العدد : ١٦٨٣٧ - الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٧ - الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ شوّال ١٤٤٥هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

ثلاثة أشواط بـ180 نقطة

 

}‭ ‬ستظل‭ ‬مباراة‭ ‬فريقي‭ ‬النجمة‭ ‬والنبيه‭ ‬صالح‭ ‬ضمن‭ ‬الجولة‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬سداسي‭ ‬دوري‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬عالقة‭ ‬في‭ ‬الأذهان‭ ‬وخاصة‭ ‬للفريقين،‭ ‬والتي‭ ‬انتهت‭ ‬لصالح‭ ‬الأول‭ ‬بثلاثية‭ ‬نظيفة‭ ‬حديث‭ ‬أسرة‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة،‭ ‬ليس‭ ‬لأنّ‭ ‬النجمة‭ ‬فاز،‭ ‬والنبيه‭ ‬صالح‭ ‬خسر،‭ ‬ولكن‭ ‬لأنّ‭ ‬نقاط‭ ‬الأشواط‭ ‬الثلاثة‭ ‬التي‭ ‬استغرقتها‭ ‬المباراة‭ ‬وصل‭ ‬العدد‭ ‬إلى‭ ‬180‭ ‬نقطة‭ ‬25‭-‬23،‭ ‬29‭-‬27،‭ ‬39‭-‬37،‭ ‬ونقول‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬مجريات‭ ‬المباراة،‭ ‬أحيانا‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭ ‬وليس‭ ‬كلها‭ ‬تكون‭ ‬خادعة‭ ‬للقارئ‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬شاهدا‭ ‬على‭ ‬تفاصيل‭ ‬المباراة،‭ ‬إذ‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬عندما‭ ‬تتقارب‭ ‬نقاط‭ ‬الأشواط‭ ‬هذا‭ ‬ينبئ‭ ‬بأن‭ ‬المستوى‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬القمة،‭ ‬وأنّ‭ ‬اللاعبين‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬أفضل‭ ‬حالاتهم‭ ‬الفنية‭ ‬والبدنية‭ ‬والذهنية‭.‬

وإذا‭ ‬ما‭ ‬تحدثنا‭ ‬عن‭ ‬لقاء‭ ‬النجمة‭ ‬والنبيه‭ ‬صالح‭ ‬قلنا‭ ‬إنّ‭ ‬أهمية‭ ‬المباراة‭ ‬للفريقين‭ ‬وخاصة‭ ‬النجمة‭ ‬كان‭ ‬سببا‭ ‬وليس‭ ‬كل‭ ‬الأسباب‭ ‬وراء‭ ‬ظهور‭ ‬المباراة‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل،‭ ‬وصحيح‭ ‬أنّ‭ ‬المواجهة‭ ‬قدم‭ ‬فيها‭ ‬لاعبو‭ ‬الفريقين‭ ‬لقطات‭ ‬ولمحات‭ ‬فنية‭ ‬وأداء‭ ‬استبساليا،‭ ‬ولكن‭ ‬الصحيح‭ ‬كذلك‭ ‬أنّ‭ ‬عديد‭ ‬الأخطاء‭ ‬التي‭ ‬وقع‭ ‬اللاعبون‭ ‬من‭ ‬الجانبين‭ ‬في‭ ‬فخّها‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬بسيطة‭ ‬أو‭ ‬مركّبة‭ ‬سبب‭ ‬آخر‭ ‬ساعد‭ ‬على‭ ‬إطالة‭ ‬عمر‭ ‬الأشواط،‭ ‬ومن‭ ‬شاهد‭ ‬البداية‭ ‬المثالية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬عليها‭ ‬النجماويون‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬الشوط‭ ‬الأول‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يتوقع‭ ‬السيناريو‭ ‬الذي‭ ‬انتهت‭ ‬عليه‭ ‬المباراة‭.‬

}‭ ‬فؤاد‭ ‬عبدالواحد‭ ‬مدرب‭ ‬فريق‭ ‬النبيه‭ ‬صالح‭ ‬من‭ ‬المدربين‭ ‬الهادئين‭ ‬الذين‭ ‬تسبقهم‭ ‬ابتسامتهم،‭ ‬وخلال‭ ‬الأشواط‭ ‬الثلاثة‭ ‬التي‭ ‬استغرقتها‭ ‬مباراة‭ ‬فريقه‭ ‬مع‭ ‬النجمة‭ ‬خرج‭ ‬عن‭ ‬عادته‭ ‬مرة‭ ‬واحدة،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬خلال‭ ‬الشوط‭ ‬الثالث‭ ‬عندما‭ ‬أظهر‭ ‬العين‭ ‬الحمراء‭ ‬لصانع‭ ‬ألعاب‭ ‬فريقه‭ ‬حسين‭ ‬منصور‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬الذي‭ ‬أعدّ‭ ‬الكرة‭ ‬سريعة‭ ‬لزميله‭ ‬محمد‭ ‬جاسم‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬بالشكل‭ ‬المثالي،‭ ‬وكان‭ ‬الكابتن‭ ‬فؤاد‭ ‬يريد‭ ‬الكرة‭ ‬أن‭ ‬توجّه‭ ‬لمركز4‭ ‬الموجود‭ ‬فيه‭ ‬حسين‭ ‬عاشور،‭ ‬ومن‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬الخاصة‭ ‬أرى‭ ‬في‭ ‬الموقف‭ ‬أنّ‭ ‬المدرب‭ ‬فؤاد‭ ‬والمعد‭ ‬حسين‭ ‬كلاهما‭ ‬موقفه‭ ‬صحيح،‭ ‬فالكابتن‭ ‬فؤاد‭ ‬رأى‭ ‬أنّ‭ ‬حساسية‭ ‬نقاط‭ ‬الشوط‭ ‬لا‭ ‬تحتمل‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الألعاب‭ ‬السريعة‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت،‭ ‬وهذا‭ ‬صحيح‭ ‬لأنّ‭ ‬الكرة‭ ‬الهجومية‭ ‬السريعة‭ ‬المصدودة‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تنزل‭ ‬عامودية‭ ‬ومن‭ ‬الصعوبة‭ ‬بمكان‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬مدافعتها،‭ ‬بعكس‭ ‬الكرة‭ ‬الهجومية‭ ‬المفتوحة‭ ‬على‭ ‬الأطراف‭ ‬لها‭ ‬خيارات‭ ‬عديدة،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬موقف‭ ‬المعد‭ ‬حسين‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬صحيح‭ ‬لأنه‭ ‬فكّر‭ ‬بعقلية‭ ‬صانع‭ ‬اللعب‭ ‬الذي‭ ‬يعتقد‭ ‬أنّ‭ ‬حائط‭ ‬صد‭ ‬الفريق‭ ‬المنافس‭ ‬لا‭ ‬يتوقع‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬أن‭ ‬تعد‭ ‬الكرة‭ ‬لضارب‭ ‬مركز3‭ ‬خاصة‭ ‬أنّ‭ ‬الاستقبال‭ ‬كان‭ ‬غير‭ ‬مثاليّ‭ ‬وتعامل‭ ‬معها‭ ‬حسين‭ ‬على‭ ‬طريقة‭ ‬الدفع‭ ‬أو‭ ‬الرمي‭ ‬وهي‭ ‬ليست‭ ‬غريبة‭ ‬عليه‭ ‬إذ‭ ‬لعبها‭ ‬ومع‭ ‬اللاعب‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬المباريات،‭ ‬وكان‭ ‬يريد‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬مخاتلة‭ ‬حائط‭ ‬الصد‭ ‬ومغافلته،‭ ‬ولو‭ ‬نجحت‭ ‬اللعبة‭ ‬لصفق‭ ‬له‭ ‬الجميع،‭ ‬ولكن‭ ‬غلطة‭ ‬الشاطر‭ ‬بألف،‭ ‬وستظل‭ ‬عقلية‭ ‬صانع‭ ‬الألعاب‭ ‬وليس‭ ‬أي‭ ‬صانع‭ ‬قائمة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استراتيجية‭ ‬ونظام‭ ‬اللعب‭ ‬الذي‭ ‬يريده‭ ‬المدربون‭ ‬وفق‭ ‬أسلوب‭ ‬الطائرة‭ ‬الحديثة‭.‬

}‭ ‬من‭ ‬حسن‭ ‬حظي‭ ‬بعد‭ ‬نهاية‭ ‬مباراة‭ ‬النجمة‭ ‬والنبيه‭ ‬صالح‭ ‬وخلال‭ ‬توجهي‭ ‬لسيارتي‭ ‬في‭ ‬الموقف‭ ‬الخاص‭ ‬بالسيارات‭ ‬إذ‭ ‬فاجأني‭ ‬الكابتن‭ ‬أسامة‭ ‬عيسى‭ ‬لاعب‭ ‬طائرة‭ ‬النادي‭ ‬الأهلي‭ ‬ومنتخبنا‭ ‬الوطني‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬الشاطئية‭ ‬السابق‭ ‬الذي‭ ‬يعدّ‭ ‬أحد‭ ‬أبطالها‭ ‬الذهبيين‭ ‬في‭ ‬عصرها‭ ‬الذهبي،‭ ‬أقول‭ ‬فاجأني‭ ‬بالأحضان‭ ‬وأنا‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬أره‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬خلت،‭ ‬وكنت‭ ‬سعيدا‭ ‬جدا‭ ‬لأن‭ ‬شخصه‭ ‬أعادني‭ ‬إلى‭ ‬الوراء‭ ‬كثيرا‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬ملاعب‭ ‬الطائرة‭ ‬بشقيها‭ ‬الداخلي‭ ‬والشاطئي‭ ‬مزدحمة‭ ‬بكوكبة‭ ‬من‭ ‬النجوم‭ ‬ليس‭ ‬المكان‭ ‬مناسبا‭ ‬لتعدادهم،‭ ‬وباختصار‭ ‬فقد‭ ‬أخذ‭ ‬الكابتن‭ ‬أسامة‭ ‬يضرب‭ ‬أخماسا‭ ‬في‭ ‬أسداس‭ ‬وقال‭ ‬لي‭ ‬بصريح‭ ‬العبارة‭: ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المستوى‭ ‬وصلنا‭ ‬لا‭ ‬استقبال‭ ‬ولا‭ ‬حسن‭ ‬تمركز‭ ‬دفاعي‭ ‬ولا‭.. ‬فبادلت‭ ‬كلامه‭ ‬بابتسامة‭ ‬عريضة‭ ‬قريبة‭ ‬إلى‭ ‬القهقهة‭ ‬وافترقنا‭ ‬على‭ ‬الخير‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا