71 شهيدا و160 جريحا خلال 24 ساعة جراء قصف على وسط القطاع
قطاع غزة – الوكالات: واصلت إسرائيل عدوانها على قطاع غزة أمس، غداة استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضدّ قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى «وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية»، في ظلّ وضع إنساني مروّع، وفقاً لمنظمات غير حكومية.
ولقيت الخطوة الأمريكية إدانات أبرزها من تركيا والرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحكم قطاع غزة منذ عام 2007.
وأفادت وزارة الصحة التابعة لغزة بأنّ 71 شهيدا و160 جريحاً وصلوا خلال 24 ساعة إلى مستشفى الأقصى في دير البلح، عقب عمليات القصف التي استهدفت وسط قطاع غزة.
وفي آخر حصيلة نشرتها الوزارة أفادت عن استشهاد 17490 شخصاً في القطاع، معظمهم من النساء والأطفال.
وبعدما ركز جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومه البري في مرحلة أولى في شمال غزة وسع عملياته الأسبوع الماضي إلى الجنوب حيث يحتشد زهاء مليوني شخص باتوا محاصرين في بقعة تضيق مساحتها تدريجياً.
وقال الجيش أمس إنّ «العمليات في قطاع غزة مستمرّة»، مضيفاً أنّ «القوات البرية واصلت القتال في مواقع مختلفة».
من جهتها، أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس أنها أطلقت أمس دفعات جديدة من الصواريخ على مناطق في جنوب إسرائيل.
ووفق الأمم المتحدة، دُمّر أكثر من نصف المنازل أو تضرّر في الحرب على القطاع، حيث فرّ 1.9 مليون شخص من منازلهم، أو ما يشكّل 85 في المائة من السكان.
وقال محمود أبو ريان النازح من بيت لاهيا (شمال): «الجو بارد جداً والخيمة صغيرة جداً. ليس لدي سوى الملابس التي أرتديها. ومازلت لا أعرف ما هي الخطوة التالية».
وبموازاة ذلك، تزايدت بشكل ملحوظ بعض الأمراض المعدية مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادّة والالتهابات الجلدية، وسط الاكتظاظ وسوء الظروف الصحية في الملاجئ التابعة لوكالة الأمم المتحدة المخصّصة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في جنوب القطاع.
ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإنّ 14 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة، كانت لا تزال تعمل بالإمكانات المتوافرة لديها يوم الخميس.
في هذه الأثناء، سارعت المنظمات الإنسانية إلى إدانة الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن الدولي أمس.
واعتبرت منظمة أطباء بلا حدود أنّ عدم تحرّك مجلس الأمن الدولي يجعله «شريكاً في المجزرة» في قطاع غزة.
وعبّر سكان أحد أحياء رفح حيث دمّرت غارة إسرائيلية عددا من المباني عن غضبهم أمس بعد استخدام واشنطن حق النقض. وقال محمد الخطيب لفرانس برس: «ما هو القرار الذي وافق عليه مجلس الأمن ونفذه من أجل قضيّتنا والشعب الفلسطيني؟».
وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان الفيتو الأمريكي محمّلاً الولايات المتحدة مسؤولية «ما يسيل من دماء» في القطاع.
كما أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوجان الفيتو الأمريكي. وقال بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان: «منذ السابع من أكتوبر، تحول مجلس الأمن الدولي الى مجلس لحماية إسرائيل والدفاع عنها».
وكان مشروع القرار يوم الجمعة الخامس الذي يرفضه المجلس منذ بداية العدوان، في ظل انقسامه إلى حد كبير منذ سنوات حول النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وصرّح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الجمعة بأنّ «كلّ هذا يحدث في سياق إنساني مروّع»، مشيراً إلى أنّ «الناس يائسون وخائفون وغاضبون».
واتجه جزء كبير من السكان الذين شرّدتهم الحرب، البالغ عددهم 1.9 مليون نسمة، إلى جنوب القطاع، لتتحوّل رفح الحدودية مع مصر إلى مخيّم ضخم للاجئين.
ولا تزال محافظة رفح المنطقة الوحيدة في غزة التي يتم فيها توزيع مساعدات محدودة. وفي محافظة خانيونس توقف توزيع المساعدات في الأيام الأخيرة في ظلّ اشتداد الأعمال الحربية والقيود المفروضة على التنقل على طول الطرق الرئيسية، باستثناء عمليات توصيل الوقود المحدودة لمقدّمي الخدمات الرئيسيين.
وفي مستشفى ناصر بخانيونس، أفاد مراسل وكالة فرانس برس بأنّ الجرحى، بعضهم من الأطفال، كانوا يتلقّون العلاج على الأرض.
أما في رفح فقد كان السكان يفتّشون بين الأنقاض بعد الضربات الجوية التي طالت حيّهم، لينقذوا ما يمكنهم إنقاذه، مثل البطانيّات.
وقال فايز نصيري لوكالة فرانس برس في مستشفى النجار في رفح: «لقد هربنا من مدينة غزة باتجاه خانيونس ثمّ رفح، ولكن أين يمكننا أن نذهب بعد ذلك».
وفي شمال قطاع غزة بات السكان يضطرون إلى دفن الضحايا في سوق مخيّم جباليا حيث يتمّ حفر القبور على عجل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك