رغم مطالبة المدربين للاعبيهم بالحرص على تقليل ارتكاب الأخطاء في منافسات الكرة الطائرة ومنها الإرسال وخاصة في الأوقات الحساسة من الأشواط، رغم كلّ ذلك فإنّ اللاعبين بسبب وبدون سبب يتبارون في ارتكاب الأخطاء التي منها ما يوصف بالأخطاء القاتلة وخاصة عندما يأتي الارتكاب في توقيت حرج من الأشواط مما يكلف الفريق ثمنا باهظا، وقد حرص الملحق الرياضي في «أخبار الخليج» على رصد الإرسالات المهدرة في ثلاث مواجهات تضمنتها الجولة الثانية للدور السداسي من دوري عيسى بن راشد للكرة الطائرة.
خلال مباراة فريقي المحرق والنجمة التي استغرقت أربعة أشواط، وفاز فيها المحرق بثلاثة أشواط مقابل شوط، أضاع الفريقان 23 إرسالا، 12 منها من نصيب المحرق، 11 من نصيب فريق النجمة.
وفي مباراة الأهلي التي اقتصرت على ثلاثة أشواط فاز بها الأهلي، إذ ارتكب الفريقان الخطأ في إضاعة 13 إرسالا، 7 منها للأهلي و6 للنبيه صالح.
وفي مباراة النصر ودار كليب والتي امتدت لخمسة أشواط فاز فيها دار كليب بعد أن حسم الشوط الفاصل لفائدته، إذ تساوى الفريقان في عدد مرات إضاعة الإرسال، إذ أهدرا معا الإرسال 24 مرة، 12 مرة لكل فريق.
ونرى أنّ اللاعب يقع في الخطأ خلال المناسبات الرياضية منها مهارة الإرسال لثلاثة عوامل: ربما يكون اللاعب غير متقن من الأساس للمهارة، وقد يكون وراء ذلك غياب التركيز والصلابة الذهنية، وربما عدم إحساس اللاعب بالمسؤولية خلال توقيت ارتكاب الخطأ على وجه التحديد.
ثلاثة أسباب
قدم المحرق أداء جميلا أمام منافسه فريق النجمة، واستحق على أثره الفوز وأول ثلاث نقاط في الدور السداسي، وقلنا إنّ المحرق يدين في انتصاره الأول إلى الروح التي أدّى بها لاعبوه.
ولم تكن الروح وحدها هي التي تفوّق بها المحرق على منافسه، بل أيضا تحريك لاعبه أحمد عيسى للعب في مركز2 بدلا من مركز4، وقلنا حينها إنّ هذا كان قرارا موفقا ليس لأنّ اللاعب قدم أفضل مستوى له، ولكن من باب توظيف اللاعب في المكان الذي يتناسب وإمكاناته.
وثالث الأسباب يتمثل في البروز الذي سجله محترف صفوف الفريق «توماس غالو» الذي قدم مباراة هجومية لافتة رغم أيامه القليلة مع الفريق، إلا أنه يحسب له سرعة انسجامه مع عناصر الفريق، ولو كان اللاعب موجودا مع الفريق منذ فترة الإعداد لكان للمحرق كلمة أخرى، فغالو لاعب مهاري وقوي وقائد ومحفّز لزملائه.
أطراف النجمة
في لقاء النجمة ودار كليب قلنا إنّ عناصر النجمة قد دفعت ثمن أخطائها في النقاط الحساسة من الأشواط، وهذا ما أشار إليه لاعب الفريق حسين الجشي في تصريحه، وفي مباراة الفريق الثانية أمام المحرّق لم يكن لاعبو الأطراف في أحسن حالاتهم فكانوا يرتكبون الأخطاء في الوقت الذي كان الفريق يحتاج إليهم، ومن الطبيعي أن يقع السويدي جاكوب في الخطأ حينما يتحمل وحده العبء الهجومي، لأنه باختصار يرهق، فالنجمة يحتاج إلى تعدد الجبهات الهجومية.
توماس مارتن
سجل الأرجنتيني توماس مارتن مدرب النصر الجديد ظهوره الأول رفقة فريقه أمام دار كليب، ولا يمكن لأحد أن يوجه له إصبع اتهام واحدة على الخسارة التي تكبدها الفريق، إذ رغم أيامه القليلة شوهد خلال المباراة يوجه تعليماته للاعبيه، ومن المؤكد أنّ المباراة كشفت له أمورا كثيرة كان بعيدا عنها، ولو كان مارتن يعرف عناصره أو عناصر دار كليب أشد المعرفة لأشرك علي مرهون على سبيل المثال من البداية ولا ينتظر حتى الشوط الرابع.
إرسال دار كليب واستقبال النصر
في مباراة دار كليب والنصر، عرف الأول من أين يأكل كتف الثاني، ولم يكن أمام البرازيلي كاكاروتو إلا الضغط بالإرسال على استقبال لاعبي مركز4 في الفريق النصراوي جاسم تركي ويوسف خالد، ونجحت عناصر دار كليب بدون استثناء في زعزعة استقرار الكرة الأولى، ومع كل الأخطاء التي ارتكبها النصراويون عرفوا كيف يأخذون منافسهم إلى شوط فاصل، ويبقى السؤال: كيف سيكون حال المباراة لو كان استقبال النصراويين في أحسن حالاته؟
جماعية الأهلي وتعدد أوراقه
بات الأهلي يلعب بطريقة صارمة قوامها الأداء الجماعي، فكل لاعب له دور في أجزاء من الشوط والمباراة، فتسجيل النقاط ليس مقتصرا على لاعب بعينه، فنرى ناصر عنان وعلي إبراهيم وسيد محمود العبار وحسن الشاخوري ومحمد حبيب، كل هؤلاء لهم دور بطريقة وبأخرى في حصد نقاط الفريق.
وقلنا إنّ الأهلي في مباراته أمام النبيه صالح كتّف الأخير عبر الإرسال التكتيكي القصير وخاصة خلال وجود محمد جاسم في المنطقة الأمامية وهذا جعل اللاعب يقدم المستوى الأقل مقارنة بالمباريات السابقة، زد على ذلك أنّ الركيزة الأخرى سيد هاشم سيد عيسى هو الآخر كان خارج الفورمة إذ وقع فريسة كراته الطائشة، وهذا أثر نفسيا على الفريق الذي لم يكن أمامه إلا رفع الراية البيضاء في الشوط الثالث.
«جيبا» ينقذ.. ومرهون يعيد
لا يختلف اثنان شاهدا المباراة على أنّ دار كليب يدين بتفوقه على منافسه النصر إلى محمد يعقوب «جيبا» الذي قدم مباراة مثالية وخاصة على المستوى الهجومي الذي أتعب معه حوائط صد النصر على مدار الأشواط الخمسة التي استغرقتها المباراة، إذ تفنن «جيبا» على طريقته الخاصة في حصد النقاط.
ولا يختلف اثنان على أنّ مشاركة علي مرهون بدلا من زميله جاسم تركي قد أعادت الحياة إلى فريق النصر، ولو حالف الحظ النصر في الشوط الفاصل وكسب الشوط لقال الجميع إنّ النصر مدين بالفضل في انتصاره إلى ابن مرهون، غير أنّ كلمة «لو» لا محل لها من الإعراب في المنافسات الرياضية، فشكرا لجيبا لأنه أمتع الحضور، وشكرا لابن مرهون لأنه أعاد الحياة لفريقه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك