قطاع غزة - الوكالات: أعلنت وزارة الخارجية القطرية مساء أمس نجاح الاتصالات القطرية المصرية في تذليل عقبات تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس في ثاني أيام الهدنة بقطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري عبر منصة «إكس» إنه «بعد تأخر في تنفيذ الإفراج عن الأسرى من الجانبين، تم تذليل العقبات عبر الاتصالات القطرية المصرية مع الجانبين».
وفي وقت لاحق من مساء امس وصلت الى مصر الدفعة الثانية من الرهائن الذين افرجت عنهم حركة حماس من قطاع غزة، بحسب مشاهد عرضها التلفزيون المصري.
وافادت السلطات المصرية والاسرائيلية ان حماس افرجت عن 13 رهينة اسرائيلية و4 تايلانديين.
وكانت حركة حماس قد أعلنت في وقت سابق من مساء امس تأخير عملية الإفراج عن الدفعة الثانية من الرهائن المحتجزين لديها منذ هجومها على اسرائيل الشهر الماضي، متهمة الإحتلال «بعدم الالتزام ببنود» اتفاق الهدنة الذي يشمل وقفا لإطلاق النار وتبادل رهائن وأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وبعد وقت قصير من إعلان مصدر في حركة حماس بدء عملية الإفراج عن الدفعة الثانية من الرهائن، قالت كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، «تقرّر تأخير إطلاق سراح الدفعة الثانية من الأسرى حتى يلتزم الاحتلال ببنود الاتفاق المتعلقة بإدخال الشاحنات الإغاثية لشمال القطاع، وعدم الالتزام بمعايير إطلاق سراح الأسرى المتفق عليها».
وأعلنت سلطات السجون الإسرائيلية إطلاق سراح ٣٩ أسيرا فلسطينيا بموجب الاتفاق.
في الوقت ذاته افادت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد أربعة فلسطينيين السبت برصاص الجيش الاسرائيلي في مدينة جنين وبلدة قباطية شمال الضفة الغربية المحتلة وفي البيرة جنوبها.
وكان اليوم الأول الجمعة شهد إفراج حماس عن 13 رهينة من النساء والأطفال الإسرائيليين، بالإضافة الى عشرة تايلانديين وفيليبيني أفرجت عنهم الحركة الفلسطينية من خارج الاتفاق المبرم بوساطة قطرية.
وأطلقت إسرائيل 39 معتقلا فلسطينيا من النساء والأطفال.
واقتادت حماس وفصائل فلسطينيّة أخرى معها يوم تنفيذ الهجوم غير المسبوق على إسرائيل قرابة 240 رهينة من مناطق محاذية لقطاع غزة.
وتبدو الهدنة صامدة في يومها الثاني. إذ أوقفت حماس إطلاق الصواريخ في اتجاه إسرائيل، كما أوقف الجيش الإسرائيلي قصفه على غزة وعملياته العسكرية داخل القطاع.
وقال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر ضياء رشوان الذي تشارك بلاده في الوساطة، إن هناك «اتصالات مصرية مكثفة تجري حاليا مع كل الأطراف، لتمديد فترة الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لمدة يوم أو يومين إضافيين، بما يعني الإفراج عن مزيد من المحتجزين في غزة والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية».
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي هيرزي هاليفي أمس «سنعود فور انتهاء وقف إطلاق النار الى هجومنا في غزة، الى عملياتنا، لأننا نفعل هذا أيضا لتفكيك حماس، ولإيجاد أكبر قدر من الضغط من أجل إعادة أكبر عدد من الرهائن، وصولا الى آخر واحد منهم».
ويقدّر الجيش الإسرائيلي أن هناك 215 رهينة ما زالوا في غزة.
ونص الاتفاق الذي تم بوساطة قطرية ومشاركة الولايات المتحدة ومصر، على الإفراج عن خمسين رهينة مقابل 150 اسيرا فلسطينيا.
وأكدّ وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أمس رغبة بلاده في أن تتحول هدنة الأيام الأربعة بين إسرائيل وحركة حماس الى «وقف دائم لإطلاق النار».
وطلبت السلطات الإسرائيلية من وسائل الإعلام عدم التواصل مع الرهائن المفرج عنهم وعائلاتهم واحترام خصوصيتهم في هذا الوقت.
في الضفة الغربية المحتلة، رافقت مظاهر البهجة عودة الأسرى الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم إسرائيل، لا سيما في بيتونيا ومخيم نابلس للاجئين.
واستقبلت حشود كبيرة أسرى فلسطينيين لدى وصولهم الى بيتونيا الجمعة. وأطلقت مفرقعات نارية أضاءت السماء في المكان. ورفع المشاركون عددا من المفرج عنهم على أكتافهم ولوحوا بأعلام فلسطين ورايات حركتي حماس وفتح، وفق لقطات فيديو لفرانس برس.
في القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967، حظرت السلطات الإسرائيلية أي احتفال.
في مستشفيات جنوب قطاع غزة، تواصل قوافل من سيارات الإسعاف إجلاء المصابين من مستشفيات الشمال.
وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة أنه «لا يوجد سعة فيها لاستيعاب من يتم نقلهم إليها». وأضاف انها تفتقد «لأي مقومات صحية لاستقبال المصابين». ولا تزال أعداد كبيرة من النازحين في الجنوب يحاولون العودة إلى بيوتهم في مناطق أخرى، منها في الشمال الذي تعتبره إسرائيل منطقة عمليات عسكرية وتمنع العودة اليها.
وقد أستشهد شخص الجمعة في إطلاق نار إسرائيلي على مجموعات كانت تحاول العودة، وأصيب العشرات بجروح، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). وأصيب سبعة اشخاص بجروح السبت في حوادث مماثلة، وفق وزارة الصحة بغزة. وتضرّر أو دمّر أكثر من نصف المساكن في قطاع غزة، وفق الأمم المتحدة. وتوزعت شاحنات مساعدات كانت دخلت الجمعة الى قطاع غزة أمس بين مناطق عدة في القطاع المحاصر، وفق ما قال مصورو وكالة فرانس برس. وكان يفترض أن تدخل دفعة جديدة من المساعدات أمس عبر معبر رفح مع مصر، وهو بند مشمول أيضا في الاتفاق. ودخلت الجمعة 200 شاحنة محملة مساعدات إلى غزة، حسب وحدة تنسيق الشؤون المدنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية. على الجبهة الشمالية، أعلنت إسرائيل أمس أنها أسقطت صاروخا أطلق من جنوب لبنان في اتجاه مسيرة إسرائيلية.
وردت إسرائيل بقصف جوي على بنى تحتية لحزب الله. وكانت الحدود اللبنانية الإسرائيلية شهدت تصعيدا طيلة الأسابيع السبعة الماضية وتبادل قصف.
إلا ان هدوءا الى حد كبير يسود منذ فجر الجمعة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك