غزة – الوكالات: أعلنت حركة حماس أمس استشهاد 93 شخصا في غارات إسرائيلية ليلية استهدفت وخصوصا جنوب القطاع حيث يكثف الجيش الإسرائيلي اعتداءاته.
وسقط أكثر من 93 شهيدا في استهدافات الليلة قبل الماضية وفجر أمس وفق ما أفاد المكتب الإعلامي في غزة، مضيفا أن أعنف الغارات الدامية خلفت 16 شهيدا بينهم نساء وأطفال وأكثر من 20 مصابا جراء استهداف منزل ليلا لعائلة الزاملي في شرق رفح.
وبعد هذه الضربة، قالت أم وليد الزاملي إنها سارعت إلى المستشفى بالمدينة حيث «وجدت أولاد ابني كلهم شهداء. كلهم صغار... ماذا فعلوا؟».
وكانت نصف الأكفان صغيرة الحجم لأنها تضم جثث أطفال. وقالت السلطات إن إجمالي 17 شخصا استشهدوا.
ووُضعت 16 جثة على الحصى الملطخة بالدماء خارج مشرحة في رفح، وكان معظمها في أكفان بيضاء وبعضها في أكياس بلاستيكية.
وانتحب رجل خط الشيب شعره في حزن وهو يتشبث بإحدى الجثث ويضع وجهه على وجه الجثة. وجثت امرأة أمسكت بأحد الأكفان.
ودمر القصف المنزل بالكامل. ودفنت حقيبة مدرسية لفتاة صغيرة تحت الأنقاض. وانهمرت دموع محمود الزاملي (10 سنوات) ابن عم الفتاة الذي كان يعيش في المنزل المجاور واستطاع الفرار.
وقال محمود وهو يبكي: «قصفوا الدار إللي جنبنا... حسبي الله ونعم الوكيل دمروا بيوتنا دمروا كل حاجة». وأضاف: «ماتوا كلهم وأنا بظل عايش حسبي الله ونعم الوكيل».
كما نفذ جيش الاحتلال عشرات الغارات على خان يونس، كبرى مدن الجنوب، ومخيمات اللاجئين وسط قطاع غزة، ودمر أحياء بأكملها.
وقصفت قوات الاحتلال مناطق قريبة من أكبر مستشفى لا يزال يعمل في القطاع ما دفع المرضى والسكان للفرار من معركة يخشون أن تدمر المدينة.
وتدور أعنف معركة حتى الآن هذا العام في مدينة خان يونس التي تؤوي مئات آلاف الفارين من الشمال في بداية العدوان الذي دخل شهره الرابع الآن.
وتحدث سكان عن قتال عنيف فضلا عن قصف مكثف في شمال وشرق المدينة، وغربها للمرة الأولى حيث قالوا إن الدبابات تقدمت لتنفيذ مداهمة قبل أن تنسحب لاحقا.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود التي يعمل أطباء منها في مستشفى ناصر بالمدينة إن المرضى والنازحين الذين لجأوا إلى المستشفى يفرون في حالة ذعر.
وقال سكان في خان يونس أمس إن القتال أصبح أقرب من أي وقت مضى إلى مستشفى ناصر، وهو أكبر مستشفى لا يزال يعمل في القطاع، ما أثار مخاوف من وقوعه تحت الحصار وإغلاقه مثل مستشفى الشفاء الرئيسي في الشمال الذي سيطرت عليه القوات الإسرائيلية في نوفمبر.
وقال أبو العبد البالغ من العمر 45 عاما الذي نزح عدة مرات مع عائلته المكونة من سبعة أفراد منذ مغادرته مدينة غزة في الشمال في وقت سابق من العدوان: «اللي بيصير في خان يونس جنون، الاحتلال بيقصف المدينة من كل الجهات، من البر والجو كمان».
وكتبت منظمة أطباء بلا حدود على منصة إكس: «بحسب جراح منظمة أطباء بلا حدود في مستشفى ناصر، قصفت القوات الإسرائيلية ليلة البارحة المنطقة القريبة من المستشفى قصفا شديدا ودون أمر إخلاء مسبق، ما دفع بمرضى والكثير من آلاف المدنيين النازحين الذين التجأوا إلى المستشفى إلى الفرار مذعورين».
وفي مقطع فيديو تضمن لقطات لتصاعد أعمدة من الدخان فوق وسط خان يونس المزدحم، قال رئيس بعثة أطباء بلا حدود في فلسطين ليو كانز، الذي وصل إلى المستشفى، إن القتال أصبح «قريبا جدا».
وقال: «نسمع الكثير من القصف والأعيرة النارية حولنا... الجرحى الذين نعتني بهم، فقد الكثير منهم أرجلهم وفقدوا أذرعهم. هناك بالفعل جروح معقدة تتطلب الكثير من العمليات الجراحية. وليس لدينا القدرة على القيام بذلك الآن. يجب أن ينتهي هذا الوضع».
ورجح مسؤول إسرائيلي تحدث إلى رويترز بشرط عدم الكشف عن هويته استمرار معركة الاستيلاء على خان يونس مدة شهر أو شهرين.
وأعلنت وزارة الصحة بغزة أمس ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 24620 شهيدا غالبيتهم من النساء والفتية والأطفال.
وأفادت الوزارة في بيان باستشهاد 172 شخصا في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، مشيرة الى إصابة 61830 بجروح منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر.
وأعلنت «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة حماس، أمس، قتل وجرح 30 جنديا إسرائيليا بعد تفجير منزل جنوب قطاع غزة.
وقالت القسام، في منشور أوردته وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) عبر منصة «إكس» أمس، إنه «بعد عودتهم من خطوط القتال.. أكد مجاهدونا تفجير منزل تم تفخيخه مسبقاً بعدد من العبوات الناسفة بقوة صهيونية راجلة مكونة من 30 جندياً بعد استدراجهم للمنزل».
وأضافت: «وفور دخولهم للمكان تم نسفه بالكامل وأوقعوهم بين قتيل وجريح في بني سهيلا شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة».
وأشارت إلى «استهداف قوة صهيونية متمركزة في أحد المنازل بقذيفة (تي بي جي) مضادة للتحصينات وإيقاع خمسة قتلى من أفرادها شرقي مدينة خانيونس جنوبي القطاع».
وكشفت عن أن «مجاهديها تمكنوا من استهداف دبابتين من نوع «ميركفاه» وجرافة عسكرية من نوع «D9» بقذائف الياسين 105 في منطقة عبسان شرق مدينة خانيونس».
من جانبه أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 193 من عناصره في غزة منذ بدء عدوانه البري في 27 أكتوبر.
ويتكدس جميع سكان غزة تقريبا في منطقتين صغيرتين حاليا، رفح جنوب مدينة خان يونس مباشرة ودير البلح شمالي المدينة.
وتسبب العدوان في أزمة إنسانية كبيرة وأخرج أكثر من نصف المستشفيات من الخدمة.
وتنبه الأمم المتحدة من «خطر المجاعة» و«الأوبئة القاتلة» في القطاع الفلسطيني الصغير والمحاصر بشكل كامل منذ 9 أكتوبر.
كما انقطعت الاتصالات بشكل شبه كامل منذ أكثر من ستة أيام في القطاع الذي تبلغ مساحته 362 كيلومترا مربعا ويناهز عدد سكانه 2.4 مليون نسمة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك