العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

يوم الطفل الفلسطيني

بالأمس‭ ‬20‭ ‬نوفمبر،‭ ‬احتفل‭ ‬العالم‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للطفل،‭ ‬وقد‭ ‬وضعت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬شعار‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬2023‭: ((‬لكل‭ ‬طفل‭.. ‬كل‭ ‬حقوقه‭)).. ‬ويعود‭ ‬تاريخ‭ ‬الاحتفالية‭ ‬إلى‭ ‬مناسبة‭ ‬إعلان‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1959‭ ‬م،‭ ‬وكذلك‭ ‬ذكرى‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الدولية‭ ‬لحقوق‭ ‬الطفل،‭ ‬وتقوم‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬اليونيسف‮»‬‭ ‬بحث‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬للاحتفال‭ ‬بيوم‭ ‬20‭ ‬نوفمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬أبرزت‭ ‬جهودها‭ ‬التنفيذية‭ ‬والتشريعية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬لبيان‭ ‬دعم‭ ‬حقوق‭ ‬الأطفال،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬بقي‭ ‬متفرجا‭ ‬على‭ ‬انتهاك‭ ‬حقوق‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وفلسطين،‭ ‬جراء‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المستمرة‭.‬

وبمناسبة‭ ‬يوم‭ ‬الطفل‭ ‬العالمي،‭ ‬نشرت‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬فيديو‭ ‬يوثق‭ ‬معاناة‭ ‬الطفل‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بقطاع‭ ‬غزة،‭ ‬نظرًا‭ ‬للعدوان‭ ‬الغاشم‭ ‬لقوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬والذي‭ ‬يعد‭ ‬حرب‭ ‬إبادة‭ ‬ضد‭ ‬الأطفال،‭ ‬وسط‭ ‬عجز‭ ‬دولي‭ ‬عن‭ ‬لجم‭ ‬الآلة‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬حصدت‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭.‬

في‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي‭ ‬نشرت‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬‭ ‬تقريرا‭ ‬أفاد‭: ((‬على‭ ‬مدى‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية،‭ ‬شهد‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬خسائر‭ ‬فادحة‭ ‬بين‭ ‬أطفاله،‭ ‬حيث‭ ‬أفادت‭ ‬التقارير‭ ‬بمقتل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬2000‭ ‬طفل‭ ‬وإصابة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬5000‭ ‬آخرين‭ ‬بسبب‭ ‬الهجمات‭ ‬المتواصلة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬مناطق‭ ‬متفرقة‭ ‬من‭ ‬القطاع،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬معدله‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬طفل‭ ‬قُتل‭ ‬أو‭ ‬أصيب‭ ‬يومياً‭.. ‬وتعد‭ ‬فترة‭ ‬الحرب‭ ‬هذه‭ ‬أشد‭ ‬فترة‭ ‬تصعيد‭ ‬دموية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬تشهدها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2006‭ ‬بحسب‭ ‬اليونيسف‭)).‬

كانت‭ ‬تلك‭ ‬الإحصائية‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭.. ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬اقتراب‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬على‭ ‬الانتهاء،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬كشف‭ ‬مرصد‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬الأطفال‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬ضحايا‭ ‬حرب‭ ‬إسرائيل‭ ‬المتواصلة‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬بلغ‭ ‬نصف‭ ‬مليون‭ ‬طفل‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬قتيل‭ ‬وجريح‭ ‬ومن‭ ‬دُمرت‭ ‬أو‭ ‬تضررت‭ ‬منازلهم‭.  ‬

وأن‭ ‬6100‭ ‬طفل‭ ‬قُتلوا‭ ‬أو‭ ‬فُقدت‭ ‬آثارهم‭ ‬تحت‭ ‬أنقاض‭ ‬المباني‭ ‬التي‭ ‬دمرتها‭ ‬هجمات‭ ‬إسرائيل‭ ‬الجوية‭ ‬والمدفعية‭ ‬المكثفة‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وقد‭ ‬تضاءلت‭ ‬فرص‭ ‬نجاتهم‭ ‬بشدّة‭ ‬بعد‭ ‬تعذّر‭ ‬انتشالهم‭ ‬منذ‭ ‬أيام‭. ‬وبأن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬15500‭ ‬طفل‭ ‬أُصيبوا‭ ‬بجروح‭ ‬مختلفة،‭ ‬تُوصف‭ ‬حالة‭ ‬عشرات‭ ‬منهم‭ ‬بالحرجة،‭ ‬فيما‭ ‬تعرّض‭ ‬عشرات‭ ‬آخرون‭ ‬لحالات‭ ‬بتر‭ ‬لأطرافهم،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬تعرّض‭ ‬مئات‭ ‬منهم‭ ‬لحروق‭ ‬شديدة‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬متفرقة‭ ‬من‭ ‬أجسادهم‭.‬

وبالتالي،‭ ‬فإن‭ ‬الطفل‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لا‭ ‬يعنيه‭ ‬بكائية‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬جون‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬حزين‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يشاهده‭ ‬من‭ ‬صور‭ ‬الأطفال‭ ‬القتلى،‭ ‬لأنه‭ ‬شريك‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ضد‭ ‬الطفل‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬والذي‭ ‬لجأ‭ ‬إلى‭ ‬كتابة‭ ‬اسمه‭ ‬على‭ ‬جسده،‭ ‬لتسهيل‭ ‬التعرف‭ ‬عليه‭ ‬عند‭ ‬استشهاده‭ ‬بسبب‭ ‬الأسلحة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الأمريكية‭.‬

في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬تحتفل‭ ‬فلسطين‭ ‬بيوم‭ ‬الطفل‭ ‬الفلسطيني‭.. ‬فهل‭ ‬سينتظر‭ ‬العالم‭ ‬حتى‭ ‬شهر‭ ‬أبريل‭ ‬القادم‭ ‬حتى‭ ‬يدرك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬طفلا‭ ‬فلسطينيا‭ ‬له‭ ‬حقوق‭..‬؟؟‭     ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا