العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الثقافي

ركن المكتبة: إصدارات ثقافية..

إعداد: يحيى الستراوي

السبت ٠٦ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

«مسرح لمغاربة»: كتاب جديد للباحث والمسرحي أحمد الفطناسي


 

يدعونا‭ ‬الكاتب‭ ‬أحمد‭ ‬الفطناسي،‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬مسرح‭ ‬لمغاربة‭: ‬أسئلة‭ ‬التأصيل‭ ‬والهوية‭ ‬في‭ ‬الفرجات‭ ‬المغربية‮»‬،‭ ‬والصادر‭ ‬حديثا‭ ‬عن‭ ‬مؤسسة‭ ‬الموجة‭ ‬الثقافية،‭ ‬إلى‭ ‬مراجعة‭ ‬هذه‭ ‬البديهية،‭ ‬والتي‭ ‬تعتبر‭ ‬المسرح‭ ‬الغربي‭ ‬أصل‭ ‬كل‭ ‬الفنون،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬النموذج‭ ‬الوحيد‭ ‬للمسرح‭. ‬هذه‭ ‬النظرة‭ ‬المركزية‭ ‬‮«‬للعقل‭ ‬الغربي‮»‬‭.‬

والأكيد‭ ‬أن‭ ‬كتاب‭ ‬الفنان‭ ‬والكاتب‭ ‬أحمد‭ ‬الفطناسي،‭ ‬‮«‬مسرح‭ ‬لمغاربة‮»‬،‭ ‬يمثل‭ ‬عتبة‭ ‬أولية‭ ‬لنقاش‭ ‬مستمر،‭ ‬حديث‭ ‬بما‭ ‬يطرحه‭ ‬من‭ ‬صيغ‭ ‬ومرجعيات‭ ‬نظرية،‭ ‬تتأسس‭ ‬على‭ ‬أثرها‭ ‬الخلاصات‭ ‬الأساسية‭ ‬للكتاب‭ ‬ككل‭. ‬إن‭ ‬ما‭ ‬يقترحه‭ ‬الكاتب‭ ‬أحمد‭ ‬الفطناسي،‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬مسرح‭ ‬لمغاربة‮»‬،‭ ‬هو‭ ‬رغبة‭ ‬ابستيمولوجية‭ ‬ملحة‭ ‬لتخليص‭ ‬فرجاتنا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬‮«‬القشور‮»‬‭ ‬العالقة،‭ ‬وتحريرها‭ ‬معرفيا‭ ‬وإعادة‭ ‬بنائها‭ ‬ضمن‭ ‬سياقها‭ ‬الخاص‭. ‬

ويشير‭ ‬الكاتب‭ ‬أحمد‭ ‬الفطناسي،‭ ‬في‭ ‬تخريجة‭ ‬تركيبية،‭ ‬يعتبر‭ ‬مدخل‭ ‬الهوية‭ ‬أساسيا،‭ ‬في‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬المكونة‭ ‬للفرجة،‭ ‬باعتبارها‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬الهوية‭ ‬الثقافية‭ ‬المغربية‭. ‬لكننا،‭ ‬وفي‭ ‬سياق‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬نماذج‭ ‬تطبيقية،‭ ‬محددة،‭ ‬لفرجات‭ ‬أشمل‭ ‬من‭ ‬فنون‭ ‬الأداء،‭ ‬وقادرة‭ ‬على‭ ‬صياغة‭ ‬مكوناتها‭ ‬الجمالية،‭ ‬وتتجاوزها‭ ‬كي‭ ‬تشمل‭ ‬الشعائر‭ ‬والاحتفال‭ ‬والكرنفال‭ ‬وكل‭ ‬الطقوس‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالأعياد،‭ ‬ضمن‭ ‬أداء‭ ‬جماعي‭ ‬تشترك‭ ‬فيه،‭ ‬ومن‭ ‬خلاله،‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأفراد،‭ ‬وإن‭ ‬باختلافات‭ ‬متباينة،‭ ‬بين‭ ‬منطقة‭ ‬وأخرى‭ (‬المغرب‭ ‬الشرقي،‭ ‬الأطلس‭ ‬الصغير،‭ ‬الريف،‭ ‬جنوب‭ ‬المغرب‭..) (..)‬،‭ ‬لقد‭ ‬سبق‭ ‬للناقد‭ ‬حسن‭ ‬المنيعي،‭ ‬أن‭ ‬نبه‭ ‬للتحول‭ ‬البارز‭ ‬الذي‭ ‬قاده‭ ‬الفنان‭ ‬الطيب‭ ‬الصديقي،‭ ‬في‭ ‬قدرته‭ ‬عبر‭ ‬مسرحيته‭ ‬‮«‬بديع‭ ‬الزمان‭ ‬الهمداني‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬تحولا‭ ‬بارزا‭ ‬في‭ ‬مفهوم‭ ‬الفرجة،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬كان‭ ‬فيه‭ ‬المسرح‭ ‬منشغلا‭ ‬بسؤال‭ ‬كبير‭: ‬هو‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬هوية‭ ‬عربية‭. ‬

وحين‭ ‬اختار‭ ‬الباحث‭ ‬والمسرحي‭ ‬أحمد‭ ‬الفطناسي‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬نماذج‭ ‬من‭ ‬‮«‬مسرح‭ ‬لمغاربة‮»‬،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تطبيقات‭ ‬محددة‭ ‬لفرجات‭ ‬متوارثة‭ ‬تاريخيا،‭ ‬فلأنه‭ ‬اختار‭ ‬طريقا‭ ‬موازيا،‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬فرجات‭ ‬قائمة‭ ‬الذات،‭ ‬وتمتلك‭ ‬سندا‭ ‬تاريخيا‭ ‬وهوياتيا‭. ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬التمثيل‭ ‬مشتركا‭ ‬إنسانيا،‭ ‬فكيف‭ ‬لا‭ ‬نستسيغ،‭ ‬يتساءل‭ ‬الكاتب‭ ‬الفطناسي،‭ ‬وجود‭ ‬الفرجة‭ ‬المغربية‭ ‬القديمة‭ ‬ضمن‭ ‬سياقها‭ ‬الخاص،‭ ‬خارج‭ ‬‮«‬العلبة‭ ‬السحرية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬يراد‭ ‬دفنها‭ ‬فيه،‭ ‬وإلا‭ ‬يتم‭ ‬نزع‭ ‬‮«‬الفنية‮»‬‭ ‬والأدائية‭ ‬عنها؟؟‭ ‬لذلك‭ ‬تستطيع‭ ‬الفرجات‭ ‬الشعبية‭ ‬القديمة،‭ ‬أن‭ ‬تؤكد‭ ‬مشتركها‭ ‬الفني‭ ‬والجمالي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مكوناتها‭ ‬الداخلية‭.‬

لقد‭ ‬أسهم‭ ‬مفهوم‭ ‬الفرجة،‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإرث‭ ‬الفرجوي‭ ‬المغربي‭ ‬القديم،‭ ‬كما‭ ‬أعاد‭ ‬البحث‭ ‬والدرس‭ ‬الأكاديمي‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الممارسات‭ ‬الفرجوية‭ ‬الخارجة‭ ‬عن‭ ‬دائرة‭ ‬الممارسة‭ ‬المسرحية‭ ‬الصرفة؛‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لموضعة‭ ‬الفرجة‭ ‬والفنون‭ ‬الأدائية‭ ‬ضمن‭ ‬سياق‭ ‬البحث‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬المفاهيم‭ ‬المغلوطة‭.‬

وقد‭ ‬أمكن‭ ‬للكاتب‭ ‬أحمد‭ ‬الفطناسي‭ ‬التوقف،‭ ‬في‭ ‬الشق‭ ‬التطبيقي،‭ ‬عند‭ ‬الفرجات‭ ‬المغربية‭ ‬نماذج‭ ‬‮«‬مسرح‭ ‬لمغاربة‮»‬،‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬أولية‭ ‬لتفكيك‭ ‬بنية‭ ‬هذه‭ ‬الفرجة،‭ ‬والاقتراب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مكوناتها‭ ‬الجمالية‭. ‬

وألحق‭ ‬الكاتب‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الكتاب‭ ‬معجما‭ ‬مصغرا،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الغرض‭ ‬منه‭ ‬شرح‭ ‬وتفسير‭ ‬بعض‭ ‬الكلمات‭ ‬الأمازيغية،‭ ‬وأخرى‭ ‬من‭ ‬اللغة‭ ‬الدارجة،‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬محاولة‭ ‬لجمع،‭ ‬وشرح‭ ‬بعض‭ ‬المصطلحات‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بالفرجات‭ ‬المغربية‭ ‬الشعبية،‭ ‬بل‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬محاولة‭ ‬التأكيد،‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الجدول‭ ‬الحصري‭ ‬للكلمات‭ ‬والمصطلحات‭ ‬الواردة،‭ ‬أو‭ ‬التي‭ ‬يتداولها‭ ‬ممارسو‭ ‬الفرجة،‭ ‬أنه‭ ‬هناك‭ ‬إمكانية‭ ‬حقيقية‭ ‬علمية‭ ‬للتفكير‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬معجم‭ ‬للفرجة‭. ‬

يضم‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬مسرح‭ ‬لمغاربة‮»‬‭: ‬أسئلة‭ ‬التأصيل‭ ‬والهوية‭ ‬في‭ ‬الفرجات‭ ‬المغربية،‭ ‬تقديما‭ ‬للشاعر‭ ‬والكاتب‭ ‬المسرحي‭ ‬عبدالحق‭ ‬ميفراني‭ ‬موسوم‭ ‬بـ«مسرح‭ ‬لمغاربة‮»‬‭: ‬الفرجة‭ ‬وهويتنا‭ ‬الجمالية،‭ ‬وفصلا‭ ‬أولا‭ ‬يضم‭ ‬‮«‬الأسطورة‭ ‬والأداء‭ ‬الفني،‭ ‬الفرجة‭ ‬في‭ ‬النقد‭ ‬المسرحي‭ ‬المغربي،‭ ‬وحفريات‭ ‬في‭ ‬فرجات‭ ‬المغرب‭ ‬القديم‮»‬،‭ ‬أما‭ ‬الفصل‭ ‬الثاني‭ ‬فنقرأ‭ ‬‮«‬تاشعالت‭ (‬أسفي‭ ‬وتاليزي‭)‬،‭ ‬من‭ ‬المسرح‭ ‬الجوال‭ ‬إلى‭ ‬الكرنفال‭: ‬إمدْيازن،‭ ‬بيلماون،‭ ‬ثم‭ ‬الفرجات‭ ‬الجماعية‭: ‬أحيدوس‭ ‬وأحواش،‭ ‬ويتوقف‭ ‬الفصل‭ ‬الثالث‭ ‬عند‭ ‬الفرجة‭ ‬وسؤال‭ ‬الهوية،‭ ‬تم‭ ‬تركيب‭ ‬وملحق‮»‬‭.‬

أحمد‭ ‬الفطناسي‭ (‬كاتب‭ ‬ومسرحي‭ ‬من‭ ‬مواليد1955‭ ‬بمدينة‭ ‬اسفي‭)‬،‭ ‬تجربة‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬المسرحي،‭ ‬ممثلا‭ ‬ومخرجا‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المسرحيات‭ (‬الهواة،‭ ‬المسرح‭ ‬الاحترافي‭)‬،‭ (‬ما‭ ‬بين‭ ‬سبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا