تصوير- عبد الأمير السلاطنة
الحديث مع المعلق الرياضي توفيق عباس الزاكي، حديث عن دماثة الخلق في أرفع مستوياتها، مجتهد ويعشق كرة اليد التي أعطاها قرابة عشرين عاما من الوجود في ملاعبها، ومازال عشقه يلاحقها من وراء ميكرفون التعليق الرياضي، شرّفنا خلال الحوار معنا على صفحات «أخبار الخليج الرياضي» وحاولنا الولوج إلى عالمه من منافذ كرة اليد مرة، والتعليق الرياضي مرة ثانية، والكرة الطائرة مرة ثالثة، واجتهدنا خلال الأسئلة التي طرحناها عليه أن نستخرج منه ما نستطيع، وكانت معه هذه الوقفة.
} هل المنطقة التي كنت تسكنها كان لها تأثير عليك في بداية مشوارك الرياضي للانضمام إلى نادي القادسية ومزاولة كرة اليد خاصة؟
- نعم بحكم أنني كنت من قاطني منطقة السلمانية القريبة من النادي.
} نرى أن مركز حراسة المرمى في كرة اليد من المراكز الصعبة، فهل أنت وراء اختيار هذا المركز أم رشّحك إليه أحد مدرّبيك؟
- لقد وجدت نفسي بالصدفة حارسا لكرة اليد، وكان وراء ذلك أحد الجيران واسمه سالم محبوب، الذي طلب مني الوقوف في المرمى في أحد مباريات المنطقة، إذ دربني على بعض الأساسيات قبل المباراة، ونجحت في أول اختبار، وشاركت بعدها في دورة ودية كان يديرها تحكيميا حارس نادي القادسية عيسى المقلة الذي طلب مني حينها أن ألعب في النادي وكان عمري حينذاك 12 عاما.
} ما المواصفات الخاصة التي ينبغي أن تتوفر في حارس مرمى كرة اليد؟
- لابد أن يكون شجاعا، لأن جسمه كله معرض للكرة، وأن تكون لديه ردّة فعل قوية.
} هل ترى في نادي القادسية أنه مدرسة في كرة اليد أم مدرسة في تخريج حراس مرمى على مستوى عال أم الاثنين؟ وهل يمكن أن نتعرف على بعض الأسماء التي خرجها النادي سواء في حراسة المرمى أو بقية المراكز؟
- نعم يعد القادسية مدرسة في كرة اليد ومدرسة خاصة في تخريج حرّاس مرمى اللعبة، أمثال الأستاذ القدير الكابتن محمد المعتوق، وقاسم العلوي، وعيسى المقلة، وهناك لاعبون لهم أسماؤهم أمثال: سعد طرار والمرحوم محمد المرزوق، وليد رباح، سالم المرزوق، فتحي شهاب، سلطان جوهر، عيسى أحمد، عبد الجليل الزنجي (جلول) صلاح خلفان، حسن بهزاد، طارق المنيع، أكثر هذه الأسماء مثلت المنتخب الوطني.
} ما الأسباب التي جعلتك تتوجه إلى التعليق الرياضي وخاصة لعبة كرة اليد ولم تتجه إلى العمل التدريبي أو التحكيمي أو الإداري؟
- توجهي للتعليق الرياضي وخاصة لعبة كرة اليد لأنني أولا ابن هذه اللعبة التي أعشقها، وثقتي في نفسي بأنني قادر ومتمكن من إيصال أيّ معلومة تتعلق باللعبة، وسبق أن دخلت عالم التدريب وأنا صغير كمساعد لمدرب الشباب وكنت أشرف على تدريب حراس المرمى (الأشبال والناشئين في النادي) قبل التوقف لظروف العمل.
} هل ترى أن التعليق الرياضي إحساس أم معلومات؟
- التعليق هو وصف لما يقدم على أرضية الملعب من اللاعبين والمدربين وتفاعل الجماهير وتعابير الجماهير مع التطرق إلى الفنيات والأسلوب الذي يلعب به كل فريق، مع إضافة المعلومات كلما سنح الوقت.
} هل تتطرق خلال مسار التعليق على مباريات كرة اليد إلى الأمور الفنية؟
- بكل تأكيد إذ إنّ التطرق إلى الفنيات هو الأسلوب المحبب لي على اعتبار أنني ابن اللعبة، وهناك ومن يتابعني خلف الشاشة ويسمعني.
ومن مهمتي أن أقوم بالتوعية والتثقيف الفنيين، وهذا التوجه يكون محل استحسان اللاعبين وبعض المدربين لأنه يسهل أمورهم، ويضع أيديهم على بعض الأخطاء التي ارتكبت، وهذا يسهل عليهم مراجعة كل التفاصيل.
} زميلك الأستاذ زهير الضامن المعلق السعودي المعروف قال لنا في حواره الموسع على صفحات «أخبار الخليج الرياضي» بأن هناك أمورا مشتركة بين كرتي اليد والطائرة، فهل تتفق معه؟ وما هذه الأمور؟
- نعم هناك أمور مشتركة بين اللعبتين على شاكلة حوائط الصد، والارتقاء، وصناعة اللعب، واللعب التعاوني الجماعي.
} موقف صعب ولا تنساه حصل لك أثناء ما كنت حارسا لكرة اليد فما هو؟
- حصل ذلك في مباراة فريقنا أمام فريق باربار، إذ كنا متقدمين في النتيجة بفارق أربعة أهداف، وكنا نلعب بأربعة لاعبين وهم مكتملو العدد، ولم يتبق إلا دقيقتان على نهاية وقت المباراة، وكانوا يسجلون كل ثلاثين ثانية هدفا وصار الفارق هدفا واحدا، وانفرد بي أحد أفضل لاعبي باربار في الثواني الأخيرة لكني تصديت لكرته لنخرج فائزين في موقف كان صعبا علينا في الملعب.
} هل كرة اليد لعبة قوية تعتمد على القوة أم عنيفة؟ وضح ذلك للمتابعين.
- كرة اليد من الألعاب التي تعتمد على القوة والالتحامات، غير أنّ قانون اللعبة واضح للتخفيف من هذه الأمور فهناك الإيقافات والعقوبات التي تحدّ من درجة القوة المفرطة، ومن ناحية العنف فهي مثلها مثل أي لعبة تتخللها الالتحامات.
} هناك مدرسة في التعليق الرياضي يتجه من ينتمي إليها خلال التعليق إلى إعطاء المشاهد معلومات خارجية لها علاقة باللاعبين أو الأندية وأمور أخرى، فهل أنت من أنصار هذه المدرسة أم لديك رأي آخر؟
- من الصعوبة بمكان استعراض المعلومات في لعبة كرة اليد لأنها لعبة يتميز أسلوبها بالسرعة، فالهدف فيها يسجل خلال ثوان، بخلاف مثلا لعبة كرة القدم فهناك متسع من الوقت وبإمكان المعلق توزيع معلوماته، والوقت المخصص لكرة اليد ساعة واحدة مقسمة على شوطين، والكرة دائما ما تكون على حافة التسجيل، وهذا لا يمنحك وقتا لاستعراض المعلومات.
} لقد دخلت مؤخرا في تجربة التعليق على منافسات الكرة الطائرة بنصيحة من أخينا الجميل الأستاذ جعفر الفردان المعلق الإماراتي الغني عن التعريف، فكيف تصف لنا هذه التجربة؟ وهل هناك فرق في التعليق على اللعبتين؟
- تجربة رائعة ومهمة في مسيرتي، وكان وراءها تحفيز وتشجيع من الأستاذ والمعلق القدير جعفر الفردان وهو شخصية محببة لي وأتابعه باستمرار فهو يشكل مدرسة خاصة نتعلم منه كشخصية متواضعة، فله كل الشكر بمعية القائمين على قناة «سباي سبورت» لدعمهم لي شخصيا من خلال إتاحة الفرصة لي لمشاركتهم العمل وهذا بدون شك زادني تطويرا في الأداء.
وهناك فرق بين التعليق على كرة الطائرة عن التعليق على كرة اليد، فهناك اختلاف في المصطلحات، بين نقطة هنا وهدف هناك، وكذلك الفنيات والمهارات، وعلى المعلق أن يكيف نفسه، وتبقى كرة الطائرة لعبة مشوقة ومثيرة.
} هل هناك معلق رياضي اتخذته قدوة لك خلال بداية مشوار تعليقك الرياضي؟
- نعم.. هناك معلمي الأستاذ عقيل السيد الذي له فضل كبير على شخصي فهو من ساندني وشجعني، وكذلك المرحوم المعلق الرياضي الأستاذ محمد علي حسين (بوعدنان) إضافة إلى الأستاذ جعفر الفردان ولكل واحد منهم أسلوبه وطريقته الخاصة التي نتعلم منها.
} ومن ترى فيه أنه كان أستاذك في حراسة مرمى اليد؟ وماذا تعلمت منه؟
- طبعا أستاذي القدير والمدرب الكابتن محمد المعتوق الذي يمثل مدرسة بفنه وأخلاقه وفكره إذ تعلمنا منه الإخلاص والتفاني في حب النادي والتضحية، والاستماع للكل والثقة في الإمكانات الشخصية للوصول إلى النجاح.
} ما رأيك في حراس كرة اليد الحاليين؟ وهل ترى أن مستقبل الحراسة مطمئن؟
- حراسة كرة اليد لدينا لا خوف عليها، فهي في أيد أمينة، فلدينا حراس متميزون يأتي في مقدمتهم محمد عبد الحسين وهو من أفضل حراس القارة الآسيوية، وبات اسما كبيرا في سماء اللعبة عامة والحراسة على وجه التحديد، وهناك هشام أحمد القادم بقوة.
} ما منتخبك العالمي المفضل بعد المنتخب الوطني؟ ولماذا؟
- بكل تأكيد المنتخب الفرنسي (منتخب الديوك) فهذا المنتخب يمثل كل جماليات اللعبة وفنها في مختلف مراكز اللعبة، والألقاب التي حصدها تؤكد ذلك.
} كلمة تريد أن تقولها، ولمن تحب أن توجهها؟
أوجهها للأستاذ الفاضل محمد المعتوق (بومحمود) الذي وقف بجانبي داعما ومحفزا ومشجعا، والأستاذ عقيل السيد الذي لم يبخل علي في هذا الشأن بأي شيء، والأستاذ جعفر الفردان الذي ضاعف من ثقتي في نفسي من خلال استثمار إمكاناتي، وللقائمين على قناة «سباي سبورت» الذين فتحوا لي الأبواب على مصراعيها للبروز في التعليق على الكرة الطائرة، ولكل من ساندني ووقف بجانبي موجها ومشجعا، ولصاحب هذه السطور الذي أتاح لي حوارا ممتعا بطرحه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك