العدد : ١٦٨٤٦ - الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٦ - الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ شوّال ١٤٤٥هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

تصريح بحاجة إلى توضيح..!!

للمثل‭ ‬المعروف‭ ‬والمتداول‭: ((‬وفسر‭ ‬الماء‭ ‬بعد‭ ‬الجهد‭ ‬بالماء‭)) ‬قصة‭ ‬شهيرة،‭ ‬نرويها‭ ‬كما‭ ‬قرأناها،‭ ‬حيث‭ ‬يقال‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬قديم‭ ‬الزمان‭ ‬استدعى‭ ‬أحد‭ ‬السلاطين‭ ‬أحد‭ ‬العلماء‭ ‬ليفسر‭ ‬له‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬الماء؟‭ ‬فقال‭ ‬له‭ ‬العالم‭: ‬جواب‭ ‬سؤالك‭ ‬عندي‭ ‬يا‭ ‬سيدي،‭ ‬إن‭ ‬الماء‭ ‬هو‭... ‬وبدأ‭ ‬العالم‭ ‬بشرح‭ ‬الماء‭ ‬ومكوناته،‭ ‬وتركيبته،‭ ‬وأخذ‭ ‬منه‭ ‬الشرح‭ ‬وقتًا‭ ‬طويلًا،‭ ‬وبعد‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬السرد‭ ‬المتواصل‭ ‬قال‭: ‬يا‭ ‬مولاي،‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬أقول‭: ‬الماء‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬ماء‭.‬

فقال‭ ‬له‭ ‬السلطان‭: ‬عجبًا‭ ‬لك‭ ‬يا‭ ‬رجل‭! ‬فسرت‭ ‬الماء‭ ‬بعد‭ ‬الجهد‭ ‬بالماء‭! ‬اذهب‭ ‬فلن‭ ‬أعطيك‭ ‬شيئًا‭. ‬ثم‭ ‬انصرف‭ ‬العالم‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬بذله‭ ‬من‭ ‬مجهود‭.. ‬ولما‭ ‬انتشرت‭ ‬القصة‭ ‬على‭ ‬مسامع‭ ‬الناس،‭ ‬صارت‭ ‬جملة‭: ‬‮«‬فسر‭ ‬الماء‭ ‬بعد‭ ‬الجهد‭ ‬بالماء‮»‬،‭ ‬مثلاً‭ ‬شهيراً‭ ‬تناقلته‭ ‬الأجيال‭. ‬

طوال‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬كانت‭ ‬تصلني‭ ‬مسجات‭ ‬ورسائل‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬حول‭ ‬تطعيم‭ ‬أبنائهم‭ ‬في‭ ‬المدارس،‭ ‬وهواجسهم‭ ‬من‭ ‬مضار‭ ‬وتداعيات‭ ‬نوعية‭ ‬ذلك‭ ‬التطعيم‭.. ‬وكنت‭ ‬أدرك‭ ‬أن‭ ‬مخاوف‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬طبيعية،‭ ‬وبحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تطمين‭ ‬مباشر‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة،‭ ‬ولا‭ ‬داعي‭ ‬لإثارة‭ ‬الموضوع‭ ‬علنا،‭ ‬وخلق‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬‮«‬البلبلة‭ ‬والهلع‮»‬‭ ‬في‭ ‬الشارع،‭ ‬حول‭ ‬موضوع‭ ‬طبيعي‭ ‬روتيني،‭ ‬صحي‭ ‬ووقائي‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هواجس‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬تناقلها‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬و‮«‬قروبات‭ ‬الواتساب‮»‬،‭ ‬وبالتأكيد‭ ‬قد‭ ‬أطلع‭ ‬عليها‭ ‬المعنيون‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬ولذلك‭ ‬جاء‭ ‬تصريح‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬بالأمس‭ ‬حول‭ ‬اللقاح‭ ‬المضاد‭ ‬لفيروس‭ ‬الورم‭ ‬الحليمي‭ ‬البشري،‭ ‬الذي‭ ‬يعطى‭ ‬روتينياً‭ ‬للإناث‭ ‬والذكور‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين،‭ ‬عند‭ ‬سن‭ ‬12‭-‬13‭ ‬عامًا‭ ‬للوقاية‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأمراض‭ ‬ومضاعفاتها‭.‬

مدير‭ ‬إدارة‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تضع‭ ‬في‭ ‬أعلى‭ ‬أولوياتها‭ ‬توفير‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬لجميع‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭.. ‬والجهود‭ ‬الرامية‭ ‬لتسخير‭ ‬كافة‭ ‬الجهود‭ ‬لحفظ‭ ‬صحة‭ ‬وسلامة‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬أفضل‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬وخصوصاً‭ ‬الخدمات‭ ‬الوقائية‭.‬

مدير‭ ‬إدارة‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬مواصلة‭ ‬تنفيذ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬الصحية،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬مشروع‭ ‬مكافحة‭ ‬السرطانات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالإصابة‭ ‬بفيروس‭ ‬الورم‭ ‬الحليمي‭ ‬البشري،‭ ‬وأن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬قد‭ ‬خطت‭ ‬خطوات‭ ‬رائدة‭ ‬وسباقة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التصدي‭ ‬للأمراض‭ ‬المعدية‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬الجوائح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إدخال‭ ‬اللقاحات‭ ‬في‭ ‬البرنامج‭ ‬الوطني‭ ‬للتحصين‭.‬

مدير‭ ‬إدارة‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اللقاح‭ ‬المضاد‭ ‬لفيروس‭ ‬الورم‭ ‬الحليمي‭ ‬البشري،‭ ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬السرطانات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالفيروس،‭ ‬جاء‭ ‬ليعكس‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬وتطبيق‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬الصحية‭.‬

مدير‭ ‬إدارة‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬أفاد‭ ‬بأن‭ ‬فيروس‭ ‬الورم‭ ‬الحليمي‭ ‬البشري‭ ‬هو‭ ‬عدوى‭ ‬قد‭ ‬تصيب‭ ‬الإناث‭ ‬والذكور‭ ‬في‭ ‬حياتهم،‭ ‬ويتماثل‭ ‬بنسبة‭ ‬90%‭ ‬منهم‭ ‬للشفاء‭ ‬التلقائي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الفيروس‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬أنواع‭ ‬من‭ ‬السرطانات‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬سرطان‭ ‬عنق‭ ‬الرحم‭ ‬عند‭ ‬النساء،‭ ‬وسرطان‭ ‬الفم‭ ‬والبلعوم‭ ‬لدى‭ ‬الذكور‭ ‬والإناث،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬السرطانات‭ ‬المرتبطة‭ ‬به‭.‬

مدير‭ ‬إدارة‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬قال‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬عن‭ ‬اللقاح‭ ‬وعن‭ ‬التطعيم‭.. ‬وقال‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬عن‭ ‬جهود‭ ‬الدولة‭ ‬وعن‭ ‬الوزارة‭.. ‬ولكنه‭ ‬لم‭ ‬يقل‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬يفيد‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬وطمأنتهم،‭ ‬وطمأنة‭ ‬أبنائهم‭.. ‬لذلك‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬التصريح‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬توضيح،‭ ‬مباشر‭ ‬ومبسط‭.. ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬تفسير‭ ‬الماء‭ ‬بعد‭ ‬الجهد‭ ‬بالماء‭..!!‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا