كثيرا بل دائما ما ينبه مدربو وفنيو الكرة الطائرة لاعبي فرقهم إلى التقليل من ارتكاب الأخطاء المباشرة، ورغم تلك التنبيهات المستمرة فإنّ الأخطاء مستمرة في الوقوع، وإذا كانت كثرة الأخطاء المباشرة مكلفة غير أنّ توقيت الوقوع في الخطأ يكون ثمنه باهضا، ورغم الأخطاء الكثيرة التي ترتكب بسبب أو بدون أي سبب، وكثيرا منها تكون سهلة وربما لا تصدر عن لاعب مبتدئ، ورغم ذلك وبدلا من جلد الذّات وتحمل المسؤولية الذاتية، نلجأ إلى النغمة الشائعة المتمثلة في توجيه أصابع الاتهام للتحكيم ونحمله مسؤولية الخسارة حتى لو أنّ التحكيم فعليا وقع في براثن الخطأ، ولكن لماذا نرى التحكيم عندما يخطئ ونصدّ عن أخطائنا التي كثيرا ما نجد لها المبررات؟
والمنطق يفرض على اللاعبين بصفة عامة أن يكونوا أكثر حرصا على تقليل الأخطاء وخاصة متى كانت المباراة ذات أهمية وتتوقف عليها أمور مفصلية، لأنّ الخطأ الواحد قد يغير بوصلة الشوط بل المباراة بأكملها، والأخطاء التي يقع في فخّها اللاعبون أحيانا هم مسؤولون عنها مباشرة بسبب نقص في المهارة أو في ثقافة اللعبة أو التجربة أو غياب التحصين الذهني، وهناك أخطاء تكون بفعل فاعل ويقف وراءها الخصم الذي من خلال قراءة خصمه عرف كيف يوقعه في الخطأ وهنا تأتي الشطارة والفطنة.
وبعيدا عن المقدمة التي أسهبنا فيها، فقد حرصنا في «أخبار الخليج الرياضي» على رصد الأخطاء التي ارتكبت في مباراتي «النصر والنجمة» و«دار كليب والنبيه صالح» ضمن منافسات الجولة السادسة من دوري عيسى بن راشد العام للكرة الطائرة، وكلتا المباراتين قد انتهت نتيجتهما كما هو معروف لصالح فريقي «النصر ودار كليب»، وكلتا المباراتين امتدتا إلى أربعة أشواط.
الأرقام تتكلم
في لقاء «النصر والنجمة» ارتكب الفريقان على مدار الأشواط الأربعة التي استغرقتها المباراة (57 خطأ مباشرا) 20 خطأ في الشوط الأول منها 11 خطأ من النجمة و9 أخطاء من النصر، و16 خطأ في الشوط الثاني منها 6 أخطاء من النجمة و10 أخطاء من النصر، وتساوت أخطاء الفريقين في الشوط الثالث ولكل منهما 5 أخطاء، و11 خطأ في الشوط الرابع 8 منها للنجمة و3 للنصر.
وجاءت أخطاء النصر والنجمة على النحو الآتي: 31 إرسالا ضائعا من الفريقين، 17 من النجمة 14 من النصر، و12 هجوما، 5 منها من النجمة و7 من النصر، وسبعة استقبالات، منها 4 للنجمة و3 للنصر، و2 تعد و2 لمس شبك من النجمة و2 لمس شبك و1 كرة مزدوجة من النصر.
وفي لقاء دار كليب والنبيه صالح الذي امتد إلى أربعة أشواط فقد شهد اللقاء وقوع لاعبي الفريقين في 68 خطأ مباشر 34 لكل منهما، 32 إرسالا ضائعا، 17 من دار كليب، و15 من النبيه صالح، و18 هجوما منها 11 للنبيه صالح و7 لدار كليب، و10 استقبال 7 من دار كليب و3 من النبيه صالح، و7 لمسات للشبكة منها 4 للنبيه صالح و3 لدار كليب، ودوران واحد على النبيه صالح.
الخلاصة
من خلال القراءة الرقمية للأخطاء التي ارتكبتها الأندية الأربعة في المباراتين المذكورتين نرى فيها أن عدد الأخطاء مرتفع سواء كانت تحت مبرّر تكتيكي كالمجازفة بالإرسال على سبيل التمثيل أو غيره، ومنافسات دوري عيسى بن راشد (الدور السداسي) على الأبواب، وكل مباراة فيه مهمة في ذاتها، ولا تتحمل مثل هذا العدد من الأخطاء تحت أيّ مبرر، لأنها في نهاية الطواف سيكون ثمنها باهظا ومكلفا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك