العدد : ١٦٨٣٧ - الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٧ - الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ شوّال ١٤٤٥هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

الرياضة فن وفن الرياضة

 

}‭ ‬لقد‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬لفتنا‭ ‬النظر‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬الأمور‭ ‬تحصل‭ ‬في‭ ‬ملاعب‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة،‭ ‬وكنا‭ ‬نمني‭ ‬النفس‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬من‭ ‬يوقف‭ ‬مهازلها،‭ ‬لأنها‭ ‬بكل‭ ‬صراحة‭ ‬تسيء‭ ‬للعبة،‭ ‬بل‭ ‬تنتقل‭ ‬عدواها‭ ‬إلى‭ ‬النشء‭ ‬القادم،‭ ‬ومع‭ ‬شديد‭ ‬الأسف‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬السلوكيات‭ ‬مازالت‭ ‬قائمة،‭ ‬هل‭ ‬لأن‭ ‬أصحابها‭ ‬لم‭ ‬يجدوا‭ ‬العين‭ ‬الحمراء؟‭ ‬أم‭ ‬على‭ ‬رؤوسهم‭ ‬‮«‬ريش»؟

من‭ ‬هذه‭ ‬الأمور،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬التمثيل‭ ‬وليس‭ ‬الحصر،‭ ‬أن‭ ‬تحدث‭ ‬معاكسات‭ ‬وحركات‭ ‬وسكنات‭ ‬بين‭ ‬اللاعبين‭ ‬تحت‭ ‬الشبكة،‭ ‬وقد‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬واحد،‭ ‬وعلى‭ ‬مرمى‭ ‬من‭ ‬عيون‭ ‬الحكام‭ ‬ومسامعهم،‭ ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬وكأن‭ ‬شيئا‭ ‬لم‭ ‬يحصل،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يلمح‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬من‭ ‬يجلس‭ ‬في‭ ‬المدرجات،‭ ‬نجد‭ ‬حكامنا‭ ‬يصدون‭ ‬عنها‭ ‬لأسباب‭ ‬لا‭ ‬يعرفها‭ ‬إلا‭ ‬هم‭ ‬وحدهم،‭ ‬وشخصيا‭ ‬وصلتني‭ ‬شكاوى‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مدرب‭ ‬ولاعب‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المصب،‭ ‬وطلبوا‭ ‬مني‭ ‬بإصرار‭ ‬أن‭ ‬أثيرها،‭ ‬فإلى‭ ‬متى‭ ‬نترك‭ ‬الفرصة‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬التصرفات‭ ‬المشينة‭ ‬تتسع‭ ‬رقعتها‭ ‬لتتحول‭ ‬إلى‭ ‬ثقافة‭ ‬في‭ ‬ملاعب‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة؟‭ ‬هل‭ ‬ننتظر‭ ‬أن‭ ‬تصطك‭ ‬الأسنة،‭ ‬وتتبادل‭ ‬اللكمات،‭ ‬ويختلط‭ ‬الحابل‭ ‬بالنابل‭ ‬حتى‭ ‬نحرك‭ ‬ساكنا؟‭ ‬نرجوكم‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬المسؤولية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬نظافة‭ ‬ملاعبنا‭ ‬تحركوا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يقع‭ ‬الفأس‭ ‬في‭ ‬الرأس‭.‬

 

}‭ ‬وسبق‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬أن‭ ‬لفتنا‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬بعض‭ ‬الحكام‭ ‬يرى‭ ‬في‭ ‬نفسه‭ ‬كأنه‭ ‬سيف‭ ‬مسلط‭ ‬على‭ ‬رقاب‭ ‬اللاعبين‭ ‬ومن‭ ‬تحت‭ ‬إمرته،‭ ‬من‭ ‬حقك‭ ‬أيها‭ ‬الحكم‭ ‬المبجل‭ ‬أن‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬صغيرة‭ ‬وكبيرة‭ ‬في‭ ‬المباراة،‭ ‬ومن‭ ‬حقك‭ ‬الذي‭ ‬نقف‭ ‬معك‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لك‭ ‬الكلمة‭ ‬الأولى‭ ‬والأخيرة،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬جملة‭ ‬بليغة‭ ‬في‭ ‬مضمونها‭ ‬ويحفظها‭ ‬الحكام‭ ‬أنفسهم‭ ‬عن‭ ‬ظهر‭ ‬قلب‭ ‬وهي‭ ‬‮«‬فن‭ ‬إخراج‭ ‬المباراة‮»‬‭ ‬فهل‭ ‬ضيق‭ ‬الصدر،‭ ‬والعبوس‭ ‬وإيماءات‭ ‬الوجه‭ ‬غير‭ ‬المقبولة‭ ‬وحركات‭ ‬اليد‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تأخذ‭ ‬المباراة‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان؟‭ ‬فهل‭ ‬يعتقد‭ ‬الحكم‭ ‬الذي‭ ‬يتمسك‭ ‬بهذه‭ ‬الأدوات‭ ‬المذكورة‭ ‬أنها‭ ‬تجعل‭ ‬منه‭ ‬حكما‭ ‬ذا‭ ‬شخصية،‭ ‬ويحسب‭ ‬له‭ ‬الجميع‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتهم‭ ‬اللاعبون‭ ‬ألف‭ ‬حساب؟‭ ‬أم‭ ‬الابتسامة‭ ‬والكلمة‭ ‬اللينة‭ ‬وانشراح‭ ‬الصدر‭ ‬وما‭ ‬شاكلها‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬حولك‭ ‬وكأن‭ ‬على‭ ‬رؤوسهم‭ ‬الطير؟‭ ‬فالرياضة‭ ‬فن،‭ ‬لعبها‭ ‬فن،‭ ‬وسلوكياتها‭ ‬فن،‭ ‬وتسييرها‭ ‬فن،‭ ‬ومشاهدتها‭ ‬فن،‭ ‬وكل‭ ‬شيء‭ ‬يفتقد‭ ‬الفنية‭ ‬والذوق‭ ‬يفقد‭ ‬قيمته‭ ‬وطعمه‭ ‬وراحته‭.‬

 

}‭ ‬شيء‭ ‬جميل‭ ‬ويسر‭ ‬الخاطر‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬لاعبينا‭ ‬الشباب‭ ‬يتألقون‭ ‬في‭ ‬المنافسات‭ ‬الرياضية‭ ‬الجامعية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التألق‭ ‬والتميز‭ ‬على‭ ‬مقاعد‭ ‬الدراسة،‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬المؤهلات‭ ‬العلمية‭ ‬العالية،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬نقطة‭ ‬مهمة‭ ‬تستحق‭ ‬منا‭ ‬التوقف‭ ‬عندها،‭ ‬وتتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬اللاعبين‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬أندية،‭ ‬وبعض‭ ‬هذه‭ ‬الأندية‭ ‬لها‭ ‬موقع‭ ‬على‭ ‬الخارطة‭ ‬التنافسية،‭ ‬ويمثل‭ ‬هؤلاء‭ ‬اللاعبون‭ ‬ركائز‭ ‬أساسا‭ ‬في‭ ‬فرقهم،‭ ‬والسؤال‭ ‬هنا‭: ‬ماذا‭ ‬لو‭ ‬تعرض‭ ‬أحد‭ ‬هؤلاء‭ ‬اللاعبين‭ ‬لمكروه‭ ‬وأصيب‭ ‬في‭ ‬مباريات‭ ‬التنافس‭ ‬الجامعي؟‭ ‬أليست‭ ‬الأندية‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬ستدفع‭ ‬الثمن؟‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مباريات‭ ‬الدوري‭ ‬الجامعي‭ ‬متزامنة‭ ‬مع‭ ‬منافسات‭ ‬اتحاد‭ ‬الطائرة،‭ ‬فلماذا‭ ‬لا‭ ‬يعاد‭ ‬النظر‭ ‬ويتم‭ ‬اختيار‭ ‬توقيت‭ ‬آخر؟

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا