‭ ‬أكثر‭ ‬امانا‭ ‬للمستخدمين‭. ‬

ويؤكد‭ ‬الموجز‭ ‬انه‭ ‬في‭ ‬الممارسة‭ ‬العملية‭ ‬قد‭ ‬يصعب‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬المعلومات‭ ‬المغلوطة‭ ‬والمعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬وخطابات‭ ‬الكراهية‭.‬

ويشير‭ ‬الموجز‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬المقصود‭ ‬بسلامة‭ ‬المعلومات‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬دقيقة‭ ‬ومتسقة‭ ‬وموثوقة‭. ‬وتتعرض‭ ‬تلك‭ ‬السلامة‭ ‬للخطر‭ ‬بسبب‭ ‬المعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬والمغلوطة‭ ‬وخطاب‭ ‬الكراهية‭. ‬

وتفرق‭ ‬تعاريف‭ ‬كيانات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بين‭ ‬المعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬والمعلومات‭ ‬المغلوطة‭ ‬التي‭ ‬تبثها‭ ‬هذه‭ ‬المنصات‭ ‬استنادا‭ ‬الى‭ ‬عنصر‭ ‬النية‭. ‬بمعنى‭ ‬ان‭ ‬المعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬ليست‭ ‬معلومات‭ ‬غير‭ ‬دقيقة‭ ‬وحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬أيضا‭ ‬معلومات‭ ‬تشاع‭ ‬بنية‭ ‬الخداع‭ ‬وإيقاع‭ ‬الأذى‭ ‬بالغير‭. ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬والسلام‭ ‬والامن‭ ‬وحقوق‭ ‬الانسان‭ ‬والصحة‭ ‬العامة‭ ‬وغيرها‭.‬

أما‭ ‬المعلومات‭ ‬المغلوطة‭ ‬فهي‭ ‬المعلومات‭ ‬غير‭ ‬الدقيقة‭ ‬التي‭ ‬تشاع‭ ‬عن‭ ‬غير‭ ‬قصد‭ ‬ويتبادلها‭ ‬الناس‭ ‬بنية‭ ‬حسنة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يدركوا‭ ‬أنهم‭ ‬ينقلون‭ ‬الأكاذيب‭. ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬المضللة‭.‬

وهناك‭ ‬نوع‭ ‬ثالث‭ ‬هو‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬الذي‭ ‬تعرفه‭ ‬استراتيجية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬التواصل‭ ‬يهاجم‭ ‬شخصا‭ ‬أو‭ ‬جماعة‭ ‬أو‭ ‬يستعمل‭ ‬بحقهم‭ ‬لغة‭ ‬قدحية‭ ‬أو‭ ‬تمييزية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬هويتهم‮»‬‭. ‬وكان‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬إرهاصا‭ ‬لجرائم‭ ‬فظيعة‭ ‬منها‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭. ‬

وفي‭ ‬العصر‭ ‬الرقمي‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه‭ ‬أصبح‭ ‬بالسهولة‭ ‬بمكان‭ ‬نشر‭ ‬هذه‭ ‬المعلومات‭ ‬والخطابات‭ ‬عبر‭ ‬المنصات‭ ‬الرقمية‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬تصوره‭ ‬من‭ ‬قبل‭. ‬

لذلك‭ ‬اتخذ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬مبادرات‭ ‬لوضع‭ ‬ضوابط‭ ‬تنظيمية‭ ‬للمنصات‭ ‬الرقمية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬70‭ ‬قانونا‭ ‬تم‭ ‬اعتمادها‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأربع‭ ‬الأخيرة‭.‬

أرقام‭.. ‬ومؤشرات

انتشار‭ ‬استخدام‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بات‭ ‬يسير‭ ‬بسرعة‭ ‬غير‭ ‬معهودة‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬البشري‭. ‬ووفقا‭ ‬للإحصائيات‭ ‬التي‭ ‬أوردها‭ ‬الموجز،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬17‭.‬6‭ ‬مليار‭ ‬متابع‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬ويحظى‭ ‬فيسبوك‭ ‬بالنسبة‭ ‬الأعلى‭ ‬بواقع‭ ‬3‭ ‬مليارات‭ ‬متابع،‭ ‬ثم‭ ‬يوتيوب‭ ‬2‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬متابع،‭ ‬وواتساب‭ ‬ملياري‭ ‬مستخدم،‭ ‬وانستغرام‭ ‬ملياري‭ ‬مستخدم،‭ ‬ومنصة‭ ‬وي‭ ‬تشات‭ ‬1‭.‬3‭ ‬مليار‭ ‬مستخدم،‭ ‬وتيك‭ ‬توك‭ ‬1‭.‬1‭ ‬مليار‭ ‬مستخدم،‭ ‬وفيسبوك‭ ‬مسنجر‭ ‬900‭ ‬مليون‭ ‬مستخدم،‭ ‬وتيليغرام‭ ‬700‭ ‬مليون‭ ‬مستخدم،‭ ‬ودوين‭ ‬700‭ ‬مليون‭ ‬مستخدم،‭ ‬ثم‭ ‬سناب‭ ‬شات‭ ‬وكوايشو‭ ‬وكيوكيو‭ ‬وسينو‭ ‬ويبو‭ ‬وتويتر‭ ‬بواقع‭ ‬600‭ ‬مليون‭ ‬مستخدم‭ ‬لكل‭ ‬منصة‭. ‬وبينتر‭ ‬ست‭ ‬400‭ ‬مليون‭ ‬مستخدم‭.‬

والأغرب‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬إضافة‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬مستخدم‭ ‬نشط‭ ‬شهريا‭ ‬لبعض‭ ‬هذه‭ ‬المنصات‭ ‬بات‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬قياسية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭. ‬ففي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تحتاج‭ ‬فيه‭ ‬منصة‭ ‬انستغرام‭ ‬إلى‭ ‬30‭ ‬شهرا‭ ‬لتضيف‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬متابع‭ ‬نشط،‭ ‬يحتاج‭ ‬تطبيق‭ ‬تيك‭ ‬توك‭ ‬الى‭ ‬9‭ ‬أشهر‭ ‬فقط‭ ‬لإضافة‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭. ‬ولا‭ ‬يتطلب‭ ‬الامر‭ ‬لـ‭ (‬جي‭ ‬بي‭ ‬ي‭) ‬سوى‭ ‬شهرين‭. ‬

‭ ‬وكل‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬تعكس‭ ‬حجم‭ ‬التأثير‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تلعبه‭ ‬هذه‭ ‬المنصات‭ ‬سلبا‭ ‬وايجابا‭ ‬في‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬العالمي‭ ‬وفي‭ ‬الثقافة‭ ‬والسلوكيات‭.‬

وللأسف،‭ ‬ساهمت‭ ‬هذه‭ ‬المنصات‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الترويج‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬الاخبار‭ ‬المضللة‭ ‬او‭ ‬المغلوطة‭ ‬او‭ ‬خطابات‭ ‬الكراهية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينتج‭ ‬عنه‭ ‬أضرار‭ ‬جمة‭. ‬

ووفقا‭ ‬للموجز،‭ ‬تثير‭ ‬إشاعة‭ ‬هذه‭ ‬المعلومات‭ ‬قلقا‭ ‬حقيقيا‭ ‬لدى‭ ‬الجمهور‭ ‬العالمي‭. ‬حيث‭ ‬وجدت‭ ‬دراسة‭ ‬شملت‭ ‬مشاركين‭ ‬من‭ ‬142‭ ‬دولة‭ ‬أن‭ ‬58‭.‬5%‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يرتادون‭ ‬الأنترنت‭ ‬والمنصات‭ ‬الرقمية‭ ‬قلقون‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬التعرض‭ ‬لهذه‭ ‬المعلومات‭. ‬كما‭ ‬انه‭ ‬يمكن‭ ‬معاينة‭ ‬اثار‭ ‬المعلومات‭ ‬المغلوطة‭ ‬والمضللة‭ ‬وخطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الصحة‭ ‬وإجراءات‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬والديمقراطية‭ ‬والانتخابات‭ ‬والمساواة‭ ‬والامن‭ ‬والاستجابة‭ ‬الإنسانية‭ ‬والثقة‭ ‬والأمان‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬بل‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬نتائج‭ ‬هذه‭ ‬المعلومات‭ ‬خطيرة‭ ‬الى‭ ‬درجة‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬مميتة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الازمات‭ ‬والطوارئ‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬بدا‭ ‬جليا‭ ‬خلال‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬حيث‭ ‬ظهر‭ ‬طوفان‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬المغلوطة‭ ‬والمضللة،‭ ‬واستغلت‭ ‬جهات‭ ‬هذا‭ ‬الارتباك‭ ‬لتحقيق‭ ‬مآربهم‭ ‬الخاصة‭ ‬والتأثير‭ ‬على‭ ‬قناعات‭ ‬الناس‭.‬

كما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لهذه‭ ‬المنصات‭ ‬تأثير‭ ‬سلبي‭ ‬على‭ ‬اهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬نتيجة‭ ‬التهديدات‭ ‬التي‭ ‬تتعرض‭ ‬لها‭ ‬سلامة‭ ‬المعلومات‭. ‬

وكما‭ ‬تؤكد‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬المعلومات‭ ‬المغلوطة‭ ‬والمعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬تقوض‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الفقر‭ ‬وتؤثر‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭. ‬

ويخلص‭ ‬موجز‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬سلامة‭ ‬المعلومات‭ ‬على‭ ‬المنصات‭ ‬الرقمية‭ ‬يمثل‭ ‬أولوية‭ ‬ملحة‭ ‬للمجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬جهودا‭ ‬متكاتفة‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف،‭ ‬وهي‭ ‬جهود‭ ‬تستند‭ ‬الى‭ ‬مبادئ‭ ‬أساسية‭ ‬ابرزها‭: ‬الالتزام‭ ‬بسلامة‭ ‬المعلومات،‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان،‭ ‬دعم‭ ‬وسائل‭ ‬الاعلام‭ ‬المستقلة،‭ ‬زيادة‭ ‬الشفافية،‭ ‬تمكين‭ ‬المستخدمين،‭ ‬تعزيز‭ ‬الأبحاث‭ ‬وتذليل‭ ‬طرق‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬البيانات‭ ‬السليمة،‭ ‬تعزيز‭ ‬تدابير‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تخصيص‭ ‬الموارد‭ ‬اللازمة‭ ‬للتصدي‭ ‬لمنابع‭ ‬المعلومات‭ ‬المغلوطة‭ ‬والمضللة‭ ‬وتعزيز‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬المعلومات،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الثقة‭ ‬والأمان‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬هذه‭ ‬المنصات‭. ‬

 

مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام:

الانتشار السريع للأكاذيب وخطاب الكراهية عبر المنصات الرقمية يمثل الجانب القاتم للمنظومة الرقمية

التضليل الإعلامي ليس وليد العصر ولم ينتظر الثورة الرقمية ليزدهر


موضوع‭ ‬مخاطر‭ ‬المنصات‭ ‬الرقمية‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬المعلومات‭ ‬المغلوطة‭ ‬والمضللة‭ ‬وخطابات‭ ‬الكراهية،‭ ‬ناقشناه‭ ‬مع‭ ‬مدير‭ ‬مركز‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للإعلام‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬السيد‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬الأسود،‭ ‬الذي‭ ‬يؤكد‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬حديثه‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬السلبية‭ ‬ليست‭ ‬جديدة،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬إشاعة‭ ‬الأكاذيب‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬العام‭ ‬لأغراض‭ ‬مختلفة‭ ‬ليست‭ ‬وليدة‭ ‬العصر‭ ‬الرقمي‭. ‬والتضليل‭ ‬الإعلامي‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬لم‭ ‬ينتظر‭ ‬الثورة‭ ‬الرقمية‭ ‬ليزدهر‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬التطرق‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الجوانب‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالاستعمال‭ ‬السلبي‭ ‬للمنصات‭ ‬الرقمية‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬يحجب‭ ‬عنا‭ ‬التغيير‭ ‬الحاسم‭ ‬التي‭ ‬أحدثته‭ ‬هذه‭ ‬المنصات‭ ‬في‭ ‬التفاعل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والثقافي‭ ‬والسياسي‭ ‬عبر‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬سهّلت‭ ‬عملية‭ ‬التواصل‭ ‬والتفاعل‭ ‬بين‭ ‬الأشخاص‭ ‬وكسرت‭ ‬الحواجز‭ ‬وقربت‭ ‬المسافات،‭ ‬كما‭ ‬زادت‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬الإدماج‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‭. ‬وفي‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬مثلا،‭ ‬تمكنّا‭ ‬بفضل‭ ‬المنصات‭ ‬الرقمية‭ ‬من‭ ‬توسيع‭ ‬عملية‭ ‬التواصل‭ ‬المباشر‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭. ‬وتُمكّن‭ ‬المنصات‭ ‬الرقمية‭ ‬بالفعل‭ ‬من‭ ‬نشر‭ ‬المعلومات‭ ‬المنقذة‭ ‬للحياة‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الكوارث‭ ‬والأزمات‭ ‬وتساعدنا‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬المناصرة‭ ‬وحشد‭ ‬الدعم‭ ‬العالمي‭ ‬لأهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭.‬

لكن‭ -‬يستدرك‭ ‬بن‭ ‬الأسود‭- ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الجانب‭ ‬القاتم‭ ‬للمنظومة‭ ‬الرقمية،‭ ‬تُمكّن‭ ‬المنصات‭ ‬الرقمية‭ ‬من‭ ‬الانتشار‭ ‬السريع‭ ‬للأكاذيب‭ ‬وخطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬وتتفاقم‭ ‬فيها‭ ‬المعلومات‭ ‬المغلوطة‭ ‬والمضللة‭ ‬وخطاب‭ ‬الكراهية‭. ‬وأنا‭ ‬أضيف‭ ‬هنا‭ ‬مصطلح‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬لمصطلحي‭ ‬المعلومات‭ ‬المغلوطة‭ ‬والمعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬لوجود‭ ‬روابط‭ ‬متينة‭ ‬بينها‭ ‬وكلها‭ ‬تتهدد‭ ‬سلامة‭ ‬المعلومات‭ ‬والمنظومة‭ ‬المعلومية‭ ‬والسّلم‭ ‬والتقدم‭ ‬العالميين‭. ‬الجديد‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬توسع‭ ‬نطاق‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬السلبية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تفاقمها‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬الرقمي،‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬المنصات‭ ‬الرقمية‭ ‬نفسها‭ ‬تكون‭ ‬أحيانا‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭ ‬المدى‭. ‬

*‭ ‬هل‭ ‬تُعتبر‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬محلية‭ ‬أو‭ ‬إقليمية‭ ‬مثلا‭ ‬أم‭ ‬أنها‭ ‬عالمية‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬أغلب‭ ‬الدول‭ ‬والمجتمعات؟‭ ‬وما‭ ‬أبرز‭ ‬الانعكاسات‭ ‬السلبية‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬تفاقم‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة؟‭ ‬

**‭ ‬المشكلة‭ ‬عالمية‭ ‬بالأساس،‭ ‬فالمنصات‭ ‬الرقمية‭ ‬منصات‭ ‬معلومة‭ ‬بطبيعتها،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬البيئة‭ ‬الاتصالية‭ ‬العالمية‭ ‬ككلّ‭. ‬حيث‭ ‬يسهُل‭ ‬اليوم‭ ‬نشر‭ ‬أي‭ ‬محتوى‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬رمشه‭ ‬عين‭. ‬ويتسبّب‭ ‬الانتشار‭ ‬السريع‭ ‬للأكاذيب‭ ‬والكراهية‭ ‬في‭ ‬ضرر‭ ‬حقيقي‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬عالمي،‭ ‬ويمكن‭ ‬معاينة‭ ‬آثار‭ ‬المعلومات‭ ‬المغلوطة‭ ‬والمعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬وخطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬على‭ ‬الانترنت‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الصحة‭ ‬وتغير‭ ‬المناخ‭ ‬والديمقراطية‭ ‬والأمن‭ ‬والسلم‭ ‬والعمليات‭ ‬الإنسانية‭. ‬ويزداد‭ ‬الضرر‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الخطابات‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الأزمات‭ ‬أو‭ ‬الطوارئ‭ ‬أو‭ ‬النزاعات،‭ ‬لاسيما‭ ‬المعولمة‭ ‬منها‭. ‬فخلال‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭- ‬19‭ ‬مثلا،‭ ‬غمر‭ ‬الفضاء‭ ‬الرقمي‭ ‬طوفان‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬المغلوطة‭ ‬والمعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬عن‭ ‬الفيروس‭ ‬والتدابير‭ ‬الصحية‭ ‬اللازمة‭ ‬للتوخي‭ ‬منه‭ ‬والحدّ‭ ‬من‭ ‬انتشاره،‭ ‬بما‭ ‬يشمل‭ ‬اللقاحات،‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬آثار‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتغير‭ ‬المناخ،‭ ‬تمثل‭ ‬المعلومات‭ ‬المغلوطة‭ ‬والمعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬حول‭ ‬حقيقة‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬أحد‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬تأخير‭ ‬وضع‭ ‬الإجراءات‭ ‬والسياسات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬مكافحة‭ ‬هذا‭ ‬الخطر‭ ‬الذي‭ ‬يتهدد‭ ‬البشرية‭ ‬جمعاء‭. ‬كما‭ ‬تؤثر‭ ‬المعلومات‭ ‬المغلوطة‭ ‬والمعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬في‭ ‬البيئات‭ ‬الديمقراطيةـ‭ ‬حيث‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬إضعاف‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الديمقراطية‭ ‬بما‭ ‬يشمل‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الانتخابية‭ ‬والعملية‭ ‬الانتخابية‭ ‬نفسها‭ ‬وتثبط‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬العام‭. ‬وأخيرا،‭ ‬تؤثر‭ ‬المعلومات‭ ‬المغلوطة‭ ‬والمعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬سلبا‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬حيث‭ ‬يقع‭ ‬استخدامها‭ ‬لاستهداف‭ ‬الجهات‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬والعمليات‭ ‬الإنسانية‭ ‬ككلّ‭. ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬برصد‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬التأثيرات‭ ‬السلبية‭ ‬للمعلومات‭ ‬المغلوطة‭ ‬والمعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬على‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬

ويجب‭ ‬الإشارة‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬عالمية‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬العوامل‭ ‬المحلية‭ ‬تختلف‭ ‬بحكم‭ ‬التنوع‭ ‬السياسي‭ ‬والثقافي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬للمجتمعات‭. ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للمعلومات‭ ‬المغلوطة‭ ‬والمعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬وخطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬ضررا‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬البيئات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والسياسية‭ ‬المتقلبة‭ ‬بالفعل‭.‬

*‭ ‬من‭ ‬الذي‭ ‬يتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬مواجهة‭ ‬هذا‭ ‬التحدي؟‭ ‬

**‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬انتشار‭ ‬الأكاذيب‭ ‬وخطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬الرقمي‭ ‬هو‭ ‬نتاج‭ ‬لعوامل‭ ‬معقدة‭ ‬ومتشابكة‭ ‬وتساهم‭ ‬فيه‭ ‬أطراف‭ ‬عديدة،‭ ‬فإن‭ ‬مواجهة‭ ‬التحدي‭ ‬يتطلب‭ ‬استجابة‭ ‬عالمية‭ ‬تقودها‭ ‬الدول‭ ‬والمنصات‭ ‬الرقمية‭ ‬والأطراف‭ ‬الأخرى‭ ‬ذات‭ ‬المصلحة‭ ‬كمنظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭.‬

وعلى‭ ‬هذا‭ ‬الأساس،‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬تتضافر‭ ‬جميع‭ ‬الجهود‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الإشكالية‭. ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬على‭ ‬الحكومات‭ ‬أن‭ ‬تسن‭ ‬التشريعات‭ ‬اللازمة‭ ‬لضمان‭ ‬سلامة‭ ‬المعلومات‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يضر‭ ‬ذلك‭ ‬بحرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير،‭ ‬وعلى‭ ‬المنصات‭ ‬الرقمية‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬هذا‭ ‬التحدي‭ ‬عند‭ ‬تصميم‭ ‬منتجاتها‭ ‬وتوفير‭ ‬الموارد‭ ‬الكافية‭ ‬لمجابهته‭ ‬وعدم‭ ‬إعلاء‭ ‬الأرباح‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬السلامة‭ ‬الرقمية،‭ ‬كما‭ ‬تلعب‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬دوراً‭ ‬هاماً‭ ‬كرقيب‭ ‬وشريك‭ ‬للجهات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬عبر‭ ‬مشاركة‭ ‬الخبرات‭ ‬وفهمها‭ ‬للمجتمعات‭ ‬الحاضنة‭ ‬لها‭.‬

*‭ ‬ما‭ ‬أبرز‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬جهود‭ ‬التصدي‭ ‬لهذه‭ ‬الإشكالية؟

**‭ ‬لعل‭ ‬التحدي‭ ‬الأهم‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تقترن‭ ‬جهود‭ ‬التصدي‭ ‬للأكاذيب‭ ‬وخطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬بالدفاع‭ ‬المستميت‭ ‬عن‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬والحق‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المعلومات،‭ ‬وبصفة‭ ‬عامة‭ ‬وجوب‭ ‬ارتكاز‭ ‬الاستجابة‭ ‬ارتكازا‭ ‬تاما‭ ‬على‭ ‬القواعد‭ ‬والمعايير‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬صلة‭ ‬بالموضوع‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ومبدأ‭ ‬السيادة‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أحال‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬2022‭ ‬إلى‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬تقريرا‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬مكافحة‭ ‬التضليل‭ ‬الإعلامي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬وحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والحريات‭ ‬الأساسية‮»‬‭ ‬وبسط‭ ‬فيه‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬المنطبق‭ ‬على‭ ‬المعلومات‭ ‬المضللة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الإعلان‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والعهد‭ ‬الدولي‭ ‬الخاص‭ ‬بالحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬والسياسية‭. ‬التحديات‭ ‬الأخرى‭ ‬تشمل‭ ‬استجابة‭ ‬المنصات‭ ‬الرقمية‭ ‬لمطالب‭ ‬تحسين‭ ‬شفافيتها‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬باستخدام‭ ‬الخوارزميات‭ ‬وتمكين‭ ‬الباحثين‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬البيانات‭. ‬وأخيرا،‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬بمكان‭ ‬عدم‭ ‬إغفال‭ ‬الجوانب‭ ‬المفيدة‭ ‬للمنصات‭ ‬الرقمية‭ ‬عند‭ ‬وضع‭ ‬التدابير‭ ‬العالمية‭ ‬لتعزيز‭ ‬سلامة‭ ‬المعلومات‭ ‬فيها‭.‬

*‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬خبرتكم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬هل‭ ‬تحدث‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬نتيجة‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬المهنية‭ ‬والوعي‭ ‬مثلا؟‭ ‬أم‭ ‬أنها‭ ‬تعكس‭ ‬أجندات‭ ‬موجهة‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬مينة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مخططات‭ ‬أو‭ ‬أهداف‭ ‬مدروسة؟

*‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬غياب‭ ‬ونقص‭ ‬للوعي‭ ‬الكافي‭ ‬حول‭ ‬جانب‭ ‬من‭ ‬الجوانب،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬تكمن‭ ‬أهمية‭ ‬التربية‭ ‬الإعلامية‭ ‬والرقمية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تساعد‭ ‬في‭ ‬التحفيز‭ ‬على‭ ‬التثبت‭ ‬من‭ ‬صحة‭ ‬المعلومات‭ ‬وتحليل‭ ‬المعلومات‭ ‬المتلقاة‭ ‬إن‭ ‬بدت‭ ‬غير‭ ‬منطقية‭ ‬أو‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬المصدر‭ ‬غير‭ ‬موثوقاً،‭ ‬ومن‭ ‬شأن‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬انتشار‭ ‬المعلومات‭ ‬المغلوطة‭ ‬والمضللة‭ ‬وخطاب‭ ‬الكراهية‭. ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬تقوم‭ ‬بعض‭ ‬الجهات‭ ‬بتلفيق‭ ‬المحتوى‭ ‬باستخدام‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬كأدوات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬التي‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬خلق‭ ‬فيديوهات‭ ‬أو‭ ‬صور‭ ‬أو‭ ‬تسجيلات‭ ‬صوتية‭ ‬غير‭ ‬صحيحة‭ ‬يصعب‭ ‬على‭ ‬المستخدم‭ ‬العادي‭ ‬تمييزها‭. ‬ولذلك،‭ ‬يعتبر‭ ‬التفكير‭ ‬النقدي‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬تطويره‭ ‬عبر‭ ‬التربية‭ ‬الإعلامية‭ ‬والرقمية‭ ‬هاماً‭ ‬جداً‭ ‬لتقليل‭ ‬انتشار‭ ‬المعلومات‭ ‬المغلوطة‭ ‬والمضللة‭.‬

*‭ ‬وما‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب؟

**‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬أطلق‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أنطونيو‭ ‬غوتيريش‭ ‬موجزا‭ ‬سياساتيا‭ ‬حول‭ ‬الأخطار‭ ‬التي‭ ‬تتهدد‭ ‬سلامة‭ ‬المعلومات‭ ‬على‭ ‬المنصات‭ ‬الرقمية‭ ‬وأثرها‭ ‬على‭ ‬التقدم‭ ‬المحرز‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬العالمية‭ ‬والوطنية‭ ‬والمحلية‭. ‬ويعرض‭ ‬الموجز‭ ‬بإجمال‭ ‬المبادئ‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬إدراجها‭ ‬ضمن‭ ‬مدونة‭ ‬لقواعد‭ ‬السلوك‭ ‬تساعد‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬ما‭ ‬تبذله‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬والمنصات‭ ‬الرقمية‭ ‬والأطراف‭ ‬الأخرى‭ ‬صاحبة‭ ‬المصلحة‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬جعل‭ ‬الفضاء‭ ‬الرقمي‮ ‬أكثر‭ ‬شمولا‭ ‬وأمانا‭ ‬للجميع‭. ‬وتقود‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬حاليا‭ ‬عملية‭ ‬إعداد‭ ‬هذه‭ ‬المدونة‭ ‬لتعزيز‭ ‬سلامة‭ ‬المعلومات‭ ‬على‭ ‬المنصات‭ ‬الرقمية‭ ‬ضمن‭ ‬سياق‭ ‬الأعمال‭ ‬التحضيرية‭ ‬لمؤتمر‭ ‬القمة‭ ‬المعني‭ ‬بالمستقبل‭ ‬المزمع‭ ‬عقده‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العام‭. ‬وإذ‭ ‬تقود‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬هذه‭ ‬المهمة،‭ ‬تبقى‭ ‬الجهود‭ ‬الجماعية‭ ‬ضرورية‭ ‬لإحراز‭ ‬تقدم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا