العدد : ١٦٨٥٨ - الأحد ١٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٨ - الأحد ١٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

لماذا أستحق التكريم

رغم‭ ‬أنني‭ ‬لست‭ ‬ممن‭ ‬يحتفلون‭ ‬برأس‭ ‬السنة‭ ‬او‭ ‬قعرها،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬شديد‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تورده‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات‭ ‬بنهاية‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬عن‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬تحققت،‭ ‬ولا‭ ‬أعبأ‭ ‬بتكهنات‭ ‬ماغي‭ ‬فرح‭ ‬ومن‭ ‬على‭ ‬شاكلتها‭ ‬من‭ ‬الدجالين‭ ‬بشأن‭ ‬أحداث‭ ‬قد‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الجديد،‭ ‬ولكنني‭ ‬وعند‭ ‬نهاية‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬تقويمي‭ (‬رجاء‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عاما‭ ‬ميلاديا‭ ‬لأن‭ ‬المسيح‭ ‬لم‭ ‬يولد‭ ‬قبل‭ ‬2023‭ ‬سنة‭) ‬أصاب‭ ‬بالإحباط‭ ‬لأن‭ ‬الصحف‭ ‬تتبارى‭ ‬لنشر‭ ‬أسماء‭ ‬الشخصيات‭ ‬المميزة‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الموشك‭ ‬على‭ ‬الانقضاء،‭ ‬ولا‭ ‬أجد‭ ‬اسمي‭ ‬بينها،‭ ‬بينما‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬أسبوع‭ ‬أخرج‭ ‬على‭ ‬القراء‭ ‬بنظرية‭ ‬جديدة‭ ‬وفكرة‭ ‬عبقرية،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬‮«‬حياء‮»‬‭ ‬لمن‭ ‬تنادي‭: ‬اختاروا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬شخصاً‭ ‬اسمه‭ ‬أحمد‭ ‬زويل‭ ‬كشخصية‭ ‬علمية‭ ‬لذات‭ ‬لعام،‭ ‬لأنه‭ ‬اكتشف‭ ‬شيئاً‭ ‬اسمه‭ ‬الفيمتو‭-‬ثانية،‭ ‬طيب‭ ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬يختاروا‭ ‬من‭ ‬اكتشف‭ ‬الفيمتو‭ ‬نفسه؟‭ ‬ثم‭ ‬ما‭ ‬قيمة‭ ‬هذا‭ ‬الفيمتوثانية‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬واحد‭ ‬على‭ ‬المليون‭ ‬من‭ ‬البليون‭ ‬من‭ ‬الثانية،‭ ‬يا‭ ‬سيدي‭. ‬ولماذا‭ ‬يختارون‭ ‬زويل‭ ‬وأنا‭ ‬‮«‬زول‮»‬‭ ‬كامل؟‭ ‬ثم‭ ‬ماذا‭ ‬فعلنا‭ ‬بالدقيقة‭ ‬بل‭ ‬باليوم‭ ‬بل‭ ‬بالعمر‭ ‬بأكمله‭ ‬حتى‭ ‬يحسب‭ ‬لنا‭ ‬هذا‭ ‬الزول‭ ‬الصغير‭ ‬كسور‭ ‬الثواني؟‭ ‬والله‭ ‬فضحتنا‭ ‬يا‭ ‬أستاذ‭ ‬فقد‭ ‬بعثنا‭ ‬بك‭ ‬إلى‭ ‬الغرب‭ ‬لتنهل‭ ‬من‭ ‬العلم‭ ‬النافع‭ ‬فإذا‭ ‬بك‭ ‬تنصرف‭ ‬إلى‭ ‬قضايا‭ ‬هامشية‭. ‬قال‭ ‬فيمتوثانية‭ ‬قال‭.‬

أعود‭ ‬إلى‭ ‬نفسي‭ ‬الأمارة‭ ‬بالمجد‭ ‬والشهرة‭ ‬وأقول‭ ‬إنه‭ ‬سبق‭ ‬لي‭ ‬التلميح‭ ‬إلى‭ ‬رغبتي‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬ترشيحي‭ ‬ضمن‭ ‬شخصيات‭ ‬أي‭ ‬عام‭ ‬‮«‬والسلام‮»‬‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬أن‭ ‬بقائي‭ ‬حياً‭ ‬حتى‭ ‬دخول‭ ‬الألفية‭ ‬الثالثة‭ ‬يعد‭ ‬إنجازا‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته،‭ ‬ولو‭ ‬تسنى‭ ‬لي‭ ‬كتابة‭ ‬سيرتي‭ ‬الذاتية‭ ‬لفزت‭ ‬بـ«جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للبقاء‮»‬،‭ ‬ولرفضتها‭ ‬لأن‭ ‬السودانيين‭ ‬كانوا‭ ‬سيتباهون‭ ‬بأن‭ ‬جعفر‭ ‬نال‭ ‬‮«‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للبغاء‮»‬‭ ‬بسبب‭ ‬تحسسهم‭ ‬من‭ ‬حرف‭ ‬القاف‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬الفكر‭ ‬السياسي‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬دليل‭ ‬تاريخي‭ ‬قاطع‭ ‬بأن‭ ‬العرب‭ ‬عندما‭ ‬دخلوا‭ ‬منطقة‭ ‬البلقان،‭ ‬قبل‭ ‬بضعة‭ ‬قرون،‭ ‬استخدموا‭ ‬سلاح‭ ‬البوس‭ ‬فكان‭ ‬أن‭ ‬ولدت‭ ‬دولة‭ ‬‮«‬البوسنة‮»‬‭ ‬ودليل‭ ‬عروبتها‭ ‬أنها‭ ‬ظلت‭ ‬تعبانة‭ ‬طوال‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ستين‭ ‬سنة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هب‭ ‬الخواجات‭ ‬لنجدتها‭.‬

وأعود‭ ‬إلى‭ ‬موضوع‭ ‬أحقيتي‭ ‬بالتقديم‭ ‬كشخصية‭ ‬لعام‭ ‬2024،‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬عام‭ ‬لاحق،‭ ‬وإعداد‭ ‬إنجازاتي‭ ‬وأتحدى‭ ‬جميع‭ ‬صحفيي‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬والإفرنجي‭ ‬أن‭ ‬يأتوا‭ ‬بمثلي‭ ‬في‭ ‬الصمود‭: ‬إنسان‭ ‬عندما‭ ‬ختنوه‭ ‬وضعوا‭ (‬والله‭) ‬على‭ ‬الجرح‭ ‬روث‭ ‬البقر‭ ‬لمنع‭ ‬حدوث‭ ‬التهاب‭ (‬تضحك‭ ‬وتنسى‭ ‬أن‭ ‬فليمنغ‭ ‬استخلص‭ ‬البنسلين‭ ‬من‭ ‬العفن؟‭)‬،‭ ‬وذات‭ ‬مرة‭ ‬كان‭ ‬مع‭ ‬رفاق‭ ‬الصبا‭ ‬يشوون‭ ‬الذرة‭ ‬الصفراء‭ ‬قرب‭ ‬جدول‭ ‬ماء‭ ‬فاشتعلت‭ ‬النيران‭ ‬في‭ ‬جلباب‭ ‬أحدهم،‭ ‬ففر‭ ‬الجميع‭ ‬صوب‭ ‬بيوت‭ ‬القرية‭ ‬وهم‭ ‬يولولون،‭ ‬لأنهم‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬وقتها‭ ‬يعرفون‭ ‬أن‭ ‬الماء‭ ‬يطفئ‭ ‬النار،‭ ‬وكان‭ ‬صبياً‭ ‬عندما‭ ‬رأى‭ ‬طائرة‭ ‬هيلوكوبتر‭ ‬مرة‭ ‬فأصيب‭ ‬بلوثة‭ ‬عقلية‭ ‬فذهب‭ ‬به‭ ‬أهله‭ ‬إلى‭ ‬دجال‭ ‬أشبعه‭ ‬بصقاً‭ ‬وصفعاً‭ ‬لتطفيش‭ ‬الجني‭ ‬الذي‭ ‬ركبه،‭ ‬فبقي‭ ‬الجني‭ ‬وخرج‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬عقله‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭. ‬طيب‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬تسنى‭ ‬له‭ ‬لاحقاً‭ ‬أن‭ ‬يركب‭ ‬الاسانسير‭ ‬وهو‭ ‬دون‭ ‬العشرين‭ ‬بقليل،‭ ‬وركب‭ ‬الطائرة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يبلغ‭ ‬الخامسة‭ ‬والعشرين،‭ ‬وتوالت‭ ‬الإنجازات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أكل‭ ‬البيتزا‭ ‬وآيسكريم‭ ‬وباسكن‭ ‬روبنز،‭ ‬وجلس‭ ‬أمام‭ ‬الكومبيوتر‭ ‬يكتب‭ ‬هذه‭ ‬الكلمات‭.‬

بالله‭ ‬عليكم‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يستحق‭ ‬التخليد‭ ‬والاشادة‭ ‬أكثر‭ ‬مني‭: ‬رعيت‭ ‬الغنم‭ ‬في‭ ‬صباي،‭ ‬وعضتني‭ ‬ناقة‭ ‬في‭ ‬كتفي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬طاردتني‭ ‬فلجأت‭ ‬إلى‭ ‬شجرة‭ ‬فمدت‭ ‬عنقها‭ ‬وخمشتني‭ ‬حتى‭ ‬سقطت‭ ‬أرضاً،‭ ‬ولولا‭ ‬أنني‭ ‬سقطت‭ ‬في‭ ‬دغل‭ ‬تعذر‭ ‬عليها‭ ‬دخوله‭ ‬لبركت‭ ‬علي‭ ‬لتهرسني،‭ ‬ومنذ‭ ‬يومها‭ ‬وأنا‭ ‬أكره‭ ‬الجمال‭ ‬والنوق‭ ‬والبعير‭ ‬والهجن،‭ ‬ويخيل‭ ‬إلي‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬تنظم‭ ‬سباقات‭ ‬الهجن‭ ‬نكاية‭ ‬بي‭ ‬أو‭ ‬لتطفيشي‭ ‬من‭ ‬ربوعها،‭ ‬ولكن‭ ‬هيهات،‭ ‬ثم‭ ‬أصبحت‭ ‬أقود‭ ‬سيارة،‭ ‬وعلمت‭ ‬أمي‭ ‬استخدام‭ ‬التليفون‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتعلم‭ ‬استخدام‭ ‬الساعة،‭ ‬واشتريت‭ ‬لعيالي‭ ‬البوكيمون،‭ ‬وبلاي‭ ‬ستيشن‭ ‬تو‭ ‬وثري،‭ ‬وعندي‭ ‬اليوم‭ ‬آيفون‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أخذت‭ ‬دروسا‭ ‬خصوصية‭ ‬في‭ ‬استخدامه،‭ ‬وهو‭ ‬نفس‭ ‬الموديل‭ ‬الذي‭ ‬عند‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬بايدن‭.‬

الإنجاز‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يجتاز‭ ‬شخص‭ ‬مثلي‭ ‬القرن‭ ‬الخامس‭ ‬عشر‭ ‬ويواكب‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين،‭ ‬ولهذا‭ ‬فمن‭ ‬المنطقي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬أو‭ ‬أوسكار‭ ‬لأمثالي‭.‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا