رام الله - (أ ف ب): وقف الفلسطيني أحمد عبدالعزيز مع ولديه والآلاف غيرهم قرب بلدية البيرة في الضفة الغربية للمشاركة في استقبال مجموعة من الفتية الذين أطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية في إطار اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس. وقال أحمد (63 عاما)، والابتسامة على وجهه، إنه لا يعرف أحدا من الذين تمّ الإفراج عنهم، لكنه قدم إلى موقع الاستقبال «تضامنا وحبا لما قامت به حركة حماس».
وعلى مقربة من مقر السلطة الفلسطينية ورئيسها وزعيم حركة فتح محمود عباس، حمل عشرات الشبان رايات حركة حماس الخضراء عند نزول الفتية من حافلة الصليب الأحمر الدولي، وهتفوا لحركة حماس وتأييدا لكتائب عزّ الدين القسام الجناح العسكري للحركة الفلسطينية. ومن الهتافات «بيقولوا حماس إرهابية، كل الشعب حمساوية».
وقال أحمد: «أنا لست مع حركة حماس ولا مع حركة فتح، لكن أن يتم إطلاق سراح هؤلاء الشبان الصغار عن طريق المقاومة في غزة شيء جميل، وفرحة أهالي الأسرى هذه ومشاركة الناس تدفعانني الى تأييد حركة حماس فيما تقوم به». وظهرت خلال الاحتفال الذي استمر يوم السبت حتى بعد منتصف الليل رايات لحركة فتح، لكن بأعداد قليلة مقارنة برايات حركة حماس. وجرت احتفالات مماثلة يومي الجمعة والأحد في مناطق أخرى من الضفة الغربية حيث كانت الشرطة الفلسطينية تتعرض غالبا لكل من يرفع علم حماس. وأطلقت إسرائيل منذ يوم الجمعة على ثلاث دفعات 117 معتقلا فلسطينيا من سجونها من النساء والفتيان تحت سن 19 عاما، بمعدل 39 معتقلا كل يوم، عادوا الى الضفة الغربية والقدس الشرقية. ويأتي ذلك بموجب اتفاق هدنة أربعة أيام توقفت خلاله الأعمال العسكرية بين حركة حماس وإسرائيل بعد سبعة أسابيع من حرب مدمرة.
وأفرجت حركة حماس بموجب الاتفاق عن 39 من الرهائن الإسرائيليين وبعضهم مزدوجو الجنسية، الذين كانت قد خطفتهم خلال هجومها غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر. كما أفرجت عن 19 آخرين من خارج الاتفاق. وينتمي رئيس بلدية البيرة الى حركة حماس، وقد اعتقله الجيش الإسرائيلي في بداية الحرب.
وعن الهجوم الدامي الذي قامت به حماس في السابع من أكتوبر واستهدف مدنيين وعزل تعرضوا للقتل أو الأسر من دون تمييز، قال طارق العملة الذي شارك في الاستقبال: «كان ذلك ردة فعل ليس من حماس وإنما من الشعب الفلسطيني، جراء الاعتداءات اليومية التي يتعرض لها من الجيش الاسرائيلي والمستوطنين».
وأكد جهاد عيوش الذي يحمل أيضا الجنسية الأمريكية من جهته: «القضية لم تبدأ في السابع من أكتوبر، القضية تعود الى قبل ذلك. والسؤال المهم ماذا كانت تفعل إسرائيل بالفلسطينيين من قبل؟». وتحتل إسرائيل منذ عام 1967 الضفة الغربية، وتنفذ فيها بانتظام مداهمات واعتقالات تتخللها مواجهات عنيفة مع فلسطينيين. وتقول إسرائيل إنها تقوم بعمليات بحث عن مطلوبين تتهمهم بتنفيذ أو التخطيط لهجمات ضد إسرائيليين.
ويزداد عدد المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ولا سيما منذ وصول بنيامين نتنياهو الى رأس الحكومة الإسرائيلية. وفي القدس الشرقية منعت إسرائيل كل مظاهر الاحتفال بخروج المعتقلين. وليس بين المفرج عنهم رموز أو قياديون فلسطينيون، غير أن حجم الحشود عند كل استقبال يشير الى اهتمام «جماهيري كبير بالعملية نفسها وليس بالأشخاص»، كما يقول الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب.
ويضيف حرب: «صمود حماس في غزة والإطلاق المتوقع لأسرى آخرين في صفقات قادمة سيضاعف نسبة تأييد حركة حماس بين الفلسطينيين بشكل كبير يوازي التأييد الذي حظيت به حركة فتح بعد معركة الكرامة في عام 1968». ويعلّق الفلسطينيون آمالا كبيرة على عمليات تبادل ستحصل مقابل جنود تحتجزهم حماس بين الرهائن. ويأملون ان يتم الإفراج عن أصحاب الأحكام العالية والقيادات السياسية التي من الممكن ان يكون لها تأثير على المرحلة السياسية المقبلة، من بينهم القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي وأمين عام الجبهة الشعبية أحمد سعدات وقيادات من حركة حماس.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك