الرباط – (أ ف ب): تظاهر آلاف المتضامنين مع الفلسطينيين في الرباط أمس الأحد تنديداً بحرب «الإبادة» في غزة ولمطالبة الحكومة بقطع علاقاتها مع إسرائيل. وسار المتظاهرون في شارع محمد الخامس في وسط العاصمة خلف لافتة رئيسية كتب عليها «ضدّ هولوكست غزة.. من أجل إسقاط التطبيع» حاملين الأعلام الفلسطينية.
وجرت التظاهرة بدعوة من «مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين» وهي ائتلاف يضمّ أحزاباً يسارية وحزب العدالة والتنمية الإسلامي. وردّد المتظاهرون هتافات تدين «الصهاينة القتلة» ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين «نتنياهو قاتل الصبيان»، ورفعوا لافتات بالعربية والإنجليزية تدعو إلى «وقف الحرب على أطفال غزة» وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. وأكّد المتظاهرون تأييدهم «المقاومة» الفلسطينية ضدّ إسرائيل «الإرهابية».
وقالت سوسن (41 عاماً) لوكالة فرانس برس: «أنا هنا لأعبّر عن مساندتي للشعب الفلسطيني والأطفال الذين يُقتلون والذين لا علاقة لهم بحماس. هذه إبادة.. نرى الأطفال يقتلون ويسمّون ذلك خسائر جانبية، كيف يمكن الحديث عن خسائر جانبية عندما نصل إلى 17 ألف قتيل! إنّها إبادة... يجب وقفها». وأفادت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس مساء السبت بمقتل 17700 شخص في قطاع غزة، نحو 70 بالمئة منهم من النساء والأطفال، منذ بدء الحرب.
واندلعت الحرب بعد هجوم مباغت شنّته حركة حماس الإسلامية في السابع من أكتوبر على البلدات الإسرائيلية الحدودية مع قطاع غزة، وأسفر عن مقتل 1200 شخصا معظمهم من المدنيين وفقا للسلطات الإسرائيلية. من جهتها، قالت حليمة شويكة (51 عاماً) إنّ «غزة المحاصرة منذ 17 عاماً تعيش أسوأ حرب إبادة بمباركة من الأمم المتحدة التي تعجز عن إصدار قرارات حاسمة لوقفها، ومشاركة الولايات المتحدة والدول الغربية».
وأضافت أنّ التظاهرة تهدف أيضاً إلى تجديد المطالبة «بإسقاط التطبيع» مع إسرائيل الذي أبرم أواخر عام 2020 برعاية أمريكية، من خلال اتفاق ثلاثي اعترفت بموجبه أيضاً الولايات المتحدة بسيادة المملكة على الصحراء الغربية المتنازع عليها بين الرباط وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.
وكثّف المغرب وإسرائيل تعاونهما على مستويات عدّة، لكنّ الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس تلقي بظلالها على هذا التعاون، حيث شهدت العديد من المدن المغربية تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين ومطالبة بقطع العلاقات مع إسرائيل، بينما كانت الدعوات للتظاهر ضد التطبيع تلاقي إقبالا محدودا قبل الحرب.
وعلى المستوى الرسمي قال الملك محمد السادس، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في 29 نوفمبر: «لقد أبانت الأعمال العسكرية الإسرائيلية الانتقامية في قطاع غزة عن انتهاكات جسيمة تتعارض مع أحكام القانون الدولي»، مؤكّداً «رفضنا وإدانتنا لكلّ التجاوزات وسياسة العقاب الجماعي والتهجير القسري ومحاولة فرض واقع جديد».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك