الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
تعيينات الشباب والتطوير الحكومي
منذ أيام جمعني لقاء مع أحد المسؤولين الأفاضل، إثر تعيينه مؤخرا في موقعه الجديد، وقد أعجبني كلامه بأنه وجد في المؤسسة الحكومية، خبرات مخلصة، وطاقات شبابية، ومنظومة عمل متطورة، وجهود متميزة، قام بها من سبقه، وأن التكليف أمانة وطنية، وأن المسؤولية عظيمة وكبيرة، من أجل تحقيق الهدف المنشود.
التطوير.. التغيير.. التدوير.. التكليف.. التعيين.. جميعها وغيرها كثير، تصب في مفهوم العمل الإداري الحيوي، الهادف إلى التقدم ونقل الخبرات، وضخ الدماء الجديدة في دعم حراك منظومة العمل المؤسسي، بجانب التشجيع على التنافسية الإيجابية بين الموظفين، لخدمة الوطن والمجتمع والمواطن.
تابعنا في الأيام الماضية القرارات السامية والحكومية الكريمة، كما نتابع دائما، من حراك نشط، مدروس وممنهج في مملكة البحرين، داخل مؤسسات الحكومة، ولربما لاحظ الجميع أن النصيب الأكبر من القرارات للوجوه الشبابية -رجال ونساء- بجانب أصحاب الخبرات، وتلك ميزة في منظومة العمل الحكومي الجديد، والرؤية الحكيمة من أجل التطوير الدائم والمستدام.
في أي مؤسسة إدارية ناجحة وحيوية، تكون الكفاءة والثقة والخبرة، والتطلع نحو التطوير والتقدم، هي من أبرز دواعي القرارات السليمة، ورسالة واضحة للجميع أن التميز والإنجاز، والإتقان والإبداع، هي مرتكزات أساسية في تقييم أداء المهام والمسؤوليات.. وهي تكليف أكثر من كونها تشريف.
كما أن منهجية العمل الحكومي الجديدة، أضافت ثقافة إدارية رائدة، لم تكن موجودة من قبل، في لقاء أي مسؤول جديد مع المسؤول السابق، لتعزيز ثقافة مهمة بأن المؤسسة باقية، والوطن هو الأساس، وأن الجميع جنود لخدمة الوطن، وتحت رهن الإشارة لأي موقع وتكليف وقرار، تمام كما هو ترسيخ ثقافة التقدير، لكل مسؤول أدى واجباته بكل إخلاص وتفان.
هي رسالة مجتمعية فاعلة، بأن المناصب لا تدوم، والوظيفة ليست حكرا على أحد، وليس شرطا أن أي قرار في التغيير والتدوير والتعيين، بسبب عدم الرضا عن أداء قيادي أو مسؤول، بل في كثير من الأحيان تكون تلك القرارات من أجل نقل تجربة إدارية ناجحة إلى موقع ومؤسسة أخرى، ليزداد النجاح ويتضاعف الإنجاز.. وكذلك في تحريك وتنشيط عمل المؤسسة بدماء جديدة.. وحدهم فقط أصحاب التحليلات والإسقاطات، قد يفسرون بعض القرارات في غير محلها.
كلمة شكر واجبة لكل من أدى مسؤولياته بكل أمانة وإخلاص.. ونصيحة حق ملزمة لكل من نال شرف التكليف الوطني.. ابدأ من حيث انتهى الآخرون، واستفد من الطاقات والكفاءات، وضاعف العمل والإنجاز بروح الفريق الواحد، وتجنب الأخطاء أيا كان نوعها وشكلها.. واترك الأثر الطيب الذي ستتركه بعد رحيلك عن موقعك ذات يوم.. فهذا ناموس الحياة وطبيعة الأشياء.
وأعلم أن أعظم نصيحة إدارية هي: افتح عينك على الحقائق، وأغلق أذنك عن الوشاة.. وستجد نفسك ناجحا ومحبوبا، ولديك فريق عمل متجانس ومتميز.. ولا داعي لأن أقول لك إن العكس صحيح كذلك.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك