صنعاء – الوكالات: شنّت الولايات المتحدة وبريطانيا فجر الجمعة ضربات على أهداف في مناطق خاضعة الميليشيا الحوثية باليمن، بعد استهدافهم على مدار أسابيع سفنا تجارية في البحر الأحمر تضامنا مع قطاع غزة الذي يشهد عدوانا اسرائيليا.
وفي بيان مشترك، أكدت الولايات المتحدة وبريطانيا وثماني دول حليفة أن الضربات تهدف إلى «خفض التصعيد في التوترات وإعادة الاستقرار إلى البحر الأحمر».
وأكد قائد القوات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال ليكسوس جرينكويتش شن ضربات ضد 60 هدفا في 16 موقعا تابعا للحوثيين، واستخدام أكثر من 100 صاروخ موجه في تلك الضربات.
وأشار الجنرال الأمريكي إلى أن الغارات استهدفت مراكز قيادة ومخازن ذخيرة وأنظمة إطلاق صواريخ ومسيرات.
وقال الحوثيين من جانبهم إن الضربات استهدفت مواقع عسكرية في العاصمة صنعاء، ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة. وقال المتحدث العسكري العميد يحيى سريع ان الغاراتُ اسفرت عن خمسةِ قتلى وإصابةِ ستةٍ آخرينَ من العناصر المسلحة، متحدثًا عن تنفيذ «العدو» الأمريكي البريطاني 73 غارة.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنّ العملية تمت «بنجاح»، مؤكدا أنها «رد مباشر» على هجمات الحوثيين، فيما صرّح رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن الضربات كانت «ضروريّة» و«متناسبة». وقال حلف شمال الأطلسي إنها ضربات «دفاعية وتهدف للمحافظة على حرية الملاحة في أحد الممرات المائية الأكثر حيوية في العالم. يجب أن تتوقف هجمات الحوثيين».
لكن الحوثيين قالوا إن هذه الضربات «لا مبرر» لها، متعهّدين مواصلة الهجمات على السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إليها.
ودعت السعودية إلى «ضبط النفس» مشددة في الوقت نفسه على «أهمية الاستقرار» في المنطقة، فيما استنكرت سلطنة عُمان لجوء «دول صديقة» إلى عمل عسكري ضد اليمن.
قالت وزارة الخارجية المصرية إن مصر أعربت عن قلقها العميق إزاء تصاعد العمليات العسكرية في البحر الأحمر والضربات الجوية على مناطق داخل اليمن، ودعت إلى بذل جهود لخفض التوتر في المنطقة.
في موسكو، ندد الكرملين بضربات «غير مشروعة» هي «انتهاك تام للقانون الدولي بهدف التصعيد في المنطقة».
ودعت الصين جميع الأطراف إلى «التهدئة وممارسة ضبط نفس لمنع اتساع رقعة النزاع». لكن فرنسا رأت أن الحوثيين هم من يتحملون «مسؤولية التصعيد الإقليمي»، ودعتهم إلى وقف هجماتهم «على الفور».
وتبحث دول الاتحاد الأوروبي اعتبارا من الثلاثاء مسألة إرسال قوة بحرية أوروبية للمساعدة على حماية السفن في البحر الأحمر، على ما أفاد دبلوماسيون.
غير أن وزيرة الدفاع الإسبانية مارجريتا روبليز أعلنت أن بلادها لن تشارك في مهمة أوروبية محتملة للتصدي لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
بعد أكثر من شهر من بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر، شن الحوثيون هجمات بالصواريخ والمسيرات في البحر الأحمر، ما دفع العديد من شركات الشحن إلى تفادي المرور عبر باب المندب وهو ما أدى إلى زيادة تكاليف الشحن ومدته بين أوروبا وآسيا.
ونشرت الولايات المتحدة سفنًا حربية وشكلت تحالفا دوليا في ديسمبر لحماية حركة الملاحة البحرية في المنطقة التي يمر عبرها 12% من التجارة العالمية.
والثلاثاء، أسقطت ثلاث مدمرات أمريكية وسفينة بريطانية وطائرات مقاتلة انطلقت من حاملة الطائرات الأمريكية دوايت دي أيزنهاور، 18 طائرة مسيرة وثلاثة صواريخ أطلقها الحوثيون. ووجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي يقوم بجولة في الشرق الأوسط تحذيرا للحوثيين، كما طالبهم مجلس الأمن الدولي بوقف هجماتهم «على الفور».
لكن يوم الخميس، أطلق الحوثيون صاروخا آخر مضادا للسفن، كان على ما يبدو وراء الرد الذي نفذته واشنطن ولندن الجمعة. وحذر الرئيس الأمريكي من أنه «لن يتردد» في «اتخاذ إجراءات أخرى» إذا لزم الأمر.
وقال بايدن إن «هذه الضربات المُحدّدة الأهداف هي رسالة واضحة مفادها أنّ الولايات المتحدة وشركاءنا لن يتسامحوا مع الهجمات التي تستهدف قواتنا ولن يسمحوا لأطراف معادية بتهديد حرية الملاحة».
شن الحوثيون منذ 19 نوفمبر 27 هجومًا صاروخيًا وبطائرات مسيرة بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي، وفقًا للجيش الأمريكي. وهم يؤكدون أنهم يستهدفون السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل، تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقال رئيس الوزراء البريطاني «رغم التحذيرات المتكرّرة للمجتمع الدولي، واصل الحوثيّون تنفيذ هجمات في البحر الأحمر، مرّة أخرى هذا الأسبوع ضدّ سفن حربية بريطانيّة وأمريكيّة... لذا اتّخذنا إجراءات محدودة وضروريّة ومتناسبة دفاعا عن النفس».
وذكرت وسائل الإعلام الأمريكية أن طائرات مقاتلة وصواريخ توماهوك استُخدمت في العملية المشتركة. وقالت لندن إنها نشرت أربع طائرات مقاتلة من طراز تايفون FGR4 للإغارة بقنابل موجهة بالليزر على موقعين «يطلق» الحوثيون منهما المسيرات أحدهما في منطقة عبس.
إثر الضربات، توعّد الحوثيون أمريكا وبريطانيا بـ«دفع ثمن باهظ». وأكدوا أمس في بيان أن كل المصالح الأمريكية والبريطانية صارت «أهدافاً مشروعة» لهم.
وتظاهر مئات آلاف اليمنيين في صنعاء تنديدا بالضربات الأمريكية والبريطانية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك